بهاء الأعرجي لرووداو: العراق ليس محتلاً وقوى إطارية تعمل ضد السودانيالمصدر: رووداو.

وقال خلال استضافته في برنامج “حدث اليوم” الذي يقدمه نوينر فاتح، على شاشة رووداو، الخميس (15 شباط 2024)، إنه عندما تكون البلاد محتلة تكون هناك مقاومة، لكن العراق “ليس محتلا”.

وأشار إلى أن قوات التحالف الدولي جاءت بطلب من الحكومة العراقية، وإذا ما أردنا إخراجهم فسيكون بقرار حكومي، مؤكدا أن الأمر لا يحتاج إلى تشريع قانون نيابي.

فيما لفت إلى أن الحكومة العراقية الحالية ليست حكومة تابه للإطار، رغم أنه من رشح رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، لكن هناك قوى من الإطار تعمل بالخفاء ضد السوداني.

وتطرق الأعرجي إلى الخلافات بين بغداد وإقليم كوردستان، قائلا إن هناك شخصيات على رأسها رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، لها ثقلها، يجب أن تأخذ مسؤولية حل الأمور.

بهاء الأعرجي: العلاقات الأميركية العراقية شابها نوع من أزمة ثقة وأزمة فهم في الآونة الأخيرة. وبعد الذي حدث في غزة من اعتداء الكيان الصهيوني، أصبح العراق، سواء من خلال المرجعية، الحكومة، الفصائل والأحزاب جزءا من هذه الحرب، وهذا يدل على حرص العراق على القضية الفلسطينية. لكن للاسف الشديد كان يشوب ذلك خلل كبير، وهو عدم وجود تنسيق ما بين كل هذه الأطراف. ذلك، الحكومة ورئيس الوزراء السيد السوداني أخذت على عاتقه حلا دبلوماسيا، وباعتباره القائد العام للقوات المسلحة، كان على كل الفصائل أن تستمع له وأن تسير تحت جناحه، لأننا نتكلم عن دولة عراقية، لكن العواطف ثارت لدى بعض الفصائل، وصرنا جزءا من هذه الحرب، ولم يكن مخطط لها. الولايات المتحدة الأميركية بلغت الحكومة العراقية أكثر من مرة بأنه عندما يكون هناك دم وقتل لأحد الأميركيين سوف يكون هناك رد قوي وهذا ما حصل، كما تتذكرون، أول مرة بعد الحادث الذي حصل في أربيل، ثم ما حصل في الأردن، ووجدنا ضربات مباشرة للقوات الأميركية على بعض الفصائل، ذهب ضحيتها عراقيون مجاهدون للأسف الشديد. هذا الأمر أحرج الحكومة العراقية لسببين، الأول أنها حريصة على خروج الولايات المتحدة الأميركية أو التحالف الدولي وهذا كان واضحا من آخر تصريحات رئيس الوزراء في دافوس. أيضا الولايات المتحدة لديها نقطة حيث يقولون إننا لن نخرج من العراق ونحن تحت الضغط، وبالتالي سوف يتصور البعض بأننا خرجنا مهزومين، وعليه يجب أن تتوقف المناوشات وضرب مصالحنا، وتعمل اللجان، ثم نحدد فترة زمنية والأمور اللوجستية وكيفية انسحاب قوات التحالف، على أن تتحول الأميركية – العراقية إلى علاقات تعاون استراتيجي. وهذا ما حدث قبل أسبوعين حيث بدأت اللجان عملها، لكن للأسف الشديد، ما حصل في آخر ضربة في الأردن وعلى الرغم من الاخوة في كتائب حزب الله أوقفوا القتال، وما حصل يوم أمس (اغتيال القائد في كتائب حزب الله) لم تترك لأي جهة عراقية أن تقف موقفا في المنتصف، وبالتالي هو اعتداء على السيادة العراقية. الضربة كانت في الحقيقة في موقع مدني. عندما تضرب الفصائل تضرب جهات عسكرية، لكن الضربة كانت في منطقة مزدحمة وهو ما أثار الفزع بين المواطنين. كنا نتصور أن الولايات المتحدة ترفض، فكيف تنفذ الإعدام في الشارع وبالتالي هناك تناقض كبير. ثم نحن نتكلم عن تحالف موجود في العراق من أجل حماية العراق والعراقيين، وجزء من هذا التحالف وهو جزء مهم، الولايات المتحدة الأميركية تقوم بهذا الأعمال. أنا أدعو كل الأطراف، بما في ذلك الأطراف العراقية، باعتباري عراقيا وطنيا، بأن هذه (الأعمال) لا تصب في صالح أحد. علينا أن نجلس ونتفق ونتفاوض وأن يكون الخروج دبلوماسيا. الخروج بهذه الطريقة لا تصب بمصلحة العراق. العراق لديه التزامات كبيرة، وعندما يزعل الأميركي ويخرج، على الأقل علينا أن نتذكر بأن لدينا نحو 140 مليار دولار في الولايات المتحدة. ماذا سيحل بها؟ لدينا تعاون استخباراتي وأمني وفي مجالات كثيرة. أيضا هناك شيء آخر هو أن خروج الأميركان بهذه الطريقة، التي تعني هزيمة، سوف تخرج قوات التحالف الدولي معها وسوف نعيش حالة انعزال دولي. لذلك، علينا أن نذهب باتجاه ما يراه رئيس الوزراء الذي كان له دور كبير في إيقاف بعض الفصائل عن ضرب المصالح الأميركية، وهو الحوار والوصول من خلاله إلى حلول دبلوماسية ووضع جدول زمني لخروج قوات التحالف من العراق.

