شهدت الايام الأخيرة ارتفاعاً كبيراً في أسعار المازوت في المنطقة الخاضعة ،،للإدارة الذاتية,, مما أثار تساؤلاً واستياءً واسعاً بين الاهالي . حيث تدّعي إدارة المحروقات ، أنها لم ترفع أسعار المازوت، لكن الواقع يروي قصة مختلفة تماماً ، حيث يتضح أن هناك عدة تغييرات غير معلنة ، تسببت في زيادات كبيرة في الأسعار ، وأثرت بشكل مباشر على حياة الناس.
بدأت القصة ،عندما أوقفت إدارة المحروقات بطاقات السيارات التي كانت تزود المازوت بسعر 2050 ليرة سورية. فقد تم التذرع حينها ، بوجود بطاقات مخصصة لسيارات غير حقيقية، مما دفع أصحاب البطاقات إلى الانتظار لفترة غير محددة. بعد ذلك، تم تزويدهم بالمازوت بسعر مخفض لفترة قصيرة، ثم ألغيت البطاقات ، ليصبح سعر مازوت السيارات 4700 ليرة سورية. هذه الخطوة كانت بداية لارتفاع الأسعار وتوحيدها على سعر ٤٧٠٠ ليرة سورية ، لأن الزيادة لم تقتصر على المازوت المخصص للسيارات ، بل شملت ايضاً الفوكسات والمولدات الكهربائية ، وحتى مازوت تدفئة المنازل ؟.
بالنسبة للفوكسات ، ارتفع النقل ١٠٠٪ بسبب إلغاء الدعم عنها ، وتزويدها بالمازوت الحر ٤٧٠٠ ليرة سورية ، على سبيل المثال، زادت تسعيرة نقل الفرد إلى عامودا من ٥٠٠٠ إلى ١٠٠٠٠ ليرة سورية . بينما شهد قطاع المولدات الكهربائية، ارتفاعاً ملحوظاً في سعر المازوت المخصص لها، فقد ارتفعت الأسعار إلى 4700 ليرة سورية، باستثناء المولدات التي تسميها ،،الإدارة,, خدمية ، تلك التي تعمل من بعد الظهر إلى منتصف الليل. هذا الارتفاع في الأسعار أدى إلى زيادة كبيرة في أسعار الأمبيرات التي توفرها المولدات، حيث أصبحت تكلفة الأمبير الواحد الذي يعمل 16 ساعة حوالي 140 ألف ليرة سورية، والأمبير الذي يعمل 24 ساعة 155 ألف ليرة سورية.
مثلا شخص لديه ٤ امبيرات تعمل على مدار ١٦ ساعة عليه ان يدفع شهريا ٥٦٠ الف ليرة سورية ، وهو مبلغ يبتلع راتب موظف لدى الدولة السورية .؟
تزايد الأسعار هذا لا يمكن فصله عن تأثيراته على حياة الناس . فمع ارتفاع سعر المازوت، ارتفعت تكلفة تشغيل المولدات، الأمر الذي زاد من الأعباء المالية على المواطنين الذين يعتمدون على الكهرباء من المولدات كبديل أساسي. هذا الارتفاع في التكاليف سينعكس بشكل مباشر على أسعار الخدمات والسلع الأخرى، ويؤدي بالتالي إلى زيادة في تكاليف المعيشة ويحرم الكثيرين من الكهرباء التي قد تصبح رفاهية بالنسبة لهم ….!
يا للهول ، لقد أصبحت الكهرباء، التي تعتبر من أبسط مقومات الحياة اليومية، رفاهية في نظر محروقات ،،الإدارة الذاتية,, رغم الظروف الصعبة ..؟ .
لم يعد بإمكان الا فئة محدودة جداً الاشتراك في المولدات التي تعمل 16 ساعة أو 24 ساعة ؟، وهذا ما يبرز حجم التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها المواطنون نتيجة ارتفاع أسعار المحروقات ، وبما أن أسعار المازوت تواصل الارتفاع بطريقة غير مدروسة ، فإن ذلك سيخلق أعباء إضافية قد تؤدي إلى فواجع اجتماعية وكوارث اقتصادية ، وقد يكون لها تأثيرات مدمرة على المجتمع بشكل عام.!
يظهر ذلك بكل وضوح ، أن إدارة المحروقات لا تلتزم بما تتعهد به، حيث تقوم برفع الأسعار بشكل غير معلن وبطريقة مبرمجة ، ولا يهمها ان ساهمت هذه الزيادة في تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية…!
من الضروري أن يعيد المسؤولون في ،،الإدارة الذاتية,, النظر في السياسات المتبعة تجاه رفع أسعار المحروقات ، وأن يعملوا على تدارك الأمر، وان يجدوا حلول حقيقية لتخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين، بدلاً من اتخاذ قرارات اعتباطية تزيد من الصعوبات الاقتصادية ، ومن معاناة الناس ، وقد تدفع من تبقى للهجرة عبر الحدود والبحار …!