توجه ملايين الناخبين الأميركيين، في وقت مبكر من صباح اليوم الثلاثاء، إلى مراكز الاقتراع في الانتخابات الـ 60، التي تجري كل 4 سنوات لاختيار الرئيس 47 للولايات المتحدة الأميركية خلفاً للرئيس جو بايدن.
ويتنافس في الانتخابات مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترمب مع المرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس الأميركي الحالي كامالا هاريس.
وبالتزامن مع الانتخابات الرئاسية، يصوت الناخبون الأميركيون كذلك لتجديد أو إعادة انتخاب جميع أعضاء مجلس النواب وثلث أعضاء مجلس الشيوخ.
وتجد الشخصية السياسية العراقية، رند الرحيم، سفيرة العراق السابقة، بعد 2003 في واشنطن، صعوبة في تخمين من سيفوز في هذه الانتخابات.
الرحيم، قالت لشبكة رووداو الاعلامية اليوم الثلاثاء (5 تشرين الثاني 2024) انه “من الصعوبة التنبؤ بالرئيس الـ 47 للولايات المتحدة الاميركية بسبب تقارب الارقام بين المرشحين المتنافسين على منصب الرئيس، الديمقراطية كاميلا هاريس والجمهوري دونالد ترمب، الرئيس الاميركي الاسبق”.
وأضافت أن “استطلاع فضائية الـ CNN رشح فوز الديمقراطية هاريس، ولو انه لا يمكن الاخذ بـ الـ CNN لانحيازها للحزب الديمقراطي وكونها ضد ترمب”.
وأدلى من 80 مليون أميركي في التصويت المبكر، عبر البريد أو في مراكز الاقتراع اضافة إلى ما يقرب من77 مليوناً آخرين اقترعوا باكراً في انتخابات تاريخية، لاختيار الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة، بين الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس، والجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب.
وعن توقعاتها لمن سيدلي المواطنون من أصول عربية، قالت الرحيم، التي تحمل الجنسية الاميركية إن “الاميركان العرب مخدوعون وواهمون لانهم يتصورون ان ترمب سيقف مع القضايا العربية وخاصة الدعم الاميركي لاسرائيل ولنتنياهو وانه سينحاز الى الفلسطينيين في حرب غزة، وهذا كله تمويه”، منبهة الى ان “ترمب أيد اسرائيل ووقف ضد الفلسطينيين اكثر مما فعله جو بايدن والديمقراطيين وساهم بجرائم اسرائيل ضد غزة وسيكون مع اسرائيل اكثر من بايدن بكثير”.
وأضافت الرحيم، التي كانت ناشطة مع المؤتمر الوطني بزعامة الراحل أحمد الجلبي في ملف تحرير العراق قبل 2003، ان “عرب مشيغان المؤيدين لترمب يتوقعون انه سيقف مع الفلسطينيين ويضغط على نتينياهو وهذا وهم كبير”، موضحة أن “العرب في الولايات المتحدة محافظين اجتماعياً، وهذا يتناسب مع سياسة ترمب خاصة في طروحاته ضد الاجهاض، حتى ان رجل دين مسلم من اصول عربية من مشيغان دعا لانتخاب ترمب”.
وشددت على ان “ترمب عنصري، وهذا واضح في غالبية خطاباته وطروحاته، فهو ضد الاسلام والمسلمين وضد المهاجرين المنحدرين من اصول لاتينية وضد اي اميركي غير ابيض، وهذا يشمل العرب بالدرجة الاولى”، مستدركة: “ليس كل الاميركيين من اصول عربية مع ترمب فهناك نسبة منهم مؤيدين لهاريس”.
كما قالت الرحيم: “باعتباري مواطنة اميركية اشعر بالفضيحة ان ينحصر اختياري بن ترمب وهاريس وهذا يدل على الانحطاط السياسي الذي تعاني منه الولايات المتحدة، فنحن نقول عن الانتخابات في العراق هل من المعقول ان لا يكون سوى هؤلاء المرشحين لحكم العراق، وها نحن نجد نفس الامر يحدث مع اقوى دولة في العالم”.