بهاء الأعرجي: الأحداث التي كانت في العراق من داعش والوضع الأمني المرتبك، وأيضا علينا أن لا ننسى أن هذه الفصائل لها فضل كبير على العراق والعراقيين خلال أيام داعش، فهي كانت على الخطوط الأمامية، لكن هذا أيضا بسبب عدم تقنينها وإطالة الأزمة أصبح لها حجما كبيرا، لكن هذا الحجم يجب ألا يتعارض مع الدولة، بل وبالعكس يجب بأن يكون جزءا من الدولة ويأتمر بأوامر القائد العام للقوات المسلحة، أما بشأن أن هذه الفصائل جزءا من العملية السياسية والإطار. نعم أنها قريبة من الإطار لكن ليست جزءا منه، ومن الواضح والصريح أن كل البيانات تكون من (كتائب حزب الله)، وحركة (النجباء)، فهم من يقوموا بهذا القصف، وهؤلاء لم يشتركوا بالعملية السياسية  وهم مقاطعين لها، لكن مؤكد أن لهم علاقات تربطهم بالإطار، فهم عراقيين وأغلبهم كانوا من رحم التيار الصدري، بالتالي العلاقات جيدة، لكن هم ليسوا جزءا من الحكومة، فقد احترموا أنفسهم وقرارهم وقالوا أننا لا نشارك في العملية السياسية وسنبقى مقاومة. عندما يكون بلدك محتلا يجب أن تكون هناك مقاومة، لكن العراق ليس محتلا، لأن قوات التحالف الدولي جاءت بطلب من الحكومة العراقية، وإذا ما أردنا إخراجها فسيكون بقرار حكومي. اليوم أسمع في الأخبار أن نوابا في البرلمان يجمعون تواقيع لسن قانون لإخراج قوات التحالف، لكن هذا لا يحتاج إلى قانون، وإنما بطلب من الحكومة العراقية بأن نجتمع ونقرر. لدينا تعدد مصادر القرار وحالة خروج عن الدولة، وهذا ليس من صالح أحد.

