Skip to content

السفينة

alsafina.net

Primary Menu
  • الرئيسية
  • الأخبار
  • افتتاحية
  • حوارات
  • أدب وفن
  • مقالات رأي
  • منوعات
  • دراسات وبحوث
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • الأرشيف
  • Home
  • انتخابات لبنان البلدية… حروب أهلية بلا سلاح تراجع درامي لـ”قوى التغيير” لصالح الأحزاب التقليدية..محمد أبي سمرا.المصدر :المجلة
  • مقالات رأي

انتخابات لبنان البلدية… حروب أهلية بلا سلاح تراجع درامي لـ”قوى التغيير” لصالح الأحزاب التقليدية..محمد أبي سمرا.المصدر :المجلة

khalil المحرر مايو 27, 2025

بعد 50 سنة على بداية حروب لبنان الأهلية-الإقليمية في عام 1975، وبعد 35 سنة على توقفها، أظهرت الانتخابات البلدية والاختيارية التي جرت في البلاد في شهر مايو/أيار (2025) أن اللبنانيين، جماعات وأحزابا وعائلات، فقدوا أشكال التعبير في حياتهم العامة، سوى تلك التي رسّختها حروبهم وكرّسوها جيلا بعد جيل لغة وسلوكا ومشاعر في الاجتماع والسياسة والسكن والعمل والاستحقاقات الانتخابية.

وفيما كان رئيسا جمهوريتهم وحكومتهم المنتخبان حديثا يرددان يوميا تقريبا شعار ضرورة “الإصلاحات (الشاملة) وحصر السلاح في يد سلطات الدولة الرسمية” بعد أشهر من حرب إسرائيلية دموية ومدمّرة لـ”حزب الله” وجماعته وللبنان أيضا، حضّروا هم وأحزابهم ومنظماتهم العصبية الطائفية لانتخابات ممثليهم لإدارة شؤونهم البلدية المحلية وأقبلوا عليها، كأنهم يخوضون حروبا بلا سلاح في مناطقهم ومدنهم وبلداتهم وأحيائهم. وفي نهاية كل جولة أسبوعية من هذه الانتخابات كان الرصاص العشوائي وسقوط قتلى وجرحى في غير منطقة، لغتهم التعبيرية الأساسية عن بهجة المنتصرين فيها، وكيدهم للخاسرين. أما في بعض أحياء بيروت فاكتفت أحزاب وجماعات بإطلاق المفرقعات والأسهم النارية ابتهاجا بتقدير قوى متنافسة بأنها هي الفائزة، بعد ساعتين على إقفال صناديق الاقتراع، وقبل الفراغ من فرز أصواتها (نسبة الاقتراع في بيروت لم تتجاوز 20 في المئة). وعلّقت امرأة غير لبنانية مقيمة في بيروت قائلة: “ضرب رصاص، ومجتمعات عصيّة على التغيير”.

منطق الحرب الانتخابي والطبقي
نعم، لقد أظهرت هذه الانتخابات أن الناخبين سجناء في منطق الحرب وفي أشكال تعبيرها، لكن بلا معارك بالسلاح. أحزاب وعائلات متناحرة ومتعادية، تعقد تحالفات-صفقات في مناطق ودوائر انتخابية معينة، لأن لها في ذلك مصلحة تخلو من أي معنى سياسي وإنمائي يتجاوز التسلط والاستمرار في تقاسم السلطة والنفوذ المحلي وفي البلاد. والأحزاب والقوى نفسها خاضت معارك انتخابية ضارية في دوائر ومناطق أخرى، معلنة عداواتها فيصلا بينها، ومستلة شعاراتها من منطق الحرب وإرثها. وفي الحالتين أذعن محازبو هذه الأحزاب وجمهورها في المناطق والبلدات والقرى وأحياء المدن لقراراتها القيادية العليا المتناقضة، بلا أي سؤال.

