(1) من خلال دراسة الصوفية نجد أنها نمط من الجهاد السلبي القائم على الانسحاب من المجتمع والعيش في أجواء خاصة. والصحيح في هذه المسألة هو الجهاد الإيجابي القائم على الاختلاط بالناس ودعوتهم إلى الإسلام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم)) (أحمد وابن ماجة).
(2) والتصوف مبتلى بتعشيش الخرافات والأوهام في عقول أتباعه وخاصة فيما ينسبون إلى مشايخهم من المعجزات والخوارق. والصحيح في ذلك هو تحرير الناس من الخرافات والأوهام من خلال بناء الشخصية العقلانية والعلمية والمستفيدة من التجربة والواقع.
(3) وباعتبار التصوف نوعان: تصوف ديني وتصوف فلسفي، فإنّ التصوف الفلسفي نمط من الأديان الوضعية التي لا تمت إلى الإسلام بصلة لأنها تقوم على وحدة الوجود والاتحاد والحلول وما يتفرع عن ذلك من القول بوحدة الأديان.
(4) يعتقد بعض المتصوفة بالرابطة الشريفة، وهي تخيل الشيخ وتخيل عمود من نور يخرج من قلب الشيخ فيصب في قلب المريد قبل الذكر وأحياناً قبل الصلاة كشرط لصحة الذكر أو صحة الصلاة. وهذا الاعتقاد مشابه لاعتقاد الوثنيين حيث قالوا عن الأصنام: (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) (الزمر: 3). وفي الإسلام ما من وسيط بين المسلم وبين الله فالعبادة مباشرة وكذلك التقرب إليه والتوبة إليه تعالى، وهذا معنى قوله تعالى: (ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّم) (يوسف:40) أي: الدين المستقيم.
(5) من سمات المتصوفة الكذب في الدين وخاصة في مجال الأحلام والخوارق والأحاديث مستندين في ذلك إلى أن الغاية تبرر الوسيلة، حتى قال بعض من كذبوا في وضع الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نحن نكذب له ولا نكذب عليه)) هروباً من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)) (البخاري ومسلم)، وهذا مناف لجوهر الإسلام حيث الوسائل لها حكم المقاصد ((ما لم يتم الواجب إلا به فهو واجب)) (قاعدة شرعية)).
(6) يتصف التيار الصوفي بثلاث سمات باطلة وهي:
أ- الابتداع والاختراع في دين الله، وهذا مناف لقوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) (المائدة:3).
ب- التعصب المذهبي بإيجاب اتباع مذهب بعينه أو إيجاب التخيير بين عدة مذاهب، وهذا الوجوب لا أساس له من القرآن والسنة.
ج- الأخذ بالآثار الضعيفة والموضوعة.
وكل ذلك مخالف للمنهج العلمي في الإسلام القائم على قوله تعالى: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) (الإسراء:36). والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.