–
لقيت الدعوة التي أطلقها الخميس مؤسس حزب العمال الكردستاني في تركيا عبد الله أوجلان إلى حله، ومسلحي المجموعات إلى إلقاء السلاح والانتقال إلى العمل السياسي، ردود فعل دولية رحبت بالخطوة، التي قد تنهي أربعة عقود من الصراع. وقال أوجلان في الإعلان الذي تلاه وفد من نواب “حزب المساواة وديمقراطية الشعوب” (ديم) المؤيد للأكراد، الذي زاره في سجنه في جزيرة إيمرالي قبالة إسطنبول، إن “على جميع المجموعات المسلحة إلقاء السلاح وعلى حزب العمال الكردستاني حل نفسه”. وأكد أنه يتحمل “المسؤولية التاريخية عن هذه الدعوة”.
وتأسس حزب العمال الكردستاني عام 1978، وتعتبره تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي “إرهابياً”. وأطلق تمرداً مسلحاً ضد أنقرة عام 1984 لإقامة دولة كردية. وخلّف هذا الصراع أكثر من 40 ألف قتيل منذ 1984. ورأى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في الدعوة التاريخية التي أطلقها أوجلان “بارقة أمل” لتحقيق السلام بين “العمال الكردستاني” والسلطات التركية. وقال ستيفان دوجاريك، المتحدّث باسم الأمين العام، إنّ “غوتيريس يرحّب بهذا التطوّر المهمّ الذي يمثّل بارقة أمل يمكن أن تقود إلى حل صراع طويل الأمد” بين الحزب الكردي المسلّح والسلطات التركية.
البيت الأبيض: نأمل أن يساعد في تطمين تركيا
ورحب البيت الأبيض بدعوة عبد الله أوجلان لحزب العمال الكردستاني لإلقاء السلاح. وقال بريان هيوز، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض: “هذا تطور مهم ونأمل أن يساعد في تطمين حلفائنا الأتراك بشأن شركاء الولايات المتحدة في مكافحة تنظيم داعش في شمال شرق سورية. نعتقد أنه سيساعد في إحلال السلام في هذه المنطقة المضطربة”.
ألمانيا: فرصة تاريخية
من جانبها، أبدت وزارة الخارجية الألمانية رد فعل إيجابياً حيال دعوة أوجلان. وقال متحدث باسم الوزارة إن هذه الدعوة تقدم “فرصة تاريخية لكسر دوامة الإرهاب والعنف والانتقام المستمرة منذ عقود، والتي أودت بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص”. وأكد المتحدث أن “هناك حاجة إلى مزيد من الخطوات للوصول إلى حل قابل للتطبيق بالنسبة لشعب تركيا”، مضيفاً: “يشمل ذلك، قبل كل شيء، احترام وضمان الحقوق الثقافية والديمقراطية للأكراد في تركيا”. وأشار إلى أن البرلمان التركي يقع على عاتقه “الاضطلاع بدور محوري في صياغة هذه العملية السياسية وترسيخ الحلول التوافقية المتفق عليها بشكل ملزم”، وأضاف: “بصفتنا حكومةً ألمانيةً، نحن على استعداد للقيام بكل ما في وسعنا لدعم مثل هذه العملية”.
كما رحّب المستشار الألماني أولاف شولتز بدعوة أوجلان. وقال شولتز في برلين إن “حزب العمال الكردستاني مصنف منظمةً إرهابيةً محظورةً في ألمانيا، وقد تسبب صراعه بالفعل في سقوط عدد كبير جداً من الضحايا”. وأضاف أن “دعوة أوجلان الآن توفر أخيراً فرصة للتغلب على هذا الصراع العنيف وتحقيق تطور سلمي دائم للقضية الكردية”. وذكر أن هناك حاجة لاتخاذ مزيد من الخطوات لإيجاد حل قابل للتطبيق للشعب التركي، و”فوق كل شيء، يتضمن هذا احترام الحقوق الثقافية والديمقراطية وضمانها للأكراد في تركيا”.
العراق يرحّب
العراق رحب أيضاً بالخطوة في بيان أصدرته وزارة الخارجية، معتبراً أنها “إيجابية ومهمة” لتحقيق الاستقرار في المنطقة. وفي سورية، رحب قائد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) مظلوم عبدي بدعوة أوجلان، لكنه قال إن “قسد” غير معنية بها. ورأى أن “الموضوع يتعلق بحزب العمال الكردستاني، ونداء إلقاء السلاح لحزب العمال الكردستاني يتعلق به ولا يتعلق بقواتنا” في شمال شرق سورية. وتتهم تركيا حزب العمال الكردستاني أيضا بالقتال في شمال شرق سورية ضمن “قوات سوريا الديموقراطية” التي يقودها الأكراد وتلقى دعم واشنطن، وأدت دوراً أساسياً ضد تنظيم “داعش” الإرهابي.
google news