كما كان أبناء الفئات الشعبية والمهمّشة في الجماعات الطائفية، هم وقود الحروب في لبنان، فإن الفئات نفسها هي التي غالبا ما تستجيب لحملات التجييش في الانتخابات البلدية، وربما النيابية أيضا

وعلى الرغم من تدني نسب اقتراع الناخبين اليوم عن عام 2016 بنسبة تجاوزت 10 في المئة، برز العامل الطبقي أساسيا في الإقبال على العملية الانتخابية في سائر المناطق والدوائر. فالكتل التي أقبلت على الاقتراع والعاملون في ماكينات الأحزاب الانتخابية والمنظمات الأهلية والعائلية التي انخرطت في تجييش الناخبين، وكذلك قوى الأمن والجيش التي تولت مهمة حفظ الأمن، كانت كلها من فئات طبقية شعبية أو دنيا. وكأن هذه الفئات وحدها هي المعنية بالانتخابات والمنقادة إلى المشاركة فيها انقيادا أمريا أو غرائزيا، على الرغم من أنها آخر من يستفيد منها ولها مصلحة فيها، ما خلا احتشاد أبناء هذه الفئات الكرنفالي الكثيف في الشوارع والأحياء قرب مراكز الاقتراع. وهذا ما ظهر جليا ولافتا في أحياء بيروتية شعبية مكتظّة بالسكان والعمران الفوضوي، كزقاق البلاط والبسطا التحتا والنويري والخندق الغميق، حيث حلّت كثافة سكانية شيعية موالية لثنائي “حزب الله” و”حركة أمل”، محل السكان “الأصليين” البيارتة الذين انتقل شطر كبير منهم إلى خارج بيروت، وسكنوا في خلدة وعرمون والناعمة.
والمنتقلون البيارتة منذ عقدين أو ثلاثة، غالبا ما يتحسرون على فقدانهم انتماءهم البيروتي، ويعزفون عن المشاركة في الانتخابات البيروتية حيث سجلات قيد نفوسهم الرسمية. ذلك أن سائر العمليات الانتخابية في لبنان تجري حسب تلك السجلات، لا حسب مناطق سكن الناخبين. وهذه معضلة أساسية موروثة في لبنان وراسخة في نظامه السياسي في تاريخه الحديث. فالحراك السكاني الكبير من المناطق والأرياف إلى المدن منذ ثلاثينات القرن العشرين، وخصوصا التهجير الطائفي والهجرة إلى الخارج، الكثيفين في حقبة الحروب (1975- 1990)، غيّرت تماما خريطة لبنان السكانية، من دون أي تغيير أو تبديل في الأنظمة الانتخابية في ما يتعلق بإلزام السكان الانتخاب في دوائر سجلات قيد نفوسهم التي لا يقيمون فيها. وهذا يعني إما عزوفهم عن الانتخاب، وإما انتخاب ممثلين عنهم لا مصلحة لهم في انتخابهم، خصوصا في الانتخابات البلدية.

وكما كان أبناء الفئات الشعبية والمهمّشة في الجماعات الطائفية، هم وقود الحروب في لبنان، فإن الفئات نفسها هي التي غالبا ما تستجيب لحملات التجييش في الانتخابات البلدية، وربما النيابية أيضا. ففي الانتخابات البلدية الأخيرة سجلت مناطق التهميش في بعلبك والهرمل النسب الأعلى بين المقترعين (بعلبك 48 في المئة، والهرمل 35 في المئة). واحتفى معارضو “الثنائي الشيعي” بأنه لم يفز في بلدات كثيرة من معقله ببعلبك-الهرمل إلا بفارق أصوات قليلة عن لوائح تحالف مستقلين وعائلات “تمردوا” على “الثنائي”. والأرجح أن هذه الظاهرة عارضة وآنية، على ما بيّنت انتقاضة “17 تشرين” 2019 عشية الانهيار المالي والاقتصادي الكبير في لبنان. فما يسمى قوى المجتمع المدني والمستقلين غالبا ما تعجز عن التماسك السياسي في حمأة اصطفافات القوى الأهلية الطائفية المهيمنة والمتسلطة المتجذرة في الجماعات الأهلية المحلية.

