ملخص
القناة الرابعة البريطانية تبث نهاية الشهر الجاري فيلماً وثائقياً عن الملكة فيكتوريا، لا يشبه كل ما أنتج سابقاً عن المرأة التي حكمت المملكة المتحدة لأطول فترة في تاريخ العائلة الملكية، لأنه يطرح سؤالاً مفاده، هل أنجبت فيكتوريا سراً طفلاً من خادمها الأمين جون براون؟
يتحدث التاريخ عن علاقة قوية جمعت الملكة فيكتوريا بخادمها جون براون بعد وفاة زوجها الأمير ألبرت عام 1961، كثيراً ما وضع الأمر في سياق إخلاص الرجل للعائلة الملكية إلى حد جعل الملكة الراحلة تميزه عن غيره في المعاملة، ولكن كتاباً جديداً للمؤرخة فيرن ريدل بعنوان “سر فيكتوريا” يضع نظرية أخرى.
يسلط الكتاب الضوء على تلك العلاقة في إطار عاطفي سري أنتج أولاداً جاءوا بأحفاد يعيشون بيننا اليوم، سيوزع وينشر في الـ31 من يوليو (تموز) الجاري، ويرافقه في ذات اليوم فيلم وثائقي يعرض لمحتواه تبثه قناة الرابعة تحت عنوان أكثر مباشرة يقول “الملكة فيكتوريا: زواج سري، طفل سري؟”، لتبدأ بعد ذلك رحلة إثبات نسب شابة تسمى “أنغيلا ويب ميلينكوفيتش” للعائلة الملكية البريطانية.
تقول ريدل في كتابها إن العلاقة بين فيكتوريا وبراون تجاوزت الصداقة، واكتشفت أدلة كثيرة تشير إلى أنهما كانا عاشقين، أولها اعتراف الملكة بعد أعوام من لقائهما بأنها “انجذبت بشكل لا يقاوم” إلى الخادم الشاب الوسيم بين طاقم العمل في قلعة “بالمورال” عندما وصلت هناك للمرة الأولى مع زوجها عام 1848.
فيكتوريا… “جدة أوروبا” وصانعة إمبراطورية الإنجليز
موقع العائلة الملكية البريطانية في مرمى هجوم سيبراني
تشارلز ديكنز ضمير الفقراء في العصر الفيكتوري
جلست فيكتوريا على عرش المملكة المتحدة من 20 يونيو (حزيران) 1837 حتى وفاتها عام 1901، استمر حكمها لأكثر من 63 عاماً ليكون أطول حكم في تاريخ العائلة الملكية، يعرف عهدها بـ”العصر الفيكتوري” الذي شهد توسع الإمبراطورية البريطانية، وحدث خلاله تبدلات كبيرة عسكرية واقتصادية واجتماعية وسياسية.
وفق الكتاب، أمرت فيكتوريا بصنع ميداليات للخادم الأمين، وزادت راتبه، وأصرت على أن يكون قريباً منها، وظهر في صورها الشخصية، حتى إن وفاته نشرت رسمياً تحت وصف “حادثة حزينة أثارت أسفاً عميقاً لدى الملكة”.
في جعبة ريدل كثير من الأدلة لإثبات قضيتها، ومن بينها تاريخ عائلة براون الذي لم ينشر من قبل، الذي كلفته فيكتوريا بكتابته نوعاً عن جميع الخدم الآخرين حولها، ثم هناك أيضاً نسخة من مذكراتها التي اعترفت فيها بحبها له، وخشية من إتلافها احتفظت بها بعيداً من أعين عائلتها وسلمتها لشقيق بروان بعد وفاته.
قبل فيرن ريدل بأكثر من خمسة عقود قال المؤرخ هارولد نيكلسون إنه وجد “سجل زواج” لفيكتوريا وبراون داخل كتاب في “بالمورال”، لكن الملكة الراحلة كانت تقول إنها إشاعات وتصفها بـ”ثرثرة سيئة النية بين عائلات النبلاء”.
قد يثبت فحص الحمض النووي قصة “ويب ميلينكوفيتش”، وهناك عدة أحفاد للملكة فيكتوريا من أجل مطابقة النتائج، فإن كذبت رواية ريدل سيكون الأمر هامشياً في حياة الأسرة المالكة البريطانية لكن إن صدقت سيصبح حدثاً تاريخياً.
تقول المراجع التاريخية إن فيكتوريا أنجبت ابنتها الأولى في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1840 وسميت فيكتوريا أيضاً، وعلى مدار الـ17 عاماً التالية رزقت الملكة الراحلة بثمانية أطفال آخرين تنوعوا بين ذكور وإناث.