Skip to content

السفينة

alsafina.net

Primary Menu
  • الرئيسية
  • الأخبار
  • افتتاحية
  • حوارات
  • أدب وفن
  • مقالات رأي
  • منوعات
  • دراسات وبحوث
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • الأرشيف
  • Home
  • الثورة عملية مستمرّة من إعادة التشكيل سمر يزبك…. المصدر: العربي الجديد
  • مقالات رأي

الثورة عملية مستمرّة من إعادة التشكيل سمر يزبك…. المصدر: العربي الجديد

khalil المحرر مارس 20, 2025

–
في عام 1848، أو بعد ذلك بقليل، أنجز غوستاف فلوبير روايته الأولى “التربية العاطفية”، التي تُعدّ شهادةً أدبيةً عميقةً على التحوّلات السياسية والاجتماعية في فرنسا خلال منتصف القرن التاسع عشر، قبل ثورة 1848، وما تلاها. من خلال شخصية بطلها “فريديريك مورو”، تجسّد الرواية إحباط جيل كامل، عالقٍ بين طموحات التغيير وعجزه عن تحقيقه، فتتحوّل الثورة من وعدٍ بالتحرّر إلى خيبة كُبرى، ويجد الفرد نفسه عاجزاً عن الفعل وسط مشهد سياسي واجتماعي متقلّب.

لطالما كان الأدب شاهداً على التحوّلات التاريخية الكُبرى، ليس بوصفه انعكاساً للواقع فقط، بل بوصفه قوّةً مفسّرةً ومحرّكةً للأحداث، فالرواية، لأنها الشكل الأدبي الأكثر قدرة على التقاط تعقيد التجربة البشرية، لم تكن يوماً مجرّد وثيقةٍ زمنية، بل فضاءً يعيد فيه الكتّاب مساءلة التاريخ، وتفكيك البُنى الفكرية والاجتماعية التي تصوغ مصائر الشعوب. منذ نشأتها الحديثة، ارتبطت الرواية بالتغيّرات العميقة التي عصفت بالمجتمعات، من سقوط الإقطاع وصعود البرجوازية، إلى الثورات السياسية والاجتماعية الكُبرى. في هذا السياق، يمكن النظر إلى “التربية العاطفية”، لغوستاف فلوبير، نموذجاً للرواية التي تفكّك الحلم الثوري وتعيد صوغه من خلال تجربة فردية تعكس مأزق جيل بأكمله.

لطالما كان الأدب شاهداً على التحوّلات التاريخية الكُبرى، ليس بوصفه انعكاساً للواقع فقط، بل بوصفه قوّةً مفسّرةً ومحرّكةً للأحداث

كتب فلوبير “التربية العاطفية” في أعقاب ثورة 1848، التي حملت آمالاً كُبرى بالتغيير، لكنّها انتهت بإعادة إنتاج القمع بشكل أكثر تعقيداً. في الرواية، نجد أن بطلها فريدريك مورو الذي كان يطمح إلى المجد السياسي والعاطفي، ينتهي إلى حالةٍ من الخيبة واللاجدوى، فتتحوّل الثورة من فرصة للخلاص إلى مأزقٍ وجودي. لكنّ الأهم أن هذه الخيبة ليست مُجرّد نتيجةٍ للقمع السياسي، بل أيضاً انعكاسٌ لتناقضات الوعي الثوري ذاته، ولعجز الأفراد عن تجاوز الأطر الاجتماعية والاقتصادية التي تحكمهم. ومن هنا، لا تقدّم الرواية إجابةً واضحةً عن معنى الثورة، بل تترك القارئ أمام سلسلة من التساؤلات عن جدوى الفعل السياسي، وحدود التغيير الممكنة، وديناميكيات الصراع بين الطموح والواقع.

