قدم الأمين العام للأمم المتحدة، انطونيو غوتيريش، تقريره الرابع حول العنف ضد الأطفال في روجآفا وسوريا إلى مجلس الأمن الدولي، تناول فيه الانتهاكات التي ارتكبها 30 فصيلاً بحقهم.  
التقرير الذي قدم إلى المجلس في (27 تشرين الثاني 2023)، يغطي الفترة من (1 تموز 2020) لغاية (30 تموز 2022)، ويتألف من 6 أقسام، تتناول التسليح والقتل والإصابة والاعتداءات الجنسية وغيرها من العنف الجنسي، والهجمات على المدارس والمستشفيات، والاختطاف، ومنع الوصول إلى المساعدات الإنسانية.
بحسب الأمم المتحدة، شهدت تلك الفترة 5 آلاف و 219 انتهاكا من قبل 30 فصيلاً مسلحاً بحق 5 آلاف و73 طفلاً، بزيادة قدرها 10% بالمقارنة مع التقرير السابق الذي قدم في (23 نيسان 2021).
التجنيد والاستخدام
تقول الأمم المتحدة، إن ألفين و990 طفلاً (ألفان و860 ذكراً و130 أنثى) تتراوح أعمارهم بين 9 و17 عاماً تم تم تجنيدهم، منهم 829 طفلاً من قبل قوات سوريا الديمقراطية والقوات الأخرى الخاضعة للإدارة الذاتية، على النحو التالي: 824 طفلاً من قبل وحدات حماية الشعب/ وحدات حماية المرأة، 3 أطفال من قبل وحدات أخرى لقسد، وطفلان من قبل قوات تحرير عفرين.
التقرير أشار إلى أن قسد وقّعت عام 2019 اتفاقاً مع الأمم المتحدة تعهدت بموجبه بإنهاء تجنيد من تقل أعمارهم عن 18 عاماً، وافتتحت لهذا الغرض مكاتب في المناطق الخاضعة لسيطرتها، “لكن عدد الأطفال المجندين من قبل قسد وقوى الأمن الداخلي زاد بنسبة 80%” خلال العامين.
وأعلنت قسد أنها ابعدت 278 طفلاً عن صفوفها خلال العامين، وقدمت المساعدة لـ 54 طفلاً منهم من أجل عودتهم إلى أسرهم ومجتماعتهم.
حول المناطق التي شهدت أغلب الانتهاكات، جاءت محافظة إدلب في الصدارة بتسجيل ألف و220 انتهاكاً فيها، ثم الحسكة التي شهدت تسجيل 626 انتهاكاً.
الحرمان من الحريات
الأمين العام للأمم المتحدة ابلغ مجلس الأمن الدولي بأن 910 أطفال حرموا من حرياتهم بسبب روابطهم مع داعش والفصائل المسلحة، بينهم 758 طفلاً في المناطق الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية.
كما يخضع 31 ألف طفل لمسلحي داعش إلى الاحتجاز في مخيمي الهول وروج في روجآفا.
 
قتل وجرح
التقرير أكد مقتل 792 طفلاً وإصابة ألف و99 آخرين، بينهم 245 ذكراً و439 أنثى، و207 مجهولي الهوية. 760 طفلاً تقل أعمارهم عن 12 عاماً، في حين ارتفعت نسبة الإصابات بـ 30% بالمقارنة مع فترة التقرير السابق.
الأمم المتحدة حمّلت قسد والقوات الأخرى التابعة للإدارة الذاتية، المسؤولية عن قتل 145 طفلاً (70 على يد وحدات حماية الشعب/ وحدات حماية المرأة، و58 من قبل الوحدات الأخرى في قسد، و17 طفلاً من قبل قوات تحرير عفرين”.
وجاءت حلب في الصدارة حيث شهدت ارتكاب 627 جريمة، والحسكة في المرتبة الثانية بـ 129 جريمة.
الاعتداء والأنواع الأخرى للعنف الجنسي
في هذا السياق، يشير التقرير إلى اختطاف 4 فتيات إزيديات تتراوح أعمارهن بين 13 و17 عاماً من قبل داعش في عام 2014، و”استعبادهن جنسياً”، تم انقاذهن في عام 2021.
وشهدت فترة كتابة التقرير تسجيل 3 اعتداءات وأنواع أخرى من العنف الجنسي (بحق ذكرين وأنثى) من قبل “هيئة تحرير الشام في مدينة إدلب عام 2020”.