بهاء الأعرجي: أولا أصحح معلومة تفضلتم بها، بأن الحكومة ليست حكومة الإطار، والإطار فعلا هو من رشح رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، لكن هناك قوى من الإطار تعمل بالخفاء ضد السوداني، والدليل على ذلك القرارات التي صدرت مؤخرا أو ما قبلها؛ مثل قانون الموازنة، والانتخابات وحتى تشكيل المحافظات كان لرئيس الوزراء رؤية مختلفة، بالتالي فعلا إن الإطار رشح السوداني، لكنه لم يبقى بظهره من أجل حمايته في كل القرارات، لذلك الآن ندعو كل القوى السياسية والفصائل بأن تقف خلف رئيس الوزراء  وذلك من صالح قوتهم ومن صالحه، وهذه الحالة سوف تضعف الجميع، وسنذهب إلى المجهول. وبشأن إيران، لكل دولة لها سياستها الخارجية، وهي في حرب باردة مع الولايات المتحدة الأميركية منذ أكثر من 10 أعوام، والحصار الاقتصادي أثره كبير أكثر من الحرب، بالتالي هي حرة في اتخاذ سياستها الخارجية سواء كانت عسكرية أو دبلوماسية، لكن على العراق ألا يكون جزءا من هذه السياسة، فالعراق لديه ما يكفيه، ونعم أن علاقات كبيرة تربطنا بإيران، وأنها وقفت إلى جانب العراق في داعش وغيره، لكننا لا نتحمل أن نكون جزءا من الحرب، وهي إذا حاربت الولايات المتحدة أو إسرائيل فهذا قراراها وهو قرار محترم، واليوم الولايات المتحدة تحاربها بالسلاح البارد.

موقفنا كعراقيين لو أخذنا الحل الدبلوماسي والمساعدة اللوجستية لغزة لكان قد جاء بأثر أقوى مما كان.

بهاء الأعرجي: لا أعرف بالحقيقة ولا استطيع الجواب عنهم، لكن هذه وجهة نظر بهاء الأعرجي، ولا أدعي صحتها لكن يمكنهم التحقق منها، كما علينا أن نرى المصلحة العراقية أين؟ عندما يكون العراق قويا يمكنه أن يتخذ قرارا في مجلس الأمن لصالح غزة، لكن عندما يكون بموضع الاتهام لن يكون بإمكانه اتخاذ هذا القرار.

بهاء الأعرجي: أزمة إقليم كوردستان، والحكومة الاتحادية، هي أزمة ثقة وخلاف قانوني دستوري، وأنا أرى أن الإقليم إذا لم يحل مشاكله مع الحكومة الاتحادية فسوف يضعف الحكومة الاتحادية كما سيضعف هو أكثر، اليوم في الإقليم هناك أزمة رواتب والشعب الكوردي هو من يدفع ثمن الخلاف، وهذا لن نقبل به، فالموظف الكوردي كأي موظف عراقي، وإن الخلاف يعود لسنوات كبيرة، وهو حالة التمدد وعدم المحاسبة وذهاب إقليم كوردستان إلى إنتاج وبيع وتصدير النفط، وهذا أثر ولم تكن هناك مساءلة من الحكومة الاتحادية والبرلمان، واليوم وصلنا وكان قرار المحكمة الاتحادية أخيرا. بالتالي أن هذا الخلاف يجب أن يحل لأنه يضعف الجانبين، والمشكلة أن وفد إقليم كوردستان، أو حكومة الإقليم لا يتفاعل مع الحكومة الاتحادية، لاسيما وإن التفاعل ليس مع رئيس الوزراء، بل هناك كتل سياسية مثل الإطار وغيرها، هي من شكلت الحكومة، واليوم إذا كان هناك خلاف بين بعض قوى الإطار والحزب الديمقراطي الكوردستاني، بكل تأكيد سيكون هناك ضغط على رئيس الوزراء أو البرلمان لكي لا يمرر هذا المشروع الذي فيه خير للعراق ويجمع الكورد والعرب، بالتالي هذه العلاقات مفقودة، ونحن نعيش في جغرافية واحدة، لكل لا يوجد هناك انتماء من الكورد للقضية العراقية، وأنا تحدثت بأكثر من مرة مع رئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، وأتمنى أن يأتوا إلى بغداد ويفتحوا مكتبا هناك، ويكونوا على علاقات، خصوصا أن العلاقات هي عبارة عن مشاعر، فعندما نجلس معا بشكل متوالي تذوب الخلافات مهما كانت، بالتالي إن المشكلة نفسية قبل أن تكون عملية، لذلك يفضل أن يأتوا لحل المشكلة وهناك دستور يحكم بيننا. إقليم كوردستان عليه أن يفهم بشكل كبير بأنه كيان غير مرغوب به في المنطقة، فالموقف التركي معروف رغم العلاقات الجيدة حاليا، وكذلك إيران، فالموضوع حساس جدا، وبالأخير لا طريق سوى العودة إلى بغداد، وهناك شخصيات يجب أن تفعل مثل رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني شخصية محترمة لها ثقلها وتفهم الواقع في بغداد، والقيادي في الحزب الديمقراطي هوشيار زيباري. أتمنى أن يأتوا إلى بغداد بشكل متواصل ليصفروا المشكلات.

