رووداو ديجيتال

قالت عضو في البرلمان البريطاني من حزب العمال الحاكم إن حكومتهم تعترف بأن حكومة إقليم كوردستان والشعب الكوردي في المنطقة “مجموعة وشعب مهم لبناء العلاقات معهم.” وترى أن عملية السلام في تركيا وشمال كوردستان في مصلحة الكورد واقتصاد المنطقة.

في مقابلة مع زنار شينو، موفد شبكة رووداو الإعلامية إلى بريطانيا، أجابت عضو البرلمان البريطاني ووكيلة وزير الدولة لشؤون العلوم والابتكار والتكنولوجيا، فريال كلارك، على عدة أسئلة، من بينها أسئلة تناولت القضية الكوردية في غرب وشمال كوردستان.

عن الوضع في سوريا والكورد في كوردستان سوريا، قالت البرلمانية البريطانية: “عانى الكورد باستمرار وكانوا أول من تعرض للهجوم من قبل داعش في تلك المنطقة. لذلك من المهم جداً بالنسبة لي أن يتمكن الكورد، الذين حاربوا وقدموا تضحيات كبيرة في المنطقة، أن يكونوا جزءاً من أي عملية ديمقراطية تنمو في المنطقة”.

وبشأن عملية السلام في تركيا، رأت كلارك ضرورة أن تسعى تركيا للسلام مع الكورد وقالت: “إنه (السلام) يصب في مصلحة البلاد، ومصلحة المجتمع الكوردي ومصلحة اقتصاد المنطقة. المناطق الكوردية تعاني من قلة الاستثمار فيها. البلاد تعاني من عدم المشاركة الكاملة من جانب الكورد”.

وأشارت إلى أنها نشأت منذ طفولتها مع فشل محادثات السلام في تركيا، وأعربت عن أملها في أن “تكون هذه المحادثات في النهاية حواراً حقيقياً وأن تؤدي إلى عملية سلام في تركيا”.

رووداو: الوزيرة كلارك، حزبكم يحكم هذه الدولة العظمى الآن. هل يمكن أن تخبرينا عن الوضع الحالي للعلاقات بين بريطانيا والشعب الكوردي من جهة، ومع إقليم كوردستان من جهة أخرى؟

فريال كلارك: شكراً جزيلاً لوجودك هنا وإتاحة هذه الفرصة. كما تعلم، الحكومة البريطانية، سواء حكومة حزب العمال أو الحكومات السابقة، أولت دائماً أهمية للعلاقات مع الشعب الكوردي وحكومة إقليم [كوردستان]. كانت الحكومات السابقة واضحة جداً حول مدى أهمية تلك العلاقات. كنت عضواً في المجموعات متعددة الأحزاب في البرلمان البريطاني التي كان يرأسها آنذاك برلمانيون من حزب المحافظين. لذلك أعلم أن الحكومات السابقة كانت تهتم بالأمر. الآن، فيما يتعلق بحكومتي، حكومة العمال التي هي في السلطة حالياً، يمكنني القول إن تلك العلاقة مهمة جداً. هذه العلاقة مهمة حقاً. قبل فترة وفي نهاية العام الماضي، زار وزير الداخلية كوردستان، وهذا يعني أن العلاقات بدأت تتشكل. نحن في الحكومة منذ ستة أشهر فقط. الحكومة [البريطانية] تحاول الآن بناء هذه العلاقات وتعترف بأن حكومة إقليم كوردستان والشعب الكوردي في المنطقة مجموعة مهمة وشعب مهم لبناء العلاقات معهم.

رووداو: الوزيرة كلارك، أعين الكورد مركزة الآن على سوريا، لأن هناك كورداً في سوريا وهناك تغيير كبير في سوريا، لكننا لا نرى مشاركة بريطانية في سوريا مثل ألمانيا أو فرنسا؟ ما السبب؟ هل بريطانيا لا تهتم بسوريا؟ بعد أن رأيت اجتماع الوزير لامي مع وزير خارجية سوريا الحالي. ما هو موقف بريطانيا من هيئة تحرير الشام، الحاكم الجديد لسوريا؟

فريال كلارك: أولاً، الشعب السوري يعاني منذ فترة طويلة، بمن فيهم الشعب الكوردي في الغرب. لقد عانوا وتعرضوا لآلام كبيرة جداً. لذلك من المهم جداً أن نرى الاستقرار في سوريا. عانى الكورد باستمرار وكانوا أول من تعرض للهجوم من قبل داعش في تلك المنطقة. لذلك من المهم جداً بالنسبة لي أن يتمكن الكورد، الذين حاربوا وقدموا تضحيات كبيرة في المنطقة، أن يكونوا جزءاً من أي عملية ديمقراطية تبدأ في النمو في المنطقة. نحن كدولة نراقب عن كثب ما يحدث في سوريا. آمل شخصياً أن تنظر الإدارة الجديدة بأهمية إلى المجتمع بأكمله الذي يعيش في سلام. إنه مجتمع العلويين، إنهم الكورد في الغرب، إنهم المسيحيون والآشوريون والمسلمون، كل المجتمعات هي فسيفساء كبيرة من الثقافات والأديان والقوميات التي عانت لفترة طويلة. لذلك تراقب بريطانيا الوضع عن كثب. نريد أن نرى الاستقرار ونريد أن نرى البلاد تتجه نحو الديمقراطية. بالنسبة لي شخصياً، أشعر أن هذا لن يحدث ما لم يتم تمثيل صوت الكورد في السلطة الجديدة.

