بعد سنوات طويلة من الجمود والنزاع، انطلقت عملية مفاجئة بدأت بتحية غير متوقعة في البرلمان التركي، وبلغت مرحلة تاريخية بدعوة عبد الله أوجلان إلى حلّ حزب العمال الكوردستاني وإنهاء الكفاح المسلح.
ومن المقرر أن تُسلّم اليوم أول مجموعة من مقاتلي الحزب أسلحتها في محافظة السليمانية، في خطوة رمزية تعبيراً عن “حسن النية”.
تُعد هذه المحطات الخمس الحاسمة بمثابة خارطة طريق جديدة للحل، وقد باتت أنظار العالم مسلّطة على نتائجها.
1. التحية التي غيّرت القواعد
بدأ كل شيء في يوم عادي تحت قبة البرلمان التركي.
رئيس حزب الحركة القومية التركية، دولت باخجلي، المعروف بموقفه المتشدد تجاه القضية الكوردية، وجّه في (1 تشرين الأول 2024) تحية لرئيس وأعضاء كتلة حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (دام بارتي) في البرلمان.
أحدثت هذه الخطوة المفاجئة زلزالاً في المشهد السياسي التركي. وفسّرها المراقبون السياسيون على أنها “الإشارة الأولى لمرونة الدولة” و”فتح باب جديد”.
ورغم أنها بدت في البداية حركة فردية، لكن اتضح لاحقاً أنها جزء من خطة حكومية أشمل لبدء الحوار.
2. النداء التاريخي من إيمرالي
بعد أشهر من النقاشات السياسية واللقاءات لوفود متعددة في جزيرة إمرالي، وجّه زعيم حزب العمال الكوردستاني، عبد الله أوجلان، في (27 شباط 2025)، نداء علنياً للرأي العام، دعا أوجلان فيها بشكل صريح إلى حل حزب العمال الكوردستاني، معتبراً أن زمن السلاح قد انتهى.
أحدث هذا النداء صدى واسعاً في تركيا، وأحيا آمال السلام من جديد.
3. ردّ قنديل
توجّهت الأنظار إلى رد قيادة حزب العمال الكوردستاني في جبال قنديل.
وبعد نحو ثلاثة أشهر من المشاورات والاجتماعات الداخلية، عقد حزب العمال الكوردستاني مؤتمره الثاني عشر وأعلن في (12 أيار 2025)، التزامه بدعوة زعيمه عبد الله أوجلان إلى حل بنيته التنظيمية والتخلي عن السلاح.
شكّلت قرارات الحزب التحوّل الأكبر في مسيرته الممتدة على مدى 47 عاماً.
4. أوجلان يجدد دعوته
في خطوة تهدف إلى إزالة الشكوك وتعزيز الثقة، ظهر زعيم حزب العمال الكوردستاني عبد الله أوجلان في مقطع فيديو للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، “مدافعاً” عن “نداء السلام والمجتمع الديمقراطي”.
وشدد أوجلان في رسالته الجديدة على أن الانتقال الطوعي من مرحلة الكفاح المسلح إلى مرحلة السياسة الديمقراطية والقانون ليس خسارة، بل يجب تقييمه كمكسب تاريخي.
أثّر الفيديو بشكل واسع في الرأي العام الكوردي وبين صفوف المقاتلين، وأسهم في تعزيز الثقة بالمسار الجديد.
5. الخطوة الرمزية الأولى
كتعبير عن “حسن النية” تقرّر أن تُلقي أول مجموعة من مقاتلي الحزب أسلحتها اليوم الجمعة (11 تموز 2025).
علمت شبكة رووداو الإعلامية أن الأحزاب السياسية في إقليم كوردستان، بما في ذلك الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني، تلقّت دعوات رسمية لحضور مراسم إلقاء مجموعة من مقاتلي حزب العمال الكوردستاني أسلحتهم، إلى جانب توقعات بمشاركة نحو 150 شخصية من تركيا.