Skip to content

السفينة

alsafina.net

cropped-1صيانة.png
Primary Menu
  • الرئيسية
  • الأخبار
  • افتتاحية
  • حوارات
  • أدب وفن
  • مقالات رأي
  • منوعات
  • دراسات وبحوث
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • الأرشيف
  • Home
  • حالة السوداد أو السويداء في الشعر البرتغالي… مها عبد الله .. المصدر :ضفة ثالثة ..
  • أدب وفن

حالة السوداد أو السويداء في الشعر البرتغالي… مها عبد الله .. المصدر :ضفة ثالثة ..

khalil المحرر أبريل 10, 2024

البرتغال… أرض الشعراء، كانت وما زالت! ولم يكن الشاعر والأديب والفيلسوف فرناندو بيسوا (1888 – 1935) والمصنّف عالميًا ضمن أبرز الشخصيات الأدبية في القرن العشرين، أعظم شعراء البرتغال كما قد يتراءى للناظر من الخارج، وإن كان يملك الاسم الأكثر حضورًا على خارطة الشعر البرتغالي، إذ أن البرتغال “بلد شعري بامتياز”، والذي تحتل الدواوين الشعرية لأي دار نشر متوسطة فيه ما يعادل النصف من إصداراتها السنوية، وهي تُطبع عادة في حوالي ثلاثة آلاف نسخة تنفد في غضون أسابيع معدودة من طرحها في المكتبات.

يقدّم كتاب “أجمع الذكريات كي أموت: شعراء برتغاليون معاصرون” من إعداد وترجمة إسكندر حبش (منشورات الجمل، 2015) لمحة عن جيل من الشعراء البرتغاليين الذين ساهموا في وسم الحداثة الشعرية البرتغالية، جنبًا إلى جنب مع شاعرها الأول بيسوا، حيث يعتقد أحد نقّادهم بأن البرتغال باتت تخوض عصرًا ذهبيًا وتنوعًا شعريًا مذهلًا يزخر بطليعة من الشعراء الذين فرضوا أسماءهم على الساحة الأدبية العريضة، لا سيما في ظل سيادة حرية التعبير التي لم تستطع أي قوى سياسية منعها أو إعاقتها. رغم ذلك، ثمة تساؤل عميق يطرحه النقّاد البرتغاليون حول مدى تمكّن الشعر البرتغالي من “التخلص من عقدة فرناندو بيسوا”، وهو الشاعر الكبير الذي صاغ قارة شعرية ورسم خارطته الشخصية فوقها بتميّز، جعلت الشعراء الذين جاءوا من بعده يسيرون وفق دروبها، فضلًا عن حضوره في أسماء متعددة اخترعها وكتب من خلالها، وتحت أجواء شعرية استمر تأثيرها طويلًا. إلا أن إصرار الشعراء المعاصرين في مجاوزة حدود خارطة بيسوا، أمثال جورجي دوسينا وكارلوس دو أوليفييرا وصوفيا دوميللو، ولسان حال أحدهم يقول: (لن أعيش في جلباب بيسوا)، قد ساهم في استحداث تيارات كتابية مختلفة، تتجاوز القديم دون أن تلغيه… “وكل ذلك في مناخ برتغالي يعشق الشعر ويقرأه”.

