Skip to content

السفينة

alsafina.net

Primary Menu
  • الرئيسية
  • الأخبار
  • افتتاحية
  • حوارات
  • أدب وفن
  • مقالات رأي
  • منوعات
  • دراسات وبحوث
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • الأرشيف
  • Home
  • رياض سيف: أتوقّع نهضة قوية وسريعة لسورية ملحق سورية الجديدة حاوره: عماد كركص….المصدر:العربي الجديد
  • حوارات

رياض سيف: أتوقّع نهضة قوية وسريعة لسورية ملحق سورية الجديدة حاوره: عماد كركص….المصدر:العربي الجديد

khalil المحرر يوليو 8, 2025

رغم التاريخ الطويل رجل الأعمال النائب المعارض السابق، رياض سيف، في مقارعة نظام الأسدين (المخلوع)، إلا أنه عاد إلى دمشق بعد سقوط النظام ليجلس في بيته مع نشاط سياسي خجول يتمثل بإعادة افتتاح منتداه (منتدى الحوار الديمقراطي). قد يكون ذلك لذهاب بريق المعارضة التقليدية السورية التي كان سيف أحد أبرز شخصياتها، ما قبل الثورة السورية وخلالها، ومن ثم صعود العسكر، الذين استلموا زمام الأمر، أو تسلّموه، وحرّروا البلاد من أعتى طغاة العصر الحديث.
تقف مقابلة ملحق سورية الجديدة مع رياض سيف، في دمشق، على توقّعاته وآماله، وعلى رؤيته حول العهد الجديد، مع مرورٍ على أبرز معاركه مع النظام البائد.

– كيف وجدت سورية بعد غياب نحو 13 عاماً؟
يعرف الجميع ويقدّر أن ما حدث في سورية شيء غير طبيعي، ولذلك وجهات النظر متباينة، فنصف الشعب السوري إما ليس لديه سكن أو دخل، وهؤلاء لا يمكن أن تسألهم كيف رأيتم البلد أو دمشق بعد التحرير، فالأمر يحتاج وقتاً حتى ينعكس على حياة الناس المنكوبين، ويحتاج هؤلاء العدالة الانتقالية على وجه السرعة ليحصلوا على حقوقهم، وفق الإمكانات المتاحة.
أما بالنسبة لما حصل (تحرير سورية)، فأشبهه كما الفتاة التي كانت تحلم بفارس، وهو حلم. وفي النهاية جاء الفارس، وهذا ما حدث فعلاً، وتحرّرت البلاد. بالنسبة لي شخصيا أنا مستفيد، عاد إلي منزلي ومكتبي وكل ما صادره النظام المخلوع لي من أملاك. وعلى المستوى العام، أتوقع نهضة قوية وسريعة لسورية، كون الاستثمارات بدأت تدخل، ومن شأنها أن تعيد دورة الاقتصاد والحياة، والجميع متفائل. وما حققه الرئيس أحمد الشرع في أيام كان كبيراً، رغم وجود إشارات الاستفهام على كيفية ما حصل، فتحرير البلاد كان من المتوقع أن يأخذ سنواتٍ أطول تتخلّلها حرب أهلية وفاتورة أكبر من الضحايا والدمار.

– شبّهت تحرير البلاد بالفتاة التي تنتظر فارسا. أنت القادم من خلفية علمانية وأحد رموز المعارضة التقليدية، تعتقد أن أحمد الشرع ذو الخلفية السلفية فارس؟
رغم أن هناك سراً فيما حدث على يديه، إلا أنني أعدّه فارساً، بل وشيخ الفرسان. وبناء على التاريخ، ما حدث من انعطافة وتحول بـ 180 درجة كان كبيراً. … كيف حدث الأمر؟ حقيقة، لا نعلم، وفي كل الأحوال، جاء ذلك كله بعد تضحيات، ولن ننسى ملايين السوريين الذين تظاهروا ضد النظام مطالِبين بحرّيتهم وكرامتهم، ومن ضمنهم خرج المقاتلون والمجاهدون الذين شاركوا في المعارك، وبالتالي كان التحرير من نظام حافظ وبشار الأسد جهداً مشتركاً بالنسبة إلى تاريخ طويل من الثورة.

