نفت “حركة النجباء” ضلوع القيادي مشتاق طالب السعيدي الذي اغتيل وسط بغداد، اليوم الخميس، في هجمات ضد الأميركيين مؤخراً، وقالت إنه كان يمارس مهامه الرسمية كمسؤول في هيئة “الحشد الشعبي”، لكنها شددت على مواصلة خيار المقاومة العسكرية ضد الأميركيين، مشيرة إلى أن “النجباء باتت رأس الحربة بالنسبة للفصائل المقاومة في العراق”.
وعملية اغتيال السعيدي تؤشر لتصاعد متسارع للعمليات الأميركية في العراق، ليس لجهة اختيار الشخصيات فحسب، بل كذلك على المستوى الجغرافي، فموقع اغتيال السعيدي كان وسط بغداد، وليس بعيداً عن مبنى وزارة الداخلية، على عكس نسق العمليات السابقة التي كانت في الغالب تستهدف مقرات خارج المدن.
ونقلت “رويترز” عن مسؤول أميركي قوله، إن “الجيش الأميركي نفذ ضربة ضد قيادي في حركة النجباء يُعتقد أنه مسؤول عن هجمات ضد القوات الأميركية في العراق”.
“النهار العربي” تحدث إلى الناطق الإعلامي باسم حركة النجباء حسين الموسوي، بشأن الخلاف حول اتخاذ “الخيار العسكري”، فبعد أن أعلنت حركة النجباء في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي “بدء تحرير العراق عسكرياً” لم تتخذ فصائل أخرى مواقف مشابهة، فيما وصفت الحكومة العراقية استهداف السفارة الأميركية بأنه “عمل إرهابي”.
ولم تصدر “الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية” بيانات تعلن فيها أو تتبنى العمليات العسكرية ضد المصالح الأميركية في العراق، الأمر الذي يُبقي نغمة النجباء منفردة نسبياً. وفي هذا الصدد يقول الموسوي إن “هناك العديد من الأطراف المساهمة معنا، لكن رأس الحربة في قيادة العمليات في العراق هي حركة النجباء، وهي التي تدير كافة العمليات بالتشاور مع بقية الأخوة، وهنالك عمل مشترك في العديد من المواقع، وبعض القرارات تُتخذ وفق قدرة كل فصيل، وأحياناً بشكل جماعي”.
الموسوي قال إن “هناك إجماعاً واضحاً، ووحدة في الموقف داخل البلاد إزاء ضرورة إخراج القوات الأميركية، لكن ثمّة من يرى إمكانية إخراج المحتل بالطرق السياسية والسلمية، وهذا الجانب يجب أن يدرك بأن محاولة إخراج القوات الأميركية بالطرق السلمية لن تجدي”.
واستبعد الموسوي أن يتسبب قرار الحركة باستمرار الهجمات العسكرية بتوتر بينها وبين الحكومة، وتابع: “نقول إن الإخوة لديهم استراتيجيات سياسية لإخراج القوات المحتلة، هذا يبقى نطاق عملهم، أما نحن فقد أدركنا منذ فترة طويلة أن إخراج القوات الأميركية غير ممكن وفق السياقات السياسية، وما حصل اليوم دليل على ذلك”.
وأشار الناطق باسم الفصيل الأبرز في هذه المرحلة، إلى أطراف قال إن لديها “نوعاً من التراخي والارتباطات والمصالح المشتركة مع الولايات المتحدة، وقد ربطت وجودها بوجود المحتل”، مضيفاً أن الحركة تعوّل على الرغبة الجماهيرية والقيادة العراقية والبرلمان لاتخاذ الإجراءات المطلوبة لإخراج القوات الأميركية”.
الموسوي قال إن اغتيال السعيدي لن يقود إلى هدنة أو تراجع في عمليات الحركة ضد الأميركيين، وأنذر بتصاعدها، مورداً إحصائية للعمليات العسكرية التي تم تنفيذها ضد المصالح الأميركية منذ إعلان قرار المقاومة العسكرية، وقال إنها بلغت “106 عمليات قامت بها الحركة وكذلك الفصائل التي تشارك معها”.
وفي شأن القيادي الذي اغتيل اليوم، أكد إن “أبو تقوى السعيدي كان طيلة سنوات جزءاً من فصائل المقاومة والحشد الشعبي وقد وقف ضد المحتل والإرهاب، لكن المزاعم الأميركية حول ضلوعه بعمليات ضد الأميركيين مؤخراً هي أكاذيب تهدف إلى تبرير الجريمة، فالسعيدي كان يمارس مهامه الرسمية ضمن قوات الحشد الشعبي التابعة للحكومة العراقية”.