Skip to content

السفينة

alsafina.net

Primary Menu
  • الرئيسية
  • الأخبار
  • افتتاحية
  • حوارات
  • أدب وفن
  • مقالات رأي
  • منوعات
  • دراسات وبحوث
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • الأرشيف
  • Home
  • “مزرعة الحيوان”: حين يُولَد الاستبداد من رحم الثورة آمال مختار……المصدر :ضفة ثالثة
  • مقالات رأي

“مزرعة الحيوان”: حين يُولَد الاستبداد من رحم الثورة آمال مختار……المصدر :ضفة ثالثة

khalil المحرر يونيو 29, 2025

في زمنٍ تُقال فيه الأكاذيب بلباقة، وتُقدَّم فيه الأقنعة على أنها وجوه حقيقية غاية في الجمال والصدق والشفافية، تظل بعض الكتب ومنها بالخصوص بعض الروايات مثل مرايا صارخة بالحقيقة بلا رحمة، تعكس الظلم المتواصل بلا هوادة مثل أشعة الشمس دون أن تنكسر. عندئذ تلفت انتباهنا إليها فندرك أنّها ليست مجرد كتب قديمة ذات أوراق صفراء نائمة على رفوف المكتبات في بيوت باهتة نصف معتمة لشيوخ وعجائز تجاوزهم الزمن وهربت عنهم الأحداث، بل هي مادة حيّة تتنفس لتعبر في سكون عمّا يعتمل في أعماق أرواح القلقين، الحالمين، الغاضبين في عالم مجنون بلا عقل ولا قلب.
من هذه الأعمال النادرة التي لا تنتمي إلى زمن محدد، ولا إلى جغرافيا بعينها، رواية “مزرعة الحيوان” لجورج أورويل، واسمه الحقيقي إريك آرثر بلير، التي لا تنتمي البتة إلى لحظة سياسية بعينها، فهي رواية تتعامل مع جوهر التجربة الإنسانية في علاقتها بالسلطة، بالخديعة، وبالأمل حين يتحوّل إلى أداة قمع.
هي إذن ليست مجرد حكاية رمزية عن ثورة فاشلة، خرجت من رحم لحظة محددة، مشحونة، وضبابية. إنها واحدة من تلك الأعمال الأدبية الخالدة التي تنفلت من الزمن وتُمسك بجوهر تلك التجربة الإنسانية كلّما تعثرت بالحلم واصطدمت بالطغيان، مقترحة رؤية عميقة لمسار التاريخ حين يُكتب بعقل المنطق والفلسفة، ليعرّي ويحلّل اللّحظة التي تُخطف فيها أحلام الشعوب وتُعاد صياغتها على أيدي نفس الأقليّة التي تدّعي النبل لكنّها في حقيقتها تجيد التمثيل “والبوليتيكا” وتنتهي بتكرار نفس الطغيان لكن بلغة تواكب العصر وأدواته.
لذلك كلّه لا يُمكن أبدًا لقارئ هذه الرواية، حتى اليوم، أن يغادرها دون أن يستيقظ في أعماقه شعور مرعب وجحيم من الأسئلة: كيف تمرّ الحضارات دون أن يتغير عمق الإنسان؟ فيتكرّر هذا ويحدث الآن، ويحدث هنا!!!
كُتبت الرواية في فترة تاريخيّة حرجة بين 1943 و1944، في لحظة عالمية مشحونة بالتحولات والانقسامات.
كانت أوروبا لا تزال غارقة في نيران الحرب العالمية الثانية، بالكاد تتنفس الصعداء بعد صراع دموي، لكن ظلال الديكتاتوريات كانت لا تزال تغطي النفوس، خاصة وأنّ ما كان يتبدل هو وجوهها وأسماؤها فقط دون أن تتغير طبيعتها القمعية.
وكان ستالين، زعيم الاتحاد السوفياتي، يبدو في نظر الغرب حليفًا ضروريًا في مواجهة النازية. إذ كان يبدو حينئذ كبطل مقاومة للنازية.