إما أن نسير، نحن السوريون، في الاتجاه الصحيح، أو نموت. … وأحمد الشرع فارس بل وشيخ الفرسان

– هل تعتقد أن سورية اليوم في ظل الحكم الجديد تسير في الاتجاه الصحيح؟
إما أن نسير، نحن السوريين، في الاتجاه الصحيح أو نموت، لا خيارات لدينا، فالتضحيات كبيرة والضحايا كثر، وبعد كل ما قدّمناه، من غير المنطقي ألا نستطيع أن نكمل بنجاح، وبلادنا فيها كل المقوّمات، فقبل أن يصعد حافظ الأسد إلى الحكم في العام 1970 كانت سورية من النمور الصناعية في العالم، وكنا نأخذ إيقاعاً تصاعديا في الصناعة والاقتصاد، وحتى في السياسة. وينسحب ذلك على التربية والتعليم، فنحن نخرّج الأطباء من أكثر من مائة عام. وبناء على ذلك، لن يرضى الشعب السوري إلا بأن يتقدّم وأنا متفائل بذلك. وفي حال توفرت الظروف الملائمة له فإنه قادر على صنع المعجزات. ونحن اليوم نرى بوادر لتهيئة هذه الظروف، لكن هناك أسئلة مشروعة تتعلق بجوانب كثيرة، مثلا: ملف إعادة الإعمار، من سيبني؟ ومن سيدفع؟ هل سنجد أنفسنا بعد سنوات مستعمرين ماليا أو مرهونين لمشاريع لا تعني الشعب السوري، هذا من مخاوف كثيرة مشروعة.

– هل تقصد أن الإدارة الحالية بدأت تربط نفسها بمشاريع فوق وطنية، سيما فيما يتعلق بإعادة الإعمار وفي ظل وعودها بتحقيق رفاه اقتصادي؟
لم أقصد ذلك، لكن المشاريع لا تأخذ حقها من الفحص والتمحيص، فنحن نريد أن نرى الجدوى الاقتصادية من كل مشروع، -فالجدوى الاقتصادية يجب ألا تتناقض مع الأجندة الوطنية، فالدائرة التي تمنح الرخص لهذه المشاريع يجب أن تكون حريصة ودقيقة في ألا تتسبّب أي من هذه المشاريع بضرر للبلاد في المستقبل.

دائما كنت أقول دعوا الأكراد يحلمون كما حلمنا نحن العرب بالوحدة خمسين عاماً

– كيف تقيّم عمل الإدارة الجديدة بعد ستة أشهر من التحرير؟
نرى أن الأمور تتيسّر والأجواء المطلوبة للبناء تحقّقت. وبالنسبة لشرعية الإدارة والرئيس الحالي فإنها موجودة وواضحة، وهي شرعية أعطاها الشعب بشكل مباشر له، لكن هناك مشكلات تحتاج المعالجة كمشكلة الأقليات. وتحقّق الإدارة حاليا مطالب يلمسها الشعب السوري على أرض الواقع، وتوقّعي أن القادم أفضل والاقتصاد على سبيل المثال سيحقّق أرقاماً كبيرةً في المستقبل القريب.

– هل هذا التوقّع بناء على أداء الإدارة الحالي؟
نعم، فمثلاً، أتابع خطط وزير الاقتصاد والصناعة، محمد نضال الشعار، وتصريحاته، فهي تترجم ما كنتُ أحلم به لاقتصاد البلاد، وهناك وزراء ومسؤولون آخرون بالسويّة نفسها من التفكير، وإذا أدارت الحكومة البلاد بالشكل الصحيح، فنحن لا نحتاج قروضاً ومساعدات، ولا ودائع بنكية للدول، وهذه من أخطر ما قد تقدم الحكومة عليه.

– عادت المنتديات السياسية إلى دمشق، منها (منتدى الحوار الديمقراطي – رياض سيف). هل تعتقد أنها ستكون رافداً مهمّاً للحياة السياسية؟
الحوار هو البديل للعنف، إذا غاب حضر العنف، على المستويين الخارجي والداخلي الذي هو الأهم حاليا. ولدينا تجربة في المنتدى وصلت أصداؤها إلى كل أنحاء العالم، فكان يجتمع في منزلي (مكان المنتدى) 250 إلى 400 شخص رغم علم مخابرات النظام السابق بكل كلمة نتكلمها، لكننا كنّا نتكلم ونحاور الجميع. ورغم المحاولات بالتحاور مع النظام إلا أننا صدمنا بأنك لا تستطيع أن تحاور طرفاً ليس لديه أيديولوجية، وجدناهم مقسمين ألا يتغيّروا، ورغم ذلك فتحنا أبواب المنتدى في الأعوام الأخيرة قبل اندلاع الثورة لأساتذة جامعات من البعثيين، وكان عددٌ لا بأس به منهم يأتي وحوارنا مع هذه الشريحة كان مجديا.