شهدت طرابلس (نسبة الاقتراع فيها لم تتجاوز 26 في المئة) فوز مجلس بلدي “سني بلا مسيحيين ولا نساء”، وكثر الحديث عن “غش ورشوة” في نهار الانتخابات

وفي أحياء الفقر والاكتظاظ السكاني البيروتية المذكورة أعلاه، كانت تتكدّس وتنشط في شوارعها نهار الانتخابات، كتل شابة من محازبي وأنصار “حزب الله” و”أمل” و”جمعية المشاريع الإسلامية” (الأحباش) لتجييش الناخبين. وهذا ما ينسحب على منطقة الطريق الجديدة السنية الشعبية التي تكدست ونشطت في شوارعها ماكينات قوى انتخابية سنية من الفئة الطبقية نفسها. وكان شبان وشابات تلك الماكينات مسرورين وفرحين بارتدائهم قمصانا ملونة وزّعتها عليهم أحزابهم ومطبوعة عليها أسماؤها وشاراتها. وبدا أن ما يُفرِح أولئك الشبان هو الدور الذي منحتهم إياه أحزابهم في النهار الانتخابي. وهو دور أخرجهم لنهار واحد من التهميش الاجتماعي، إلى إشعارهم بأنهم في كرنفال أو عيد يتصدرونه أو فاعلين فيه، فيما هم يوزعون على المقترعين اللوائح الانتخابية ويرشدونهم إلى مراكز الاقتراع. لكن ما إن ينتهي النهار الانتخابي حتى يعود أولئك الشبان إلى الظل والهوامش، كأن شيئا لم يكن.

أما في الأحياء البيروتية للفئات الوسطى والميسورة، المسيحية والمسلمة، مثل الأشرفية وفردان وعين التينة وقريطم، فانخفضت نسبة المقترعين إلى حدها الأدنى في لبنان. فشوارع أحياء الأشرفية المسيحية بدت خالية في نهار الاقتراع البيروتي، وبعض صناديق الاقتراع فيها ظلت خالية من أي صوت انتخابي. وفي أحياء الفئات الوسطى والميسورة السنية البيروتية، سجل الناخبون أرقاما متدنية أيضا.

وفيما شهدت طرابلس (نسبة الاقتراع فيها لم تتجاوز 26 في المئة) فوز مجلس بلدي “سني بلا مسيحيين ولا نساء”، وكثر الحديث عن “غش ورشوة” في نهار الانتخابات، عاشت المدينة الشمالية ليلة عصيبة من إطلاق الرصاص العشوائي وسقوط جرحى احتفالا بتقاسم اللائحتين الأساسيتين المتنافستين الفوز مناصفة تقريبا، بعدما تأخر فرز الأصوات يومين، ودار لغط عن التلاعب بالأصوات والصناديق والفرز. لكن الحكومة أقدمت على خطوة شجاعة غير مسبوقة: إقالة محافظ الشمال المقيم في طرابلس، رمزي نهرا الذي استمر يتصرف كرجل مافيا يوالي زعيم “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، طوال توليه منصبه في المدينة الشمالية. واحتفى البعض بفوز لائحة مدعومة من منظمات مجتمع مدني وقوى إسلامية طرابلسية بـ11 عضوا من أصل 24 في مجلس المدينة البلدي. هذا فيما فاز حلف القوى والشخصيات السياسية التقليدية في طرابلس بـ12 عضوا. ويرى كثيرون أن الفراغ الذي خلفه غياب “تيار المستقبل” وزعامة سعد الحريري عن المشهد السياسي في طرابلس وبيروت وصيدا، ملأته قوى وتيارات مؤقتة في انتظار تكوّن زعامة سنية جديدة، جامعة ومتجذرة.

