Skip to content

السفينة

alsafina.net

cropped-1صيانة.png
Primary Menu
  • الرئيسية
  • الأخبار
  • افتتاحية
  • حوارات
  • أدب وفن
  • مقالات رأي
  • منوعات
  • دراسات وبحوث
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • الأرشيف
  • Home
  • “الرجس”: تهميش الذاكرة اليهودية العربية حسن الخطيب………المصدر:ضفة ثالثة
  • أدب وفن

“الرجس”: تهميش الذاكرة اليهودية العربية حسن الخطيب………المصدر:ضفة ثالثة

khalil المحرر مارس 26, 2025

 

لم يكن العرب والمسلمون وحدهم ضحايا التهجير القسري والاغتراب حينما بدأت الصهيونية تهجيرهم لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين منذ أربعينيات القرن الماضي، إنما هناك يهود أيضًا كانوا ضحايا للتهجير والاغتراب ليس عن أوطانهم فحسب، إنما عن ذاكرتهم أيضًا. برأي الكاتبة الإسرائيلية العراقية إيلا حبيبة شوحط فإن الصهيونية لم تساهم في تهجير اليهود العرب عن بلادهم التي عاشوا فيها لقرون طويلة فحسب، إنما عملت على إيجاد قطيعة بينهم وبين ذاكرتهم التي هي جزء من ذاكرة الحضارة العربية والإسلامية في المنطقة. إذ عملت الصهيونية على تهميش تاريخ اليهود العرب وتراثهم في المناهج الدراسية الإسرائيلية وفي المناسبات الرسمية والاجتماعية، وإضفاء لون واحد من التاريخ والذاكرة على الماضي اليهودي، ألا وهو تاريخ اليهود الغربي. ويكمن الفرق، برأي شوحط، بين ذاكرة اليهود الغرب واليهود العرب بالتفاعل والتأثير بين اليهود والشعوب الذين عاشوا معهم في الماضي. إذ أن اليهود العرب كانوا جزءًا فاعلًا، مؤثرًا ومتأثرًا بالحضارة العربية الإسلامية ولذا فإنهم يتمتعون بذاكرة إيجابية عن ماضيهم العربي الإسلامي، كما يمتلكون إرثا ثقافيا غنيا بالتفاعل الاجتماعي مع العرب والمسلمين. أما ذاكرة اليهود الغرب فهي سلبية بشكل كبير لكونها مليئة بالحوادث الجماعية المأساوية والتهميش. وإن إضفاء سردية الذاكرة اليهودية الغربية على الماضي اليهودي ككل، يُقصي، وبشكل مقصود، اليهود العرب عن ذاكرتهم وتراثهم العربي[1]. وبالتالي فإن كثيرًا من اليهود العرب الذين هاجروا إلى إسرائيل منذ خمسينيات القرن الماضي لم يغتربوا عن الجغرافية فحسب، إنما عن الذاكرة أيضًا.

سمير نقاش اليهودي المغترب عن الذاكرة الإسلامية

وبالنظر إلى التجربة الأليمة التي عاشها الكاتب اليهودي العراقي سمير نقاش والذي جسدها في روايته الغاضبة “الرجس” (1987- دار الجمل، 2013) يستطيع المرء أن يشعر بكمّ الاغتراب الذي عاشه الرجل عن ذاكرته العربية بعد أن هاجر مع عائلته إلى “إسرائيل” عام 1951. ومن يقرأ رواية “الرجس” يظن بأن الرجل اغترب عن ذاكرة شخصية تمتد لعقود طويلة عاشها في بغداد، لكن نقاش الذي هاجر العراق مع عائلته مكرهًا كان عمره ثلاثة عشر عامًا فقط. واغترابه عن الذاكرة العراقية لا يُقاس بعدد السنين القليلة التي عاش طفولته فيها في العراق، إنما اغترابه عن ذاكرة أبائه وأجداده الذين عاشوا لقرون طويلة في ظل الحضارة العربية الإسلامية.
وُلد سمير نقاش لأسرة يهودية ثرية تعمل في صياغة الذهب ومنها اكتسبت العائلة اسم الشهرة “نقاش”[2]. ويرتبط نقاش ذاكراتيًا بالحضارة العربية والإسلامية إذ يتباهى بأن جده هو من تولى تغليف منارات جامع الإمامين الكاظمين بالذهب. ولم يستطع نقاش العيش في إسرائيل إذ حاول أكثر من مرة سيرًا على الأقدام باتجاه لبنان. لكنه اعتُقل في المرة الأخيرة من قبل السلطات اللبنانية التي أفرجت عنه وسلمته لإسرائيل بعد اعتقال دام لستة أشهر. وتنقل بعدها بين تركيا وإيران والهند قبل أن يستقر أخيرًا بين لندن وإسرائيل. ومن خلال رواية “الرجس” يروي لنا نقاش تجربته الشخصية التي عاشها حينما حاول الهرب من إسرائيل والعودة إلى العراق مشيًا على الأقدام برفقة ابن عمه الأكبر منه سنًا. ثم تجربة اعتقالهما على الحدود من قبل السلطات اللبنانية والستة أشهر التي عاشاها في أقبية الأمن العام في لبنان. ثم تسليمهما إلى إسرائيل لتودعهما هذه الأخيرة في سجن القضاء العسكري بتهمة التجسس لصالح دولة معادية ثم الإفراج عنهما بعد خمسة أشهر من التحقيق.

