ملخص
يكشف الجدل بين فروع جماعة “الإخوان المسلمين” حول دعم إيران في صراعها مع إسرائيل عن عمق الانقسام داخل التنظيم الدولي الذي بات عاجزاً عن ضبط مواقفه القطرية المتباينة. بينما دعمت “جبهة لندن” بقيادة صلاح عبدالحق إيران باسم “وحدة الأمة الإسلامية”، رفض “إخوان سوريا” ذلك واعتبروه اصطفافاً مع “طرف إجرامي”. وهذا الخلاف يعكس تآكل مفهوم “التنظيم الدولي” لمصلحة الانتماءات المحلية، وفشلاً ممتداً في إدارة التجارب السياسية. ومع تصاعد صراع الأجنحة وانكماش الدعم من الدول الحاضنة، يبدو أن فكرة “وحدة الأمة” لم تعد سوى شعار أجوف ينهار تحت وطأة المصالح والسياقات المحلية.
واحد من الأمور اللافتة التي بدت في المنطقة وسط أسراب الصواريخ المتبادلة بين إيران وإسرائيل، خلاف نشب على الهامش وتمثل في بيانيين أثارا كثيراً من علامات الاستفهام حول واقع التنظيم الدولي لجماعة “الإخوان المسلمين” بعد سلسلة من الهزائم السياسية التي مني بها على مدى العقد الماضي وامتدت حتى العقد الحالي.
ففي بيان بعنوان “رسالة إلى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية”، أعربت جماعة “الإخوان” في مصر بقيادة صلاح عبدالحق القائم بأعمال المرشد العام للجماعة أو ما يسمى “جبهة لندن”، عن دعمها ومساندتها لإيران في مواجهة “العدوان الإسرائيلي الغاشم”، وأكد البيان على وحدة الأمة الإسلامية، قائلاً “إننا أمة واحدة، بالمعنى الديني والروحي والحضاري والجيوسياسي على حد سواء”. لكن يبدو أن البيان أثار حفيظة “إخوان سوريا” بقيادة المراقب العام عامر البو سلامة، التي سرعان ما أصدرت بياناً تبرأت خلاله مما جاء في بيان الجماعة الأم. وذكر بيان فرع جماعة “الإخوان المسلمين” في سوريا، المنشور على حساباتها في مواقع التواصل، أنها غير معنية بأية مواقف تصدر عن قيادات أو جهات أخرى تحمل اسم “الإخوان المسلمين”، ووصفت الطرفين المتحاربين بـ”طرفي الإجرام” اللذين دمّرا دول المنطقة وهجّرا الملايين.
وبيانا “الإخوان” اللذان يعكسان انقساماً متزايداً يدبّ داخل التنظيم الدولي خلال الأعوام الأخيرة، يدفعان إلى مزيد من التساؤلات حول واقع الجماعة الأم لحركات الإسلام السياسي التي تأسست في مصر عام 1928 وتحولت إلى تنظيم دولي تمتد فروعه إلى عشرات الدول حول العالم سواء عبر الوجود السياسي المعلن أو التخفي في كيانات خيرية، ومدى تأثير المصالح القومية والتجارب المحلية في وحدة التنظيم ووحدة موقفه، وعما إذا كانت فكرة وحدة العالم الإسلامي تآكلت أمام الانتماءات المحلية والخلافات القطرية.
إطار عام
يتفق المراقبون الذين تحدثوا إلى “اندبندنت عربية” على أن تنظيم جماعة “الإخوان” وإن نشأ كجماعة محلية في مصر، إلا أنه بتمدده دولياً لم يعُد طيفاً واحداً، وأصبح التنظيم الدولي يعمل كآلية تنظم أعمال الأقطار والقطاعات. وفي مقالة تعود لعام 2010، سرد أستاذ السياسة بجامعة جورج تاون والمتخصص في دراسة الجماعات الإسلامية الذي التقى على مدى العقدين الماضيين بقيادات من جماعة “الإخوان المسلمين” وحركات إسلامية من دول مختلفة في المنطقة ناثان براون، قصة ربما تعكس ما لم يعِه كثرٌ حول طبيعة التنظيم الدولي لـ”الإخوان”.