– هل القوى السياسية مستعدّة لخوض معركة الدستور المقبل المفصلية؟
لا خيار آخر لدينا، فنحن بحاجة إلى دستور دائم بأسرع ما يمكن، فإذا عدنا إلى فترة سورية ما قبل نظام الأسد، كان لدينا دستور عام 1950، وهو من أرقى دساتير العالم، وصالح لأن يكون دستور الدولة اليوم مع بعض التعديلات. والشعب السوري اليوم يريد أن يرتاح اقتصاديا وعندما يتحقق ذلك لن ينظر إلى التفاصيل التي سيحتويها الدستور. هناك إشكالات دستورية أنظر إليها تفاصيل، كدين رئيس الدولة والتركيز على المسائل القومية، لا أجد فيها مسائل جوهرية. بالنسبة لنا اليوم الأولوية هو الإنسان السوري، عندما تتحقق راحته، لا سيما على المستويين، المعيشي والاقتصادي، بإعادة دورة الحياة في البلاد، سيكون التفاهم على الدستور من الأمر السهل.

– هل تعتقد أن هذه التفاصيل ليست مهمّة للأقليات، كمسألة اللغة بالنسبة للأكراد؟
نحن من أوائل من طرحوا المسألة الكردية في منتدى الحوار، وخصّصنا ندوات لهذا الشأن، حضر إليها عبد الحميد درويش وهو من زعماء الحركة الكردية في سورية، وقدّم مداخلة حينها واعترض عليها بعثيون كثيرون كانوا حاضرين، وأرادوا أن يمنعوه من الإكمال فلم نسمح لهم، ثم جاء الرجل في ندوة تالية، وتحدث أيضا في القضية الكردية. وتكرس هذا الموضوع حتى بتنا مطالبين بتوضيح ماهية القضية الكردية عندما سُئلنا، وقلنا إن أكراداً كثيرين ليس لديهم جنسية، وهناك مشكلة اللقى التي غمرت في سد الفرات، وأيضا الحزام الأخضر (الحزام العربي، لإنشاء مناطق زراعية بين سورية وتركيا). واليوم إذا ما تحققت الديمقراطية في سورية، ستمنح المواطنة الجميع حقوقهم المتساوية. فلا منفعة من التعصب للقوميات، مثلا، ماذا حقّق تيار القومية العربية الذي ظهر بعد الحرب العالمية الثانية؟ حل حقق الوحدة العربية؟ وبالمثل، هل ستتحقق الوحدة الكردية. دائما كنت أقول دعوا الأكراد يحلمون كما حلمنا نحن العرب بالوحدة خمسين عاماً.
عانيتُ من أجل الأكراد، فمخابرات النظام السابق اعتبروا من كبائري لديهم التواصل مع الأكراد ولم يغفروا لي ذلك، ولا زلت على موقفي بأن للأكراد ما لنا، وسنكون جميعنا متساوين إذا ما قبلنا العيش في دولة المواطنة.

– هل ترى أن هناك إقصاء للأحزاب والتيارات المختلفة في العهد الجديد؟
دائماً كنت أقول إنه ليس في سورية معارضة بالمعنى الحقيقي، فنحن أو من نوصف بالمعارضة، سواء في الحزب الشيوعي أو غيره من الكتل التي توصف بالمعارضة، لا يملأ تعداد أشخاصها عشر سيارات، وهنا نستثني “الإخوان المسلمين” الذين لديهم تنظيم وتراتبية، أما بقية التيارات فلم يكن لديها برنامج حقيقي، فالمعارضة يجب أن يكون هدفها الرئيس استعادة السلطة أو انتزاعها، لكن المعارضة التقليدية لم تكن لديها هذه الأهداف، وكان النظام يريد وجود معارضة لكي يكمل كذبة الديمقراطية أمام الغرب والمجتمع الدولي، أما اليوم فبالنسبة لنا، نحن السياسيين والمعارضين التقليديين، الوقت وقت عمل والمجال مفتوح لمن لديه القدرة على العمل، ومن ليس لديه القدرة فليفتح المجال للجيلين الحالي والقادم، فاليوم لدينا جيل مختلف بالتفكير والنشأة عن جيلنا.

أنا مع الأقليات، لأني أحبّ الأكثرية التي أنتمي إليها وأدافع عنها

– وصفت الرئيس الحالي أحمد الشرع بالفارس وشيخ الفرسان، لكن يبدو أنك على استعداد لمعارضته في حال لم يكن أداء إدارته جيداً.

يجب ألا تذهب هباءً كل تضحيات السوريين منذ اليوم الأول لنظام الأسديْن في السلطة، فلا يعقل تبديل أجهزة المخابرات بجلود وأسماء ولهجات أخرى، ولا يمكن أن يستمر الخوف والرعب كما كان في السابق، فقد بات للحرية والديمقراطية قدسية بعد كل هذا التضحيات. بالنسبة لأحمد الشرع، لديه أكثرية تؤيده، وعليه أن يكمل المشوار ويكمل ما بدأنا، فنحن لم نتحرّر مجانا، بل دفعنا تضحياتٍ كبيرةً جميعا، وبجهود الجميع يمكن أن نحقّق المعجزات، سيما على المستوى الاقتصادي. وبصفتي اقتصاديا وصاحب معامل سابقا، يحقّ لي أن أتوقع ذلك نظراً إلى تجارب سابقة ساهم بها معي سوريون حققنا بها النجاح.

