كيف تصبح قسديا في خمس دقائق؟ سؤال غريب، أليس كذلك؟ فقط، تابع صفحات نشطاء وإعلاميي ورموز النظام السوري الجديد لمدة أقصاها ثلاث دقائق، والدقيقتان الباقيتان كافيتان لاتخاذ قرارك. ذلك أن منسوب خطاب الكراهية ضد الكرد وباقي مكونات الشعب السوري؛ سريان، أرمن، آشوريين، دروز، علويين، شيعة، اسماعيلية…، لا يبشر بخير.
هذا الخطاب الموتور الهمجي الفاشي؛ ظاهرا وباطنا، سيجعل من سوريا قاعدة انطلاق وتمدد الدولة الدينية في العالم العربي. ومصر؛ قيادة وشعبا، تعي خطورة ذلك، وتتحوط له بصمت وحذر شديدين.
من خلال فترة تواجدي في مصر؛ الأسبوعين الماضيين، لم أجد مصريا واحدا ينتمي للوسط الثقافي، ليس مع قسد كضمانة قوية واسترايجية للوقوف في وجه الدولة الدينية. وكل ما يضخ في الإعلام من كذب وتضليل إعلامي على أن قسد مشروع انفصالي، صهيو-امريكي… لا يدخل في ذمة من استمعت إليهم “بتلاتة تعريفة”. ولا يخلو الأمر من بعض المتأثرين بالضخ الإعلامي المذكور.
لكن تحظى قسد بشعبية في الوسط الثقافي المصري أكثر بكثير من أحمد الشرع ومنظومته وكراكيبه وتراكيبه. واعتقد أن الحال في دول الخليج والعراق ليس مختلفا. زيدوا على هذا وذاك، ضمن أوساط السوريين في الساحل وجبل العرب الاشم، قسد تتمد كمشروع سياسي يقف وارءه سلاح مقاتليه ودماء أكثر من 20 الف مقاتل ومقاتلة. وهذه معلومة وليس تحليلا أو استنتاجا، لمن يريد ان يعي ويفهم خطورة وفداحة اللعب بالنار. لذا، يريدون نزع سلاح قسد بأي شكل، بهدف نسف مشروعها السياسي المناهض للدولة الدينية. لأن قسد الحالية بما لديها من قوات، وتسليح وعقيدة ومشروع وحلفاء، هي أقوى من دولة أحمد الشرع ومنظومته.
المشكل في قسد والمأخذ الوحيد عليها، هو سلطة وسطوة وبلاء PKK. واعتقد أن هذه المشكلة إلى زوال.
مقصدي مما سلف: خطاب الكراهية ضد المكونات السورية وتحديدا الكرد، ومحاولات إقصاءهم، هو أبرز مصادر وقود قسد.