المجلس السّوري الأميركي التّحالف الأميركيّ لأجل سورية

الخبر:    بعد جهد حثيث لمؤسّساتنا في الكونغرس بدأ عقب وقوع الزّلزال وانتهى صباح اليوم، طرحت لجنة العلاقات الخارجيّة في مجلس النوّاب الأميركي اليوم مشروع قرار بشأن الزّلزال الذي ضرب سورية وتركيا قدّمه لا عضو واحد ولا عضوان ولا ثلاثة أعضاء بل *ثلاثون* عضواً من أعضاء الكونغرس مجتمعين من الحزبين الجمهوري والدّيمقراطي مناصفة (١٥/١٥) أي بثلاثين راعي أصليّ.
سأتحدّث عن مضمون مشروع القانون بالطّبع لكنّي أريد أوّلاً أن أتوجّه بالشكر لأبناء وبنات الجالية السورية الأميركية ولجميع أصدقائنا الأميركيين من غير السوريين الذين لبّوا نداء حملتنا واتّصلوا بنوّابهم في الكونغرس وساعدونا على رفع عدد الرّعاة الأصليين إلى ثلاثين! أشكركم من قلبي. لا شيء في الدنيا أفضل وأنجع من العمل الجماعي، وكما ترون فإنّ للعمل الجماعي ثمرة لا تحقّقها الجهود الفرديّة. أتوجّه بالشّكر أيضاً لفريقنا العامل في واشنطن والذي عمل بشكل محموم لتأمين التأييد اللازم لمشروع القانون. أحد أعضاء فريقنا عمل على الاتصال بأعضاء الكونغرس ومتابعة الأمر رغم وجوده في المشفى في يوم إجازة مرضيّة.
*مضمون مشروع القانون*
ماذا يهمّنا في مشروع القرار هذا:
١- بدعو مشروع القانون هذا لإنشاء آلية رسمية لمراقبة المعونات المقدمة من الولايات المتحدة لسورية لضمان وصول المساعدات لمن يستحقّها فعلا وعدم سرقة نظام الأسد لها واستفادته منها. هذا شيء غير موجود حالياً للأسف رغم أنّ الولايات المتّحدة هي المانح الأكبر لمنظومة الأمم المتّحدة. هذه الآلية محاولة لفتح هذا الصّندوق الأسود.
٢- يرسل النصّ رسائل سياسيّة هامّة إلى إدارة بايدن من الحزبين، ويعتبر ردّاً من الكونغرس على “استغلال الأسد الشنيع للمأساة” لرفع العقوبات عن نفسه وعن نظامه تحت دعوى أنها تعيق جهود الإغاثة الدولية،
كما يطلب من الإدارة “الالتزام بحماية الشعب السوري عن طريق تطبيق قانون قيصر.” هذه الرّسالة بالذّات مهمّة جدّاً لا سيما في أعقاب تعليق الإدارة لبعض العقوبات لستّة أشهر، ومن شأنها تذكير المسؤولين الأميركيين بأنّ إرادة الكونغرس مازالت على إبقاء العقوبات على الأسد.
٣- يطلب مشروع القانون من الإدارة الأميركية أن تستخدم كل الوسائل الدبلوماسية المتاحة لفتح جميع المعابر بين سورية وتركيا لإدخال المساعدات الأممية عبرها، ويشدّد على ضرورة وصول المساعدات للمنطقة المنكوبة في شمال غربيّ سورية.
٤- ويندّد بمحاولات الأسد لاستغلال الكارثة للإفلات من الحساب ومن الضغط الدولي، وبعرقلته لإدخال المساعدات من كافّة المعابر.
بنود أخرى
— يعلن الكونغرس بموجب مشروع القانون حداده على آلاف الضحايا الذي قضوا في الزلزال في تركيا وسورية، ويقدّم التّعازي لعائلاتهم
— ويثني على جهود المنقذين والمسعفين والعاملين والمنظّمات الإغاثيّة “البطولية” على خطوط التّماس الأولى، لا سيما منظمة الخوذ البيضاء
— ويثني على المتطوّعين المدنيين في سورية وتركيا ممّن تطوّع للتصدّي للكارثة
— ويحثّ المجتمع الدّولي على تقديم الدّعم لهذه الكوادر ولا سيما فرق الدفاع المدني (الخوذ البيضاء)
— ويلحظ الحصيلة الضّخمة لضحايا الزّلزال في سورية وتركيا والتي وصلت ساعة كتابته ل ٣٦ ألف وفاة وعشرات آلاف الجرحى
— ويلحظ توجيهات الرّئيس بايدن للوكالات الأميركيّة لتقديم المساندة للشعبين السّوري والتّركيّ ويعلن تأييده لتقديم المزيد من المعونات
— ويلحظ الظروف الشتويّة القاسية والبرد القارس الذي عسّر جهود فرق البحث والإنقاذ بعد انهيار آلاف المباني
— ويلحظ بأنّ الملايين في سورية حتّى قبل الكارثة كانوا يعتمدون على المساعدات الإنسانية، وبأن تركيا تستضيف ٣،٥ مليون لاجئ منهم.
— ويلحظ بأنّ الأسد خلال ١٣ عاماً من الحرب قد عرقل إيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين، لا سيما في المناطق التي ضربها الزّلزال.
— ويلحظ الفيتو المزدوج لروسيا والصين لإغلاق المعابر الني كانت المساعدات تدخل منها في الشمال وإبقائهما على معبر واحد فقط
— ويلحظ أيضاً تصريحات وزير خارجية الأسد فيصل المقداد بأن أيّ مساعدات إنسانية يجب أن تمرّ عبر النّظام رغم أنّ المناطق الأشدّ تضرّراً هي المناطق الخارجة عن سيطرة النّظام.
— ويلحظ ردّ النّاطق الرّسمي باسم وزير الخارجية نيد برايس في المؤتمر الصّحفي في وزارة الخارجية الأميركية يوم ٦ شباط حين قال بأنّه “سيكون من المضحك أن نتّصل بذات الحكومة التي نكّلت بالسوريين لأكثر من ١٢ عاماً لإرسال المساعدات عن طريقها.”
— كما ينوّه أخبراً إلى المآسي التي خلّفها الزلزال لكثير من العائلات وبأنّ الضّحايا بشرٌ وليسوا أرقاماً.
الدّعوة للعمل:
رغم سعادتنا بكلّ ما سبق وباستجابة ٣٠ عضواً في الكونغرس لنداءاتنا إلا أنّه ما زال أمامنا الكثير من العمل. مشروع القانون بحاجة لتأييد أكبر عدد ممكن من أعضاء الكونغرس حتّى يُقرّ في مجلس النوّاب ويُرسل لمجلس الشيوخ. لذا فنحن بحاجة لاستمرار الجميع في العمل.
ترقّبوا الأسبوع المقبل دعوة جديدة منّا بشأن ذلك.
أخيراً أحببت أن يكون هذا آخر منشور لي في آخر يوم من أيّام الأسبوع الصعب جداً هذا حتى نقدّم ولو بصيص أمل بسيط في غمرة المآسي التي نعيشها، ولنذكّركم بأنّ هناك من بعمل، قبل بدء عطلة نهاية الأسبوع في الولايات المتّحدة.
شكراً للجميع مجدّداً وبارك الله بكم جميعاً.
محمد علاء غانم
المجلس السّوري الأميركي
التّحالف الأميركيّ لأجل سورية