الأطفال الثلاثة اخوة، يبلغ الولدان من العمر 12 و11 عاماً فيما تبلغ شقيقتهم 14 عاماً، وكانوا يقيمون في منزل تابع للهيئة، حيث تعرض الولدان إلى “اعتداءات جنسية بشكل مستمر، في حين تم تزويج الفتاة عنوة لأحد أعضاء الهيئة”.
ويشير الأمين العام للأمم المتحدة إلى حدوث اعتداءات جنسية أخرى، لم تكشف عنها العوائل بسبب التقاليد الاجتماعية أو عدم ثقتها بالمحاكم، فيما تجبر معظم الفتيات اللاتي يحملن بعد الاعتداء عليهن، على الزواج من المعتدين، وتواجه الفتيات في المخيمات بشكل متزايد خطر التعرض للاغتصاب والعنف الجنسي.
الهجمات على المستشفيات والمدارس
تقرير أنطونيو غوتيريش، أكد تعرض المدارس والمستشفيات إلى 63 هجوماً، 39 منها على المدارس و24 على المستشفيات، بزيادة قدرها 80% عن فترة التقرير السابق.
التقرير يتهم قسد والقوات الأخرى التابعة للإدارة الذاتية بشن 16 هجوماً من تلك الهجمات على النحو التالي: 4 هجمات من قبل قوى الأمن الداخلي، هجوم من قبل قوات تحرير عفرين، هجوم من قبل وحدات حماية الشعب/ وحدات حماية المرأة، و10 هجمات من قبل وحدات أخرى داخل قسد.
حول المناطق التي شهدت أكثر الهجمات، جاءت إدلب أولاً بـ 26 هجوماً، ثم حلب بـ 13 هجوماً، فيما شهدت الحسكة 6 هجمات.
المنظمة الدولية بيّنت أن تلك الهجمات أسفرت عن مقتل وإصابة 81 طفلاً. على سبيل المثال، شنت قوات موالية للحكومة السورية هجوماً جوياً في ايلول 2021 استهدف معهداً في إدلب واسفر إصابة 3 فتيان وفتاتين تقل أعمارهم عن 13 عاماً.
استخدام المستفيات والمدارس لأغراض عسكرية
التقرير أكد 70 حالة لاستخدام 63 مدرسة و7 مستشفيات لأغراض عسكرية، 55 منها من قبل وحدات حماية الشعب/ وحدات حماية المرأة، و3 من قبل قوى الأمن الداخلي.
الحسكة تصدرت المناطق، حيث شهدت ذلك بـ 53 حالة، وجاءت دير الزور في المرتبة الثانية بـ 13 حالة. مثلاً استخدمت وحدات حماية الشعب/وحدات حماية المرأة في حزيران 2022 مدرسة “حويجة” في دير الزور كمقر لها ورفعت عليها علمها.
الاختطاف
أكدت الأمم المتحدة حدوث 222 حالة اختطاف لـ 73 ذكراً و149 أنثى تتراوح أعمارهم بين 3 و16 عاماً.
واختطفت “هيئة تحرير الشام” 210 أطفال، والشاب الثوري “جوانێن شۆڕشگێڕ” 5 أطفال، وقوات مجهولة 5 أطفال، ووحدات حماية الشعب/ وحدات حماية المراة طفلاً واحداً، وقوات الحكومة السورية طفلاً واحداً، وفق التقرير.
وشهدت إدلب 210 حالة اختطاف بينما شهدت الحسكة 10 حالات.
التقرير يشير على سبيل المثال إلى أن قوات “هيئة تحرير الشام” اقتحمت داراً للأيتام كان يأوي 210 طفلاً تتراوح أعمار بين 1 و15 عاما، واستولت عليه.
منع وصول المساعدات الإنسانية
الأمم المتحدة أكدت حدوث 50 حالة لمنع الوصول إلى المساعدات الإنسانية، 16 منها من قبل قوات مجهولة، 5 من قبل قسد، وحالتان من قبل قوى الأمن الداخلي.
معظم الحالات حدثت في محافظة الحسكة التي شهدت تسجيل 18 حالة، ثم إدلب التي شهدت 12 حالة. التقرير أشار إلى مقتل 34 موإصابة 15 موظفاً يعلمون في الوكالات الإنسانية.