·
بينما ، تتعاظم التحديات أمام شعبنا الكردي في سوريا، بعد ٨ كانون الاول ٢٠٢٤ ، وتتشابك المحاولات لطمس هويته القومية وحقوقه المشروعة.
من الطبيعي أن تتوحد الجهود الوطنية الكردية ، وأن ينبثق عن كونفرانس وحدة الصف والموقف الكردي المنعقد بتاريخ ٢٦ نيسان الحالي، رؤية سياسية كردية مشتركة تعبر عن التطلعات القومية والحقوق المشروعة لشعبنا، في إطار سوريا ديمقراطية تعددية لامركزية ، بحيث تضمن الكرامة والحرية والمواطنة للجميع.
لكن، وكما هو متوقع من الذين باعوا ضمائرهم، وتنكروا لانتمائهم، وارتضوا أن يكونوا أدوات بيد جهات تستهدف الكرد وجوداً وهوية، خرج علينا البعض ، ممن لا يمثلون سوى أنفسهم ، ليعلنوا رفضهم لهذه الرؤية، تحت ذرائع باطلة ومكشوفة:
أولاً: ادعاءهم أن الرؤية تعزز “النزعات الانفصالية” هو محض افتراء وتزييف للحقائق، لأن كل من اطلع على مضمون الرؤية الصادرة عن الكونفرانس يدرك أنها تقوم على مبادئ الشراكة الوطنية، وحقوق الشعب الكردي ضمن إطار وحدة سوريا، في إطار الحوار و التفاوض مع الادارة الانتقالية في دمشق ، بعيداً عن أي نزعة انفصالية.
ثانياً : التهجم على الرؤية بدعوى أنها مدعومة من هولير وقنديل ، يكشف حجم الإفلاس السياسي والأخلاقي لهؤلاء المدعين. فدعم القوى الكردية الإقليمية – على اختلاف توجهاتها – لأي جهد كردي سوري يوحد الصفوف ويثبت الحقوق، يجب أن يكون مدعاة للفخر لا للرفض .
إن الحديث عن “قنديل” و”هولير” هو محاولة لاستعداء الرأي العام السوري وتأليبه ضد الكرد، عبر اللعب على وتر التبعية والارتهان الخارجي، وهي أسطوانة قديمة طالما استخدمتها أنظمة الاستبداد ومرتزقتها.
ثالثاً، من المؤسف أن يتحدث هؤلاء باسم الشعب الكردي ، وهم لا يمثلون سوى أنفسهم ، ولا يحظون بأي احترام أو اعتبار بين صفوف الكرد . لأنهم يريدون للكرد أن يتخلوا عن هويتهم وقضيتهم العادلة ، مقابل بعض الفتات .
رابعاً : إن الرؤية التي تبناها الكونفرانس تعبر عن ضمير الأغلبية الساحقة من أبناء شعبنا الكردي، وتعيد التأكيد على مبادئ العيش المشترك، واحترام الخصوصية القومية، والنضال السلمي من أجل الحرية والديمقراطية. وهي رؤية وطنية بامتياز، لأنها لا تنطلق من نزعات انعزالية أو انفصالية ، بل من إدراك عميق لضرورة بناء سوريا جديدة، لا مكان فيها للتمييز العنصري أو القومي.
خامساً : نقول لهؤلاء، أنتم خارجون عن الصف الكردي الوطني، وخارجون عن الإجماع الكردي السوري.
لن تستطيعوا أن توقفوا مسيرة شعبنا نحو نيل حقوقه القومية المشروعة مهما علا صراخكم . فقد اختار شعبنا طريق الوحدة والكرامة، والحرية، والشراكة الوطنية، ولن يعود إلى الوراء .
أن قضية الكرد عادلة، وموقفهم وطني، وسيواصلون العمل على رص صفوفهم ، مدعومين بإرادتهم الحرة وبأصدقائهم الحقيقيين أينما كانوا، ولن تثنيهم ابواق الاستنكار والتشويه.