يشير الكتاب إلى لون فلسفي خاص يصطبغ به الشعر البرتغالي، تحوم أطيافه حول (السوداد Saudade)، أو تلك الحالة الوجدانية التي تحمل من الحنين أعمقه، وتستمر في لوعة حزن ممتد، ليس على ما مضى وحسب، بل على ما سيأتي أيضًا، قد تقود إلى الفرح في نهاية المطاف جرّاء التعايش والتسليم. تتقاطع الكلمة كذلك مع معنى (النوستالجيا Nostalgia) التي تصف حالة الاكتئاب المصاحبة لمريض الغربة وحنينه للمنازل، وهي لفظة أقرب لأن تكون مرادفة لكلمة (السويداء) في اللغة العربية، كتعبير (سويداء القلب) الذي يعني دواخل القلب وعمقه ومهجته.
يعرض الكتاب مجموعة شعرية لاثنين وثلاثين شاعرًا برتغاليًا معاصرًا، عني المترجم الشاعر اللبناني إسكندر حبش باختيارهم من أجل تقديم لوحة بانورامية متكاملة – قدر المستطاع- عن الشعر البرتغالي للقارئ العربي، لا سيما في ظل افتقار المكتبة العربية للترجمات الوافية في الأدب البرتغالي ككل. وبينما تطوف كلمات تلك القصائد حول شموع (السوداد) لتلهب الحنين وتحرق الأمل، تبدو الأشعار في مجملها وكأنها تستعصي على الإدراك المباشر لمعانيها الأكثر من خفيّة، إما لأنها تتطلب ملكة شعرية خاصة لفهم طبيعتها التي يكتنفها الغموض، والطابع التخيلي المكثّف، أو لعرضها الجانب الصوفي المميز للشعر البرتغالي، أو في الكثير من الرثاء والتهكم والسوداوية الباعثة على التساؤل. وحبش إذ يفرد الصفحات الأولى للكتاب للحديث حول (ما بعد بيسوا)، يستهل كمقدمة بأبيات له، تعكس عتمة الروح وتتلمّس مبعث النور، حيث قال: “متى سينتهي هذا الليل الداخلي… متى سينتهي هذا الكون… وأنا وروحي… متى سأرى نهاري… متى سأنتبه أنني استيقظت”.

تعتمد هذه المراجعة على الطبعة الأولى للكتاب الصادرة عام 2015 عن منشورات الجمل، وهي تنثر من عبق الحنين وتقتبس ما يقابله من أبيات شعرية (مع كامل الاحترام لحقوق النشر)، كما يلي:

ينظم فيتورينو نيميزبو قصيدته (من وقت إلى آخر)، التي حمل أحد مقاطعها عنوان الكتاب، بفلسفة وجودية تبدو تشاؤمية، عن سر الموت الذي لم يتمكن أحد من معرفة ماهيته، ولا الحياة التي رغم تكلفتها الباهظة لا يحيا هو فيها ولا يموت ولا يغدو فيها ولا يعود… كقشة منسية يحملها عصفور جوال بين ريشه. فيقول:

“من وقت إلى آخر… أجمع الذكريات كي أموت

لا أحب الرحيل بدون شيء

ذات يوم ستأتي الحياة إلينا… من ثم ترحل:

الحياة… التي ليست هذه الحرارة الهاربة فيّ

ولكن يدًا ماهرة: تحملنا

والموت يعني أن نُحمل”.

لا يختلف ميغيل تورغا عن سابقه في الظلامية التي عاش بها وحانت معها نهايته، فهو يأسى للهيئة التي يموت عليها عندما وصفها بـ “خراب إنساني”، حيث جسده العاجز وروحه الكسيحة، والموت يدّب في جميع حواسه وأعضائه… وتلك الأحلام التي حلم بها، يندبها الآن وقد تلاشت بقانون القدر الذي لم يرغب لها أن تكتمل رغم نضاله. يقول في قصيدته (جنّاز لراحة نفسي) وهو يغبط النهر المتدفق بنشوة نحو البحر ليخلّد سعيه الماضي -الذي لم يذهب سدى كسعيه- في الأبدية:

“سعيد هو النهر الذاهب إلى البحر

ليرمي نفسه

وبعد ذاك، في المحيط الواسع

ليؤبد بهاء تدفقه كنهر”

“يشير الكتاب إلى لون فلسفي خاص يصطبغ به الشعر البرتغالي، تحوم أطيافه حول (السوداد Saudade)، أو تلك الحالة الوجدانية التي تحمل من الحنين أعمقه وتستمر في لوعة حزن ممتد”

أما وهو يتحدث إلى حبيبته في صيغة المحبوب تحت عنوان (البرتغال)، وهي إذ أعطته وجهًا أعاده إليها في شكل “أكثر واقعية”، فيصارحها بأنها ستكون دائمًا كما هو عليه… ملامح من حرية “رُسمت على البحر”… أو كما قال:

“أتأرجح وأبقى ثابتًا

أحفر… أجدف… أتخيل

وأكتشف قدري في الضباب

الذي أعرفه مسبقًا:

أنا مغامر الوهم العنيد

لا أستمع على منطق الزمن والقدر

باحثًا دون أن أجد مطلقًا ما أبحث عنه

منفي

على مصطبة المستقبل

أعلى مما كنت عليه في الماضي”.

