قال الرئيس الأوكراني  أمس السبت إنه في طريقه إلى الأرجنتين لحضور حفل تنصيب الرئيس المنتخب خافيير ميلي اليوم الأحد في أول محطة لجولته

وستركز زيارة زيلينسكي التي أعلن عنها على تطبيق “تيليغرام” على مسعى اوكرانيتا طويل الأمد لكسب دعم دول جنوب العالم في الحرب المستمرة منذ 21 شهراً مع روسيا.

ويأمل الرئيس الأوكراني في عقد “قمة للسلام العالمي” تروج لخطة سلام تستند إلى انسحاب القوات الروسية من أوكرانيا والاعتراف بحدودها ما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.

وتحاول كييف بناء علاقات مع حكومات في أفريقيا وآسيا وأميركا الجنوبية، لكن دعمها لإسرائيل يخالف مواقف بعض هذه الدول.

وستقرر قمة للاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع إذا كان سيتم بدء محادثات مع أوكرانيا ومولدوفا، وفقاً لتوصيات المفوضية الأوروبية، بخصوص طلبهما الحصول على عضوية الاتحاد.

ويتعين أن يتخذ القرار بإجماع الدول الأعضاء.

الدعم الواضح

وفاز ميلي، الآتي من خارج المؤسسة السياسية، في الانتخابات نهاية نوفمبر (تشرين الثاني)، وقد هنأه زيلينسكي، وتحدثا هاتفياً وشكر الرئيس الأوكراني لميلي “دعمه الواضح لأوكرانيا”، وقال “هذا أمر يلاحظه الأوكرانيون ويقدرونه جيداً”.

ونشر مكتب ميلي بياناً بعد المكالمة قال فيه إنه “عرض أن تستضيف الأرجنتين قمة بين أوكرانيا وأميركا اللاتينية”.

وذكرت وكالات الأنباء الروسية الرسمية أن من المقرر أن يحضر سفير روسيا لدى الأرجنتين دميتري فيوكتيستوف حفل التنصيب.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن الكرملين “أخذ علماً بعدد من التصريحات التي أدلى بها خافيير ميلي خلال الحملة الانتخابية”.

وأضاف بيسكوف “لكننا سنركز ونحكم عليه بصورة أساسية من خلال التصريحات التي سيدلي بها بعد التنصيب”.

وهنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ميلي بفوزه، بحسب بيان للكرملين.

ومن المقرر أن يحضر عدد من الزعماء الأجانب الآخرين حفل التنصيب، بينهم ملك إسبانيا فيليبي السادس ورئيس وزراء المجر فيكتور أوربان ورئيس باراغواي سانتياغو بينا ورئيس أوروغواي لويس لاكال بو ورئيس تشيلي غابرييل بوريتش.

“لاغية وباطلة”

نددت أوكرانيا بشدة، السبت، بالخطط الروسية لإجراء انتخابات رئاسية في الربيع المقبل على الأراضي التي تسيطر عليها موسكو، ووصفتها بأنها “لاغية وباطلة” وتعهدت مقاضاة أي مراقبين يرسلون لمراقبتها.

 

وقرر مجلس الاتحاد الروسي، المجلس الأعلى بالبرلمان، قبل أيام إجراء الانتخابات الرئاسية بالبلاد في مارس (آذار) المقبل. وقالت رئيسة المجلس فالنتينا ماتفيينكو إن السكان في أربع مناطق أوكرانية سيتمكنون من التصويت لأول مرة في الانتخابات.

وأعلنت روسيا ضم مناطق دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون في شرق وجنوب أوكرانيا خلال استفتاءات أجريت العام الماضي ورفضتها كييف والغرب ووصفاها بأنها صورية. ومع ذلك، لا تسيطر روسيا بصورة كاملة على أي من المناطق الأربع، كما استولت موسكو على شبه جزيرة القرم المطلة على البحر الأسود من أوكرانيا في عام 2014.

وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان “ندعو المجتمع الدولي إلى التنديد بحزم باعتزام روسيا إجراء انتخابات رئاسية في الأراضي الأوكرانية وفرض عقوبات على المشاركين في تنظيمها وسير أعمالها”، كما حذرت الدول من إرسال مراقبين إلى “الانتخابات الزائفة”، قائلة إن المخالفين “سيواجهون مسؤولية جنائية”.

وقالت الوزارة “أية انتخابات تجري في روسيا لا علاقة لها بالديمقراطية. إنها مجرد أداة لإبقاء النظام الروسي في السلطة”.

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أول من أمس الجمعة ترشحه للرئاسة مجدداً، في خطوة من المتوقع أن تبقيه في السلطة حتى عام 2030 في الأقل.

رفض مجري

من جانب آخر، أكد رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان في مقابلة مع أسبوعية “لوبوان” الفرنسية أنه لا يزال يعارض بشدة مفاوضات انضمام كييف إلى الاتحاد الأوروبي، معتبراً أن أوكرانيا محكومة بالفساد وأنها تمثل تهديداً لقطاع الزراعة الأوروبي.

وقال أوربان في مقابلة نشرتها المجلة، الجمعة، قبل أيام من التئام المجلس الأوروبي للبحث في ملف انضمام أوكرانيا إلى الكتلة الأوروبية “أوكرانيا معروفة بكونها واحدة من أكثر الدول فساداً في العالم. إنها مهزلة! لا يمكننا اتخاذ قرار بدء عملية مفاوضات الانضمام”. ونبه الفرنسيين إلى “ما سيعنيه هذا الانضمام بالنسبة إلى فرنسا على المستوى الاقتصادي”. وأضاف “كل عام، سيتعين عليكم دفع أكثر من 3.5 مليار يورو إضافي في الموازنة المشتركة للاتحاد الأوروبي”. وتابع “إذا سمحتم للزراعة (الأوكرانية) بالدخول في النظام الزراعي الأوروبي، ستدمره في اليوم التالي”.

وأكد أوربان الذي التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، في الإليزيه، أن موقفه ثابت لأن “أكثر من ثلثي الرأي العام المجري يعارض فتح أية مفاوضات”، لكنه أقر بأن “أوكرانيا تمر بصعوبات لأنها تتعرض للهجوم الروسي”، ومن “المشروع أن يرسل لها المجلس الأوروبي برمته إشارات جيدة”، مثل إشارة “الشراكة الاستراتيجية” مع الاتحاد بدلاً من المفاوضات من أجل الانضمام.

وفي ما يتصل بإصلاح الهجرة الذي يبحث فيه الاتحاد الأوروبي حالياً، قال أوربان “إنه ربما أفضل من (الإصلاح) السابق، لكنه ليس الحل”. وأضاف “الحل النهائي هو أنه لا يمكن لأحد دخول الأراضي الأوروبية من دون الحصول على تصريح من سلطة ما بناءً على إجراء ما”. وتابع “أنا الوحيد الذي بنى سياجاً. في المجر ليس هناك مهاجرون، وأنا فخور بذلك”. وقال أيضاً “إذا كنتم تعتقدون أن استقبال المهاجرين سيؤدي إلى شيء ممتع وإلى مجتمع جديد وإلى شيء أسمى أخلاقياً من المجتمع التقليدي، فافعلوه. إنه خياركم، لكننا نحن المجريين نعتقد أن ذلك محفوف بالأخطار”.