ملخص
رحل الروائي البريطاني فريدريك فورسايث، أحد أهم مؤلفي قصص الجاسوسية أمس عن 86 سنة. عمل مراسلاً صحافياً أساساً وعميلاً سرياً والتحق كطيار، بسلاح الجو الملكي البريطاني “رويال إير فورس”. كتب فورسايث نحو 20 رواية بيع منها نحو 70 مليون نسخة في مختلف أنحاء العالم.
لا يجهل القراء العرب رائد روايات الجاسوسية، الكاتب البريطاني الشهير فريدريك فورسايث، الذي توفي أمس عن 86 سنة، لكنهم لا يعرفون سوى رواية واحدة له هي “يوم ابن آوى” The Day of The Jackal التي تعد من أبرز أعماله، وقد ترجمتها إلى العربية هدى يحيى وصدرت عن دار جدل. يعد الكاتب البريطاني فريدريك فورسايث، أحد أهم مؤلفي قصص الجاسوسية، وقد وصفه مدير أعماله جوناثان لويد في بيان بـ”أحد أكبر كتاب روايات التشويق في العالم”.
ولد فورسايث في الـ25 من أغسطس (آب) عام 1938 في كينت، لأب يعمل في صناعة الفراء وأم تعمل في الخياطة، والتحق كطيار بسلاح الجو الملكي البريطاني “رويال إير فورس” وعمل مراسلاً صحافياً أساساً وعميلاً سرياً. كتب فورسايث نحو 20 رواية بيع منها نحو 70 مليون نسخة في مختلف أنحاء العالم، من أشهرها “يوم ابن آوى” الصادرة عام 1971 و”كيل ليست” الصادرة عام 2013.
الرواية التي ترجمت إلى العربية (دار جدل)
كان فورسايث قرر بداية مشروعه الروائي وتأليف الكتب عام 1969، عندما كان في الثلاثين، وكان عائداً لتوه من بيافرا، حيث غطى الحرب الأهلية في جنوب شرقي نيجيريا (1967-1970) لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، لكن تحليلاته التي اعتبرت مؤيدة للبيافريين لم تتوافق مع التوجه الرسمي للمحطة الإذاعية ووزارة الخارجية، فاستقال، ليجد نفسه مفلساً.
استوحى فورسايث من تجاربه كمراسل، المادة الخام لرواياته. والتزم في مؤلفاته قاعدتين كانتا غير مألوفتين في ذلك الوقت، أولاهما الإبقاء على أسماء الشخصيات الحقيقية، والثانية سرد القصة بأقصى قدر ممكن من التقنية الدقيقة. وكان فورسايث كشف سابقاً عن أنه قام بمهام لحساب جهاز الاستخبارات البريطاني “أم آي 6” في سيرته الذاتية. وروى كيف أنه ساعد جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني في منطقة بيافرا النيجيرية وفي ألمانيا الشرقية وروديسيا وجنوب أفريقيا، وهو تعاون مع هذا الجهاز لأكثر من 20 عاماً.
الرواية الشيهرة بالأصل الإنجليزي (بنغوين)
وعندما كان يعمل صحافياً في عام 1968، اتصل به عميل في جهاز “أم آي 6” يدعى “روني” قال له إنه “يريد عميلاً داخل جيب بيافرا” الذي كان شهد حرباً أهلية بين عامي 1967 و1970. وأضاف في سيرته الذاتية وهي بعنوان “ذي آوتسايدر”: “عندما عدت إلى الغابة الاستوائية كان له ما أراد”. وخلال إقامته في بيافرا كتب فورسايث مقالات كثيرة حول الوضع الإنساني والعسكري مع “اطلاعه على أمور كان لا يمكن نشرها لأسباب مختلفة عبر وسائل الإعلام”.
وفاة الروائي البريطاني فريدريك فورسايث
“أحدنا يعود مرة أخرى” رواية بوليسية في صيغة يوميات
وطلب من فورسايث عام 1973 القيام بمهمة للجهاز نفسه في ألمانيا الشرقية، وكتب يقول: “كان اقتراحهم بسيطاً. كان هناك كولونيل روسي يعمل لحسابنا داخل ألمانيا الشرقية وكان بحوزته طرد علينا إخراجه”، وأشار فورسايث إلى أنه قاد سيارته وهي من نوع ترايومف مكشوفة، إلى دريسدن وحصل على الطرد من الضابط الروسي في مراحيض متحف البرتينوم. وفي روديسيا خلال فترة السبعينيات طلب منه تقييم نيات الحكومة في تلك الفترة، وفي الثمانينيات طلب منه معرفة ما نيات الحكومة الجنوب أفريقية حيال أسلحتها النووية بعد مرحلة نظام الفصل العنصري وانتقال السلطة إلى المؤتمر الوطني الأفريقي. في مقابل هذه المهام قال فورسايث إن عناصر من جهاز “أم آي 6” ساعدوه في الأبحاث التي كان يجريها في إطار رواياته.
سعى فريدريك فورسايث إلى اعتماد الشكل الحديث لروايات الإثارة، ومن خلال تنقله السريع بين الوقائع، ونقل أحداث واقعية ببراعة وسلاسة تستحق الإعجاب وتقديم معلومات سرية لم يطلع عليها أحد من قبل.
وحذا حذوه في ذلك كتاب من أمثال توم كلانسي وروبرت لودلوم وروبرت ليتيل، الذين اعتبروه مبتكراً لنوع روايات التشويق التقنية. ووصفت صحيفة “صنداي تايمز” روايته “يوم ابن آوى” قائلة: “هي صنف أدبي فريد في ذاته مستحيل أن تتركها من يدك”. وقالت عنها صحيفة “التايمز”: “رواية تشويق بارعة غيرت شكل روايات الإثارة الشعبية منذ لحظة كتابتها”.