 

تبدو أحلام روي سيناتي بعيدة المنال وهو يصبو إلى محبوبته، التي إن لم يكن لوصلها من سبيل، فثمة ذاك النَفَس العليل الذي يداعبّ محيا وجهها كافيًا لأن يُحييه، كالندى الذي يتدفق فوق الزهر فجرًا، أو كما تمنى في قصيدته (أن أمسك بين يدي) قائلًا:

“أن أمسك بين يدي النفس الناعم الذي يلامس فمك

أن أحمله إلى شفتي من أجل قبلة شبيهة بتلك التي يعطيها بخجل

ذلك الذي ينحني ليستمع إلى تدفق الندى فوق زهور الفجر”…

غير أن جوزيه باتيستا وهو يبدو على عكس سابقه -الذي كان يتفقّد محبوبته في ندى الفجر وفي أنفاس ناعمة- يحظى بمعية محبوبته تحت سقف واحد، إلا أن الصمت قد أطبق على صوتها، إذ مرّ عصفور قادم من تحت المطر ذات ليلة حزينة وسكن قلبها، حتى أصبح صوتها أنينًا أشبه بمعدن ناعم، أو شفرة يحملها قلب ذاك العصفور. هل ماتت محبوبته وبقي طيفها يحدثه ولا يجيب، أم أنها تحيا معه جسدًا ولا تحدّثه لخصام ما طال أمده؟ يقول في (صمت):

“ذات ليلة

وكأن العالم أصبح حزينًا جدًا

مرّ عصفور المطر ودخل إلى قلبك

وهنا… مثل أنين

نسمع هذا الصوت الأليم… الذي كان صوتك

الشبيه بمعدن ناعم

شفرة في قلب العصفور

اليوم

لم يعد الهواء يحرك حتى ستائر المنزل هذا

الصمت مثل حجر ضخم موضوع على حنجرتك”.

وفي قصيدة (منفى)، يبدو أن ذكرى الغزو الفرنسي للبرتغال في القرن التاسع عشر، تهيّج عاطفة مانويل أليغري الذي يصوّر أسرى من بني جلدته سارحين أمام نهر السين وهو يشق باريس إلى شطرين، حيث تأخذهم أمواجه نحو نهر التاغو الذي يشق بدوره لشبونة عاصمة وطنهم… نحو شجر الصفصاف، نحو القرى والدمع والريح، ورائحة الخبز من على الشرفات المغطاة بملابس بيضاء تجف تحت إيقاع الموسيقى… تحت المنازل، حيث هناك الأم والأب والجدات… حيث هناك ثمة وطن عزيز. يقول:

“على ضفة نهر السين، كنا عشرين شخصًا أو ثلاثين

عيوننا تبحر فوق مجرى المياه

باحثة عن التاجو في مياه السين

باحثة عن الصفصاف عن ضفاف الريح

بلد الدموع، بلاد القرى

المتكورة في هضاب الغسق

باحثة عن البحر

على ضفة السين كنا عشرين شخصًا أو ثلاثين

جالسين

كان هناك شارع، منزل

سلة كرز على الطاولة

رائحة الخبز الشهية، غسيل أبيض

يجف على شرفة

كان هناك وطن

كانت هناك حائكات تحت الأرض

ينسجن الربيه في كوامبرا

أنطونيو وغيتاره

الذي اشتعل بين أصابعه

أختي التي كانت تسكن هذا الإيقاع

أمي التي كانت تطرز (وأحيانًا، ربما كانت تحلم)

والدي الذي كان يرحل منتشيًا

إلى بلاد الموسيقى، وجدتي

التي تثابر على تنشق الهواء، مثلي

كان هناك منزل

كان هناك وطن

على ضفة السين كنا عشرين شخصًا أو ثلاثين

الريح تغني

نغمًا غريبًا

وعيوننا تبحر فوق مجرى المياه”.

ختامًا، أسترجع تعريف أحد أصدقائي البرتغاليين لـ (السوداد) عندما قصدته للاستيضاح بعد قراءة الكتاب، والذي لم يعتبرها كلمة في حد ذاتها أكثر من كونها تعبيرًا يصف حالة ذهنية وروحية أصعب من أن تُسمى أو تُترجم… وأعتقد أنها كما قال!