بهاء الأعرجي: الكل حريص على أن تحل هذه الشكلات مع إقليم كوردستان، لكن لا توجد آليات صحيحة، والكل يعرف قيمة إقليم كوردتسان بالنسبة للعراق، فعدم استقراره تعني لدينا مشكلة مع تركيا وإيران، بالتالي هذا جزء مهم وعزيز. أتصور بعض المسؤولين يعتقدون أن المسألة قومية، وهي ليست كذلك، فمثلا لماذا الموظف العربي يتسلم مرتبه عبر بطاقة الدفع الإلكترونية (كي كارد)، وما الضير من أن يتسلم الموظف الكوردي بذات الطريقة؟ ولماذا يجب أن يذهب إلى الحكومة ويتسلم مرتبه باليد؟ بالحقيقة هذا يثير علامات استفهام.

بهاء الأعرجي: بالتالي هذا يحل نصف المشكلة، وفي الأساس يجب أن يكون ذلك طرح كوردي، ولا يجب أن يتحمل المواطن الكوردي نتيجة الخلافات. أنا أراهن على العقلاء من كل الشخصيات المحترمة، خصوصا أن السيد مسعود بارزاني، صاحب فضل على العملية السياسية برمتها، من خلال مواقفه الكبيرة، وأتمنى أن يمسك هذا الملف نيجيرفان بارزاني وهوشيار زيباري وفاضل ميراني، ويأتوا إلى بغداد يجلسوا لحل الأمور من خلال جلسات متتالية، ليس بساعة وساعتين.

بهاء الأعرجي: نعم.

بهاء الأعرجي: فقدنا قيادات مهمة كانت تكبح المشكلات، وكانت عنصر توازن والتزام، مثل رئيس الجمهورية الأسبق الراحل جلال الطلباني، والراحل عبد العزيز الحكيم،  وإبراهيم الجعفري أيضا كان متواجدا، واليوم البعض أصبح عنصر أزمة من كلا الطرفين، لذلك إذا ما أردنا العودة إلى هذا العصر الذهبي يجب أن تكون لدينا رجالات.

بهاء الأعرجي: الإهمال الذي كان في حينها، فكما تعرفون أن المادة 140 مكونة من ثلاث فقرات، وهي الاستفتاء والتطبيع والتعداد، وهذه الفقرات لم نجريها، لذلك من الناحية العملية والفنية لا يمكن أن تعمل دون تطبيق هذه الفقرات. أيضا أن هذه المادة جاءت في الدستور بالأحكام الختامية، بالتالي وضعت لها سنتان، واليوم انتهت صلاحياتها ولم تعد تعمل، وبصراحة نحن خالفنا الدستور بمواد كثيرة، لذلك يفترض أن نلملم الأمر ونفعل المادة لتنهي هذا الخلاف، ويعرف الإقليم أين حدوده والعراق أيضا يعرف أين حدوده، كما أن مواد مهمة مثل النفط والغاز والمياه لم تفسر تفسيرا حقيقيا، بل فسرت من قبل الأطراف حسب الأهواء والمصلحة، لذلك نجمع كل هذه المواد الخلافية في الدستور، ونقدمها إلى المحكمة الاتحادية لتفصل بالتفسير الحقيقي لهذه المواد، وما تفسره المحكمة يكون هو الفاصل.