فيقول براون إنه بعد فترة من انتخاب محمد بديع “مرشداً عاماً” لجماعة “الإخوان المسلمين” في مصر وللتنظيم الدولي لـ”الإخوان”، وهي عملية مثيرة للجدل وغير معتادة في علانيتها، “كنت أتناول الغداء مع بعض قادة حركة مستلهمة من الإخوان في دولة عربية أخرى. سألني أحدهم بالإنجليزية، ’ناثان، ما رأيك في ما يحدث في الإخوان في مصر؟‘ وقبل أن أتمكن من الرد، سأل قائد آخر زميله بالعربية، ’من هو المرشد العام الجديد؟‘، ولم يستطِع أي منهما التذكر، فتدخلت وذكرت اسم بديع. لم يلحظ أحدهما ذلك في البداية، فأعدت ذكره. عندها، رد أحدهما للآخر بصورة مبهمة، ’نعم، أعتقد بأن اسمه محمد شيء ما‘”.
وألمح براون إلى أنه كثيراً ما كان هناك ضجر بين الأقطار الأخرى للجماعة من فكرة سيطرة الجناح المصري على قيادة التنظيم، فكثيراً ما كان المرشد العام مصرياً، ويقول إنه في حين أن معظم الأعضاء يقبلون بدور “الحركة الأم” القيادي، إلا أن كثراً يرون أن القادة المصريين يهتمون بالشؤون المصرية أكثر من الدولية.
وأوضح الباحثان في شؤون الحركات الإسلامية أحمد سلطان وماهر فرغلي أن التنظيم الدولي الذي ينحدر منه مجلس شورى عالمي وتسعة قطاعات، تتبعه مجموعة من فروع الجماعة في الأقطار المختلفة، لا يتدخل في السياسة القطرية، لكنه يضع سياسات عامة ويترك حرية تحديد السياسات الداخلية التفصيلية للأقطار. وهذه الفكرة تفسر وصف براون للتنظيم الدولي لـ”الإخوان المسلمين” كإطار لمجموعة من الحركات الأيديولوجية المتشابهة المرتبطة بصورة فضفاضة التي تتعرف إلى بعضها بعضاً، وتتبادل القصص والخبرات خلال اجتماعات عرضية، وتعتنق بكل سرور أيديولوجيا دولية رسمية من دون أن توليها أولوية كبيرة.
لا دور فاعل للتنظيم الدولي
ويقلل براون من أهمية التنظيم الدولي لأنه لم يفعل وربما لا يستطيع أن يفعل كثيراً. ففي المناسبات القليلة التي طُلب منه التدخل لحل قضايا تنظيمية صعبة، لم يستجِب بكفاءة أو سرعة. فمثلاً، عام 1989، حدث خلاف بين أعضاء “الإخوان” في الأردن حول قبولهم دعوة إلى الانضمام للحكومة، فحاولوا رفع المسألة للتنظيم الدولي، لكن الرد جاء متأخراً جداً وغامضاً، إذ إنه لم يحسم المسألة. وعام 2007، سعى خالد مشعل لجعل حركة “حماس” عضواً منفصلاً في التنظيم الدولي، مما أثار صراعاً تنظيمياً معقداً داخل التنظيم الأردني، إذ استوعبت “حماس” فعلياً “الإخوان” الفلسطينيين الذين كانوا يرتبطون رسمياً في نظر التنظيم الدولي بالفرع الأردني، ولا تزال بعض الروابط الباقية قائمة بين “حماس” و”إخوان الأردن” نتيجة لذلك. وكانت إحدى نقاط الخلاف الرئيسة حول وضع الأعضاء الفلسطينيين والأردنيين في الخليج وهم مصدر مهم للأموال، وكذلك مجموعة كانت ترسل ممثلين إلى هيئات قيادة التنظيم الأردني، مما جعل الكفة تميل لمصلحة الفلسطينيين. وبعد ثلاثة أعوام، لم تُحل هذه القضايا بالكامل.