في مدينة زحلة البقاعية جيشت “القوات اللبنانية” الأهالي عصبيا وفازت في الانتخابات باستعادتها أهازيج حرب مطلع الثمانينات

أما الأسهم والمفرقعات النارية التي أُطلقت في سماء أحياء بيروتية احتفالا بلائحة يُقال إنها تكرس “المناصفة الطائفية” بين المسلمين والمسيحيين في عضوية مجلسها البلدي، تداركا لدعوات تريد إنشاء بلدية مسيحية بيروتية منفصلة، فإن ذلك الفوز حققته لائحة جمعت أحزابا متنافرة تقوم بين بعضها عداوات متأرثة منذ أزمنة الحرب: (“القوات اللبنانية”، “التيار” العوني، حركة “أمل”، “حزب الله”، “الطاشناق” الأرمني، “الحزب التقدمي الاشتراكي” الدرزي، “جمعية المشاريع الإسلامية”، والنائب السني فؤاد مخزومي). لكن فوز ائتلاف التشديد على المناصقة، المتنافر والمتأرث العداوات، خرقه مرشح سني منفرد أسقط من الائتلاف مرشحا مسيحيا، فذهبت المناصفة الطائفية أدراج الرياح.

شهادات انتخابية متفرقة
في شهادات متفرقة جمعتها “المجلة” من مطلعين على سير العملية الانتخابية في مناطق عدة، تقاطعت الشهادات في الحديث عن “الفساد السياسي والاجتماعي والأخلاقي” الذي ظهر في “تعبيراته الفاقعة” في الانتخابات البلدية. ففي بعض البلدات الشمالية بلغت الرشى الانتخابية الألف دولار ثمنا للصوت الواحد. والرشى هذه يتكفّل بها رؤساء عائلات أو لوائح من المتمولين، أو نواب أو رؤساء أحزاب. وفي إحدى القرى وصل إلى صندوق الاقتراع قبل دقائق من إقفاله 10 ناخبين جاءوا من ديار الاغتراب. والمنافسة شبه الثأرية بين بعض العائلات، حتّمت نقل مسنين إلى أقلام الاقتراع على كراسي مدولبة ومغروسة في أيديهم أنابيب الإنعاش والمصل. وهذا مظهر من مظاهر تجديد النعرات الغرائزية وتعميق الشقاق البلدي بين العائلات.
وفيما كنا نسجل إحدى الشهادات في الأشرفية، عبرت في الشارع الخالي نهار الانتخابات شاحنة مزينة ببيارق وشعارات حزبية، وتصدح من مكبرات صوت ضخمة فيها أغنية يقول مطلعها “زينوا الساحات/والساحة لنا”. لكن ساحات وشوارع الأشرفية كانت خالية وخاوية في ذاك النهار الانتخابي. وحسب صاحب تلك الشهادة فإن “التكاره والنكايات” بين العصبيات العائلية في بعض القرى الشمالية، بلغت حدّ “تمريغ رؤوس الخصوم في الوحل” معنويا. وبلغت المقارعة اللفظية الفاحشة حدّها الأقصى بين النائبين الزغرتاويين طوني فرنجية وميشال معوض.

أما في مدينة زحلة البقاعية (نسبة الاقتراع فيها 46 في المئة) فجيشت “القوات اللبنانية” الأهالي عصبيا وفازت في الانتخابات باستعادتها أهازيج حرب مطلع الثمانينات، عندما كانت القوات السورية تحاصر المدينة وتدكها بالمدافع، فيما كان قائد “القوات” بشير الجميل آنذاك يطلق خطبه النارية من الأشرفية نصرة لزحلة وشهدائها.

