حذرت وزارة الخارجية الأميركية، اليوم الجمعة، من هجوم محتمل على العاصمة السورية دمشق. وقالت الوزارة، في تحذير أمني، إنها تتابع معلومات موثوقاً بها تتعلق بهجمات وشيكة محتملة، بما في ذلك مواقع يرتادها السياح. كان تحذير سابق، الشهر الماضي، قد أشار إلى تخوفات من هجمات على سورية في العموم، لكن التنبيه الأمني هذه المرة حدد نطاق الهجمات في دمشق، مضيفاً أنّ المعلومات “موثوق بها”، وأن أساليب الهجوم قد تتضمن مهاجمين فرديين أو مسلحين أو استخدام عبوات ناسفة.
وكانت الخارجية الأميركية، قد أصدرت، خلال الأشهر الماضية، تحذيرات للأميركيين بشأن السفر إلى سورية من المستوى الرابع، وقالت اليوم إنّ هذا التحذير “يظل سارياً نظراً للمخاطر الكبيرة للإرهاب والاضطرابات المدنية والاختطاف واحتجاز الرهائن والصراع المسلح”، مضيفة أنه لا ينبغي اعتبار أي جزء من سورية “بمأمن من الإرهاب”.
وقالت الوزارة إنها “تذكّر مواطنيها بأنّ الإرهابيين يواصلون التخطيط لعمليات اختطاف وتنفيذ تفجيرات وهجمات أخرى، وقد يشنون هجمات دون سابق إنذار مستهدفين الفنادق والفعاليات العامة والنوادي والمطاعم ودور العبادة والمدارات والحدائق وأنظمة النقل العام”.
يذكر أنّ السفارة الأميركية علّقت عملياتها في دمشق عام 2012، وقالت الخارجية إنه على المواطنين الأميركيين في سورية الذين يحتاجون إلى مساعدة طارئة التواصل مع قسم رعاية المصالح الأميركية في سفارة جمهورية التشيك.
أول زيارة لمشرعين أميركيين إلى دمشق منذ إطاحة الأسد
من ناحية أخرى، وصل عضوان من الكونغرس الأميركي اليوم إلى دمشق. وضم الوفد نائبي الكونغرس عن الحزب الجمهوري كوري ميلز من ولاية فلوريدا، ومارلين ستوتزمان من ولاية إنديانا، برفقة عدد من أفراد الجالية السورية المقيمين في الولايات المتحدة، وهي أول زيارة رسمية يجريها أعضاء من الكونغرس إلى سورية منذ سنوات طويلة وبعد إسقاط نظام بشار الأسد في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وجال ميلز في حي جوبر بدمشق الذي تعرّض لدمار واسع خلال الحرب واطلع على آثار الدمار في العاصمة. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن ميلز قوله فور وصوله إلى دمشق: “من المهم أن نأتي إلى هنا ونستمع مباشرة، هناك فرصة هائلة هنا للمساعدة في إعادة بناء البلاد، وللمساعدة في تحقيق الاستقرار بجميع أنحاء المنطقة”.
وأكد ميلز أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يركز على سياسة شاملة لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، مضيفاً: “نحن نبحث في كيفية ملء الفراغ من جانب الدول المعادية، وكيفية المساعدة في إعادة بناء البنية التحتية والاستقرار”. كما أعرب عن أمله في أن تكون الزيارة بمثابة فرصة للولايات المتحدة وسورية لبناء علاقة جديدة ولسورية للابتعاد عن روسيا وإيران.
وذكرت وكالة رويترز نقلاً عن أحد أعضاء الوفد الأميركي أنّ ميلز اجتمع مع الرئيس السوري أحمد الشرع، مساء اليوم الجمعة. وناقش ميلز والشرع مسألتي العقوبات الأميركية وإيران خلال اجتماع استمر 90 دقيقة. وقال المصدر إنّ من المقرر أن يجتمع ستوتزمان غداً السبت مع الشرع الذي لا يزال خاضعاً لعقوبات فرضتها عليه الولايات المتحدة والأمم المتحدة.
وعندما سُئل ستوتزمان عن لقاء زعيم لا يزال خاضعاً لعقوبات واشنطن، استشهد بأمثلة على تعامل إدارة ترامب مع زعيمي إيران وكوريا الشمالية. وقال: “ينبغي لنا عدم الخوف من التحدث إلى أي أحد”، معبراً عن تطلعه إلى رؤية كيفية تعامل سورية مع المقاتلين الأجانب وحكم سكان البلاد المنتمين لأطياف متنوعة بطريقة تنطوي على الشمول.
ونُظّمت الزيارة من “التحالف السوري الأميركي من أجل السلام والازدهار”، وهي منظمة غير ربحية مقرها ولاية إنديانا، تهدف إلى تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة وسورية بعد سقوط النظام السابق. وسيزور النائبان الأميركيان سجن صيدنايا الذي قضى فيه آلاف السوريين تحت التعذيب في عهد نظام الأسد، كما سيلتقيان قيادات دينية، أبرزها ممثلون عن الطائفة المسيحية في البلاد.