حلّ شهر رمضان المبارك، وفشلت كل المساعي للاتفاق على هدنة في قطاع غزة، وبالتالي فإن الحرب مستمرة هناك. ومن يعتقد أن إسرائيل، التي يتحكم بقرارها اليمين المتطرف برئاسة بنيامين نتنياهو وصدمة عملية “طوفان الأقصى” في المجتمع، ستحجم عن اجتياح مدينة رفح يكون مخطئاً. فالخلاف بين إسرائيل وحلفائها في الغرب بشأن اجتياح آخر معاقل حركة “حماس” والفصائل الفلسطينية في رفح لا يتعلق بالفكرة نفسها، بل بأسلوب الاجتياح، وأن تحرص إسرائيل على التقليل من الخسائر بين المدنيين. وللأسف هذا لن يحصل. فإذا شنت إسرائيل عملية على رفح ستكون الكلفة البشرية بين المدنيين هائلة، أقله بسبب الكثافة البشرية الضخمة الاكتظاظ في مربع ضيق للغاية، حيث يستحيل تجنيب المدنيين النيران، وخصوصاً أن الفصائل ستقاتل بشراسة لا حدود لها فيما ظهرها للحائط.
ثمة تقديرات في الأوساط الدبلوماسية الغربية في بيروت تشير إلى أنه يمكن تجنب معركة رفح باتفاق يلحظ، في ما يلحظ، خروج القيادة العسكرية لحركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” والفصائل المقاتلة الأخرى، وتسليم حكم القطاع لحكومة غير فصائلية برعاية دولية، تكون مهمتها الأولى بالتزامن مع تكثيف أعمال الإغاثة الإنسانية تحويل غزة إلى قطاع منزوع السلاح. لكن دون هذا الاتفاق حتى الآن رفض “حماس” “فكرة” الخروج، ونزع السلاح.
والسؤال هنا، هل يرفع “حزب الله” من وتيرة حرب “المشاغلة” ليلاقي التصعيد الإسرائيلي؟ وهل يصب توسيع الحرب بين “حزب الله” وإسرائيل في مصلحة تحسين وضعية حركة “حماس” والفصائل في قطاع غزة، بما يمنع اجتياح رفح؟
إذا صحّت هذه القراءة يمكن توقع اشتعال الجبهة اللبنانية في الأيام القليلة المقبلة بوتيرة أعلى وأخطر بأشواط من التي سادت في الأشهر الخمسة الماضية.