ربما هذا الهيكل التنظيمي الفضفاض زاد تفتت التنظيم أو عدم تماسكه أمام كثير من التحديات خلال الأعوام الـ15 الماضية، عقب فشل تجاربه في الحكم في مصر وتونس والمغرب والسودان وحتى حظره في الأردن في وقت سابق من العام الحالي بعدما ثبت تورط خلية تابعة لجماعة “الإخوان المسلمين” في تصنيع صواريخ بأدوات محلية ومستوردة من الخارج وحيازة مواد متفجرة وأسلحة نارية بهدف المساس بالأمن الوطني وإثارة الفوضى، وكانت للصراع السنّي- الشيعي المتصاعد منذ عام 2011 آثاره على سياسات الفروع، تحديداً في سوريا، مما حدد موقف “إخوان سوريا” تجاه الحرب الإيرانية- الإسرائيلية.
حسابات قطرية وسياق مجتمعي
ويرى أستاذ العلوم السياسية والمتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية لدى مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية عمرو الشوبكي أن الخلاف بين “إخوان مصر” وإخوان سوريا يعكس إلى حد كبير ما يمكن وصفه “بنهاية فكرة التنظيم الدولي” لـ”الإخوان المسلمين”. فخلال الأعوام الأخيرة، أصبحت كل جماعة تُدار وفق حساباتها القطرية الضيقة، المرتبطة بسياقها المجتمعي والسياسي المحلي. ومنذ زمن، لم يعُد من الممكن الحديث عن تنظيم دولي يشبه ذلك الذي كان موجوداً خلال السبعينيات أو الثمانينيات.
لماذا فشلت جماعات الإخوان المسلمين في الحكم؟
وأوضح أن الاختلاف بين تنظيمي مصر وسوريا ينبع أساساً من اختلاف السياق المجتمعي، فالمجتمع السوري عانى بصورة مباشرة التدخلات الإيرانية، فوقفت طهران إلى جانب النظام السوري السابق، وارتكبت جرائم عدة بحق الشعب السوري بتورط إيراني واضح. ويضيف أن هذا الموقف لا يظهر فقط في بيانات “إخوان سوريا”، بل يتجلى أيضاً في مواقف قطاعات واسعة من الشعب السوري التي تنظر إلى إيران وإسرائيل على أنهما عدوّان معاً. أما في مصر، فالصورة مختلفة تماماً، إذ إن المجتمع المصري لم يتعرض لتجربة الأذرع الإيرانية كما حدث في سوريا أو العراق أو لبنان. لذلك، غالباً ما ينظر المصريون إلى إيران على أنها طرف في مواجهة مع إسرائيل، من دون إدراك مباشر للأضرار التي خلفها النفوذ الإيراني في بلدان أخرى.
ومن هنا، يقول الشوبكي “ظهر التباين بوضوح، فبينما يتعامل ’إخوان سوريا‘ مع إيران باعتبارها خصماً، فإن ’إخوان مصر‘ ما زالوا يستخدمون خطاب المقاومة والممانعة، ويصدرون بيانات متعاطفة مع ’حزب الله‘ وفصائل المقاومة، وينظرون إلى إيران على أنها طرف ممانع”. وفي الواقع، يوضح الشوبكي أن هذا التصنيف سياسي بالأساس، فـ”إخوان مصر” لم يكونوا أبداً طرفاً مسلحاً في أي صراع مع إسرائيل، بل كانوا دائماً في موقع المتعاطف مع “محور المقاومة”، من دون أن يُدفع أي ثمن حقيقي.
صراع الأجنحة
ويعتقد سلطان بأن رسالة “إخوان مصر” لدعم إيران تعكس في حد ذاتها مشكلة في بنية تنظيم “الإخوان”، فالرسالة جاءت من تيار صلاح عبدالحق المعروف إعلامياً بـ”جبهة لندن”، وهذا التيار يسعى منذ فترة إلى تكثيف وجوده خارجياً لتعويض الضعف البنيوي الواقع ضمن تركيبته التنظيمية، نظراً إلى غياب وجود حقيقي فاعل له داخل مصر. ويضيف أن هذا التوجه هو جزء من محاولة “جبهة لندن” لتصوير أن لديها امتدادات وصلات عابرة للقطرية وأنها ما زالت تحتفظ بالتنظيم الدولي الذي انشطر قسمين.