غير أنّ جورج أورويل، الذي سبق له أن خاض تجربة الحرب الأهلية الإسبانية وواجه خيانة الحلفاء الثوريين هناك، لم يكن يرى فيه سوى صورة جديدة من الاستبداد، أكثر إتقانًا من سابقيه، مجرد صورة مموهة ببلاغة ثورية وبمفردات العدالة الاجتماعية حتى بدت ناصعة مثل براءة الحقيقة.
لقد كان أورويل يرى ببصيرة مختلفة.
رأى أنّ الثورة الروسية التي بدأت بوعد الحرية انتهت في أحضان البيروقراطية القمعية، وأن الشعوب التي ثارت باسم العدالة تُخدّر بنفس الشعارات التي رفعتها.
من هنا نبتت “مزرعة الحيوان” في عقل كاتبها كعمل سيكتب له الخلود برمزيّته وتكثيفه والدقة البليغة في تشريحه للواقع السياسي والاجتماعي للمجتمعات البشرية في كل زمان ومكان.
اختار أورويل أن يحكي قصته من خلال الحيوانات. لكنها ليست قصة رمزية خفيفة، بل عمل سياسي بالغ الدقة في تمثيله للواقع البشري وتكثيفه.
تدور أحداث الرواية في مزرعة اسمها “مانور”، حيث تسكن مجموعة من الحيوانات التي تعاني من الاستغلال على يد مالكها البشري السيد جونز.
يلقي خنزير مُسن يُدعى “ميجور العجوز” خطابًا مؤثرًا عن الظلم والحرية والمساواة بين حيوانات المزرعة. يموت بعدها الخنزير ميجور وتموت الفكرة بداية معه، لكنها سرعان ما تنتقل إلى الحيوانات الأخرى، التي تثور على السيد جونز وتطرده من المزرعة، معلنة ولادة نظام جديد: حكم الحيوانات لأنفسهم، بدون بشر.
في البداية، تسود المزرعة حالة من المثالية الجماعية بين أهلها وتُكتب سبع وصايا بمثابة ميثاق يعكس مبادئ الثورة: المساواة، رفض الاستبداد، الإخاء بين جميع الحيوانات. لكن كما في كل سردية ثورية، تبدأ الانشقاقات مبكرًا. يظهر خنزيران في قلب القيادة: “سنوبول” الذي يمثل الصوت العقلاني والمثالي، و”نابليون”، الذي يعمل بخبث وصمت.
في هذا المفصل تحديدًا، تبدأ الرواية في التحول من سرد لثورة عادلة إلى توثيق دقيق لانحرافها. الخنزيران سنوبول ونابليون يتنافسان على قيادة المزرعة. سنوبول الذي يبدو كمثقف مثالي، يسعى لتطوير البنية التحتية، بينما نابليون يتحرك بخبث، ويُربي كلابًا في الخفاء (ميليشيا) ليتخذها كقوة أمنية. بعد صراع قصير، يُقصى نابليون سنوبول مستعينًا بكلابه التي درّبها على ولائه سرًا. وتُمحى آثاره، ليُصبح نابليون الحاكم الأوحد بعد أن ثبّت سلطته بالقوة.
من هنا تبدأ المزرعة بالتغير، في بنيتها السياسية، وفي ذاكرتها الجماعية. تُمحى الوصايا أو يُعاد تأويلها حسب مصالح القائد الجديد والوحيد، وينبثق خطاب مزدوج يتحدث باسم “الرفاق”، بينما تُمارس على الأرض هيمنة واضحة من قبل فئة الأقليّة التي تمكّنت من السيطرة.
بمرور الوقت، تنفصل الخنازير عن بقية الحيوانات. وتبدأ عملية تحوّلها فتسكن في بيوت البشر، تشرب الخمر، تنام في أسرّة، تعقد اتفاقات، وتمحي تدريجيًا كل فاصل بينها وبين البشر الذين ثاروا ضدهم يومًا. وتختزل كل المبادئ الثورية في جملة واحدة: “جميع الحيوانات متساوية، لكن بعض الحيوانات أكثر مساواة من غيرها.” جملة ساخرة، لكنها تختصر بمنتهى الألم كيف يتم اللعب بالمفاهيم والمصطلحات، وكيف تصبح اللّغة في حدّ ذاتها مجرد شعارات وأداة حكم وقمع.

