غرفة الأخبار – نورث برس
خلال النصف الأول من كانون الثاني/ يناير الجاري، أمطر سلاح الجو التركي أكثر من 100 موقع في شمال شرقي سوريا، معظمها مواقع لمصادر الطاقة ومنشآت خدمية وحيوية.
يجري ذلك في ظل غياب الموقف الأميركي وقوات التحالف بقيادة واشنطن التي تتمتع بنفوذ واسع في هذه المناطق.
نهاية الشهر الفائت، قال مظلوم عبدي، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، إن تركيا تشن هجمات مستمرة على مناطق شمال وشرقي سوريا، والأميركيون لا يضغطون بشكل كافٍ لوقف تلك الهجمات.
“مباركة غير معلنة”
وقبل يومين أشار عبدي في حديث لموقع “المونيتور” الأميركي، إلى “مباركة أميركية غير معلنة” للهجمات التركية على شمالي سوريا.
ويبدو الموقف الأميركي الضعيف مستغرباً لا سيما وأن الولايات المتحدة ضامن لاتفاق وقف إطلاق نار بين تركيا و”قسد” أواخر 2019، حين سيطرت الأولى رفقة فصائل المعارضة السورية الموالية لها على منطقتي سري كانيه/ رأس العين وتل أبيض بعملية عسكرية وافق عليها الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، خلال مكالمة هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان.
“السويد وروسيا”
مدير المركز الكردي للدراسات، نواف خليل، يربط الموقف الأميركي بمسألة إسراع انضمام السويد إلى حلف الناتو مقابل غض الطرف عن هجماتها على شمالي سوريا.
ويقول لنورث برس، إن هناك آراء في أميركا وأوروبا، “تُفيد بعدم الضغط على تركيا كي لا تتجه نحو روسيا”.
وتوجه مراكز أبحاث أميركية وحتى مسؤولين سياسيين وعسكريين دعوات إلى الإدارة الأميركية للضغط على تركيا وإيقاف الهجمات على شمالي سوريا التي تستضيف قرابة 900 جندي أميركي في مهمة خاصة لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.
يضيف خليل أن الولايات المتحدة تعلن في كل مناسبة أنها تقاتل “داعش”، بينما حليفتها في الناتو تقوم بقصف شركاء واشنطن ممن يقاتلون التنظيم المتطرف، “هذا ما يجب أن يُسأل عنه الجانب الأميركي”.
في الهجمات السابقة اكتفى المسؤولون الأميركيون بالقول إن التصعيد العسكري (دون تسمية الجهة المهاجمة وهي تركيا) في شمالي سوريا يؤدي إلى زعزعة الاستقرار.
“أهمية استراتيجية لواشنطن”
تتمتع مناطق شمال شرقي سوريا، بحسب نواف خليل، بأهمية كبيرة لدى الإدارة الأميركية، فواشنطن تعي خطورة وجود الآلاف من مقاتلي “داعش” المعتقلين والوجود الإيراني والروسي في المنطقة، وازدادت هذه الأهمية بعد حرب غزة، وهذا يتطلب من الجانب الأميركي دعم حلفائه في الإدارة الذاتية و قسد في عملية إرساء الأمن والاستقرار”.
وما يزيد الأهمية هو الانتقادات الكبيرة التي وُجهت للإدارة الأميركية السابقة عندما انتشر الجيش الروسي في العديد من المناطق بشمالي سوريا عقب قرار الرئيس السابق دونالد ترامب بالانسحاب، بحسب مدير المركز الكردي للدراسات.