من هذا المنظور التفكيكي لهذه الرواية، يمكن إسقاط القراءة على الثورة السورية بوصفها امتداداً لهذه الإشكالية التاريخية: كيف يتحوّل الحلم الثوري مأزقاً؟ هل الفشل هو النهاية، أم أنه جزء من عملية التغيير؟ وكما لم تتمكّن شخصيات “التربية العاطفية”، من تحقيق أحلامها العاطفية والسياسية، كذلك لم تستطع الثورة السورية بلوغ التحرّر السياسي كما تصوَّره ثوارها في البداية. لكنّ الفشل هنا لا يعني نهاية المسار أو الهزيمة، بل هو دليل على الطبيعة الديناميكية للتحوّلات الكُبرى، إذ لا يُختزل النصر في لحظة حاسمة، بل يتشكّل عبر التراكم والتفاعل المستمرّ بين الأمل والانكسار.

وكما أن ثورة 1848 لم تحقّق حلم الديمقراطية الذي حملته، بل أدّت إلى خيبة أمل سياسية أعادت تشكيل وعي الأجيال اللاحقة، لم تكن الثورة السورية مجرّد صراع سياسي، بل لحظة تأسيسية أعادت رسم معالم المجتمع والهُويَّة والعلاقات الاجتماعية. تفكّكت البنى التقليدية، وظهرت أشكال جديدة من المقاومة، حتى وإن لم تتجسّد في أنظمة سياسية واضحة. لم تعد الثورة مجرّد عمليةٍ لإسقاط السلطة، بل تحوّلت مراجعةً مستمرّةً لمفاهيم الهُويَّة والانتماء، وأصبحت صراعاً على إعادة تعريف الوطنية السورية بعيداً من الأطر القديمة، التي استندت إليها دولة “البعث” القمعية.

ما يجعل الثورة السورية أكثر تعقيداً (وذلك يعود إلى قمع النظام الوحشي) أنها لم تستطع أن تُنتج سرديةً موحّدةً، بل فتحت المجال لتأويلاتٍ متعدّدة

في هذا السياق، أثارت “التربية العاطفية” جدلاً نقدياً واسعاً؛ فبينما وصفها جورج لوكاش بأنها “رواية الآمال المُجهَضة”، رأى فيها مارسيل بروست انعكاساً للتحوّلات النفسية والاجتماعية لعصرها، واعتبرها ريموند ويليامز شهادةً على تعطّل الفعل الإنساني تحت ثقل البنى الاجتماعية الراسخة. وإذا قرأنا الثورة السورية من هذا المنظور، فإنها ليست مجرّد انتفاضة شعبية تحوّلت إلى معركة سياسية عسكرية سقط في نهايتها النظام، بفعل عوامل متشابكةٍ داخليةٍ وخارجية، بل عملية تفكيكٍ وإعادة تشكيل لبنى اجتماعية وعلاقات متشابكة تاريخية، فأصبح السؤال عن المستقبل أكثر إلحاحاً من أيّ وقت مضى. ومن ثم، حتى لو لم تحقّق الثورة أهدافها المطلوبة فوراً لدى جماهيرها الديمقراطية التي نهضت بها في البداية، يظلّ أثرها ممتدّاً في الوعي الجمعي، ما يجعل العودة إلى الخلف واستحالة الأمل أمرين غير واردين، إذ إن كلّ فشل يحمل في داخله إمكانيةً لإعادة بناء الحلم بشكل مختلف.

لكن من زاوية مقابلة، ما يجعل الثورة السورية أكثر تعقيداً (وذلك يعود إلى قمع النظام الوحشي) أنها لم تستطع أن تُنتج سرديةً موحّدةً، بل فتحت المجال لتأويلاتٍ متعدّدة، بحيث يراها بعضُهم فشلاً ذريعاً، وهو يرى التحالفات الجديدة والبنى الطائفية التي أخذت تتشكّل فور سقوط النظام، فيما يعتبرها آخرون لحظة تأسيسية لوعي جديد. يعكس هذا التعدّد في السرديات طبيعة التحوّلات الكُبرى، فلا توجد حقيقة مطلقة، بل تتصارع التأويلات حول معنى الثورة ومآلاتها. التغيير، كما أظهرت الأحداث، ليس لحظياً أو مباشراً، بل قد يستغرق عقوداً حتى تتّضح معالمه الحقيقية، ما يجعل الثورة ليست مجرّد مواجهة سياسية، بل مراجعة فكرية تمتدّ عبر الزمن، بحيث تتحول من مجرّد حدثٍ إلى عمليةٍ طويلةٍ من إعادة التشكيل.