“إنها رواية تكشف مدى بشاعة سقوط الحلم، ومدى خساستنا نحن كبشر ومدى قابليتنا لإعادة تدوير القهر، متى ما زُوِرت الذاكرة، وساد الخوف”

 

الإعلام المتمثل في شخصية “سكويلر”، يتحول إلى آلة لتزييف الوعي، وتحويله إلى إنجاز لتبرير التراجع والانحراف، وأداة تضليل لا تقل قوة عن الكلاب التي تمثل الأمن “الميليشي” القمعي. والأدهى من ذلك تقنع سلطة الإعلام الحيوانات رغم ملاحظتها لهذا الانحراف أن تراجع أوضاعها هو ضريبة الثورة، فتواصل العمل بصمت وإيمان غريب بأن “القائد يعرف جيدًا مصالح الوطن”. ليصبح بذلك الشكّ في القيادة بمثابة الخيانة العظمى.
في هذا المشهد الأخير، حيث لا تستطيع الحيوانات التمييز بين الخنازير والبشر، تبلغ الرواية ذروتها الرمزية.
إنها رواية تكشف مدى بشاعة سقوط الحلم، ومدى خساستنا نحن كبشر ومدى قابليتنا لإعادة تدوير القهر، متى ما زُوِرت الذاكرة، وساد الخوف، وسُيّج العقل بقضبان سلطة الإعلام الموالية دائمًا للسلطة السياسية مهما بدّلت أقنعتها فهي الخائنة غالبًا وبالضرورة.
لا تكتفي الرواية بنقد الزعيم المتسلط فحسب، بل تذهب أبعد من ذلك: تتعمّق في تحليل نفسي للجماهير التي تصمت، ترضخ وتعتمد على آليات الإقناع الذاتي لتبرير تحول الفشل إلى انتصار في الذاكرة الجماعيّة والخوف السّاكن في النفوس إلى حكمة.
الشعوب التي تفضّل الاستقرار على مواجهة الحقيقة، والتي تتعلق بالأساطير والطمأنينة المؤقتة لتمنح لنفسها وهي في جحيم معاناتها التبرير المقنع لمعنى الخذلان.
يقشّر أورويل في هذا العمل أوجه الزعيم المستبد المتعدّد الوجه تلو الوجه، ويعرّي هشاشة الذين يرضخون، مثل “بوكسر”، الحصان القوي المخلص الذي يُجسد بامتياز خنوع القطيع المدجن. ورغم كل المؤشرات الساطعة الدالة على الانحراف في الثورة، يواصل العمل بجد وصدق وهو يردد بثقة عالية: “سأعمل بجهد أكبر لأجل الوطن”، إلى أن يُنقل إلى المسلخ دون أن يفهم الأحجية.
في النهاية، يكتشف القارئ، كما الحيوانات، أن تلك الثورة التي وُلدت من أجل المساواة والحرّية أعادت إنتاج ذات السلطة السابقة، لكن بوجوه خنزيرية.
حين كتب أورويل هذه الرواية، كان يحاول التحايل على الرقابة البريطانية التي لم تكن راغبة في نشر عمل ينتقد الاتحاد السوفياتي الحليف حينئذ.
لكن القصة نجت من قبضة الصّمت، ووصلت إلى القراء، لتصبح وعلى مرّ العصور وثيقة شهادة للتحذير، ليس فقط من أنظمة بعينها، بل من ميكانيزمات النذالة الخطيرة التي ما فتئت تتكرر باستمرار: ينطلق الأمر بثورة صادقة النوايا ثم لا تلبث أن تتركّز حتى تُسرق، ثم تتحول إلى سردية مغلقة لا تسمح البتّة بالمراجعة. سردية تقدّس الماضي، وتحتكر الحقيقة، وتُقصي كل من يطالب بالسؤال.
لقد أثبت التاريخ أن “مزرعة الحيوان” لم تكن مجرد حكاية خرافية، بل رسمًا دقيقًا للطبيعة المشوّهة للسلطة حين تنفصل عن الرقابة والمحاسبة.
ما كشف عنه هذا العمل الروائي المهمّ من أسرار الأحجية، مثل: خبايا التلاعب بالمفاهيم، واستعمال اللغة الخشبية كأداة للهيمنة، والإعلام كشريك متواطئ في الاستبداد، وصمت الشعوب كشرط ضروري لنجاح القمع، لا تزال تحدث (للأسف) بحذافيرها في تجارب عديدة في عالمنا المعاصر.
“مزرعة الحيوان” رواية لا تتحدث عن الخنازير ولا عن المزارع فحسب، إنها رواية تفضح أعداء الكرامة، وأهل الخيانة الذين اختاروا مصالحهم وأنفسهم فزوّروا الذاكرة الجماعية والتاريخ.
إنها عمل بالغ الأهمية يكشف أعماق القذارة في العمل السياسي حيث يُستبدَل سيدٌ بسيد، ووجهٌ بوجه، دون أن يلاحظ الشعب ذلك أو يعلم بالحقيقة بعد فوات الأوان.
من هنا ستظلّ هذه الرواية علامة خالدة، حاضرة، حيّة، تنبض لا لأنها كُتبت عن حدث ما، بل لأنها كُتبت عن نمط يتكرّر باستمرار. عن ذلك التناسخ البشري المخزي والموجع لنفس النمط الذي يبدأ بالحلم، ويمر بالسلطة، وينتهي بالخوف والتبرير. إنها رواية قصيرة في حجمها، لكنها بليغة في عمقها تُشبه العدسة المكبرة التي تكشف بنية الطغيان بدقّة مذهلة مهما تنكّر خلف الأقنعة.
وعلى بساطتها الظاهرية، ستبقى واحدة من أهم أعمال الأدب السياسي والأدب عمومًا الذي تكفّل بأداء دوره الحقيقي المتمثل في توعية العقول.
رواية يجب أن توضع دائمًا على مرمى اليد لتُقرأ وتُراجع باستمرار، كمرآة تعكس الماضي البشري المرير وتُنذر مثل خارطة طريق بما هو آت.
*روائية من تونس.