– كيف ترى معالجة الإدارة مسألة الأقليات في سورية؟
أنا مع الأقليات، لأني أحبّ الأكثرية التي أنتمي إليها وأدافع عنها، ودائما كنت أشدّد على أنه إما أن نحل المشكلات مع الأقليات، أو نواجه جميعا الحرب الأهلية، فهناك مشكلة إن لم نستطع العيش مع بعضنا، تراكم المشكلات سيودّي بنا إلى الحرب الأهلية. لذلك أي مكون، قومي أو عرقي، لديه مشكلة علينا أن نجلس للحوار ونسمع مع رغبة بالحل، وهذه نصيحتي للنظام الجديد.

– أنت صاحب تاريخ طويل في مقارعة نظام الأسديْن، كيف تصفه؟ سيما أن هناك جدلاً بشأن توصيف عصبيّته وبنيته، هل هي طائفية أم عائلية أم أيديولوجية أم مصلحية؟
قطعا مصلحية، لأن هذا النوع من الأنظمة يصبح لديه إدمان حيازة، ويريد ألا يترك شيئاً لأحد، فمحمد مخلوف (خال بشّار وأبو رامي) مثلا، أراد الاستيلاء على كل شيء بالتعدّي على حقوق الناس، ثم تبعه ابنه وآخرون، وهذا ما أصابه في مقتل وأدى لسقوطهم.

– إذاً تعتقد أن عصبية النظام مصلحية ولا تعتمد على العصبية الطائفية، لكن ما تفسيرك أن معظم ضباط الجيش لا سيما القادة، ورؤساء الأجهزة الأمنية من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد؟

لم يكن لدى مؤسّس النظام، حافظ الأسد، من يحرصون عليه سوى أولاده، ثم أحفاده فيما بعد، وكل من يقربه داخل النظام يجب أن يقوم على خدمة هؤلاء. ولا أستطيع أن أصف السوريين العلويين بأنهم مختلفون عن غيرهم، فلدينا مع الكثير منهم صداقات وذكريات جميلة وليس هناك فوارق بيننا، لكن حافظ الأسد زجّهم في العسكرة لمصالحه، واليوم لديه فرصة للخروج من هذه العباء والتنميط، ومن الأفضل اليوم أن يبحث العلويون عن مهن تساعدهم على الانخراط أكثر بالمجتمع بعيداً عن العسكرة.

– ما أهم معركة خضتَها مع النظام السابق، وهل خسرتها أو ربحتها، ولماذا؟

هناك من يعتقد أن أهم معركة خضتها هي داخل مجلس الشعب عندما كنتُ نائباً عن محافظة دمشق، والمتعلقة بملف “الخلوي” (احتكار إنشاء شركات الاتصالات الخلوية لصالح أقارب الأسد وتحديداً رامي مخلوف)، وهذه بالنسبة لي ليست المعركة الأهم. لكن مشكلاتٍ كانت واجهت الصناعيين السوريين سبّبت أضراراً عامة، فنحن في سورية من مصدّري الكنزات إلى دول عديدة، منها دول جوار، وهناك نوعان من الخيوط التي كنا نستعملها لصناعة الكنزات، الأول المستورد وهو ما يستخدمه غالبية الصناعيين، لكن بعضهم أراد أن نتجه نحو خيط صناعة محلية، ويفرض على الصناعيين شراء هذا الخيط، لذلك رفع النظام التعرفة الجمركية للخيط المستورد إلى الضعف، فأثرت المسألة في مجلس الشعب، ما كان منهم إلا أن رفعوا التعرفة ضعفا آخر، فتوقفت معامل كثيرة، وأكل الصدأ الماكنات لدى كثيرين من صنّاع الألبسة.

– هل كنت المقصود؟

لا، فأنا لا أعمل في هذه الصناعة تحديداً، لكن المشكلة كانت عامة، وخسرنا على أثرها آلاف فرص العمل، وخلال هذه المعركة في مجلس الشعب جرى تشكيل لجنة كلها من البعثيين وأنا الوحيد غير بعثي، وقدّمت تقريراً حول مسألة رفع الجمرك، وطلبوا مني التوقيع على التقرير ورفضت، لأنه جانب الحقيقة، لكني خسرت هذه المعركة، وانتهى بي المطاف في السجن من أجل هذه المسألة وغيرها من قضايا، ومنها ملف الهاتف الخلوي.

