الأحد 13/07/2025. اندلعت اشتباكات في حي المقوس في مدينة السويداء بين فصائل محلية ومقاتلين من العشائر التي تقطن الحي، على خلفية قيام مجموعة مسلحة على طريق دمشق-السويداء، في المنطقة الواقعة بين خربة الشايب والفيلق الأول بريف دمشق، باختطاف تاجر خضار وسرقة سيارته وكل ما يملك، ما أدى إلى غضب في السويداء على أثر الحادثة التي لم تكن الأولى من نوعها على هذا الطريق، أعقبته عمليات خطف متبادلة.
استطاعت الوساطات المحلية التوصّل إلى تسليم المختطفين والتهدئة في المدينة بعد سقوط قتلى ومصابين في الاشتباكات، لكن الاشتباكات في الريف الغربي استمرت تزامناً مع إعلان وزارتي الدفاع والداخلية عن تدخُّلهما.
انتقلت الاشتباكات من مدينة السويداء إلى أطراف المحافظة بعد بدء هجمات على قرى الطيرة وكناكر والثعلة في الريف الغربي، والصورة وحزم في مدخل السويداء الشمالي، وقامت المجموعات المُهاجمة بحرق بيوت في قرية الطيرة.
وقالت حركة رجال الكرامة في بيان لها يوم الأحد: «كل قطرة دم تسيل اليوم هي خسارة لسوريا التي ننشدها». وأضاف البيان أنّ «ما تشهده المحافظة من توتر خطير لا يخدم مصلحة أي طرف، بل يهدد السلم الأهلي ويمهد لحالة من الفوضى لا نرضاها لأهلنا ولا لوطننا»، حملت الحركة سلطة دمشق جزءاً من المسؤولية عندما أشار إلى تخليها عن مسؤوليتها في حماية الطريق الحيوي الواصل بين دمشق والسويداء.
الإثنين 14/07/2025. بحصيلة 50 قتيلاً بين يومي الأحد وظهر الاثنين، استمرت الاشتباكات في ريف السويداء الغربي، بعد إعلان وزارة الداخلية عن التدخل المباشر في السويداء بالتنسيق مع وزارة الدفاع. ترافقت الاشتباكات مع قصف بطائرات مُسيَّرة استهدفت قرى تعارة والدور والدارة، وبمشاركة فصائل تابعة لوزارة الدفاع في الهجمات.
أوردت وزارة الداخلية في بيان لها فجر يوم الاثنين: «نهيب بجميع الأطراف المحلية التعاون مع قوى الأمن الداخلي والسعي إلى التهدئة وضبط النفس، وتؤكد الوزارة أن استمرار هذا الصراع لا يخدم إلا الفوضى ويزيد من معاناة أهلنا المدنيين. كما نشدد على أهمية الردع في نشر القوى الأمنية في المحافظة، والبدء بحوار شامل يعالج أسباب التوتر ويصون كرامة وحقوق جميع مكونات المجتمع في السويداء».
بعدها وجَّه الناطق باسم وزارة الداخلية تهديدات ضمنية لفصائل السويداء في تصريحات لوسائل إعلام رسمية ظهر الاثنين، حيث أكّد نور الدين البابا أنّ الأمور تسير «نحو الحسم لصالح الدولة السورية، ضمن الرؤية التي وضعتها رئاسة الجمهورية».
على مستوى الوضع الإنساني قامت الفصائل المحلية بتأمين معابر آمنة لخروج المدنيين تدريجياً من القرى التي تشهد اشتباكات إلى عمق محافظة السويداء، كما قامت مجموعات من الفصائل أيضاً بتأمين عائلات عشائر البدو من نساء وأطفال لضمان سلامتهم من أي أعمال انتقامية عشوائية. تحدثت مصادر طبية عن نقص حاد في المستلزمات الطبية رغم أن المشافي الخاصة فتحت أبوابها وقدمت كل كوادرها ومعداتها بشكل استثنائي.
اعتمدت القرى على تبرعات الصيدليات والمستوصفات المحلية في تأمين نقاط طبية بمعدات إسعافية أولية.
شهدت مناطق متفرقة من محافظة السويداء انقطاعاً في التيار الكهربائي منذ منتصف ليل الأحد، فيما قالت وزارة التربية إنها أجلت امتحانات الشهادة الثانوية التي كانت مقررة الاثنين في المحافظة بسبب الأوضاع الأمنية.
