ملخص
قال مسؤول فلسطيني إن المحادثات الجارية في قطر في أزمة وإن الأمور محل الخلافات الأساسية، بما في ذلك ما إذا كانت إسرائيل ستستمر في احتلال أجزاء من قطاع غزة بعد وقف إطلاق النار، لم تحل بعد.
عبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن أمله في إبرام اتفاق خلال أيام قليلة لإطلاق سراح المزيد من الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة “حماس”.
وقال نتنياهو إن 50 رهينة لا يزالون محتجزين لدى “حماس”، وإنه يُعتقد أن 20 منهم فقط على قيد الحياة. وذكر في مقابلة مع برنامج )ذا ريكورد ويذ غريتا فان ساسترين( على قناة “نيوزماكس” بثت الخميس “أريد إطلاق سراحهم جميعاً. ولدينا الآن اتفاق من المفترض أن يخرج نصف الأحياء ونصف الأموات”.
وتابع بالقول “وبهذا سيكون لدينا 10 أحياء متبقين ونحو 12 رهينة متوفين، لكنني سأخرجهم أيضاً. آمل أن نتمكن من إبرامه في غضون أيام قليلة”.
جاءت مقابلة نتنياهو مع “نيوزماكس” في الوقت الذي يختتم فيه زيارته الثالثة إلى واشنطن منذ تولي الرئيس دونالد ترمب منصبه في يناير (كانون الثاني).
وفي حديثه عن ترمب، قال نتنياهو إنه لم يسبق لإسرائيل أن حظيت بمثل “هذا الصديق، أو هذا الدعم لإسرائيل في البيت الأبيض”.
وانضمت الولايات المتحدة لإسرائيل الشهر الماضي في قصف إيران، في خطوة قال ترمب إنها “محت ” ثلاثة من المواقع النووية الإيرانية. وعندما سئل نتنياهو عن تقييم الأضرار، قال “في غضون أشهر، كانوا سيتمكنون من إنتاج قنابل ذرية”.
وأعلنت “حماس”، أمس الخميس، أن نتنياهو رفض التوصل إلى “صفقة تبادل شاملة” تتضمن الإفراج عن جميع الرهائن دفعة واحدة، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنها تواصل تعاملها “الإيجابي والمسؤول” في المفاوضات، للتوصل إلى اتفاق يفضي إلى وقف الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي وتدفق المساعدات من دون عوائق.
وأضافت الحركة في بيان، أن تصريحات نتنياهو “التي أبلغ فيها عائلات الأسرى بعدم إمكانية التوصل إلى صفقة شاملة، تؤكد النوايا الخبيثة والسيئة”. وأشارت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي “وضع عراقيل أمام التوصل إلى اتفاق يفضي إلى إطلاق سراح الأسرى، ووقف العدوان على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة”.
غارة إسرائيلية تقتل أطفالاً قرب مركز طبي
ميدانياً، قالت السلطات الصحية في قطاع غزة إن غارة إسرائيلية استهدفت فلسطينيين قرب مركز طبي بالقطاع الخميس مما أسفر عن مقتل 16 شخصاً بينهم 10 أطفال بخلاف الإصابات وذلك في وقت تتحرك فيه ببطء محادثات وقف إطلاق النار من دون توقعات باتفاق وشيك.
هكذا تسلسلت تصريحات ترمب في شأن غزة منذ توليه السلطة
وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف أحد المسلحين الذين شاركوا في الهجوم الذي قادته “حماس” في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، والذي أدى إلى اندلاع الحرب. وأضاف أنه على علم بتقارير متعلقة بوقوع عدد من الإصابات وأن الواقعة قيد المراجعة.
وأعلنت منظمة “بروجكت هوب” الأميركية أن الغارة استهدفت المركز الطبي التابع لها بشكل مباشر من الخارج. وقالت المنظمة في بيان “نشعر بالفزع والأسى، ولا نجد الكلمات التي يمكن أن تعبر بصدق عن مشاعرنا”، وفق ما ذكرت وكالة “رويترز”.
وتدير منظمة “بروجكت هوب” الإنسانية غير الحكومية عيادة دير البلح، وأفادت من جهتها بمقتل 15 شخصاً، بينهم عشرة أطفال وامرأتان.
وقال رئيس المنظمة ربيع طربيه في بيان “عيادات بروجكت هوب ملاذ آمن في غزة، حيث يُحضِر الناس أطفالهم الصغار، وتتلقى النساء الرعاية أثناء الحمل وبعده، وحيث يُعالج سوء التغذية”. وأضاف “مع ذلك، تعرضت عائلات بريئة هذا الصباح لهجوم بلا رحمة أثناء وقوفها في طوابير في انتظار فتح الأبواب”، داعياً إلى وقف فوري لإطلاق النار.
ووقعت الغارة في الوقت الذي تجري فيه إسرائيل وحركة “حماس” محادثات مع وسطاء في قطر بشأن مقترح لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً وإطلاق سراح الرهائن بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب.
لكن مسؤولاً إسرائيلياً كبيراً قال الأربعاء إن من غير المرجح التوصل إلى اتفاق قبل أسبوع أو أسبوعين، بينما قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الخميس إنه متفائل بإمكانية التوصل إلى اتفاق.
وقال روبيو للصحافيين في قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في ماليزيا “أعتقد أننا اقتربنا، وربما أقرب مما كنا عليه منذ فترة طويلة”.
من جانبه، قال مسؤول فلسطيني إن المحادثات الجارية في قطر في أزمة وإن الأمور محل الخلافات الأساسية، بما في ذلك ما إذا كانت إسرائيل ستستمر في احتلال أجزاء من قطاع غزة بعد وقف إطلاق النار، لم تحل بعد.
وفشلت عدة جولات من المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل و”حماس” في تحقيق أي تقدم يذكر منذ استئناف الجيش الإسرائيلي للعمليات العسكرية في مارس (آذار) عقب هدنة سابقة. وأسفرت الهجمات الإسرائيلية في الأسابيع القليلة الماضية عن مقتل مئات من سكان غزة، كثير منهم مدنيون، وإصابة آلاف، وفقاً للسلطات الصحية في القطاع، مما شكل ضغطاً هائلاً على المستشفيات القليلة المتبقية هناك.
وقال أطباء في القطاع إن نقص إمدادات الوقود يهدد المستشفيات المتبقية التي تعمل بالكاد، بما في ذلك وحدة رعاية الأطفال حديثي الولادة في مستشفى الشفاء بمدينة غزة.
وقال مدير المستشفى الدكتور محمد أبو سلمية “بسبب اكتظاظ حضانات الأطفال، والاحتلال دمر معظم حضانات الأطفال في قطاع غزة، والآن عدد حضانات الأطفال محدود في القطاع، نضطر أن نضع كل أربع أو خمس وثلاث أطفال خدج في حضانة واحدة. وهذا يكون له تأثير سلبي على هؤلاء الأطفال يمكن أن ينقل لهم الأمراض والعدوى… الأطفال الخدج الآن في وضع حرج جداً”.
وأفاد مسؤول عسكري إسرائيلي بأنه سمح بدخول الوقود المخصص للمستشفيات والمرافق الإنسانية الأخرى إلى القطاع يومي الأربعاء والخميس. لكن المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك قال إن هناك حاجة إلى المزيد من الوقود للحفاظ على استمرار عمل الخدمات الأساسية المنقذة للحياة والمحافظة عليها.