بعد ظهر الجمعة 23 مايو، زحف أهالي ضاحية بيروت الجنوبية والسكان الشيعة في الأحياء البيروتية، زحفهم الآلي المقدس إلى مدنهم وبلداتهم الجنوبية، حيث سجلات قيد نفوسهم، لينتخبوا هناك نهار السبت

وقال أحد الشهود إنه تلقى من أستراليا مكالمات هاتفية من مغتربين لبنانيين هناك، تفيد بأن الجالية الاغترابية تعيش الانقسامات والنكايات العائلية التي يعيشها أهلهم في القرى والبلدات اللبنانية. وحسب الشاهد نفسه فإن المشاحنات والتشنجات العائلية المنبعثة في الانتخابات تحتاج إلى وقت طويل كي تخفت وتندمل، وأحيانا تظل فاغرة وتتجدد في مناسبات كثيرة. والحق أن مثل هذه النكايات والتشنجات، هي وحدها ما يدفع جمهور الناخبين في لبنان إلى الاقتراع.

وفي بلدة حدث الجبة الشمالية المسيحية أرادت “القوات اللبنانية” الفوز بالتزكية. لذا حاولت إقناع مرشحين في اللائحة المنافسة لها بأن ينسحبوا، ووسّطت في ذلك كاهن كنيسة البلدة الذي دعا أعضاء اللائحة المنافسة لـ”القوات” إلى الكنيسة، ثم كتب أسماءهم على أوراق وخلطها وسحب منها ورقتين أمام المذبح الكنسي، فانسحب المرشحان المدون اسماهما في الورقتين من السباق الانتخابي. وهذا ما حصل… وفازت “القوات” بالتزكية في البلدة.

وهاجم مسؤول “حزب الله” في البقاع سنّة بعلبك، ثم هدد المرشحين الشيعة على اللائحة الانتخابية المنافسة لحزبه. وفي بلدة شعث البقاعية رشّح “حزب الله” على لائحته خمسة مرشحين من آل العرب السنّة من دون استشارة العائلة بهدف أن تنقسم على نفسها.

وأظهرت نتائج الانتخابات في بيروت والبقاع وجبل لبنان التراجع الدرامي لـ”قوى التغيير” لصالح الأحزاب التقليدية السلطوية واستعمالها النزاعات العائلية للفوز في الانتخابات. وهذا ما ينبئ- حسب شهادات متابعين- بما سيحصل في الانتخابات النيابية بعد سنة.

الانتخابات ذريعة للزحف جنوبا
وبعد ظهر الجمعة 23 مايو/أيار، زحف أهالي ضاحية بيروت الجنوبية والسكان الشيعة في الأحياء البيروتية، زحفهم الآلي المقدس إلى مدنهم وبلداتهم الجنوبية، حيث سجلات قيد نفوسهم، لينتخبوا هناك نهار السبت 24 من الشهر نفسه. فازدحمت الطرق المؤدية إلى الجنوب بالسيارات زحاما خانقا لساعات. هذا رغم أن إسرائيل كثفت عشية الانتخابات قصفها قرى جنوبية وقنصها بالمسيرات الجوية سيارات على طرق يُعتقد أن مقاتلين من “حزب الله” يتنقلون فيها.

ومنذ سنوات صار مثل هذا الزحف ونفيره معتادين في مناسبات كثيرة، منها المأساوية المروعة، كحال الجنوبيين وأهالي الضاحية حين فروا من ديارهم هذه إلى سائر مناطق لبنان أثناء الحرب الإسرائيلية الأخيرة الدموية والمدمرة على الجنوب وضاحية بيروت الجنوبية. وكحالهم حين زحفوا عائدين إلى الجنوب والضاحية، فور توقف تلك الحرب. والحق أن الزحف الانتخابي جنوبا كرست شكله الحروب ومناسبات “حزب الله” وطقوسه الجماهيرية الكثيرة.

