يعود سعد الحريري إلى الساحة اليوم بعد ثلاث سنوات من تعليقه العمل السياسي والتنظيمي لـ”تيار المستقبل” وابتعاده شخصياً عن الساحة السياسية اللبنانية الذي أثار الكثير من الأسئلة عن أسبابه التي تم ربطها برغبة سعودية بإبعاده عن المشهد بعد سلسلة من النكسات الساسية التي كان أفدحها مساهمته في انتخاب مرشح “حزب الله” ميشال عون رئيساً للجمهورية.
تشي التحضيرات في ساحة الشهداء في قلب بيروت بأن عودة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان هذه المرة، في الذكرى العشرين لاستشهاد والده الرئيس رفيق الحريري، ستكون مختلفة عنها في السنوات الماضية التي تلت إعلانه تعليق عمله السياسي وعمل “تيار المستقبل”. كل شيء في البيت المستقبلي يؤشر إلى إقامة غير صامتة للحريري هذه المرة، وهو ما لن يتم تأكيده قبل الكلمة التي يلقيها بعيد ظهر اليوم ويتكتم على مضمونها الذي لا تعرفه الًا حلقة ضيقة جداً ليس منها من يطلون في الإعلام ليتحدثوا عن حضور الحريري ومستقبل حركته السياسية.
يعبئ “تيار المستقبل” جمهوره للنزول إلى ساحة ضريح رفيق الحريري عبر إعلامه وعبر حركة مكوكية لقيادته التي تتنقل بين المناطق اللبنانية لتامين أوسع حضور شعبي ممكن بعد خيبات السنوات الماضية التي كانت أشبه باستفتاء عكسي إذ لم يرق حجم المشاركة الشعبية إلى مستوى آمال القيادة. يراهن التيار اليوم على توقع عودة سعد الحريري إلى ممارسة دوره السياسي ويقول بعضهم ان القرار صدر بذلك لكنهم لا يجزمون به بانتظار كلمته اليوم، فالتحفظ واجب ولا ضرورة للتسرع بتأكيدات قد لا تكون ضرورية قبل أوانها.
يعود سعد الحريري إلى الساحة اليوم بعد ثلاث سنوات من تعليقه العمل السياسي والتنظيمي لـ”تيار المستقبل” وابتعاده شخصياً عن الساحة السياسية اللبنانية الذي أثار الكثير من الأسئلة عن أسبابه التي تم ربطها برغبة سعودية بإبعاده عن المشهد بعد سلسلة من النكسات الساسية التي كان أفدحها مساهمته في انتخاب مرشح “حزب الله” ميشال عون رئيساً للجمهورية.
الحريري في بيروت اليوم، وخطابه منتظر، والتوقعات كثيرة وكذلك الإنتظارات، ولا شك في انه يعرف أن فرصته هذه المرة قد تكون الأخيرة لإعادة استنهاض شعبيته وطائفته إلى جانبه، فكلما طال غيابه دخل في طي النسيان، لا سيما أن شخصيات أخرى لا بد أن تتملأ الفراغ. فنجيب ميقاتي حاضر وقد أثبت اهليته السياسية وقدرته على قيادة الحكومة (والبلد) في أصعب الظروف، ونواف سلام دخل الى السياسة من باب الإصلاح وقوة الموقف رغم كل الضغوط التي واجهها في تشكيل الحكومة ومناكفة الأطراف السياسيين التقليديين.
ينظر الحريري والحريريون إلى المستقبل بعيون الإنتخابات النيابة المقبلة بعد 15 شهراً، ويعتبرونها فرصة سانحة لإعادة بناء موقعهم الساسي المفقود. قرار الحريري اليوم حاسم، التحضير للانتخابات يتطلب ورشة كبيرة ومكلفة. والورشة تتطلب أولاً اعادة بناء التيار، فلا يمكن تحقيق نتائج ايجابية بالأدوات نفسها التي كانت وراء ترهل التيار وانفراط عقد الكثير من المؤسسين والفاعلين، علاوة على تفشي ظاهرة التسلق والفساد والطمع بالمال وحتى اختلاسه من خزائن التيار وجيوب الحريري نفسه.
تغير لبنان وتغير العالم وتغير الشرق الأوسط خلال ثلاث سنوات من غياب الحريري عن السياسة اللبنانية، وهو الآن خارج دائرة الحكم والتأثير في إدارة البلاد، ربما يكون ذلك في مصلحته وربما لا. هذا يتوقف على تموضعه السياسي وموقفه من كل القضايا المطروحة وعلى التحالفات التي سينسجها تمهيداً للانتخابات المقبلة التي تبقى المعيار الوحيد لقياس نجاحه أو فشله ولشعبيته. وأولاً وأخيراً على مدى التغير الذي حل بشخصيته وافكاره وعلى الدروس التي استقاها من تجربته القاسية مع طبقة سياسية طائفية فئوية متصلبة ومتجذرة لا تؤمن بطيبة القلب ولا بالمصلحة العامة أساساً.
ينظر المستقبليون الى التطورات الأخيرة في لبنان باعتبارها عوامل إيجابية في مصلحة الحريري، ويذهب بعضهم إلى حد القول إن ما حصل يؤكد رؤية الحريري ويبررون انكفاءه بانه كان لمنع فتنة كانت واقعة بفعل الواقع الذي فرضته سيطرة المحور الايراني على لبنان (وسوريا).
ساعات قليلة ويظهر قرار الحريري، مباشراً أو موارباً.