– قبل أن تكون سياسياً، أنت اقتصادي وصناعي، وكنت تملك معامل وشركات، كيف جرى الضغط عليك من خلال هذه الشركات والمعامل نتيجة آرائك ومواقف السياسية من قلب النظام السابق؟
أصدرتُ كتيّباً، يتضمن كل معاناتي في هذا الجانب، وفيه كل التفاصيل من وقائع وأرقام وإيصالات وتواريخ. مثلا في فترة معينة، كان يجب أن أدفع ضريبة على أعمالي ثمانية ملايين ليرة سورية، ثم وجدت أن المبلغ أصبح 112 مليونا، وعانيت نتيجة لذلك بأنهم لم يعودوا يمنحوني شهادات لتصدير بضائعي، فكبّلوني وخسروني مبالغ ضخمة في ذلك الوقت، وكنت وقتها قد خرجتُ من الأزمة الاقتصادية التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفييتي، حينها أفلست لكني لم أعلن أفلاسي، حيث كان لدي عقود بـ 18 مليون جنيه إسترليني لكن البضائع تكدست لدي من دون تمكني من تصديرها نتيجة تلك الأزمة. وبالعودة إلى التضييق عليَ، دخلت في معارك طاحنة مع وزارة المالية من أجل مسألة الضرائب. وحينها كان وزير المالية محمد خالد المهايني الذي كان يدخل مكتبه كل صباح ويسأل عن ملف رياض سيف، فبتُّ شغلهم الشاغل. ورغم ذلك كنت أتصدّى لهم في مجلس الشعب. ونتيجة هذا التضييق، أفلست مرّة أخرى، لكن الإفلاس في ظل النظام الذي أقامه حافظ وبشار الأسد ليس كما في غيره من الدول، فنحن أقمنا شركة مساهمة حقيقية في وقتٍ كان يمنع النظام فيه هذا النوع من الشركات، وكان لدي مساهمون كثيرون ويتقاضون أرباحاً جيدة في ذلك الوقت، والنظام حال من خلال هذه الشركة (المساهمة) أن ينهي حياتي السياسية بتهمة “جامع أموال”، وحاولوا بكل الطرق في هذا الجانب، لكن أحداً لم يقبل أن يصطفّ معهم من الشركاء، حتى ولو بطلب استدعاء بسيط وليس شكوى. عموما لا أملك اليوم شركات ومعامل. لي فقط مكتبي ومنزلي، وقد استعدتهما بعد عودتي إلى دمشق، علما أن المنزل بالشراكة بيني وبين زوجتي.

سيف: اختفاء ابني إياد سر غيب، وأعتقد بوقوف النظام ومخلوف تحديدا ورائه
– كانت لديك وكالة شركة أديداس العالمية في سورية، ومعمل ملبوسات “400” الماركة المعروفة، وربما غيرها، أين هذه العلامات التجارية اليوم؟
أنشأنا “أديداس – سورية” في 1992 وفي نهاية 1994 كنا قد جمعنا رأسمال الشركة الذي أنفقناه وقت التأسيس، وربحنا ضعف رأس المال، وربح معنا العمّال والموظفون جميعاً، وكان السرّ في نجاحنا أننا في علاقتنا مع عمّالنا وموظفينا، كنّا عائلة واحدة، وكانت ابنتي جمانة الأم لهذه العائلة. كان لدينا مزرعة نقيم فيها الحفلات والمناسبات للعمّال وعائلاتهم كل شهر. وقد زار مسؤولو “أديداس” أحد تلك الحفلات وأبدوا إعجاباً كبيراً، وعلى ذلك منحت وكالة “أديداس” هدية لهؤلاء العمّال، وليس لرياض سيف وحده. ثم نتيجة ظروف كثيرة، بعت كل أسهمي، وبقي بعض الأسهم باسم ابني إياد (الغائب)، ونتيجة غيابه واختفائه المفاجئ تأخّرت عملية تسليم أسهمه. في عام 2000 كنّا قد سلمنا كل شيء للشركة الأم.

