قصة صورة مسربة لأسماء الأسد… “كأنها الليدي ديانا”
صورة انتشرت مع مئات الصور الأخرى اثر استيلاء “هيئة تحرير الشام” على دمشق، تظهر فيها الكاتبة ليلي فورشستر مع أسماء الاسد.

عندما كانت الكاتبة ليلي فورشستر تتابع الأنباء الواردة من سوريا بعد سقوط نظام بشار الاسد، فوجئت بصورة ضمن قصة إخبارية على الإنترنت. والصورة التي انتشرت مع مئات الصور الأخرى اثر استيلاء “هيئة تحرير الشام” على دمشق، تظهر فيها فورشستر مع أسماء الاسد.

التقطت هذه الصورة عام 2002 عندما كانت فورشستر في الحادية عشرة من عمرها، على درج كوينز كولدج، وهي مدرسة في وسط لندن درست فيها الكاتبة وأسماء الاسد.

 

عندما التقطت هذه الصورة كانت الكاتبة في السنة الأخيرة من المدرسة الإعدادية.

 

تقول الكاتبة في مقالها في صحيفة “التايمز” البريطانية إنه في ذلك الوقت، كان الناس يحتفلون بأسماء باعتبارها زوجة أحد الإصلاحيين السوريين التي ترتدي أزياء “شانيل”. كان زوجها قد تسلم الرئاسة من والده قبل عامين فقط، وأصبحت هي الوجه الساحر لـ “سوريا الحديثة”. في العام نفسه التقى الزوجان الملكة إليزابيث الثانية في قصر باكنغهام.

وسرعان ما اكتشفت الكاتبة أن هذه الصور استخدمت مرات عديدة في الصحافة، وفي بعض هذه الصور كانت برفقة أختها الصغرى. وتتذكر الكاتبة هذا اليوم بوضوح مدهش، نظرا لأنه حدث قبل 23 عاما، ومع أنها لم تكن تتذكر الشخص الذي التقته، كانت تدرك أنه كان شخصا مهما”.

 

حركت رؤية الصور مرة أخرى الذكريات ودفعت الكاتبة إلى التركيز بشكل أكثر وضوحا. تقول: “كان ذلك يوم ميلادي، ولم يسبق لي أن اخترت لتقديم الزهور من قبل، وخصوصاً في المدرسة الثانوية، التي كنت حريصة على الالتحاق بها، لذا ظلت الذكرى عالقة في ذهني. وعندما أتذكر الماضي، أستعيد وميض الكاميرات، ولكن لم يكن لدي أي فكرة بأن الصور سوف تنتهي في مكتبات الصور، التي يمكن لأي شخص شراؤها”.

 

وأضافت: “لم أصدق أنني لم أربط بين الأمرين قط. لقد حظيت الفظائع التي ارتكبت في سوريا بتغطية واسعة النطاق في الصحافة الإنكليزية، ولكن لم يخطر ببالي قط أنني التقيت ــ واستقبلت بحرارة أسماء الاسد. وعلى الرغم من صدمتها من الصور، لم تفاجأ والدتي برؤيتها. فقد تعقبتها بالفعل أثناء فترة الربيع العربي ولكننا لم نتحدث عن ذلك”.

 

في بداية رئاسة زوجها، لعبت الأسد دور الزوجة الداعمة، ولكن مع مرور الوقت تشير التقارير إلى أنها تمكنت من الوصول إلى موقع النفوذ.

وتقول الكاتبة: “في الصورة أبدو متحمسة ومتوترة بينما يصطف المعلمون والطلاب في الرواق الشهير المزين بورق الجدران من تصميم ويليام موريس، وكأن الأميرة ديانا كانت تزور المكان. كانت الأسد ترتدي سترة بيضاء أنيقة، وتبتسم للمصورين وتحيي المعلمين بحرارة بلهجتها الإنكليزية الناعمة. في الماضي، تبدو الدعوة التي وجهتها المدرسة غير حكيمة، رغم أنه في ذلك الوقت كان من الصعب التنبؤ بالمسار المظلم للأسد.”

وبعد الالتحاق بكوينز كولدج، درست الأسد علوم الكمبيوتر في كينغز كولدج لندن قبل أن تصبح مصرفية استثمارية في جي بي مورغان. نشأت في أكتون، وهي منطقة من الطبقة المتوسطة في غرب لندن، على مرمى حجر من المكان الذي تعيش فيه الكاتبة الآن. ومع التقارير التي تتحدث عن مرضها الخطير، فهي ممنوعة من العودة إلى بلد ميلادها اليوم.