في “التربية العاطفية”، نجد أن الثورة لم تكن لحظة انفجار سياسي تقود إلى التحرّر، بل أزمة هُويَّة تقود إلى خيبة عاطفية ووجودية. وإذا أسقطنا هذا التصوّر على الثورة السورية، نجد أن إخفاقاتها لم تقتصر على التعثّر السياسي في بناء المرحلة الانتقالية، بل انعكست في أنماط الوعي، وطبيعة العلاقات الاجتماعية، وحتى على تعريف الهُويَّة الفردية والجماعية. وما بدا في البداية ثورةً على الاستبداد السياسي، انتهى إلى إعادة إنتاج أشكال أكثر تعقيداً منه، وكأنّ الحداثة السياسية جُمّدت في مشهد متداخل من الصراعات الفئوية والطائفية.

الثورة السورية لم تكن صراعاً سياسياً، بل لحظةٌ تأسيسيةٌ أعادت رسم المجتمع والهُويَّة والعلاقات الاجتماعية

لكن كما أن “التربية العاطفية” ليست مجرّد رواية عن الخيبة، كذلك ليست الثورة السورية مجرّد لحظة انهيار، بل سيرورةٌ مستمرّة، إذ يتجاوز مفهوم النجاح والهزيمة إطاره التقليدي. من منظور فلوبير، قد تبدو الثورة السورية رحلةَ فقد، فلا أحد انتصر والجميع خسر. لكن وفقاً لروزا لوكسمبورغ، لم تفشل الثورة، بل لم تكتمل بعد. وإذا قرأناها في سياق التحوّلات التاريخية، فإن النجاح ليس نقطة نهائية، بل مسارٌ طويلٌ يتجاوز ثنائية النصر والهزيمة. وهكذا، تظلّ الثورة (في ذكراها الرابعة عشرة)، رغم كلّ ما تعرّضت له من انتكاسات، لحظة فارقة في التاريخ، لا يمكن اختزالها في نجاح أو فشل. فكما فتحت ثورة 1848 المجال لأسئلة جديدة عن الديمقراطية والسلطة، كذلك وضعت الثورة السورية مفاهيم جديدة حول الهُويَّة والمواطنة والمقاومة. ورغم أن نتائجها لم تتضح بعد، لكن أثرها سيبقى حاضراً في إعادة تشكيل المستقبل، تماماً كما بقيت “التربية العاطفية” نصّاً مفتوحاً يعيد القارئ قراءته وتأويله وفق سياقات جديدة.

لم تكن رواية “التربية العاطفية” مجرّد وثيقة عن الماضي الفرنسي بعد ثورة أنتجت ألماً لحظة انتصارها، بل استمرّت تلعب دور الأدب الذي يعيد تشكيل وعينا بالحاضر، ويضعنا أمام تحدّي قراءة التاريخ، لا بوصفه سلسلةً من النجاحات والإخفاقات، بل بوصفه حقلاً للصراع المستمرّ على المعنى، إذ لا توجد حقيقة نهائية، بل تأويلات تتنازع على تشكيل الذاكرة والمستقبل. الثورة كما تقول الرواية، ليست مجرّد لحظة تنتهي بانتصار أو هزيمة، بل عملية مستمرّة من إعادة التشكيل، تجعل من كل انهيار ولادة محتملة، حتى وإن لم تتجسّد ملامحها بعد.

google newsتابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News

Continue Reading

Previous: الثورة الترامبية وتداعياتها دولياً، إقليمياً ولبنانياً، مسرح جيوسياسي مُتحرك، فرص وأخطار! المشهدية الجيوسياسية والجيوستراتيجية العالمية مُتسارعة، انقلابية، وتَحوُّلية الطابع للعلاقات والتحالفات، تخلط الأوراق جميعها فوق رؤوس الجميع… المصدر: النهار
Next: ما هي حدود التمادي الاسرائيلي… وكيف سيرد “الحزب”؟ ليندا مشلب…المصدر: لبنان الكبير