 

الحضور والغياب الذاتي عن الحاضر العربي

يستحضر نقاش في روايته “الرجس” الاغتراب عن الذاكرة الشخصية وحنينه للعراق من خلال استحضار الأسماء وتغييبها، فيطلق على المناطق التي عاش فيها في العراق أسماءها الحقيقية. بينما يغيّب عن قصد أسماء الأماكن في إسرائيل ولبنان. فيشير إلى إسرائيل ولبنان بلفظي الإشارة “هنا وهناك” أو “هذا الطرف والطرف الآخر”. ويعمد الكاتب إلى الإشارة للشخصيات في لبنان من خلال الضمائر، حين الحديث عن السجن في الأمن العام اللبناني كأن يقول في وصف مشهد السجن في لبنان: “أنزلونا إلى السرداب ثم اختفوا”[3]. ويشير الكاتب إلى الرابط العربي الذي يجمعهما بالمساجين الآخرين في لبنان، إذ أنه من المفترض بأنهما عدوان للمساجين الآخرين من العرب في لبنان، لكن يقرر زعيم القاووش، وهو مجرم أزهق أرواح أربعة أشخاص، أن يمنحهما حمايتهما بعد أن سمع قصتهما، “هذان الدرويشان تحت حمايتي… وويل على من يجرؤ على المس بهما”[4]. كما أنه على الرغم من أن المعاملة في سجن الأمن العام كانت قاسية، لكنها كانت ظالمة تجاه جميع المساجين. فمعاملة الأمن العام السيئة لهما كانت لأنهما كانا سجينان لا بسبب يهوديتهما، “كنت أتوقع أن يعاملوننا بشكل أكثر قسوة ولكنهم لم يفرقوا بيننا وبين أبناء هذا البلد… هذا رغم أننا من (الجانب الآخر) وموسومون بالكلمة المغضوب عليها (الأعداء)”[5].

وتبدأ الشخصيات بالظهور تباعًا في سجن المحكمة العسكرية في إسرائيل بدءًا من العريف كوبي، وهو عسكري مغرور تظهر عليه ملامح أوروبا الشرقية. ثم الشرطي يوسف وهو يهودي عربي ينفذ ما يؤمر به، ليس حبًا بالعمل إنما خوفًا على لقمة عيشه. ثم شخصية الضابط الأشقر الذي ينحدر من أوروبا الغربية وهو من يعطي الأوامر في هذا المكان. والضابط الأشقر شخصية تعيش تناقضا في المشاعر، إذ تحمل الغضب والقسوة في التعامل مع البشر والضعف والحنان في التعامل مع الكلاب. أما الأماكن العراقية فتحضر بمسمياتها، حينما يستذكر الكاتب الأماكن التي عاش فيها أو مر بها في بغداد والبصرة كي تواسيه وتخفف عنه آلام التعذيب في سجن القضاء العسكري الإسرائيلي. كما يسمي شخصيات عراقية بأسمائها، مثل شخصية كرجي الذي كان يعمل مديرًا لمحطة القطار في بغداد، لكنه في إسرائيل يعمل بالتنظيف ويحاول إقناع نفسه بأن هذا العمل يخدم أولياء الله. إذًا فالعراق وأبناؤه من الذاكرة اليهودية يحضرون بشكل واضح ومباشر في الرواية لا إيماءً أو إشارةً كما باقي الأماكن والشخصيات.

