جولة محادثات تحدّ من مخاوف الحرب… هل من اتفاق محتمل بين أميركا وإيران؟ ترامب يزعم هذه المرة أنه إذا وثق بأن الأنشطة النووية الإيرانية لا تفضي إلى تصنيع قنبلة ذرية، فإنه جاهز لتوقيع اتفاق مع إيران. والأخيرة سترحّب باستمرار المحادثات حتى التوصّل إلى اتفاق. طهران – أمیر دبیری مهر المصدر: “النهار”

بعد أسابيع من التكهنات بشأن احتمال اندلاع حرب بين إيران وأميركا، لا سيما بعد نقل الولايات المتحدة كميات كبيرة من التجهيزات العسكرية إلى قاعدة دييغو غارسيا في المحيط الهندي، وإجراء الجمهورية الإسلامية مناورات عسكرية عدة، أظهرت التطورات الأخيرة أنّ جميع هذه الإجراءات كانت تشير إلى الإرادة الجادة لكل من طهران وواشنطن لخوض محادثات أكثر جدية، بدلاً من كونها مؤشراً إلى تصعيد الأزمة في الشرق الأوسط. ومع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بدء المحادثات بين الجانبين في مسقط السبت المقبل، تراجعت الهواجس والمخاوف إلى حد ما، وازدادت الآمال بحدوث انفراجة.

قلما نجد بلداً في العالم، مثل إيران، يواجه هذا الكمّ من القيود والعوائق لبدء محادثات مع أميركا. وفضلاً عن شعور المرشد الأعلى علي خامنئي بعدم الثقة بالولايات المتحدة، فإن العديد من المجموعات المتطرفة في الداخل الإيراني تتخوف، بذرائع مختلفة، من الدخول في مفاوضات مع الأميركيين، وتعتبرها تراجعاً عن تطلعات وأهداف الثورة الإسلامية. وطبعاً، فإن بعض سماسرة النفط الذين راكموا ثروة أسطورية من التجارة في ظل العقوبات الأميركية، يمارسون دوراً مهماً باستخدام أدوات متنوعة لإثارة أجواء سلبية ضد المحادثات مع واشنطن. ومع ذلك، فإن خامنئي لم يغلق الباب في خطاباته خلال الشهرين الأخيرين أمام المحادثات غير المباشرة، رغم أنه اعتبر المحادثات المباشرة عديمة الفائدة. من ناحية أخرى، شدد ترامب مراراً على ضرورة المحادثات المباشرة مع إيران، التي خيّرها في الأسابيع الأخيرة بين المحادثات والحرب.

وخلال هذه الفترة، ركز المسؤولون الإيرانيون على ثلاث نقاط مهمة: أولاً، أنهم لا يثقون بالتزام أميركا بأي اتفاق؛ ثانياً، أنهم يعتبرون التهديد العسكري قبل المحادثات عائقاً أمام أي محادثات ناجعة؛ وثالثاً، أنهم غير جاهزين للدخول في محادثات مباشرة مع واشنطن. ولكن يبدو أن ترامب سعى من خلال إيفاد ستيف ويتكوف، المستثمر الأميركي البالغ 68 عاماً، وصديقه القديم، إلى سلطنة عمان، لإيلاء الاهتمام إلى حد ما بهواجس إيران، لأن ويتكوف ليس موظفاً في الإدارة الأميركية، وقد أمضى معظم عمره في التجارة، لكنه أدى دوراً مؤثراً في إقرار وقف إطلاق النار الأولي في غزة.

أما سلطنة عمان، التي تستضيف المحادثات بين إيران وأميركا، فهي في الحقيقة وسيط وشاهد أيضاً. وسيبدأ ويتكوف وعراقجي السبت محادثات غير مباشرة في مسقط، وبعد ساعات، وإن كانت أجواء المحادثات إيجابية وكان هناك توافق على الموضوعات القابلة للنقاش، يمكن أن تستمر المحادثات بصورة مباشرة، على غرار المحادثات التي جرت بين إيران وأميركا في إسطنبول في عهد باراك أوباما، والتي بدأت بوساطة مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي حينها كاثرين أشتون، ثم استمرت بشكل مباشر بين الجانبين، وانتهت إلى إبرام خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي).

