ملخص
حذر وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في وقت سابق من أن “المماطلة” في تنفيذ بنود الاتفاق مع الإدارة الكردية “ستطيل أمد الفوضى” في البلاد.
يتجه وفد من الإدارة الذاتية الكردية اليوم السبت إلى دمشق للتفاوض مع السلطة السورية حول تطبيق بنود اتفاق وقعه الطرفان قبل نحو ثلاثة أشهر، وفق ما أفاد مصدر كردي، وسط تباين في الآراء إزاء نظام الحكم.
وتضمن اتفاق وقعه الرئيس أحمد الشرع مع قائد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) مظلوم عبدي في الـ10 من مارس (آذار) الماضي برعاية أميركية، بنوداً عدة نص أبرزها على “دمج المؤسسات المدنية والعسكرية كافة في شمال شرقي سوريا ضمن إدارة الدولة بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز”.
لكن الإدارة الذاتية وجهت لاحقاً انتقادات إلى السلطة على خلفية الإعلان الدستوري ثم تشكيل حكومة قالت إنها لا تعكس التنوع. وطالبت القوى الكردية في أبريل (نيسان) الماضي بدولة “ديمقراطية لا مركزية”، ردت عليها دمشق بتأكيد رفضها “محاولات فرض واقع تقسيمي” في البلاد.
وقال مصدر كردي في عداد الوفد، من دون الكشف عن هويته، إن “وفداً من الإدارة الذاتية في طريقه إلى دمشق لبحث بنود الاتفاق الموقع بين الجانبين”.
ونص الاتفاق على أن المكون الكردي “مجتمع أصيل في الدولة السورية” التي “تضمن حقه في المواطنة وحقوقه الدستورية كافة”، في موازاة “رفض دعوات التقسيم وخطاب الكراهية”.
وحذر وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في وقت سابق من أن “المماطلة” في تنفيذ بنود الاتفاق “ستطيل أمد الفوضى” في البلاد.
وخلال مقابلة بثتها قناة تلفزيونية، مقرها أربيل العراقية، قال عبدي ليل أمس الجمعة، “نحن ملتزمون ما اتفقنا عليه مع دمشق ونعمل حالياً على تنفيذ هذا الاتفاق من خلال لجان تطبيقية”.
لكنه شدد على التمسك بـ”سوريا لا مركزية وتعيش فيها جميع المكونات بكامل حقوقها وألا يُقصى أحد”، معتبراً أن “من يتسلم الحكم الآن يريد سوريا المركزية وغير جاهز لأن يعيش الجميع في البلاد”.
اقرأ المزيد
الإدارة الكردية الذاتية ترفض تنفيذ قرارات الحكومة السورية الجديدة
الشرع لـ”الأكراد: أية محاولات لتقسيم سوريا مرفوضة
دمشق تنشر قوات حول “سد تشرين” باتفاق مع الأكراد
أردوغان يوجه دمشق بالتركيز على دمج “قسد” ضمن قواتها المسلحة
وينتقد الأكراد الذين عانوا لعقود قبل اندلاع النزاع التهميش والإقصاء، سعي السلطة الجديدة إلى تكريس مركزية القرار وإقصاء مكونات رئيسة من إدارة المرحلة الانتقالية.
وتسيطر الإدارة الذاتية على مساحات واسعة في شمال سوريا وشرقها، تضم أبرز حقول النفط والغاز التي تحتاج دمشق إلى مواردها. كما تمتلك قوة عسكرية منظمة أثبتت فاعلية في قتال تنظيم “داعش” حتى دحره من آخر معاقله عام 2019.
وقال عبدي إن النفط “لكل السوريين وللجميع الحق في الاستفادة” منه، في إشارة ضمنية إلى استعداد الإدارة الذاتية لوضعه تحت سلطة دمشق. لكنه جدد التمسك بأن “تكون هناك إدارة ذاتية لحكم محلي وأن يدير شعب المنطقة المؤسسات أمنياً وسياسياً”.
ويشكل حفاظ الشرع على وحدة سوريا وبسط الأمن على كامل التراب السوري، أحد أبرز التحديات التي تواجهه في المرحلة الانتقالية، خصوصاً بعد أعمال عنف ذات طابع طائفي طاولت الأقلية العلوية وأثارت مخاوف على مصير الأقليات في البلاد.