انخفضت نسبة الاقتراع الحالية في الجنوب عنها في دورة الانتخابات البلدية السابقة 10 نقاط: مقابل نسبة اقتراع بلغت 48 في المئة في عام 2016، لم تتجاوز نسبة المقترعين الجنوبيين 37 في المئة للعام الحالي

وفيما كان الجنوبيون يزحفون إلى بلداتهم لينتخبوا، كانت زمر فتيان مشجعي فريق “النجمة” لكرة القدم تهتف في مدينة بيروت الرياضية: “صهيوني صهيوني/نواف سلام صهيوني”، و”يا نواف سماع سماع: لبيك نصرالله، لبيك نصرالله”. وكان رئيس الحكومة نواف سلام يحضر المباراة الافتتاحية تشجيعا للدوري اللبناني في كرة القدم بالمدينة الرياضية. وهذ ما حمل بعض البيارتة السنة- المناوئين لسلام لأنهم يرون أنه يفتقد شوكة عصبية زعامية سنية عضوية وراسخة- على إعلان سخصهم منه لأنه “أهان” المنصب السني الحكومي الأول في البلاد، طالما لم يغادر المدينة الرياضية غاضبا من تلك الهتافات التي سمعها من الفتيان الشيعة.

وانخفضت نسبة الاقتراع الحالية في الجنوب عنها في دورة الانتخابات البلدية السابقة 10 نقاط: مقابل نسبة اقتراع بلغت 48 في المئة في عام 2016، لم تتجاوز نسبة المقترعين الجنوبيين 37 في المئة للعام الحالي. وقد تكون هذه النسبة الأخيرة مرتفعة، لأنه من أصل 150 بلدة جنوبية، لم تحصل انتخابات في 109 بلدات فاز فيها بالتزكية مرشحو “الثنائي الشيعي” الذي لم تترشح ضده وتنافسه لوائح أخرى. لكن كثرة البلدات التي حالت التزكية دون حصول انتخابات فيها، لم تقلل من غزارة الزحف البشري جنوبا، ذاك الذي تبدو الانتخابات ذريعة له وليس العكس. وكان الشاغل الأكبر لـ”الثنائي” جنوبا فوزه بالتزكية (أي بلا انتخابات ولا تنافس انتخابي) التي يفسرها باعتبار أنه حصل على أصوات الناخبين جميعا.

أما في مدينة صور ففازت لائحة “الثننائي” على لائحة مستقلي “صور مدينتي” فوزا كاسحا. وهذا على خلاف ما حصل في بلدة جنوبية تعتبر معقلا قديما للشيوعيين الذين تحالفوا مع عائلات، ففازوا بـ9 مقاعد (3 منها فازت بها نساء)، فيما فاز “الثنائي” بـ6 مقاعد فقط في البلدة.

في مدينة جزين وقراها المسيحية جنوبا، حصلت معركة انتخابية حامية بين “القوات اللبنانية” و”تيار جبران باسيل العوني” الذي عقد تحالفا واسعا مع “الثنائي الشيعي” ونواب مسيحيين انشقوا عن “تياره”. وهذ ما مكنه من الفوز وهزيمة “القوات” التي منعتها “سكرتُها وزهوُها” بفوزها في زحلة وجبيل من عقد تحالفات جزينية مجدية، حسب صحافي مستقل من المنطقة على معرفة تفصيلية دقيقة بمزاج أهلها الانتخابي. وعلى الرغم من أن هذا الصحافي ينفر من باسيل وتياره العوني نفورا سياسيا قويا، فقد قال إنه حبذ خسارة “القوات” الانتخابية في جزين. وذلك لأنها خاضت الانتخابات البلدية كلها مزهوة “بصلفها الحزبي العصبي” الذي يحوّل السياسة والعمل السياسي والسباق الانتخابي أعمالا شبه حربية بلا سلاح.

والحق أن الانتخابات البلدية الحالية في لبنان جرت في معظمها على هذا المنوال، الذي، مهما اختلفت وتفاوتت أشكاله وألونه، يخلي السياسة وإدارة الشؤون العامة من أي معنى يتجاوز الهوس بالعصبية والغلبة.