رووداو: دعيني أسألك سؤالاً آخر عن كورد تركيا. هل تراقبين المحادثات أم أن هذه ليست قضية بالنسبة لك؟

فريال كلارك: نعم، أراقب محادثات تركيا. يجب أن تسعى تركيا للسلام مع الكورد. إنه في مصلحة البلاد، في مصلحة المجتمع الكوردي وفي مصلحة اقتصاد المنطقة. المناطق الكوردية تعاني من قلة الاستثمار فيها. البلاد تعاني من عدم المشاركة الكاملة للكرد. نشأت منذ طفولتي مع فشل محادثات السلام. لذلك آمل أن تكون هذه المحادثات في النهاية حواراً حقيقياً وأن تؤدي إلى عملية سلام في تركيا بحيث يشعر الكورد، الملايين من الكورد الذين يعيشون في تركيا، أنهم مواطنون متساوون في هذا البلد الذي كانوا جزءاً منه لمئات السنين.

رووداو: سيدة كلارك، دعيني أسألك سؤالاً عن مهمتك في الحكومة، ما هي برامجكم للذكاء الاصطناعي في العام القادم؟ هل الذكاء الاصطناعي مشكلة كبيرة الآن؟ العديد من المحاكم تراقب الذكاء الاصطناعي وتحاول استخدامه في أعمالها اليومية. هنا في بريطانيا، هل يمكنك أن تخبرينا عن خططكم؟

فريال كلارك: ثورة الذكاء الاصطناعي بدأت ولا تنتظر أحداً. لذلك علينا أن ننظر كيف يمكننا استخدام قوة الذكاء الاصطناعي لتحسين حياة مواطنينا في بريطانيا. بريطانيا الآن رائدة، رائدة عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي، تأتي فقط بعد أمريكا والصين، لذلك نريد أن نتأكد من أن بريطانيا ستستمر في ريادة تطوير الذكاء الاصطناعي حتى يتمكن سكان البلاد بأكملها من الاستفادة منه. يمكننا استخدام الذكاء الاصطناعي لتغيير خدماتنا الصحية. يمكننا استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين تعليم أطفالنا في الفصول الدراسية. يمكن للمعلمين استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير خطط الدروس. يمكن للذكاء الاصطناعي القيام بعملية وضع الدرجات للمعلمين ويعيد الوقت للمعلمين لقضاء المزيد من الوقت مع الطلاب. الفرص لا حدود لها. أمس أعلنا عن خطة عملية لفرص الذكاء الاصطناعي وكانت خطة طلبنا من مات كليفورد أن تطورها الحكومة. تتضمن الخطة 50 توصية وأعلن رئيس الوزراء بالأمس أننا سنمضي قدماً في جميع التوصيات الخمسين للتأكد من أن بريطانيا ستكون واحدة من أفضل الدول في الذكاء الاصطناعي ونستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين حياة مواطنينا والتأكد من أننا نستخدم الذكاء الاصطناعي لبدء عصر من النمو الاقتصادي.

رووداو: هل تحتاجون إلى المزيد من التنظيم للذكاء الاصطناعي في بريطانيا أو في العالم؟

فريال كلارك: السلامة مع التكنولوجيا العامة مهمة جداً ولهذا لدينا في بريطانيا أكثر من 16 منظماً . لدينا مجموعة كبيرة وقوية جداً من المنظمين والقواعد وكل منها مختص بقطاع معين، سواء أكان قطاع الصحة أو قطاع الاتصالات. لكننا دائماً نضع السلامة في مقدمة أولوياتنا. في البيان السابق، أعلنت الحكومة أنها ملتزمة بتقديم قانون مكثف ودقيق جداً يراقب نماذج الذكاء الاصطناعي. لهذا السبب لدينا في بريطانيا مؤسسة سلامة الذكاء الاصطناعي التي لديها علاقة مع هذه النماذج وهذه الشركات ونختبرها. لذلك نريد أن نجعل هذه العلاقة رسمية ونريد أن نؤسس مؤسسة سلامة الذكاء الاصطناعي على أساس قانوني. هذا التزام التزمنا به ويمضي قدماً في هذا البرلمان.