في أمسية أدبية استثنائية جمعت نخبة من المثقفين والأدباء في قلب القاهرة، أعلنت “جائزة إدوار الخراط للإبداع الأدبي” عن فائزها الأول، الكاتب الشاب أحمد عبد المنعم رمضان عن مجموعته القصصية “قطط تعوي وكلاب تموء”. وتزامن الإعلان مع الذكرى التاسعة لرحيل الأديب الكبير إدوار الخراط، الذي ترك بصمة لا تمحى في المشهد الأدبي العربي.
احتضنت مكتبة الخراط التذكارية، الواقعة في موقع متميّز قرب المتحف المصري وميدان التحرير في القاهرة، هذا الحدث الثقافي المهم الذي قدّمه الإعلامي خالد منصور. وكشف الدكتور إيهاب الخراط عن خطط المكتبة المستقبلية التي تتضمن تنظيم ندوات شهرية، وإقامة مناقشات للأعمال الأدبية المتميزة، بما فيها المجموعات القصصية الخمس التي وصلت إلى القائمة القصيرة.
وتميزت المجموعة الفائزة، الصادرة عن دار الشروق، بأسلوبها السريالي الفريد في معالجة العلاقة بين البشر والحيوانات في سياق المدينة المصرية المزدحمة. وقد تنافست مع أعمال أدبية قوية شملت “خدعة هيمنجواي” لأحمد مجدي همام، و”حبة بازلاء تنبت في كفي” لدعاء إبراهيم، و”الليلة الأولى من دونك” لأريج جمال، و”ثقوب” لهويدا أبو سمك.
وأوضحت الدكتورة مي التلمساني، رئيسة مجلس الأمناء، أن الجائزة تسعى لتكريس مفهوم “الكتابة عبر النوعية” الذي نادى به الخراط، وهو مصطلح يشير إلى تجاوز الحدود التقليدية بين الأجناس الأدبية. وقد تشكلت لجنة التحكيم من نخبة من النقاد والكتاب، برئاسة الدكتور خيري دومة، وعضوية الكاتب التونسي كمال الرياحي، والروائيين ميرال الطحاوي وياسر عبد اللطيف.
وتعدّ هذه الجائزة، التي تبلغ قيمتها 50 ألف جنيه مصري، إضافة مهمة للمشهد الثقافي المصري والعربي. وتحظى برعاية أسرة الخراط واتحاد كتّاب أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية، وستتناوب سنويًا بين الكتّاب المصريين والعرب. وقد عُرف إدوار الخراط، الذي عاش بين عامي 1926 و2015، بإسهاماته الرائدة في تطوير السرد العربي، وترك إرثًا غنيًا من الروايات والقصص القصيرة والدراسات النقدية، من أبرزها روايته الشهيرة “رامة والتنين” التي تعد علامة فارقة في تاريخ الرواية العربية الحديثة.
تميّزت الاحتفالية بتقليد جديد حيث قرأ المرشحون الخمسة نماذج من أعمالهم أمام الجمهور، مما أضفى جوًا من الحميمية والتفاعل المباشر مع النصوص الأدبية. وقد عكست هذه المبادرة روح التجديد والتجريب التي طالما نادى بها إدوار الخراط في مسيرته الأدبية الحافلة.