شارك هذا المقال

Continue Reading

Previous: الدكتور محمد نور الدين …… مرال آقشينير… نهاية امرأة «شجاعة».. المصدر : صفحة الكاتب .
Next: جريمة قتل باسكال سليمان: بانتظار رواية تحترم العقل…… المصدر :”درج”

قصص ذات الصلة

صيانة
  • أدب وفن
  • افتتاحية
  • الأخبار
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • حوارات
  • دراسات وبحوث
  • مقالات رأي
  • منوعات

قيد الصيانة

admin مايو 3, 2025
  • أدب وفن

فارس لونيس لـ”المجلة”: يجب تقييم الأدب بعيدا عن الاستقطاب السياسي…..سمير قسيمي….المصدر:المجلة

khalil المحرر مايو 2, 2025
  • أدب وفن

الكارثة التي سبقت المؤتمر الوطني قصة قصيرة من الهزل السياسي… عبدالكريم عمر.المصدر:صفحة الكاتب

khalil المحرر مايو 2, 2025

Recent Posts

  • السلم الأهلي في سوريا لا يزال ممكناً فيما لو… عمر قدور…المصدر: المدن
  • قيد الصيانة
  • سؤال العدالة بوصفه تأسيساً ممكناً لطغيان جديد في الطبيعة المُلتبسة للعدالة وتحدياتها في سوريا موريس عايق.المصدر:الجمهورية .نت
  • علينا ان نختار: التقسيم أم الفيديرالية؟ غسان صليبي المصدر: النهار
  • لبنان يعود إلى الإمارات وأول الغيث رفع الحظر….سابين عويس المصدر: “النهار”

Recent Comments

لا توجد تعليقات للعرض.

Archives

  • مايو 2025
  • أبريل 2025
  • مارس 2025
  • فبراير 2025
  • يناير 2025
  • ديسمبر 2024
  • نوفمبر 2024
  • أكتوبر 2024
  • سبتمبر 2024
  • أغسطس 2024
  • يوليو 2024
  • يونيو 2024
  • مايو 2024
  • أبريل 2024
  • مارس 2024
  • فبراير 2024
  • يناير 2024
  • ديسمبر 2023
  • نوفمبر 2023
  • أكتوبر 2023

Categories

  • أدب وفن
  • افتتاحية
  • الأخبار
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • حوارات
  • دراسات وبحوث
  • مقالات رأي
  • منوعات

أحدث المقالات

  • السلم الأهلي في سوريا لا يزال ممكناً فيما لو… عمر قدور…المصدر: المدن
  • قيد الصيانة
  • سؤال العدالة بوصفه تأسيساً ممكناً لطغيان جديد في الطبيعة المُلتبسة للعدالة وتحدياتها في سوريا موريس عايق.المصدر:الجمهورية .نت
  • علينا ان نختار: التقسيم أم الفيديرالية؟ غسان صليبي المصدر: النهار
  • لبنان يعود إلى الإمارات وأول الغيث رفع الحظر….سابين عويس المصدر: “النهار”

تصنيفات

أدب وفن افتتاحية الأخبار المجتمع المدني الملف الكوردي حوارات دراسات وبحوث مقالات رأي منوعات

منشورات سابقة

  • مقالات رأي

السلم الأهلي في سوريا لا يزال ممكناً فيما لو… عمر قدور…المصدر: المدن

khalil المحرر مايو 3, 2025
صيانة
  • أدب وفن
  • افتتاحية
  • الأخبار
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • حوارات
  • دراسات وبحوث
  • مقالات رأي
  • منوعات

قيد الصيانة

admin مايو 3, 2025
  • مقالات رأي

سؤال العدالة بوصفه تأسيساً ممكناً لطغيان جديد في الطبيعة المُلتبسة للعدالة وتحدياتها في سوريا موريس عايق.المصدر:الجمهورية .نت

khalil المحرر مايو 3, 2025
  • مقالات رأي

علينا ان نختار: التقسيم أم الفيديرالية؟ غسان صليبي المصدر: النهار

khalil المحرر مايو 3, 2025

اتصل بنا

  • Facebook
  • Instagram
  • Twitter
  • Youtube
  • Pinterest
  • Linkedin
  • الأرشيف
Copyright © All rights reserved. | MoreNews by AF themes.