تفجير هائل و”غامض” في مقرّ لـ”الحرس الثوري” في دير الزور  المصدر: النهار العربي

جانب من اثار الانفجار في حي الحميدية بدير الزور
تضاربت المعلومات حول الانفجار الكبير الذي وقع بالقرب من المستشفى الإيراني في حي الحميدية في دير الزور، شرق سوريا، صباح اليوم الأربعاء.
وذهبت وسائل إعلام مقربة من الحكومة السورية الى أن التفجير ناجم عن لغم أرضي من مخلفات الإرهابيين، بينما رفضت مصادر معارضة هذه الرواية واعتبرت أنها وسيلة للتغطية على طبيعة الهدف المستهدَف والجهة التي قامت باستهدافه، ولكن مصادر المعارضة لم تتفق على رواية موحدة حول الحادثة.
ويكتسي التفجير أهمية خاصة كونه أول استهداف من هذا النوع للمصالح الإيرانية في داخل مدينة دير الزور، إذ جرت العادة أن تكون مقار الميليشيات الإيرانية المنتشرة على الشريط الحدودي بين سوريا والعراق هي المستهدفة، لا سيما من الطائرات الإسرائيلية. لذلك ينظر العديد من المراقبين إلى تفجير حي الحميدية على أنه يمثل تدشيناً لمسار جديد في ملاحقة النفوذ الإيراني في المنطقة الشرقية من سوريا. وربما هذا ما يفسر الاستنفار الفوري الذي قامت به الميليشيات الإيرانية وقوات الجيش السوري في دير الزور.
ودوّت أصوات الانفجارات نحو الساعة 8:45 صباح اليوم، وتبين أنها وقعت في حي الحميدية بالقرب من المستشفى الإيراني المعروف أيضاً بمستشفى الكوليرا. وأكدت مصادر ميدانية لـ”النهار العربي” أن التفجير وقع في مقر لـ”الحرس الثوري” الإيراني وهو عبارة عن منزل استولت عليه الميليشيا في وقت سابق لاستخدامه لأغراض سرية.
وأسفر التفجير عن مقتل 8 أشخاص، لم تعرف هوياتهم ولا انتماءاتهم، وأصيب عدد آخر غير محدد، وأكدت المصادر أن التفجير “يحمل رسائل واضحة الى ميليشيا الحرس الثوري الإيراني”، ولكنها لم تحدد طبيعة هذه الرسائل.
وسارعت وسائل إعلام رسمية وشبه رسمية إلى القول إن التفجير ناجم عن انفجار لغم أرضي من مخلفات الإرهابيين، وهي الرواية التي تبنتها صحيفة “الوطن” السورية المقربة من الحكومة.
غير أن المصادر المعارضة نفت صحة الرواية الرسمية واعتبرت أنها وسيلة للتغطية على طبيعة الهدف المستهدَف والجهة التي قامت باستهدافه.
وذهبت بعض هذه المصادر إلى أن التفجير وقع في منشأة لتصنيع الصواريخ تابعة لـ”الحرس الثوري” الإيراني، مشيرة إلى أن التفجير ناجم عن خطأ بشري من القائمين على المنشأة وليس نتيجة استهداف خارجي.
غير أن “المرصد السوري لحقوق الإنسان” ذهب إلى أن الانفجار وقع نتيجة استهداف مجهول لمبنى للميليشيات الإيرانية خلف “مستشفى الكوليرا” الإيراني، تزامناً مع تحليق طائرات مسيّرة في المنطقة، وشدد على أنه لا صحة لما تردد عن أنه ناجم عن لغم أرضي، نظراً الى حجم الدمار الهائل الذي شوهد في المكان.
وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن في مقابلة مع قناة “العربية” أن الضربة استهدفت مستودعاً للصواريخ الإيرانية، وشاحنة محملة بالسلاح، وأشار إلى أن هذا المستودع موجود بين المناطق السكنية، مضيفاً أن الحادث يؤكد مجدداً أن الشاحنات التي تدخل عبر الحدود العراقية إلى سوريا، تهرب أسلحة للميليشيات الإيرانية، تحت غطاء المواد الغذائية وغيرها.
ورجح مدير “شبكة الحقيقة” مجد أبو الناصر أن “هذا الموقع يحوي مصنعاً للصواريخ يشرف عليه ضباط من “الحرس الثوري” الايراني… وقد قتل منهم ثمانية مجرمين على الأقل”، وفق قوله.
وجاء الاستهداف الغامض الذي لم تتضح حيثياته حتى ساعة إعداد التقرير، بعد أيام قليلة من زيارة نادرة قام بها الجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان الأميركية لقاعدة التنف على الحدود السورية – العراقية – الأردنية. وقد اعتبر البعض أن ذلك يعتبر مؤشراً الى وجود اتفاق أميركي – إسرائيلي على مضاعفة الضغط العسكري على إيران، من طريق ضرب “التموضع الإيراني” في المناطق الحدودية بين سوريا والعراق.
ووثق “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، مقتل 16 من الميليشيات التابعة لإيران من جنسيات سورية وغير سورية ضمن الأراضي السورية خلال الشهر الثاني من العام 2023، قتلوا جميعاً باستهدافات متفرقة جوية وبرية.
وأشار المرصد الى وجود تحركات للميليشيات الإيرانية في ريف دير الزور، بعد الضربات الإسرائيلية لمطار حلب الدولي، حيث نشرت ميليشيا “لواء فاطميون” الأفغاني الموالية لإيران، 4 مدافع وأخفتها بين أشجار النخيل ضمن بستان في محيط مدينة الميادين (عاصمة الميليشيات الإيرانية في شرق سوريا)، بعد إجراء صيانة وتنظيف للمدافع.
ووفقاً لمصادر المرصد، شهدت المنطقة استنفاراً للميليشيات تخوفاً من استهداف يطاول المواقع العسكرية في ريف دير الزور.