الثلاثاء 15/7/2025. دخلت الفصائل التابعة لوزارتي الدفاع والداخلية مدينة السويداء بعد يومين من الاشتباكات، وأعلن وزير الدفاع مرهف أبو قصرة، في بيان نشرته وكالة سانا صباح الثلاثاء، عن وقف إطلاق النار في مدينة السويداء بعد الاتفاق مع الوجهاء والأعيان في المدينة. وطالب البيانُ مقاتلي الوزارة بالالتزام والرد فقط على مصادر النيران. وأضاف البيان أنّ قوات وزارة الدفاع ستبدأ بتسليم أحياء مدينة السويداء لقوى الأمن الداخلي حالما يتم الانتهاء من عمليات التمشيط.
ونشرت الوكالة الرسمية، تسجيلات مصورة قالت إنّها تُظهر سحب الآليات الثقيلة من مدينة السويداء تمهيداً لتسليم أحياء المدينة لقوى الأمن الداخلي. وأعلن أحمد الدالاتي، الذي عُين مؤخراً قائداً للأمن الداخلي في السويداء، فرض حظر تجوّل.
الرئاسة الروحية لطائفة المسلمين الموحّدين أصدرت بياناً تُرحب فيه بدخول قوات الدولة، وبعد حوالي الساعتين من البيان الأول، نشرت صفحة الرئاسة الروحية للطائفة على موقع فيسبوك تسجيلاً مصوراً يتضمن بياناً جديداً للشيخ الهجري، قال فيه إنّه تعرض لضغوط من السلطة في دمشق ودول خارجية لإصدار البيان السابق، وإنه أصدره لحقن دماء أبناء المحافظة، لكن السلطات بحسب البيان «نكثت بالعهد والوعد واستمر القصف العشوائي للمدنيين»، معتبراً أن ما يجري «إبادة شاملة».
بينما شهدت أحياء المدينة حركة نزوح للأهالي بعد دخول الفصائل التابعة لوزارة الدفاع، كما شهدت القرى التي دخلتها الفصائل غربي المدينة نزوحاً واسعاً أيضاً قبل ذلك. وانتشر خبر عن إعدام مدنيين في مضافة آل الرضوان في المدينة، فيما أفاد شهود عيان بارتكاب انتهاكات وإهانات بحق مقاتلين سلّموا سلاحهم في بعض الأماكن، كما شهدت معظم مناطق دخول الفصائل أعمال نهب وإحراق لبعض المنازل والمحال، وقام مقاتلون تابعون للسلطة بتدمير تمثال يرمز إلى الثورة السورية الكبرى ضد الاحتلال الفرنسي في دوار العمران على مدخل مدينة السويداء الغربي.
في محاولة للتهدئة عُقد اجتماع في مضافة المرجع الديني الشيخ يوسف الجربوع يضم مدير الأمن الداخلي في المحافظة أحمد الدالاتي وعدداً من وجهاء المدينة والمرجعيات الدينية في المحافظة، يهدف للاتفاق على وقف إطلاق النار في كامل محافظة السويداء، وضمان عدم حصول أي عمليات انتقامية بحق المواطنين أو أماكن العبادة أو الأماكن التاريخية.
من جهتها قالت الإخبارية السورية بأنّ الاجتماع الذي ضم أيضاً العميد شاهر عمران قائد الأمن الداخلي في درعا، لمناقشة انتشار القوات الأمنية في المحافظة وضبط الأمن والاستقرار بحسب وصف القناة الرسمية.
تمكن المقاتلون المحليون بعد ظهر الثلاثاء من استعادة السيطرة على معظم أحياء مدينة السويداء، لكن مقاتلي فصائل وزارة الدفاع تمكنوا ليلاً من الدخول مجدداً. ودارت معارك عنيفة عند دوار العمران في المدخل الغربي للمدينة وعند حي النهضة في شرقها، كما تعرضت أماكن عدة في المدينة لرمايات بصواريخ غراد ومدافع الهاون من جانب فصائل وزارة الدفاع، كما بثت حسابات مرتبطة بمقاتلين من وزارة الدفاع تسجيلات مصورة لاستخدام الطائرات المسيرة في المعارك. وقد استعاد مقاتلو وزارة الدفاع السيطرة على عدة مواقع في المدينة، منها المشفى الوطني حيث عززت حاجزها هناك بدبابة.
أعلن الأهالي عن اكتشاف عمليات إعدام جماعي بحق مدنيين في السويداء، وتم تأكيد قيام عناصر من فصائل وزارتي الدفاع والداخلية بإعدام عائلات بأكملها من بينها عائلة من آل رضوان وثلاثة أفراد من عائلة قرضاب. كما شملت الانتهاكات أعمال سطو وإحراق للمحال في مدينة السويداء، بالإضافة إلى إحراق ونهب عشرات المنازل في ريف السويداء الغربي.
تعرضت عائلة للاستهداف من قبل عناصر تابعين لوزارة الدفاع أثناء تجمعهم أمام المنزل بهدف النزوح عن المدينة، فيما أكدت مصادر أهلية وطبية مقتل الطبيب طلعت عامر والطبيبة فاتن هلال.
