– في آخر ظهور ظهر فيه الدكتور كمال اللبواني على صفحته و من خلال مضامين كلماته نستشف أن البعث حالة تحكم الضمير الجمعي لكثير من السوريين ،وكما أن النازية نتاج المجتمع الألماني بامتياز يمكننا القول أن البعث والإخوان والحركات الراديكالية والشمولية نتاج طبيعي للمجتمع السوري ،هذا الخليط الغير متجانس إثنياً ودينياً وطائفياً لم يكن مؤهلاً يوماً ليصبح دولة ، هو عبارة عن خليط لا يربط بينهم رابط سوى سلطة العنف مذ أن رسم سايكس بيكو حدود هذه الدولة و أنماط الإنتاج المتخلفة السائدة والبنى الإجتماعية البدائية ، إضافة لوجود بُعدين واضحين للدولة العروبة في الفضاء العام والإسلام السني في التعليم والأحوال الشخصية ،هذان البعدان اللذان ظلا سائدَين في الفضاء العام للتعليم والقضاء والمؤسسات ،وعلى الرغم من ترويض الأسد الأب للبعث بنسخته السورية بقيت كإيديولوجيا مهيمنه بالضمير الجمعي ،بحيث يتساءل الواحد منا ما الذي فعله حزب البعث ولم يفعله أبو عمشة ، وما الذي قاله البعث و لم يقله الدكتور كمال؟
ففي المحصلة الكل متفق على أن الكورد ضيوف لجؤوا من تركيا ، أي أنها محاولة دؤوبة ومستمرة لطمس الهوية والوجود تفوق مسألة العنصرية البائدة خطورة وجوهراً .
– و كذلك الكل متفق على أنهم ليسوا جماعة تأسيسية بل في أفضل الأحيان يمكن لهم أن يتعلموا لغتهم بالحيز الخاص بعيداً عن إدارات الدولة كحال الوافدين الباكستانين إلى بريطانيا وهم يتعلمون لغة الأوردو ، ثم ألم يكن النظام والمعارضة متفقان معاً على الإرتهان للقوى الإقليمية بحيث جعلا من سوريا مسرح لهذه الحرب القذرة ووصلا لمرحلة الصراع الصفري ؟
– بالمحصلة هما نسختان معطوبتان من بعض ووجهان لنفس العملة ، وما يهمنا من هذا الموضوع هو التأكيد على أن الوضع الكوردي ليس أقل سوءاً ، فالمتفحص يجد أن القوى التي تبدو فاعلة في المجتمع الكوردي أخذت صيغ الأحزاب
والتي وإن بدت ظاهرياً أكثر تمدنا من القوى الفاعلة عند جيراننا كزعامات العشائر العربية التي لها كلمة الفصل في الملمات أو رجال الدين لدى الاخوة من طائفة السريان إلا أن المدقق للوضع يستطيع أن يدرك بسهولة أن الغالب الأعم منها إن لم نقل جميعها أحزاب هشة مقطوعة الجذور عن القواعد الشعبية بعضها ذي منحى عشائري وأسري بطرياركي واضح وكأنها نتاج طبيعي عن الزعامات الإقطاعية والمحلية التي سادت سابقاً ،
يضاف إليها مناطقية ممنهجة ومقصودة عبر أستبعاد كورد عفرين وكوباني غالباً من قيادات الصف الأول ،والشيء الذي يربطها جميعاً أنها إتجاهات مستوردة من تجارب الشقيقين الأكبرين في باكور وباشور ولا تحملان ملامح ولا خصوصية الواقع الكوردي السوري أبداً ،بحيث وصل الأمر ببعض هؤلاء الى أن إستمرءوا العمالة بعد أنخراط بعضهم بالإئتلاف ،
و أما الإتجاه السائد في سوريا ونقصد تجربة الإدارة الذاتية فقد إحتوى على الصراع و العصبية بمعناها الدونكيشوطي و الخلدوني و نوعاً من البراغماتية القذرة ،ولكونه الأكثر تمرساً على خوض كفاح مسلح وبعد أن فرض ذاته بالعنف على الساحة واقام شبكة علاقات مصلحية يصعب على المنتمين لها الإنفكاك منها إقتصادياً ،و نتيجة تحالفات نعرفها جميعاً تفاجأنا أن القضم الذي حصل في مناطق الكورد لم يخرجهم بعد من معادلات الصفقات والبازارات الدولية علاوة على أن التحالفات التي لا تقام على اساس متين وندي ستفضي إلى ما حصل في عفرين وسري كاني .
– إذاً ما الذي ينبغي علينا فعله أمام زحمة اللا وطنية التي تعودنا عليها ؟
– هل طرح شعارات ساذجة كالديمقراطية هي الحل الكافي ،
ألم يكن الدكتور كمال وأمثاله يختصرون الديمقراطية فقط بصناديق الإقتراع كونها السبيل الوحيد لإنتاج الفكر العفلقي مجدداً عبر أستبدال مكون الأقلية الذي يحكم الدولة السورية الى مكون الأغلبية يحكم الدولة السورية ؟
إذأ الصراع القادم والسابق والحالي هو على الدولة نفسها ليس فقط على السلطة ،بل على الشرعية نفسها ، و على احتكار الحيز المعنوي والرمزي للدولة وسلطاتها ،وما كان يتم قمعه باسم الإستبداد لا بأس من قمعه بطريقة حديثة أكثر باسم الديمقراطية وشرعية الدولة ، وتركيا الأردوغانية مثال حي عن تغير كثير من الحكومات والرؤساء والنظم الإقتصادية وبقاء العقلية الأتاتوركية .
– إذاً ما الذي ينبغي علينا فعله ككورد عموماً ؟
هل نُحمِّل كامل ثقلنا وأعبائنا على أقليم كورستان ،أم نراهن على الإدارة الذاتية التي تستمد سياساتها و نهجها و أفكارها من تنظيم PKK وكوادره الكوردية ذات الإنتماء التركي ؟
– وإذا راهنا أليس من الأجدى أن ينتشر فكر الادارة وفلسفتها على حاضنتها الشعبية في باكور أولاً ؟
– هل نراهن على ملايين الكورد في تركيا الذين لم ينبثوا ببنت شفة أمام هول ما يحصل لنا ولمناطقنا ؟
– هل نراهن على أحزابنا التي لم تقدم إنجاز واحد ولو حتى فكري تقربها من القواعد اللهم إلا الإنشقاقات وتنظيم الإحتفالات الخطابية والشعارات الباهتة .
– هل نراهن على المعارضة المتأسلمة وانحيازها الأعمى لهذه الدولة وتلك ؟
– هل نراهن عل النظام الباغي الذي باع كل شيء لأجل البقاء في السلطة ، أم نراهن على أمثال د كمال من الليبراليين المعطوبين والذين في داخل كل منهم ميشيل عفلق جديد ، أم على بعض مثقفينا الذين لا يتقنون سوى بيع الأوهام في وقت الكل يعلم أن القوة هي التي تحكم العالم لا الحقوق والأمنيات الخلبية ؟
– إننا لا نملك إلا أن نقول لا يمكن لنا الرهان إلا على سواعدنا فقط ، ما هو متوقع أن الصراع القادم سيكون على سوريا نفسها ” سوريا الدولة ” حتى لو تم الإستغناء عن خدمات رأس النظام من المرجح أن تبقى الهيكلية كضمانة لحاضنته الشعبية وخوفاً من إعادة سيناريو العراق .
– رابطة بيه كه س للدراسات .