والخلاف الحالي يعكس تطورات الأعوام الأخيرة، إذ إن مسارات جماعات “الإخوان” تباينت في مختلف الدول العربية، وابتعدت كل جماعة من فكرة “التنظيم الدولي” الذي بات أضعف. ومع ذلك، فإن هذا التباين هو جزء من كل الانقسامات التي دبّت داخل التنظيم الدولي لـ”الإخوان” خلال السنوات الماضية بعد تشتّت قيادات التنظيم المصرية بين تركيا وقطر وماليزيا ودول أوروبية. فمنذ أعوام قليلة تصاعد الخلاف بين ما يُعرف بـ”جبهة لندن” و”جبهة إسطنبول”، بعد اتهامات وتشكيك متبادل بين تياري قيادة التنظيم الدولي، وهما تيار لندن بقيادة صلاح عبدالحق المسؤول عن إصدار بيان دعم إيران الذي كان يقوده سابقاً القيادي الراحل إبراهيم منير من لندن، والتيار الذي يتزعمه محمود حسين من أنقرة، وتبادل قرارات الفصل والتجميد من التيارين، في ما عُرف بـ”صراع الأجنحة”.
عناصر الإخوان المسلمين (غيتي).jpeg
عناصر جماعة الإخوان المسلمين (غيتي)
ويذكر العميد السابق لدى مديرية الاستخبارات العامة الأردنية والمحاضر في الأمن الاستراتيجي عمر الرداد، في مقالة بحثية نشرها مركز “ستراتيجيكس” في عمان عام 2021، أن تصاعد الخلافات بين تياري قيادات التنظيم الدولي في أنقرة ولندن سيؤثر في مسارات ومستقبل جماعة “الإخوان”، ويرقى إلى درجة وصفها بأنها زلزال جديد، هز قيادة التنظيم الدولي للجماعة. وتوقع الرداد وقتها أن يمتد أثر الصراع عبر هزات ارتدادية أخرى ليشمل التنظيمات القطرية لـ”الإخوان”، ليس في مصر وحسب، بل تنظيماتها كافة في شمال أفريقيا والمشرق العربي.
ويشير إلى أنه على الصعيد الداخلي، تزامن الانكشاف في خلافات التنظيم الدولي مع ما يمكن وصفه بـ”الفشل” في إدارة وتوجيه التنظيمات القطرية التي وصلت إلى السلطة في كل من مصر والمغرب وتونس إضافة إلى السودان، وما شهده بعضها الآخر من انشقاقات كما هي حال التنظيم في الأردن، فضلاً عن العلاقة المرتبكة مع حركة “حماس”، واستخدام التنظيم الدولي هذه العلاقة للمساومة في مفاوضاته مع الولايات المتحدة ودول أوروبية.
الأمة الإسلامية
هذه الخلافات والاختلافات التي تعج بها جماعة “الإخوان المسلمين” وسط مشهد إقليمي مربك ومتغير، ربما تعيد السؤال حول وحدة الأمة الإسلامية وهي واحدة من المبادئ الأساسية التي تقوم عليها الرؤية الفكرية والسياسية والدعوية للتنظيم والتي تعني في جوهرها إعادة توحيد المسلمين في كيان واحد جامع تتجاوز فيه الحدود القطرية وتقام فيه الخلافة الإسلامية كرمز لوحدة الدين والأمة والسيادة.