– ذكرت ابنك إياد، الذي غاب أو اختفى في 2 أغسطس/ آب 1996 وهو بعمر 21 عاماً، بعد أن كان في رحلة بحرية ركب خلالها (دراجة بحرية – جيت سكي) مع أحد أصدقائه، فعاد صديقه وهو لم يعد، ماذا حدث حينها، وهل تتهم النظام بتدبير الحادثة للضغط عليك؟
القصة غريبة وعجيبة، لأن إياد لم يكن عدوّاً، فهو ليس له اهتمام بالسياسة، وحتى علاقاته الاجتماعية مقتصرة على بعض الأصدقاء. باختصار، إياد وصديقه قصدا أحد شواطئ اللاذقية (غربي البلاد)، وادّعى ذلك الصديق أن الوقود نفد منهم في عرض البحر، ثم تمكن هو (صديق إياد) من العودة سباحة فيما لم يتمكّن إياد من السباحة، علماً أن إياد سبّاح ماهر. وقد جعلت هذه الرواية لدي شكوكاً، تعزّزت تالياً بأن شخصاً من آل مخلوف، الذين كنت عدوهم الشخصي في ملفّ الخلوي، الذي ذهب في النهاية إلى رامي مخلوف، جاء في اليوم الذي حصلت فيه الحادثة، وأعتقد أن مجيئه كان مقصوداً للتمويه على عملية قاموا بها ضد ابني، رغم أن هذا الشخص صديق إياد وقد قطع إجازته في إسبانيا وجاء مدّعياً التعاطف، لكني أعتقد أن في الأمر شيئاً ما، ومن أجل الضغط عليّ بخصوص ملف الخلوي وتلقيني درساً لا أنساه، ولدي شكوك في أنهم استدرجوا إياد إلى البحر لينهوا حياته بغرض الضغط عليّ.

– ماذا حدث في قضية “ملف الخلوي” في مجلس الشعب؟
بدأ النائب مأمون الحمصي بإثارة الملف داخل المجلس، وعرض ما لديه حينها عن تلاعبٍ في مسألة عقود شركات الخلوي، وطلب حضور وزارة الاتصالات، ثم جرى تشكيل لجنة من 32 نائباً كنتُ منهم، وضمت نواباً كثيرين بعثيين، وللأمانة للمرّة الوحيدة كانوا معنا في وجهة نظرنا حيال هذا الملف، وهذا ما شجّعنا لأن نلح في مطالبنا لتوضيح تفاصيله، بل الإصرار على ذلك. وفي اللجنة، قلنا للحكومة إن هناك مخالفات، لكن نائب رئيس الحكومة دافع عن العقود مدّعياً عدم وجود مخالفات، فطلبنا وثائق، فقدّموا وثائق باللغة الإنكليزية، فطلبنا واحدةً بالعربية، حينها قالوا لنا إنها وثائق سرّية ولا يجوز تقديمها. كان الأمر مضحكاً لأن هذه الوثائق يجب أن لا تكون فقط أمام أعضاء مجلس الشعب، وإنما أمام الشعب كله، انطلاقاً من مبدأ الشفافية. ثم أحضروا نسخة بالعربية، وكان واضحاً استبدال اسم رامي مخلوف من بعض الوثائق واستبداله بأسماء أخرى. وفي النهاية، اتضح لدينا أن العملية كلها احتيال في احتيال، ومن يريد أن يعرف القصة كاملة من الأفضل أن يقرأها، لأني كتبتها في مذكراتٍ ونشرتها، وأنا صادقٌ في كل كلمة كتبتها وأرفقتها بالوثائق… وفي النهاية، تسبّب ملف الخلوي في اعتقالي خمس سنوات، وإخفاء ابني إياد.

المرحلة الحالية تتطلب ولادة معارضة مناسبة للمرحلة والظروف
– لماذا تراجع دور المعارضة التقليدية منذ الأعوام الأولى للثورة، وهل تعتقد أن دمشق مجالها الحيوي ويمكن العودة من خلالها؟
إذا لم نقل إننا مستعمرون، فإننا شبه مستعمرين.