شارك هذا المقال

Continue Reading

Previous: روبنسون كروزو… لمّا يلتقي ماركس بفيتغنشتاين دارا عبدالله…..المصدر :ضفة ثالثة
Next: التغريبة السورية وآلام اللجوء في الرواية سمر شمة…..المصدر :ضفة ثالثة

قصص ذات الصلة

  • مقالات رأي

أميركا تضغط على “قوات سوريا الديموقراطية”… لا بديل عن “الاندماج”..…المصدر:المجلة …تشارلز ليستر

khalil المحرر يوليو 12, 2025
  • مقالات رأي

“أسطورة سنغافورة”: حتى لا ننتهي إلى سوريا بلا تنمية ولا ديمقراطية!…المصدر:موقع درج..منار الرشواني – كاتب وصحافي

khalil المحرر يوليو 12, 2025
  • مقالات رأي

الشيعية السياسية: مناورة أم مغامرة؟ أحمد جابر………المصدر:المدن

khalil المحرر يوليو 12, 2025

Recent Posts

  • أميركا تضغط على “قوات سوريا الديموقراطية”… لا بديل عن “الاندماج”..…المصدر:المجلة …تشارلز ليستر
  • “أسطورة سنغافورة”: حتى لا ننتهي إلى سوريا بلا تنمية ولا ديمقراطية!…المصدر:موقع درج..منار الرشواني – كاتب وصحافي
  • الشيعية السياسية: مناورة أم مغامرة؟ أحمد جابر………المصدر:المدن
  • انقلاب في دمشق على الإعلان الدستوري؟ عمر قدور….…المصدر:المدن
  • أنقذوا سورية من الإرهاب عبير نصر……..…المصدر: العربي الجديد

Recent Comments

لا توجد تعليقات للعرض.

Archives

  • يوليو 2025
  • يونيو 2025
  • مايو 2025
  • أبريل 2025
  • مارس 2025
  • فبراير 2025
  • يناير 2025
  • ديسمبر 2024
  • نوفمبر 2024
  • أكتوبر 2024
  • سبتمبر 2024
  • أغسطس 2024
  • يوليو 2024
  • يونيو 2024
  • مايو 2024
  • أبريل 2024
  • مارس 2024
  • فبراير 2024
  • يناير 2024
  • ديسمبر 2023
  • نوفمبر 2023
  • أكتوبر 2023

Categories

  • أدب وفن
  • افتتاحية
  • الأخبار
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • حوارات
  • دراسات وبحوث
  • مقالات رأي
  • منوعات

أحدث المقالات

  • أميركا تضغط على “قوات سوريا الديموقراطية”… لا بديل عن “الاندماج”..…المصدر:المجلة …تشارلز ليستر
  • “أسطورة سنغافورة”: حتى لا ننتهي إلى سوريا بلا تنمية ولا ديمقراطية!…المصدر:موقع درج..منار الرشواني – كاتب وصحافي
  • الشيعية السياسية: مناورة أم مغامرة؟ أحمد جابر………المصدر:المدن
  • انقلاب في دمشق على الإعلان الدستوري؟ عمر قدور….…المصدر:المدن
  • أنقذوا سورية من الإرهاب عبير نصر……..…المصدر: العربي الجديد

تصنيفات

أدب وفن افتتاحية الأخبار المجتمع المدني الملف الكوردي حوارات دراسات وبحوث مقالات رأي منوعات

منشورات سابقة

  • مقالات رأي

أميركا تضغط على “قوات سوريا الديموقراطية”… لا بديل عن “الاندماج”..…المصدر:المجلة …تشارلز ليستر

khalil المحرر يوليو 12, 2025
  • مقالات رأي

“أسطورة سنغافورة”: حتى لا ننتهي إلى سوريا بلا تنمية ولا ديمقراطية!…المصدر:موقع درج..منار الرشواني – كاتب وصحافي

khalil المحرر يوليو 12, 2025
  • مقالات رأي

الشيعية السياسية: مناورة أم مغامرة؟ أحمد جابر………المصدر:المدن

khalil المحرر يوليو 12, 2025
  • مقالات رأي

انقلاب في دمشق على الإعلان الدستوري؟ عمر قدور….…المصدر:المدن

khalil المحرر يوليو 12, 2025

اتصل بنا

  • Facebook
  • Instagram
  • Twitter
  • Youtube
  • Pinterest
  • Linkedin
  • الأرشيف
Copyright © All rights reserved. | MoreNews by AF themes.