بعد الغزو الأميركي للعراق في عام 2003، تحول جزء من النظام العراقي القديم إلى العمل المسلح ضد الأميركان.
اختلفنا في المعارضة السورية كثيرًا حول توصيف هذا العمل المسلح آنذاك، وكانت الأغلبية (للأسف) ترى فيه “مقاومة مشروعة” ضد المحتل. بينما رأى جزء بسيط من المعارضة السورية الاكتفاء بتوصيفه عملًا مسلحًا وحسب لسببين: الأول أن القيمين على هذا العمل المسلح هم ممن كانوا جزءًا من نظام صدام حسين الذين مارسوا الاستبداد والفساد وتورطوا في الدم العراقي قبل مجيء الأميركان. الثاني هو طبيعة خطاب القيمين على هذا العمل المسلح وممارساتهم: خطاب إسلامي مع قطع الرؤوس والافتخار بهذه الأعمال على الفضائيات.
لنتصور حجم التضليل والاستغباء الممارس في مثل هذه الأحوال: مجموعة من البشر الذين كانوا جزءًا من آلة الاستبداد والقمع والفساد في عهد صدام حسين تحولوا بين ليلة وضحاها إلى مقاومة عراقية ضد المحتل، وكان كثيرون يريدون منا أن نصدق ذلك.
اليوم تريد فضائيات كثيرة منا أن نصدق أن الميليشيات الطائفية العراقية المتورطة في الدم السوري قد أصبحت “مقاومة إسلامية عراقية” ضد المحتل الأميركي! وأن نصدق أيضًا أن هذه الميليشيات نفسها المتورطة في تدمير الدولة العراقية والوقوف ضد إعادة بنائها، فضلًا عن هوايتها المزمنة في التجارة بالدين والمخدرات معًا، سوف تؤدي إلى خير العراقيين والمنطقة.
هذه الميليشيات الشيعية لا مشكلة لديها مطلقًا مع الاحتلال الإيراني للعراق، تمامًا مثل الميليشيات السنية التي ليست لديها مشكلة مع الاحتلال التركي.
لا مصلحة للسوريين مطلقًا مع أي جماعات مسلحة تتلحف برداء الدين، فهذه الجماعات قادرة على بيع ولاءاتها لأي جهة تماثلها طائفيًا، وجاهزة دائمًا لأن تكون بيادق بأيدي الدول، ولا يعتد بما يصدر منها خطابًا وممارسة، ولا تستطيع أن تبني سوى إمارات وحارات وشبكات للمخدرات.
لا مصلحة للسوريين، ولا للفلسطينيين أو العراقيين أو اللبنانيين … إلخ، مع أي جهة مسلحة ترفع لواء الدين أو الطائفة، أو شعار المقاومة على الطريقة الإيرانية.
المقاومات الوحيدة التي يمكن أن يعتد بها هي تلك التي تحمل مشاريع وطنية ديمقراطية، وتناصر بناء الدولة الحديثة، وتقف ضد الاحتلالات جميعها، والتطرف الديني بأشكاله وصوره كافة.
بعد الغزو الأميركي للعراق في عام 2003، تحول جزء من النظام العراقي القديم إلى العمل المسلح ضد الأميركان.
اختلفنا في المعارضة السورية كثيرًا حول توصيف هذا العمل المسلح آنذاك، وكانت الأغلبية (للأسف) ترى فيه “مقاومة مشروعة” ضد المحتل. بينما رأى جزء بسيط من المعارضة السورية الاكتفاء بتوصيفه عملًا مسلحًا وحسب لسببين: الأول أن القيمين على هذا العمل المسلح هم ممن كانوا جزءًا من نظام صدام حسين الذين مارسوا الاستبداد والفساد وتورطوا في الدم العراقي قبل مجيء الأميركان. الثاني هو طبيعة خطاب القيمين على هذا العمل المسلح وممارساتهم: خطاب إسلامي مع قطع الرؤوس والافتخار بهذه الأعمال على الفضائيات.
لنتصور حجم التضليل والاستغباء الممارس في مثل هذه الأحوال: مجموعة من البشر الذين كانوا جزءًا من آلة الاستبداد والقمع والفساد في عهد صدام حسين تحولوا بين ليلة وضحاها إلى مقاومة عراقية ضد المحتل، وكان كثيرون يريدون منا أن نصدق ذلك.
اليوم تريد فضائيات كثيرة منا أن نصدق أن الميليشيات الطائفية العراقية المتورطة في الدم السوري قد أصبحت “مقاومة إسلامية عراقية” ضد المحتل الأميركي! وأن نصدق أيضًا أن هذه الميليشيات نفسها المتورطة في تدمير الدولة العراقية والوقوف ضد إعادة بنائها، فضلًا عن هوايتها المزمنة في التجارة بالدين والمخدرات معًا، سوف تؤدي إلى خير العراقيين والمنطقة.
هذه الميليشيات الشيعية لا مشكلة لديها مطلقًا مع الاحتلال الإيراني للعراق، تمامًا مثل الميليشيات السنية التي ليست لديها مشكلة مع الاحتلال التركي.
لا مصلحة للسوريين مطلقًا مع أي جماعات مسلحة تتلحف برداء الدين، فهذه الجماعات قادرة على بيع ولاءاتها لأي جهة تماثلها طائفيًا، وجاهزة دائمًا لأن تكون بيادق بأيدي الدول، ولا يعتد بما يصدر منها خطابًا وممارسة، ولا تستطيع أن تبني سوى إمارات وحارات وشبكات للمخدرات.
لا مصلحة للسوريين، ولا للفلسطينيين أو العراقيين أو اللبنانيين … إلخ، مع أي جهة مسلحة ترفع لواء الدين أو الطائفة، أو شعار المقاومة على الطريقة الإيرانية.
المقاومات الوحيدة التي يمكن أن يعتد بها هي تلك التي تحمل مشاريع وطنية ديمقراطية، وتناصر بناء الدولة الحديثة، وتقف ضد الاحتلالات جميعها، والتطرف الديني بأشكاله وصوره كافة.