وأبدت أسفها على “موقف جو بايدن في اصراره على البقاء بمنصبه بالرغم من مرضه وظهور اعراض ضعفه عقلياً وبدنياً منذ عامين وعدم الاخذ بنصائح ومقترحات الحزب الديمقراطي، مما حرم البعض من الديمقراطيين للترشيح للرئاسة، ولكن بعد ان اقترب موعد الانتخابات ولم يعد هناك وقت امام الاخرين للترشيح تنحى عن منصبه كرئيس للولايات المتحدة ووقتذاك لم تكن في الواجهة سوى هاريس، وهو، بايدن، يلام على هذه الخطوة”.
وأوضحت ان “عدم تنحي بايدن مبكراً نتيجة غروره مع ان مرضه اثر على تصرفاته وعلى موقف اميركا من الكثير من القضايا المهمة، وهكذا انحصر التنافس بين ترمب وهاريس”.
وتضم الولايات المتحدة ست مناطق زمنية، وبالتالي سيبدأ إغلاق مراكز الاقتراع من الساعة 11,00 مساء الثلاثاء بتوقيت غرينتش في ولايتَي إنديانا وكنتاكي، ويمتد حتى الساعة السادسة صباحاً بتوقيت غرينتش الأربعاء في أقصى الغرب، في جزر ألوشيان في ألاسكا.
ولا يمكن معرفة موعد إعلان النتيجة النهائية، ففي العام 2020، أعلنت وسائل الإعلام فوز جو بايدن على دونالد ترمب بعد أربعة أيام من التصويت.
أما في العام 2016، فأُعلن فوز ترامب على هيلاري كلينتون في اليوم التالي لعملية التصويت، وفي عامَي 2008 و2012، أُعلن فوز باراك أوباما مساء يوم الانتخابات عندما واجه جون ماكين (2008) وميت رومني (2012).
ويُعد دونالد ترمب أول رئيس في تاريخ الولايات المتحدة الذي تم عزله مرتين، وأول رئيس يترشح مرة أخرى بعد العزل. فقد عزل ترمب لأول مرة من مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون في كانون الأول 2019 بتهمة إساءة استخدام السلطة وعرقلة عمل الكونغرس بسبب محاولاته إجبار أوكرانيا على تقديم معلومات ضارة عن جو بايدن ومعلومات مضللة فيما يتعلق بالتدخل الروسي في انتخابات الولايات المتحدة لعام 2016 من خلال حجب معلومات المساعدات العسكرية.
وجرت مساءلة ترمب الثانية من قبل مجلس النواب في 13 كانون الثاني 2021، بتهمة “التحريض على التمرد” بسبب دوره في هجوم الكابيتول في الولايات المتحدة في 6 كانون الثاني، وبما أن مجلس الشيوخ برأ ترمب في كلتا التهمتين، فلا يُمنع ترمب من السعي لإعادة انتخابه للرئاسة في عام 2024.
يواجه المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية، دونالد ترمب انتخابات مصيرية بكل ما تعنيه الكلمة، إذ سيتراوح مستقبله بين خيارين: إما السجن أو الرئاسة لفترة تمتد لأربع سنوات.
وحال حسم النتيجة لصالحه، سيكون الفوز بمثابة “بطاقة نجاة مجانية” من السجن، إذ من المقرر أن يصدر حكم على الرئيس الأميركي السابق في 34 تهمة جنائية بعد ثلاثة أسابيع من يوم الانتخابات الرئاسية.
ومن طرائف حملة هاريس الانتخابية قيام أهل قرية ثولاسندرابورام في ولاية “تاميل نادو” بتنظيم مراسم، صباح اليوم الثلاثاء، بإشعال البخور والصلاة من اجل فوز مرشحة الحزب الديمقراطي، وقال الكاهن الذي نظم هذه الصلاة: “يجب أن تفوز كامالا هاريس”.
وكان جد هاريس من ناحية الأم، “بي في جوبالان”، ولد في القرية الواقعة جنوب الهند، قبل أكثر من قرن، قبل أن يهاجر إلى عاصمة الولاية تشيناي، حيث عمل مسؤولاً حكومياً وصل إلى مستويات رفيعة لدى تقاعده.