 

 

Continue Reading

Previous: الحل الكردي في المعادلة الوطنية السورية خلافات جوهرية وعميقة….فيصل يوسف….…المصدر :المجلة
Next: لغة جديدة في طهران شخصيات عدة كانت طهران تُصرّ على وضعها في خلفية التفاوض، لم تعد موجودة حسام عيتاني….المصدر :المجلة

قصص ذات الصلة

  • مقالات رأي

عصام حوج‏ ‏  (شكراً ) توماس باراك!المصدر:صفحة الكاتب

khalil المحرر مايو 28, 2025
  • مقالات رأي

طارق اسماعيل – السلاح” المفقودة بين عون وسلام. المصدر : موقع درج…

khalil المحرر مايو 28, 2025
  • مقالات رأي

الأردن.. بعد 79 عاما من الاستقلال…..المصدر:العرب.خيرالله خيرالله

khalil المحرر مايو 28, 2025

Recent Posts

  • عصام حوج‏ ‏  (شكراً ) توماس باراك!المصدر:صفحة الكاتب
  • الرياض وواشنطن تبحثان دعم سوريا اقتصادياً وإنسانياً…الرياض المصدر: الشرق الأوسط.
  • ترمب يؤكد أنه طلب من نتنياهو تجميد الضربة لإيران….واشنطن المصدر: الشرق الاوسط… هبة القدسي
  • بيان بمناسبة الذكرى العشرين لتأسيس تيار مستقبل كردستان ….تيار مستقبل كُردستان سوريا 
  • التفاوض المباشر بين سوريا وإسرائيل… بين الإنكار وغموض دور أحمد الدالاتي…المصدر: النهار

Recent Comments

لا توجد تعليقات للعرض.

Archives

  • مايو 2025
  • أبريل 2025
  • مارس 2025
  • فبراير 2025
  • يناير 2025
  • ديسمبر 2024
  • نوفمبر 2024
  • أكتوبر 2024
  • سبتمبر 2024
  • أغسطس 2024
  • يوليو 2024
  • يونيو 2024
  • مايو 2024
  • أبريل 2024
  • مارس 2024
  • فبراير 2024
  • يناير 2024
  • ديسمبر 2023
  • نوفمبر 2023
  • أكتوبر 2023

Categories

  • أدب وفن
  • افتتاحية
  • الأخبار
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • حوارات
  • دراسات وبحوث
  • مقالات رأي
  • منوعات

أحدث المقالات

  • عصام حوج‏ ‏  (شكراً ) توماس باراك!المصدر:صفحة الكاتب
  • الرياض وواشنطن تبحثان دعم سوريا اقتصادياً وإنسانياً…الرياض المصدر: الشرق الأوسط.
  • ترمب يؤكد أنه طلب من نتنياهو تجميد الضربة لإيران….واشنطن المصدر: الشرق الاوسط… هبة القدسي
  • بيان بمناسبة الذكرى العشرين لتأسيس تيار مستقبل كردستان ….تيار مستقبل كُردستان سوريا 
  • التفاوض المباشر بين سوريا وإسرائيل… بين الإنكار وغموض دور أحمد الدالاتي…المصدر: النهار

تصنيفات

أدب وفن افتتاحية الأخبار المجتمع المدني الملف الكوردي حوارات دراسات وبحوث مقالات رأي منوعات

منشورات سابقة

  • مقالات رأي

عصام حوج‏ ‏  (شكراً ) توماس باراك!المصدر:صفحة الكاتب

khalil المحرر مايو 28, 2025
  • الأخبار

الرياض وواشنطن تبحثان دعم سوريا اقتصادياً وإنسانياً…الرياض المصدر: الشرق الأوسط.

khalil المحرر مايو 28, 2025
  • الأخبار

ترمب يؤكد أنه طلب من نتنياهو تجميد الضربة لإيران….واشنطن المصدر: الشرق الاوسط… هبة القدسي

khalil المحرر مايو 28, 2025
  • الملف الكوردي

بيان بمناسبة الذكرى العشرين لتأسيس تيار مستقبل كردستان ….تيار مستقبل كُردستان سوريا 

khalil المحرر مايو 28, 2025

اتصل بنا

  • Facebook
  • Instagram
  • Twitter
  • Youtube
  • Pinterest
  • Linkedin
  • الأرشيف
Copyright © All rights reserved. | MoreNews by AF themes.