ومن المقرر أن يبحث نيجيرفان بارزاني مع كبار المسؤولين الإيرانيين عدة قضايا، من بينها إبعاد إقليم كوردستان عن الصراعات الإقليمية.
مدير المركز الفرنسي للدراسات حول العراق عادل باخوان، يقول إن تطبيع العلاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية أمر “جيد جداً جداً” لإقليم كوردستان، على صعيد الأمن والاستقرار والنمو الاقتصادي.
ومن ناحية أخرى، يرى عادل باخوان أن “تطبيع العلاقات مع إيران يعادل تطبيع العلاقات مع العديد من الجهات العراقية الفاعلة التي أصبحت الآن تشكل تهديداً استراتيجياً لإقليم كوردستان”.
وكانت آخر زيارة قام بها رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني إلى طهران قبل عامين وتسعة أشهر، وفي الألف وأربعة أيام الماضية شنت إيران مرتين هجمات صاروخية على أربيل بحجة وجود مواقع للموساد الإسرائيلي، وهو اتهام نفته حكومة إقليم كوردستان ولجنة التحقيق التابعة للحكومة العراقية.
الاستهداف الأول كان في 13 آذار 2022، على منزل الشيخ باز برزنجي، وهو رجل أعمال بارز والرئيس التنفيذي لشركة “كار”كروب”.
أما المرة الثانية كانت بتاريخ 15 كانون الثاني من هذا العام، فمن بين إحدى الأماكن التي استهدفتها إيران بعدة صواريخ حينها كان منزل رجل الأعمال الكوردي، بيشرو دزيي، الذي قتل هو وطفلته الرضيعة وصديقه ومدبرة منزل.
ومنذ بدء حرب غزة في 17 شباط 2023، نفذت الفصائل العراقية المسلحة الموالية لإيران ما لا يقل عن 18 هجمة بطائرات مسيرة وصواريخ مستهدفة القوات الأميركية وقوات التحالف في محافظة أربيل.
ثمانية من تلك الهجمات كانت على مطار أربيل الدولي و10 هجمات على مطار حرير.
ويرفض إقليم كوردستان باستمرار السماح بتهديد إيران من أراضيه.
في أوائل كانون الثاني قال نيجيرفان بارزاني، رئيس إقليم كوردستان، في القنصلية الإيرانية في أربيل، إن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كدولة مجاورة، لها أهمية كبيرة بالنسبة لنا، نأمل أن تستمر علاقتنا في التقدم، ومن الجدير بالذكر أنه كلما احتجنا إلى المساعدة، ساعدتنا جمهورية إيران الإسلامية، قلنا مراراً وتكراراً، والآن نكرر موقفنا، بأن إقليم كوردستان لا يشكل تهديداً لجيرانه، وخاصة جمهورية إيران الإسلامية”.
وتأتي الزيارة في وقت زار فيه رئيس إقليم كوردستان بغداد مطلع الأسبوع الماضي، وبحث مع كبار المسؤولين حل الخلافات بين إقليم كوردستان والحكومة العراقية.
في 22 من الشهر الماضي، اجتمع رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
محمد بيهان، الخبير في العلاقات الدولية يقول إن “مبادرات السيد نيجيرفان بارزاني للسلام والاستقرار في المنطقة،والجهود التي يبذلها قيمة وجيدة جداً، لأنه أينما لا يوجد فكر وحوار، سيزداد الإرهاب والعداء، نحن نفهم من نوع المبادرة الدبلوماسية للسيد بارزاني أنه يريد الأخوة بدلاً من العداوة، وبدلاً من الحرب، يريد السلام، وأعتقد أن هذه الجهود التي يبذلها السيد بارزاني، القائمة على السلام، ستحظى برضى جميع الناس الذين يعيشون في المنطقة”.
سينقل نيجيرفان بارزاني، خلال الزيارة التي سيجريها إلى إيران اليوم عن كثب المخاوف الأمنية لإقليم كوردستان إلى مسؤولي طهران.