– كيف؟
لنتحدّث عن مؤتمر أنطاليا (أبرز مؤتمرات المعارضة السورية بعد اندلاع الثورة، عقد بين نهاية مايو/ أيار وبداية يونيو/ حزيران2011)، حيث اجتمعت نخبة من السوريين والمعارضة، سيما المعارضة التقليدية، وكان نتيجة لذلك المؤتمر أن تأسس المجلس الوطني السوري في خريف ذلك العام، ولكن حتى استطاع المجلس الالتئام لاجتماع لهيئة العامة استغرق الأمر قرابة ثلاثة أشهر، ولو لم يدفع المعارض أحمد الجربا 50 ألف دولار لتأمين نفقات ذلك الاجتماع لم يكن لينعقد، ثم كانت تجاذبات داخل هذا الجسم، ففي الاجتماع الأول للمجلس في تونس، كان بعض أعضاء من الإخوان المسلمين يحاولون تأسيس جسم آخر بديل عن المجلس الوطني الذي كان يقوده برهان غليون، وعندما صارت الاجتماعات جرى التفاهم على أن الدورة الانتخابية لقيادة المجلس ثلاثة شهور فقط، لأنه كان في مفهومنا أن الثورة وإن طالت فلن تطول أكثر من عام حتى تخلع النظام، ولكن هذا لم يحدث، ولم نكن مستقلين مادّيا، فلا يوجد موارد ومن يملك المال داخل المجلس لا يدفع، ربما خوفاً من استثارة غضب النظام، ثم ضغط عليه، كما حصل معي في السابق.
لكن لو عدنا إلى ما قبل الثورة بعامين كان لدينا تجربة ديمقراطية ناجحة للمعارضة كان يمكن البناء عليها والاستفادة منها، وجاءت تلك التجربة في اجتماع لـ “المجلس الوطني إعلان دمشق” في العام 2008 في منزلي، وضم نخباً سياسية وأكاديمية معارضة، وجرى التحضير لهذا المجلس وانتقائه بطريقة شبه ديمقراطية بالإمكانات المتوفرة والمتاحة حينها، ونجمت عن ذلك عشرات الزيارات إلى المحافظات، بالإضافة إلى تخصيص لجان لتلك المحافظات، وكانت النخب والكفاءات حاضرة في ذلك الجسم، واستمرت التجربة من بداية 2008 وحتى نهاية العام 2010 أي قبل أشهر قليلة من اندلاع الثورة السورية، وكانت تلك التجربة ناجحة لعدة عوامل، أولها أن التمويل ذاتي، ما أمّن لنا الاستقلالية في قراراتنا. وقد أفرزت انتخابات هذا المجلس انتخاب فداء الحوراني رئيسة للمجلس، وأنا أمينا عاما للمجلس وعبد الحميد دوريش نائبا للرئيس عن الأكراد والمعارض المغيّب عبد العزيز الخيّر نائباً أيضا وهو من الطائفة العلوية، وكانت نتيجة تلك التجربة ومن الأدلة على ديمقراطيتها أن اثنين من أبرز قيادات المعارضة في ذلك الوقت، عبد المجيد منجونة وحسن عبد العظيم (رئيس هيئة التنسيق الوطنية السورية) لم ينجحا، وقد عتّم على هذه التجربة الإعلام المستعمَر من هذه الجهة أو تلك.

لو عدنا إلى ما قبل الثورة بعامين كان لدينا تجربة ديمقراطية ناجحة للمعارضة كان يمكن البناء عليها والاستفادة منها

– تذكر هذه المقاربة أو هذه التجربة، لتقول إن هذا الجسم (المجلس الوطني لإعلان دمشق) كان يمكن أن يكون الممثل الرسمي للمعارضة السورية في الخارج بعد اندلاع الثورة؟
نعم، لكن اكتشفت، فيما بعد، أن هذا الجسم ونتيجة التعتيم الإعلامي كان غائباً عن كثيرين ولم يعرفوه، أو عرفوه ولا يريدون أن يأخذوا بالتجارب الناجحة، ربما من أجل تحقيق منافع شخصية، مثلا: دفع الأميركان لمعارض سوري ستة ملايين دولار لتأسيس تلفزيون للمعارضة، وهي قناة بردى، لكن هذه المنصّة التي كانت المتنفس والمنبر الوحيد لنا فشلت فشلا ذريعا، وتوقفت بعد أشهر من تأسيسها، لم يعلم أحد عن هذا الشخص وماذا حصل، رغم أني كتبت عنه.

– قلت إن تلك التجربة لم تحظ بكثير من الشهرة، لأن هناك من يحتكر الإعلام، هل تقصد جهة معينة، سواء من المعارضة أو داعميها؟
ليس من يحتكر الإعلام فقط، بل من يحتكر التمويل أيضاً. وفي النهاية، هناك تصوّر أن المعارضة بمجملها فاسدة، لكن هذا الاستنتاج غير حقيقي، فهناك كثيرون شرفاء ووطنيون وغيورون على مصلحة بلدهم، وقدّموا تضحياتٍ كثيرة.

– هل بقي شيء من المعارضة التقليدية؟
هناك جيل جديد.

– لكن هذا الجيل ليس من المعارضة التقليدية السورية؟
نعم، لأن المرحلة تتطلب ولادة معارضة مناسبة للمرحلة والظروف، وتناسب أرض هذا البلد التي باتت مروية بدماء مئات آلاف الشهداء.