وينفي براون عن التنظيم الفكرة الأيديولوجية الأولى لـجماعة “الإخوان” في شأن السعي إلى إعادة إنشاء دولة الخلافة الإسلامية، بل يرى أنه كثيراً ما كانت هناك أدلة قليلة على أن هذه الفكرة تشغل بال القادة الحاليين، المنشغلين أكثر بشؤونهم المحلية. ويقول “لو كان التنظيم الدولي هو نواة لعالم إسلامي موحد معاد تكوينه، لكان الانتماء إليه أكثر مرونة مما هو عليه. مثلاً، عضو في الفرع الفلسطيني يقيم موقتاً في الخليج قد يُعامل كعضو في التنظيم المحلي. ومثل هذا الترابط كان يحدث في الماضي لكنه تراجع كثيراً خلال العقود الأخيرة. فتقدم الفروع “الإخوانية” الدعم المعنوي (وفي بعض الحالات المادي) لبعضها، لكن العضوية في تنظيم وطني لا تُعامل كعضوية في حركة دولية واحدة”.
ويوضح سلطان أن فكرة الأمة الإسلامية كثيراً ما كانت مفهوماً غائماً لدى كثير من أتباع “الإخوان” أنفسهم، بل إن هذا المفهوم كانت الجماعة تستخدمه للحشد التنظيمي والحشد الدعائي، بالتالي ففي اللحظة الحالية تنكشف كل هذه الأمور تحت ضغط الواقع. ويضيف أن فكرة الوحدة الإسلامية الجامعة التي كانت تصورها جماعة “الإخوان” خلال فترات سابقة بما في ذلك التقارب السنّي- الشيعي، لم تحظَ باتفاق داخل “الإخوان” أنفسهم، بخاصة في ظل وجود تيارات ترفض هذا التقارب حالياً مثل “إخوان سوريا” الذين يعتبرون الإيرانيين عدواً أساساً لهم، فضلاً عن أن انهيار المفاهيم المؤسسة والأفكار الكبيرة داخل الجماعة حدث منذ أعوام وليس وليد اللحظة، فالجماعة اهتزت وأصابها زلزال هدّ كثيراً من أسسها وخلط كثيراً من أوراقها.
وساطة الدول الحاضنة
وسط هذا الخلاف والتفكك، يبرز السؤال عن دور تلك الدول الحاضنة لقيادات الجماعة التي توفر لها ظهيراً وداعماً مادياً وسياسياً، لرأب ذلك الصدع. وسابقاً أشار الرداد إلى وساطات ربما أُجريت بإشراف شخصيات غير بعيدة من تدخلات أجهزة استخباراتية تتبع لدول حاضنة لـ”الإخوان”، كانت لها مصلحة في تخفيف حدة الخلافات والصراع بين أجنحة التنظيم الدولي، بغية ضمان تنفيذ أجنداتها السياسية، لكن تظل هناك تساؤلات جدية حول ثبات موقف تلك الدول من “الإخوان”، بخاصة في ما إذا كانت تلك المصالح لا تزال قائمة أو أنها استُنفدت واستنفد معها التعويل على إمكان أن يخدم التنظيم الدولي استراتيجياتها.
وكان موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي وفر مظلة واسعة لقيادات التنظيم الفارة من مصر منذ عام 2013، لافتاً خلال السنوات الأخيرة. فنتيجة لمعادلة سياسية واقعية فرضتها التحولات الإقليمية والدولية تراجع الدور التركي عن دعم التنظيم المصنف إرهابياً في مصر وعدد من الدول العربية. ومع تغير موازين القوى ووجود ملفات ضاغطة على أنقرة من بينها غاز شرق المتوسط، فضلاً عن العزلة التي تسببت فيها سياسات أردوغان الخارجية، شرعت أنقرة منذ عام 2021 في تحسين علاقاتها مع القاهرة والرياض وأبو ظبي ضمن سياسة تصفير المشكلات، وأدى ذلك إلى قيام السلطات التركية بتقليص نشاط القنوات الإعلامية لـ”الإخوان” في إسطنبول والتضييق على شخصيات معارضة مصرية ومنع الخطاب التحريضي ضد الحكومات العربية.
ويقول فرغلي إن الدول التي تحتضن قيادات “الإخوان” لا تقوم بدور الوسيط غالباً في صراع الفروع، كما لا تتدخل في سياسات التنظيم الدولي، لكن ربما يقتصر دورها على التوجيه وتنسيق المواقف.