وزير الخارجية الصيني قال إن أكثر ما يحتاج إليه شعب غزة هو الأمن والغذاء والدواء لا الحرب والأسلحة والذخيرة (أ ف ب)

أعلن مسؤولون أميركيون أمس الإثنين أن وزير الخارجية الصيني و سيزور واشنطن هذا الأسبوع، في زيارة طال انتظارها، لإجراء محادثات تتناول سبل “إدارة” التوترات بين البلدين والتمهيد على الأرجح لزيارة محتملة للرئيس الصيني شي جينبينغ للولايات المتحدة قبل نهاية العام

وتأتي الزيارة وسط توتر متصاعد في الشرق الأوسط يأمل المسؤولون الأميركيون أن تساعد بكين في احتوائه، وفق ما أوردته وكالة “رويترز”.

المصالحة الفلسطينية – الإسرائيلية

في السياق ذكرت وسائل إعلام رسمية صينية أن وزير الخارجية وانغ يي قال لنظيره الإسرائيلي إيلي كوهين في اتصال هاتفي أمس الإثنين إن بكين ستبذل قصارى جهدها للمساهمة في المصالحة الفلسطينية – الإسرائيلية. كما نقلت وسائل الإعلام عنه قوله إن الصين ستدعم بقوة أي قرار يفضي إلى السلام، ووصفه الصراع بأنه “خيار رئيس بين الحرب والسلام”.

كما دعا وانغ إسرائيل إلى اتخاذ إجراءات فعالة لحماية سلامة المواطنين والمؤسسات الصينية هناك، مضيفاً أن “جميع الدول لها الحق في الدفاع عن النفس، لكن يتعين عليها التزام القانون الدولي الإنساني وحماية سلامة المدنيين”.

ونددت الصين بأعمال العنف والهجمات على المدنيين في الصراع، وبينما أعلن وانغ أن تصرفات إسرائيل “تتجاوز نطاق الدفاع عن النفس”، فإنه لم يذكر “حماس” بالاسم في تصريحاته.

مؤتمر سلام دولي

وفي محادثة هاتفية منفصلة مع وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي قال وانغ إنه “يتعاطف بشدة” مع شعب غزة، وإن أكثر ما يحتاجون إليه هو الأمن والجهود لوقف الحرب وتعزيز السلام، لا الأسلحة أو الحسابات الجيوسياسية.

وقال وانغ إن الصين تدعو إلى عقد “مؤتمر سلام دولي أكثر حسماً وفاعلية وأوسع نطاقاً” في أقرب وقت لتعزيز استئناف محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وأضاف “على مجلس الأمن الدولي أن يضطلع بمسؤوليته بفاعلية، ويتعين على المجتمع الدولي أن يتحرك سريعاً، ويجب على الدول خارج المنطقة، وبخاصة القوى الكبرى، أن تكون موضوعية ومحايدة”.

 

ووضعت الأزمة الصين وروسيا في معسكرين منفصلين عن الولايات المتحدة في شأن الصراع. وتشترك الصين وروسيا في الموقف نفسه المتمثل في أن الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني لم تُلب. وبينما نددت الولايات المتحدة بهجوم “حماس”، فإنها تدعم بشكل كامل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

أكبر مسؤول صيني يزور أميركا منذ 5 سنوات

وقال المسؤولون إن وانغ سيزور واشنطن من الخميس إلى السبت، وسيلتقي خصوصاً نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، ليصبح بذلك أكبر مسؤول صيني يزور الولايات المتحدة منذ ما يقرب من خمس سنوات.

والعلاقات بين البلدين متوترة بسبب ملفات عدة أبرزها التجارة وأوكرانيا والشرق الأوسط وتايوان وما تعتبره الولايات المتحدة تحركات صينية توسعية في المياه المجاورة للفيليبين.

وقال مسؤول أميركي كبير إن زيارة الوزير الصيني تندرج في إطار الجهود المبذولة بين أكبر اقتصادين في العالم “لإدارة منافستنا بطريقة مسؤولة”.

الدبلوماسية المباشرة

وأضاف المسؤول الأميركي مشترطاً عدم نشر اسمه، “ما زلنا نعتقد أن الدبلوماسية المباشرة وجهاً لوجه هي أفضل طريقة للتعامل مع القضايا الصعبة ومعالجة الفهم الخاطئ وسوء الفهم واستكشاف سبل العمل مع الصينيين، إذ تتقاطع مصالحنا”.

وزيارة الوزير الصيني هي رد للزيارة التي قام بها بلينكن لبكين في يونيو (حزيران) الماضي، وكان يومها أكبر مسؤول أميركي يسافر إلى الصين منذ 2018.

وفي بكين اجتمع بلينكن لمدة 11 ساعة مع القيادة الصينية العليا، بما في ذلك مع الرئيس شي.

ويقول دبلوماسيون إن الوزير الصيني يتوقع اجتماعاً مماثلاً مع الرئيس جو بايدن الذي سيكون موجوداً في واشنطن هذا الأسبوع.

ويعود آخر لقاء لبايدن بنظيره الصيني إلى نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي على هامش قمة “مجموعة الـ20” في بالي. ويومها، دعا الرئيس الأميركي نظيره الصيني إلى زيارة مدينة سان فرانسيسكو في نوفمبر المقبل لحضور قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (آبك).

ورداً على سؤال عما إذا كانت زيارة وانغ ستؤكد زيارة شي للولايات المتحدة، قال مسؤول أميركي ثانٍ طلب بدوره عدم نشر اسمه، إن بايدن “صرح مرات عدة بأنه يأمل في رؤية الرئيس شي في المستقبل القريب”، من دون مزيد من التفاصيل.