الأربعاء 16/72025. استهدفت إسرائيل قوات تابعة لوزارة الدفاع غربي السويداء فجر اليوم، وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتز إنّ على السلطات السورية أن «تترك الدروز في السويداء وشأنهم وتقوم بسحب قواتها»، مشيراً إلى أنّهم يتابعون تطبيق سياسة نزع السلاح الثقيل في الجنوب السوري. وكان مسؤول إسرائيلي قد قال قبل ذلك لوسائل إعلام إن «الجيش السوري نسّق معنا قبل دخول السويداء لكنه أخل بالاتفاق».
الطائرات الإسرائيلية استهدفت مواقع تنتشر فيها فصائل وزارة الدفاع في منطقة الشقراوية وقرب مطار الثعلة بريف السويداء الغربي، ما أدى إلى وقوع إصابات بين عناصر تلك الفصائل.
أصدرت الرئاسة الروحية للموحدين الدروز قبل ظهر الأربعاء بياناً ناشدت فيه الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي وولي العهد السعودي وملك الأردن لإنقاذ السويداء. وأشار البيان إلى أنّ أهالي المحافظة «يُبادون، ويُقتلون بدمٍ بارد، لا يُفرّق القاتل بين صغير أو كبير، بين امرأة أو طفل، بين طبيب أو شيخ»، وأشار البيان إلى أنّ النداء ليس سياسياً بل إنساني لإنقاذ المدنيين قبل «فوات الأوان».
بعد سلسلة من التحذيرات، نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات بعد ظهر الأربعاء على وسط دمشق دمرت أجزاء واسعة من مبنى الأركان في الأمويين، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه يستعد لمهاجمة أهداف إضافية تابعة للسلطة السورية.
تسببت مجمل هذه الأحداث بمئات القتلى والضحايا من المقاتلين والمدنيين، وليس هناك أرقام حتى اللحظة، مع استمرار الأزمة الإنسانية الخانقة في المدينة وسط انقطاع الكهرباء والمياه والمحروقات لليوم الثالث على التوالي، وغياب شبه تام لمستلزمات الرعاية الطبية. وأعلن المستشفى الوطني صباح الأربعاء عن عجزه عن إجراء عمليات جراحية بسبب نفاد المستلزمات، فيما توقفت فرق الهلال الأحمر عن العمل نتيجة الفوضى الأمنية وعمليات الإعدام التي طالت أطباء ومقدمي رعاية صحية. وزاد إغلاق المحال ونفاد المواد الأساسية من معاناة السكان، بينما تتواصل حركة نزوح عشوائية من الأحياء رغم استهداف سيارات مدنية واستمرار حظر التجول. من جهته، أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة تعليق أنشطة وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الشريكة في السويداء، مشيراً إلى نزوح كامل لسكان قرى عديدة.
وكان الشرع قد أصدر بياناً ظهر الأربعاء باسم رئاسة الجمهورية، أدان الانتهاكات بحق المدنيين في السويداء وتعهد بالمحاسبة، فيما استمرت الاشتباكات والانتهاكات في السويداء رغم ذلك، مع استمرار نداءات الاستغاثة والأوضاع الإنسانية الكارثية في المدينة ومحيطها حتى لحظة نشر هذا الملخص، فيما قال الشيخ يوسف جربوع لتلفزيون العربي بعد ظهر الأربعاء إن «ما يجري في السويداء يرقى إلى محاولة تطهير عرقي».
بعد الظهر، أعلن الشيخ يوسف جربوع عن التوصل لاتفاق يقضي بـ«إيقاف كامل لجميع العمليات العسكرية بشكل فوري، والتزام جميع الأطراف بوقف التصعيد العسكري»، و«تشكيل لجنة مراقبة مكونة من الدولة السورية والمشايخ الكرام للإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار وضمان الالتزام به»، و«نشر حواجز الأمن الداخلي والشرطة من الدولة ومنتسبي الشرطة من أبناء محافظة السويداء، في جميع أنحاء مدينة السويداء والمناطق المجاورة، بهدف تعزيز الأمن وحماية المواطنين»، و«تشكيل لجنة مشتركة لتقصي الحقائق والتحقيق في الجرائم والانتهاكات والتجاوزات التي حصلت وتحديد المتسببين مع تعويض المتضررين ورد الحقوق لأصحابها وفقاً للقوانين والأنظمة النافذة بسرعة القصوى».فيما أصدر الشيخ الهجري بياناً باسم الرئاسة الروحية للموحدين الدروز يرفض هذا الاتفاق.
مقالات مشابهة