استبعدت نائب المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، سابرينا سينغ، أن يؤثر الهجوم الأميركي الأخير على الحشد الشعبي في ناحية جرف الصخر بمحافظة بابل، على محادثات اللجنة العسكرية العليا بين البلدين.
وقالت سينغ، في رد على سؤال مدير مكتب رووداو في واشنطن ديار كورده خلال مؤتمر صحفي، اليوم الجمعة (2 آب 2024)، حول إمكانية تأثير الضربة على المحادثات: “لا نعتقد أن لذلك تأثير على المحادثات المتعلقة باللجنة العسكرية العليا”، مضيفة “لقد أوضحنا بالفعل أننا سنتخذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامة قواتنا في المنطقة”.
وأشارت سينغ إلى أن قوات بلادها شنت الغارة في 30 تموز الماضي لأنهم كانوا “على وشك التعرض للهجوم”، لافتة إلى أنهم كانوا “صريحين مع الحكومة العراقية في هذا الصدد”.
المسؤولة الأميركية شددت بالقول: “إذا لزم الأمر، سنكرر القيام بذلك (إشارة إلى الرد العسكري). موقفنا كان واضحاً منذ البداية”، وفق قولها.
وترعى اللجنة العسكرية العليا، الحوار الأمني المشترك بين الولايات المتحدة والعراق الذي بدأ في النصف الثاني من العام الماضي، وذلك لمناقشة كيفية تحول مهمة التحالف الدولي لهزيمة داعش، بناء على جدول زمني يأخذ ثلاثة عوامل بعين الاعتبار: التهديد الذي يشكله التنظيم ومتطلبات العمليات والبيئة ومستويات قدرة قوات الأمن العراقية.
وفي السياق، أكد المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، اللواء يحيى رسول، أن قوات التحالف الدولي أقدمت على جريمة نكراء واعتداء سافر بعد أن استهدفت مواقع أمنية عراقية في محافظة بابل، مؤكدا سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية والدبلوماسية إزاءها.
فيما يتعلق برد إيران على مقتل إسماعيل هنية، أجابت سينغ على سؤال رووداو بالقول: “لقد سمعت مزاعماً حول وجود نوايا لمهاجمة القوات الأميركية”.
وجددت التأكيد على إجابتها في السؤال الأول، بأن الولايات المتحدة ستتخذ “دائماً” التدابير اللازمة لضمان سلامة وأمن قواتها في العالم، لافتة إلى عدم رغبتها الخوض في التكهنات، حسب ما قالت لرووداو.
وطالب الأمين العام لمنظمة بدر، هادي العامري، الحكومة العراقية برحيل “فوري” للقوات الأميركية عن البلاد، على خلفية استهداف جرف الصخر.
وكان الأمين العام لكتائب سيد الشهداء، أبو آلاء الولائي، وهي جزء من “المقاومة الإسلامية في العراق”، قد قال في 31 تموز، إن “المقاومة العراقية ستتخذ القرار المناسب لإنهاء الملف الاحتلال الأميركي بأسرع وقت ممكن، وهي قادرة على ذلك”.
الأربعاء الماضي (30 تموز 2024)، أعلنت كتائب حزب الله العراقية، تعرض عناصر تابعين لها، لاستهداف أميركي بالطيران المسير، مبينة أنهم كانوا يرومون تجربة “تقنية جديدة” للمسيرات الاستطلاعية من أجل مشاركة القوات الأمنية في حماية زوار الأربعين.
وكانت قيادة عمليات الجزيرة – الحشد الشعبي أعلنت اليوم الأربعاء أيضا، أن الولايات المتحدة الأميركية شنت ضربات جوية عبر طيران مسير استهدفت بها شمالي محافظة بابل مما أسفر عن سقوط 4 ضحايا من مقاتلي الحشد بينهم القائد “أبو حسن”.
في المقابل، أفاد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أن قواتهم شنت غارة جوية “دفاعية” الليلة الماضية في قضاء المسيب بمحافظة بابل جنوبي العراق، مشيرة إلى أنها استهدفت مسلحين كانوا يحاولون الهجوم بالطيران المسير.
ومنذ اندلاع الحرب الإٍسرائيلية على غزة في 7 تشرين الأول الماضي، تتبادل القوات الأميركية والفصائل المسلحة العراقية الضربات، ويأتي ذلك في سياق “دعم” الجماعات المسلحة التابعة لمحور المقاومة بقيادة طهران، في كل من لبنان والعراق واليمن، للفصائل الفلسطينية بحربها ضد إسرائيل.