ملخص
دعا محافظ السويداء مصطفى البكور إلى “ضرورة ضبط النفس والاستجابة لتحكيم العقل والحوار”. وأضاف “نثمن الجهود المبذولة من الجهات المحلية والعشائرية لاحتواء التوتر، ونؤكد أن الدولة لن تتهاون في حماية المواطنين”.
قالت وزارة الداخلية السورية، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الإثنين، إن 30 شخصاً في الأقل قتلوا وأصيب 100 في إحصاء أولي نتيجة اشتباكات مسلحة بين مجموعات عسكرية محلية وعشائر في حي المقوس بمدينة السويداء ذات الأغلبية الدرزية.
وأوضحت الوزارة أن قواتها “ستبدأ تدخلاً مباشراً في المنطقة لفض النزاع وإيقاف الاشتباكات وفرض الأمن وملاحقة المتسببين بالأحداث وتحويلهم إلى القضاء المختص ضماناً لعدم تكرار مثل هذه المآسي واستعادة الاستقرار وترسيخ سلطة القانون”.
لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان قال في وقت سابق إن 37 شخصاً قتلوا، أمس الأحد، وأصيب العشرات في الاشتباكات التي وقعت بين دروز وبدو في السويداء. وأحصى المرصد حصيلة جديدة في الاشتباكات المسلحة والقصف المتبادل في حي المقوس شرقي مدينة السويداء ومناطق في المحافظة، وهم 27 من الدروز، بينهم طفلان، و10 من البدو، ونحو 50 جريحاً.
وكانت منصة “السويداء 24” أفادت بحصيلة “تتزايد باستمرار، وبلغت حتى الساعة 10 ضحايا” و”أكثر من 50 إصابة من مختلف الأطراف”. كذلك، أفادت المنصة بأن الاشتباكات أدت إلى قطع طريق دمشق السويداء الدولي.
ونقلت قناة “الإخبارية” الرسمية عن العميد نزار الحريري معاون قائد الأمن الداخلي لشؤون الشرطة في السويداء، أن الوضع في محيط حي “المقوس” قيد المتابعة عقب حادثة السلب التي طالت أحد المواطنين على طريق دمشق- السويداء، مشيراً إلى جهود حثيثة تبذل لاحتواء التوتر وتعزيز السلم الأهلي عبر الحوار.
وخلافاً لاشتباكات مماثلة اندلعت في أبريل (نيسان) الماضي في جرمانا جنوب شرقي دمشق وامتدت لاحقاً إلى منطقة أخرى قرب العاصمة، فإن هذه هي المرة الأولى التي يندلع فيها القتال داخل مدينة السويداء نفسها، عاصمة المحافظة ذات الأغلبية الدرزية.
وقال الباحث الدرزي المقيم في السويداء ومدير موقع “السويداء 24″، ريان معروف، إن هذه هي المرة الأولى التي يندلع فيها قتال طائفي داخل مدينة السويداء. وأضاف أن هذه الدائرة من العنف انفجرت بشكل مرعب وإذا لم تنتهِ فإن “الأمور تتجه نحو حمام من الدماء”.
عمليات الخطف
اندلعت أعمال العنف بعد موجة من عمليات الخطف التي شملت اختطاف تاجر درزي، الجمعة الماضي، على الطريق السريع الذي يربط دمشق بالسويداء، وفق ما نقلته وكالة “رويترز”.
إلى ذلك، ذكرت منصة “السويداء 24″، اليوم الإثنين، أنه “أُفرج عن جميع المحتجزين من أبناء محافظة السويداء في حي المقوس، وذلك بعد جهود وساطة حثيثة قادها شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز يوسف جربوع، بالتعاون مع مشايخ الطائفة ووجهاء العشائر، كخطوة أولى ضمن مساعٍ تهدف للإفراج عن كافة المحتجزين لدى مختلف الأطراف وتهدئة التوتر القائم”.
فدرلة سوريا… بلسم لمداواة الجراح أم شبح للتقسيم؟
وأفاد مصدر رسمي وكالة “الصحافة الفرنسية” بأن قوات تابعة لوزارة الداخلية توجهت “لفض الاقتتال”. ودعا محافظ السويداء مصطفى البكور إلى “ضرورة ضبط النفس والاستجابة لتحكيم العقل والحوار”.
وأضاف، “نثمن الجهود المبذولة من الجهات المحلية والعشائرية لاحتواء التوتر، ونؤكد أن الدولة لن تتهاون في حماية المواطنين”. ودعت قيادات روحية درزية إلى الهدوء وحضت سلطات دمشق على التدخل.
“فتنة خفية”
أصدرت “الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز” بياناً استنكرت فيه الاشتباكات العنيفة بين العشائر وأهالي محافظة السويداء. وعدت أن ما جرى في السويداء معقل الطائفة الدرزية، تطور بفعل “فتنة خفية”.
ودعت الحكومة السورية إلى ضبط الأمن والأمان على طريق دمشق السويداء، وإبعاد ما وصفته بـ”العصابات المنفلتة”، مشددة على ضرورة تغليب صوت الحكمة والمسؤولية مع تسارع الأحداث، والوقوف في صف واحد لردع الفوضى ومخططات التفرقة.
وكشفت عن أنها ناشدت أبناء العشائر لحفظ الدماء، مناشدة الأطراف كافة بوقف كل أشكال القتال ووقف إطلاق النار، حرصاً على الجميع وإحلال السلام الأهلي وضرورة التهدئة.
وأوردت وكالة الأنباء السورية “سانا” أن قوى الأمن الداخلي انتشرت على الحدود الإدارية الفاصلة بين محافظتي درعا والسويداء، استجابة للتطورات الأمنية الأخيرة.
من جهتها، أعلنت وزارة التربية والتعليم “تأجيل امتحان مادة التربية الدينية في امتحانات الشهادة الثانوية العامة في الفرعين العلمي والأدبي المقررالإثنين 14 يوليو (تموز) 2025، وذلك في محافظة السويداء فقط، إلى موعد يحدد لاحقاً”.
وتشكل محافظة السويداء أكبر تجمع للدروز في سوريا الذين يقدر عددهم بنحو 700 ألف نسمة.