 

Continue Reading

Previous: المشاركة في صناعة الرموز الوطنية السورية سمر يزبك……المصدر:العربي الجديد
Next: سورية في هويّة جديدة ملحق سورية الجديدة معن البياري……..المصدر:العربي الجديد

قصص ذات الصلة

  • حوارات

الحاخام أبراهام كوبر لـ”المجلة” بعد لقائه الشرع: ترمب يريد ضم سوريا إلى “الاتفاقات الإبراهيمية” تحدث عن خطط ترمب بين سوريا وإسرائيل وقال ان دمشق تعطي أولوية لوقف التصعيد إبراهيم حميدي..المصدر: المجلة

khalil المحرر يونيو 28, 2025
  • حوارات

حوار جدلية مع الروائي مازن عرفة حول روايته الجديدة (ترانيم التخوم) مازن عرفة…المصدر: جدلية

khalil المحرر يونيو 5, 2025
  • حوارات

حزب الشعب الديمقراطي السوري…. في إجابات شاملة وصريحة.. الأمين الأول لحزب الشعب الديمقراطي السوري السيّد غياث عيون السود لـ نينار برس: إعادة اللُحمة الوطنية وترميمها أولوية قصوى بين أبناء الشعب السوري الواحد…المصدر : نينار برس

khalil المحرر يونيو 5, 2025

Recent Posts

  • هل نحن أمام إسلاميين حقاً؟ عن طبيعة نظام الحكم الحالي في سوريا حسام جزماتي..المصدر :الجمهورية.نت
  • ما السبب في تعطيل الاتفاق بين أربيل وبغداد؟ المصدر :رووداو دیجیتال
  • نساء يُقتلن باسم “الوطن”: هل تحولت “العودة إلى سوريا” إلى تهديد؟…المصدر : موقع درج….عدي العبدالله -صحافي وكاتب سوري
  • حرائق الأحراج: كارثة تتعلّق بالبقاء…المصدر : موقع درج…ايلي كلداني – ناشط في مجال التنمية المحلية لبنان
  • هل يعود شبح 2006 إلى عراقٍ لم يتجاوز سؤال: سُنّيٌّ أم شيعيّ؟…المصدر : موقع درج…أيوب سعد – صحافي عراقي

Recent Comments

لا توجد تعليقات للعرض.

Archives

  • يوليو 2025
  • يونيو 2025
  • مايو 2025
  • أبريل 2025
  • مارس 2025
  • فبراير 2025
  • يناير 2025
  • ديسمبر 2024
  • نوفمبر 2024
  • أكتوبر 2024
  • سبتمبر 2024
  • أغسطس 2024
  • يوليو 2024
  • يونيو 2024
  • مايو 2024
  • أبريل 2024
  • مارس 2024
  • فبراير 2024
  • يناير 2024
  • ديسمبر 2023
  • نوفمبر 2023
  • أكتوبر 2023

Categories

  • أدب وفن
  • افتتاحية
  • الأخبار
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • حوارات
  • دراسات وبحوث
  • مقالات رأي
  • منوعات

أحدث المقالات

  • هل نحن أمام إسلاميين حقاً؟ عن طبيعة نظام الحكم الحالي في سوريا حسام جزماتي..المصدر :الجمهورية.نت
  • ما السبب في تعطيل الاتفاق بين أربيل وبغداد؟ المصدر :رووداو دیجیتال
  • نساء يُقتلن باسم “الوطن”: هل تحولت “العودة إلى سوريا” إلى تهديد؟…المصدر : موقع درج….عدي العبدالله -صحافي وكاتب سوري
  • حرائق الأحراج: كارثة تتعلّق بالبقاء…المصدر : موقع درج…ايلي كلداني – ناشط في مجال التنمية المحلية لبنان
  • هل يعود شبح 2006 إلى عراقٍ لم يتجاوز سؤال: سُنّيٌّ أم شيعيّ؟…المصدر : موقع درج…أيوب سعد – صحافي عراقي

تصنيفات

أدب وفن افتتاحية الأخبار المجتمع المدني الملف الكوردي حوارات دراسات وبحوث مقالات رأي منوعات

منشورات سابقة

  • مقالات رأي

هل نحن أمام إسلاميين حقاً؟ عن طبيعة نظام الحكم الحالي في سوريا حسام جزماتي..المصدر :الجمهورية.نت

khalil المحرر يوليو 8, 2025
  • الأخبار

ما السبب في تعطيل الاتفاق بين أربيل وبغداد؟ المصدر :رووداو دیجیتال

khalil المحرر يوليو 8, 2025
  • مقالات رأي

نساء يُقتلن باسم “الوطن”: هل تحولت “العودة إلى سوريا” إلى تهديد؟…المصدر : موقع درج….عدي العبدالله -صحافي وكاتب سوري

khalil المحرر يوليو 8, 2025
  • مقالات رأي

حرائق الأحراج: كارثة تتعلّق بالبقاء…المصدر : موقع درج…ايلي كلداني – ناشط في مجال التنمية المحلية لبنان

khalil المحرر يوليو 8, 2025

اتصل بنا

  • Facebook
  • Instagram
  • Twitter
  • Youtube
  • Pinterest
  • Linkedin
  • الأرشيف
Copyright © All rights reserved. | MoreNews by AF themes.