“يعبّر الكاتب عن الزمن الذي توقف لدى العرب والمسلمين من خلال رمزية الساعات التي كان يهرّبها محمد”

وتتدرج الرواية في ثلاثة مستويات من الحضور والغياب. المستوى الأول وهو مستوى ذاتي عميق يتمثل بالذاكرة الطفولية العراقية التي يلجأ إليها بطل الرواية كلما أحس بقسوة الحاضر. المستوى الثاني هو مستوى هجين، حيث يقف فيه بطل الرواية نصف حاضر ونصف غائب في الزمان والمكان، ويتمثل هذا المستوى في السجن العام في لبنان. فهو يقضي عقوبة السجن في لبنان التي يعتبر غريبا وعدوا على أرضه من ناحية، لكنه ما يزال جزءا من المجتمع اللبناني العربي من ناحية أخرى، ويبدو ذلك من خلال التفاعل ما بينه وبين مجتمع السجناء. أما المستوى الثالث فهو حضور مباشر وغاضب في سجون القضاء العسكري الإسرائيلي، يعبر عنه الكاتب من خلال وصف المشروع الصهيوني بشخصية الضابط الأوروبي الأشقر صاحب المشروع، ثم العريف كوبي اليهودي الأوروبي الشرقي والذي يشكل العمود الفقري للمشروع والوصي على تنفيذه، ثم الشرطي يوسف اليهودي العربي الذي وجد نفسه فجأة في واقع لم يختره بنفسه ولا يشبهه. وحضور بطل الرواية في هذا المستوى الأخير حضور رافض متمرد على هذا الواقع.

تجسيد الاغتراب عن الذاكرة العربية من خلال شخصية السجين محمد

في ذروة الاغتراب والألم النفسي للبطل في سجن المحكمة العسكرية الإسرائيلية تظهر شخصية السجين محمد بشكل مفاجئ من المرآة، لتخفف عنه كل آلامه: “وفي الحمام، أمام المغسل كنت أقف وجهًا لوجه أمام نفسي. مرآة زجاجية، تحت تصرف قتلة. وأنا في داخلها أرشح دمًا وغضبًا، لماذا؟!… كان الوجه غريبًا… وعلى مقربة منه كان وجه آخر منفرج عن ابتسامة هادئة… ابتسامته عنيدة متأصلة الجذور في وجهه وكأنها خُلقت معه. وفي الحال كان يسند مكنسته إلى الحائط ويقول بنفس واحد: اسمي محمد… من الشمال… من (الطرف الآخر)… نسيت ألمي. كان يقول (الطرف الآخر)”[6].

ومحمد سجين يقضي عقوبة بالسجن لخمسة أعوام بسبب قيامه بتهريب الساعات عبر الحدود بين الطرفين. ويصبح هو ومحمد صديقين مقربين بسرعة على الرغم من أنه لا يثق بأحد في هذا المكان حتى ابن عمه الذي رافقه بمغامرة عبور الحدود إلى لبنان. ثم نكتشف لاحقًا بأن هذه الصداقة هي نتيجة الذاكرة العربية والإسلامية المشتركة بين الشخصين، والتي تعبر عن مصير مشترك أيضًا لهما. إذ أن لا خلاص له كيهودي عربي من هذا الواقع إلا بعودته إلى ذاكرته الأصلية في حضن الحضارة العربية والإسلامية. لكن هذا لا يمكن أن يحدث ما لم يستعيد العرب والمسلمون مكانتهم التاريخية، لذلك نرى بطل الرواية يلوم محمد باستمرار على قبوله بالواقع واستكانته ورفضه لتقديم طلب استئناف بحجة أنها مشيئة الله وهو لا يعترض على مشيئة الله، “واستحضرت بخيالي محمدًا، لاتخذ منه مثالًا للصبر”[7]. ويعبّر الكاتب عن الزمن الذي توقف لدى العرب والمسلمين من خلال رمزية الساعات التي كان يهرّبها محمد، إذ اكتشف المحققون بأن الساعات لا تعمل. فيستغرب على لسان بطل الرواية طول مدة العقوبة من أجل تهريب ساعة لا تعمل، لكن وحدها المحكمة العسكرية في إسرائيل تدرك مدى خطورة هذه الساعات إذا عادت للعمل يومًا ما.

*كاتب سوري (هولندا).

 

إحالات:
[1] Ella Shohat, “The Invention of the Mizrahim”.
[2] “سمير نقاش… اليهودي التائه في حب العراق”، الجزيرة، 20/05/2016.
[3] رواية الرجس، ص 6.
[4] رواية الرجس، ص 37.
[5] رواية الرجس، ص 16.
[6] رواية الرجس، ص97.
[7] رواية الرجس، ص 109.