قصص ذات الصلة

  • مقالات رأي

عراقجي في بيروت.. تغيير الخطاب أم الأسلوب؟ حسن فحص…….المصدر:أساس ميديا

khalil المحرر يونيو 7, 2025
  • مقالات رأي

حكاية رئيسين: الحريري الوسيط وعبيد المستشار (2/3)المصدر:أساس ميديا

khalil المحرر يونيو 7, 2025
  • مقالات رأي

وزير الخارجيّة السّوريّ يزور لبنان… أخيراً محمد قواص……..المصدر:اساس ميديا

khalil المحرر يونيو 7, 2025

Recent Posts

  • عراقجي في بيروت.. تغيير الخطاب أم الأسلوب؟ حسن فحص…….المصدر:أساس ميديا
  • حكاية رئيسين: الحريري الوسيط وعبيد المستشار (2/3)المصدر:أساس ميديا
  • وزير الخارجيّة السّوريّ يزور لبنان… أخيراً محمد قواص……..المصدر:اساس ميديا
  • إسرائيل تعلن الحرب على جوزف عون؟ جوزفين ديب……..المصدر:اساس نيديا
  • “أمّة” من متعدّدي الجنسيّات … هل لكلّ سوري وطنان؟…المصدر: موقع درج…..أحمد ابراهيم- صحافي فلسطيني سوري

Recent Comments

لا توجد تعليقات للعرض.

Archives

  • يونيو 2025
  • مايو 2025
  • أبريل 2025
  • مارس 2025
  • فبراير 2025
  • يناير 2025
  • ديسمبر 2024
  • نوفمبر 2024
  • أكتوبر 2024
  • سبتمبر 2024
  • أغسطس 2024
  • يوليو 2024
  • يونيو 2024
  • مايو 2024
  • أبريل 2024
  • مارس 2024
  • فبراير 2024
  • يناير 2024
  • ديسمبر 2023
  • نوفمبر 2023
  • أكتوبر 2023

Categories

  • أدب وفن
  • افتتاحية
  • الأخبار
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • حوارات
  • دراسات وبحوث
  • مقالات رأي
  • منوعات

أحدث المقالات

  • عراقجي في بيروت.. تغيير الخطاب أم الأسلوب؟ حسن فحص…….المصدر:أساس ميديا
  • حكاية رئيسين: الحريري الوسيط وعبيد المستشار (2/3)المصدر:أساس ميديا
  • وزير الخارجيّة السّوريّ يزور لبنان… أخيراً محمد قواص……..المصدر:اساس ميديا
  • إسرائيل تعلن الحرب على جوزف عون؟ جوزفين ديب……..المصدر:اساس نيديا
  • “أمّة” من متعدّدي الجنسيّات … هل لكلّ سوري وطنان؟…المصدر: موقع درج…..أحمد ابراهيم- صحافي فلسطيني سوري

تصنيفات

أدب وفن افتتاحية الأخبار المجتمع المدني الملف الكوردي حوارات دراسات وبحوث مقالات رأي منوعات

منشورات سابقة

  • مقالات رأي

عراقجي في بيروت.. تغيير الخطاب أم الأسلوب؟ حسن فحص…….المصدر:أساس ميديا

khalil المحرر يونيو 7, 2025
  • مقالات رأي

حكاية رئيسين: الحريري الوسيط وعبيد المستشار (2/3)المصدر:أساس ميديا

khalil المحرر يونيو 7, 2025
  • مقالات رأي

وزير الخارجيّة السّوريّ يزور لبنان… أخيراً محمد قواص……..المصدر:اساس ميديا

khalil المحرر يونيو 7, 2025
  • مقالات رأي

إسرائيل تعلن الحرب على جوزف عون؟ جوزفين ديب……..المصدر:اساس نيديا

khalil المحرر يونيو 7, 2025

اتصل بنا

  • Facebook
  • Instagram
  • Twitter
  • Youtube
  • Pinterest
  • Linkedin
  • الأرشيف
Copyright © All rights reserved. | MoreNews by AF themes.