وقال ترامب إنه يريد التوصل إلى اتفاق أفضل من خطة العمل الشاملة المشتركة مع إيران، لكن هذا الزعم لا يتناغم مع ما يُثار في الإعلام بشأن مطالب أميركا من إيران، ما يجعل من الصعب التوصل إلى اتفاق. مثل هذه المطالب تشمل الصناعات الدفاعية والصاروخية الإيرانية، وتفكيك الأنشطة النووية، والتوقف عن دعم الفصائل المسلحة الموالية لها في الشرق الأوسط، وهي تمثل خطوطاً حمراء بالنسبة إلى إيران، وإثارتها في مستهل المحادثات قد تؤدي إلى فشلها. لكن الحوار بشأن طريقة التحقق من الأنشطة النووية السلمية الإيرانية، بما في ذلك النسبة المئوية للتخصيب أو مخزونات اليورانيوم المخصب، وأساليب التعاون مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، هي موضوعات ترحب بها إيران ويمكن أن تؤدي في النهاية إلى اتفاق. وهي التجربة التي تحققت قبل 10 أعوام عند إبرام الاتفاق النووي عام 2015، إلا أن ترامب انسحب منه في رئاسته الأولى عام 2018.

لكن ترامب يزعم هذه المرة أنه إذا وثق بأن الأنشطة النووية الإيرانية لا تفضي إلى تصنيع قنبلة ذرية، فإنه جاهز لتوقيع اتفاق مع إيران. والأخيرة سترحب باستمرار المحادثات حتى التوصل إلى اتفاق، شريطة أن تؤدي هذه المحادثات إلى خفض العقوبات الاقتصادية ورفعها، ووقف التهديدات العسكرية والأمنية، لا سيما أن إيران بحاجة ماسة إلى الاستثمارات الأجنبية في قطاع الطاقة وتيسير التبادل المالي الدولي لتحقيق التنمية الاقتصادية.

وبناءً على ذلك، تأتي الزيارة المفاجئة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن الاثنين في سياق رغبة واشنطن بتوقف تل أبيب، وحتى إشعار آخر، عن القيام بممارسات ومواقف استفزازية ضد طهران، حتى لا تلقي بظلالها على المحادثات المرتقبة.

الأكثر قراءة
المرصد السوري: “إعدام ميداني” بحق مواطن علوي في طرطوس
المشرق العربي 4/8/2025 1:25:00 PM
المرصد السوري: “إعدام ميداني” بحق مواطن علوي في طرطوس
بحسب المرصد السوري، تم العثور على الجثة ملقاة بين الصخور على كورنيش طرطوس البحري.
جريمة صادمة… خمسيني يغتصب طفلة في مستشفى حكومي!‏
شمال إفريقيا 4/8/2025 10:49:00 AM
جريمة صادمة… خمسيني يغتصب طفلة في مستشفى حكومي!‏
بدأت القصة حين قامت عائلة الضحية بنقل طفلتها المريضة إلى ‏المستشفى العسكري خلال أيام عيد الفطر لتلقي العلاجات
ارتفاع حصيلة انهيار سقف ملهى ليلي في جمهورية الدومينيكان إلى 79 قتيلاً
دوليات 4/9/2025 6:46:00 AM
ارتفاع حصيلة انهيار سقف ملهى ليلي في جمهورية الدومينيكان إلى 79 قتيلاً
حصيلة جديدة لحادث انهيار سقف ملهى ليلي في جمهورية الدومينيكان
جريمة مروّعة في عين الرمانة وتوقيف الجاني… ضرب سيدة سبعينية وخنقها حتى الموت
لبنان 4/7/2025 2:21:00 PM
جريمة مروّعة في عين الرمانة وتوقيف الجاني… ضرب سيدة سبعينية وخنقها حتى الموت
الموقوف ناطور في محلة الشياح