شارك هذا المقال

Continue Reading

Previous: الكذب بعيدًا من الأول من نيسان/ أبريل … سوسن جميل حسن…………..المصدر:ضفة ثالثة
Next: المواجهة الأميركية – الإيرانية… احتمال جدي! خير اللة خير اللة..المصدر:العرب

قصص ذات الصلة

صيانة
  • أدب وفن
  • افتتاحية
  • الأخبار
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • حوارات
  • دراسات وبحوث
  • مقالات رأي
  • منوعات

قيد الصيانة

admin مايو 3, 2025
  • أدب وفن

فارس لونيس لـ”المجلة”: يجب تقييم الأدب بعيدا عن الاستقطاب السياسي…..سمير قسيمي….المصدر:المجلة

khalil المحرر مايو 2, 2025
  • أدب وفن

الكارثة التي سبقت المؤتمر الوطني قصة قصيرة من الهزل السياسي… عبدالكريم عمر.المصدر:صفحة الكاتب

khalil المحرر مايو 2, 2025

Recent Posts

  • السلم الأهلي في سوريا لا يزال ممكناً فيما لو… عمر قدور…المصدر: المدن
  • قيد الصيانة
  • سؤال العدالة بوصفه تأسيساً ممكناً لطغيان جديد في الطبيعة المُلتبسة للعدالة وتحدياتها في سوريا موريس عايق.المصدر:الجمهورية .نت
  • علينا ان نختار: التقسيم أم الفيديرالية؟ غسان صليبي المصدر: النهار
  • لبنان يعود إلى الإمارات وأول الغيث رفع الحظر….سابين عويس المصدر: “النهار”

Recent Comments

لا توجد تعليقات للعرض.

Archives

  • مايو 2025
  • أبريل 2025
  • مارس 2025
  • فبراير 2025
  • يناير 2025
  • ديسمبر 2024
  • نوفمبر 2024
  • أكتوبر 2024
  • سبتمبر 2024
  • أغسطس 2024
  • يوليو 2024
  • يونيو 2024
  • مايو 2024
  • أبريل 2024
  • مارس 2024
  • فبراير 2024
  • يناير 2024
  • ديسمبر 2023
  • نوفمبر 2023
  • أكتوبر 2023

Categories

  • أدب وفن
  • افتتاحية
  • الأخبار
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • حوارات
  • دراسات وبحوث
  • مقالات رأي
  • منوعات

أحدث المقالات

  • السلم الأهلي في سوريا لا يزال ممكناً فيما لو… عمر قدور…المصدر: المدن
  • قيد الصيانة
  • سؤال العدالة بوصفه تأسيساً ممكناً لطغيان جديد في الطبيعة المُلتبسة للعدالة وتحدياتها في سوريا موريس عايق.المصدر:الجمهورية .نت
  • علينا ان نختار: التقسيم أم الفيديرالية؟ غسان صليبي المصدر: النهار
  • لبنان يعود إلى الإمارات وأول الغيث رفع الحظر….سابين عويس المصدر: “النهار”

تصنيفات

أدب وفن افتتاحية الأخبار المجتمع المدني الملف الكوردي حوارات دراسات وبحوث مقالات رأي منوعات

منشورات سابقة

  • مقالات رأي

السلم الأهلي في سوريا لا يزال ممكناً فيما لو… عمر قدور…المصدر: المدن

khalil المحرر مايو 3, 2025
صيانة
  • أدب وفن
  • افتتاحية
  • الأخبار
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • حوارات
  • دراسات وبحوث
  • مقالات رأي
  • منوعات

قيد الصيانة

admin مايو 3, 2025
  • مقالات رأي

سؤال العدالة بوصفه تأسيساً ممكناً لطغيان جديد في الطبيعة المُلتبسة للعدالة وتحدياتها في سوريا موريس عايق.المصدر:الجمهورية .نت

khalil المحرر مايو 3, 2025
  • مقالات رأي

علينا ان نختار: التقسيم أم الفيديرالية؟ غسان صليبي المصدر: النهار

khalil المحرر مايو 3, 2025

اتصل بنا

  • Facebook
  • Instagram
  • Twitter
  • Youtube
  • Pinterest
  • Linkedin
  • الأرشيف
Copyright © All rights reserved. | MoreNews by AF themes.