بوتين قال إن الهجوم على قاعة حفلات موسيقية قرب موسكو نفذه إسلاميون متشددون (رويترز)
ملخص
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أشار إلى “أسئلة كثيرة” لا تزال من دون أجوبة، بما في ذلك السبب الذي دفع المهاجمين لمحاولة الفرار إلى أوكرانيا.
قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، في مقابلة صحافية نشرت اليوم الثلاثاء، إن أي قمة سلام عالمية بشأن أوكرانيا تستبعد روسيا هي مجرد “عبث” وسوف تفشل. وأضاف بيسكوف أن روسيا تواصل حربها المستمرة، منذ عامين، على أوكرانيا لحماية نفسها من الغرب. وقال “هل يمكن حل المشكلة الأوكرانية من دون مشاركة روسيا؟ الرد واضح: لا يمكن ذلك”.
وأكد بيسكوف مجدداً أن الخطة لا يمكن تصورها، وندد، أيضاً، بالخطط التي ناقشها الاتحاد الأوروبي ودول أخرى للسيطرة على عوائد الأصول الروسية وتسليمها إلى أوكرانيا.
الهجوم
على صعيد آخر، أقر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الإثنين للمرة الأولى بأن “متطرفين إسلاميين” يقفون وراء الهجوم الذي استهدف قاعة للحفلات الموسيقية في موسكو الجمعة، لكنه شدد على ارتباطهم بأوكرانيا وهو ما تنفيه كييف.
وتحتجز السلطات الروسية ١١ شخصا على صلة بالهجوم الذي نفذه مسلحون اقتحموا قاعة “كروكوس سيتي هول” حيث أطلقوا النار على الحاضرين ثم أضرموا النار في المبنى، في اعتداء أوقع 139 قتيلاً على الأقل.
وقال الرئيس الروسي خلال اجتماع نقل التلفزيون وقائعه “نعلم أن الجريمة ارتكبها متطرفون إسلاميون يحارب العالم الاسلامي بنفسه إيديولوجيتهم منذ قرون”.
لكنه أشار إلى “أسئلة كثيرة” لا تزال من دون أجوبة، بما في ذلك السبب الذي دفع المهاجمين لمحاولة الفرار إلى أوكرانيا، في حين تنفي كييف أي ضلوع لها في الهجوم.
وقال بوتين “من الأهمية بمكان الإجابة على السؤال المطروح حول السبب الذي دفع الإرهابيين، بعد ارتكابهم جريمتهم، لمحاولة التوجه إلى أوكرانيا. من كان ينتظرهم هناك؟”.
وأضاف الرئيس الروسي “هذه الفظاعة قد تكون مجرد حلقة في سلسلة محاولات لأولئك الذين هم في حالة حرب مع بلدنا منذ العام 2014″، في إشارة إلى أوكرانيا وحلفائها. وأردف “نعلم بأي يد ارتُكبت الجريمة بحق روسيا وشعبها. لكن ما يهمنا هو من أمر بارتكابها”.
نفي أوكراني
ونفت أوكرانيا أي ضلوع لها في الهجوم ووصفت الاتهامات الروسية لها بأنها سخيفة.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مداخلته المسائية الإثنين إن “بوتين يخاطب نفسه مجدداً، وقد بث ذلك مجدداً على التلفزيون. وهو يحمل مجدداً أوكرانيا المسؤولية”.
ومنذ الجمعة، أعلن عناصر تنظيم “داعش” مراراً مسؤوليتهم عن الهجوم، كما بثت قنوات إعلامية تابعة للتنظيم مقاطع فيديو مصورة للمسلحين داخل الموقع.
التحقيق لا يزال جارياً
ولدى سؤاله عن إعلان تنظيم “داعش” مسؤوليته عن الهجوم، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الإثنين إن التحقيق لا يزال جارياً.
ويتوقع مسؤولون أن ترتفع حصيلة القتلى إذ واصل عناصر الإنقاذ الإثنين عمليات البحث في الموقع عن جثث ضحايا بينما ما زال 97 شخصاً في المستشفى.
وعبر الكرملين الإثنين عن ثقته بأجهزة البلاد الأمنية فيما تدور تساؤلات حيال كيفية فشلها في منع وقوع المجزرة على الرغم من التحذيرات العلنية والخفية الصادرة عن أجهزة الاستخبارات الأميركية في هذا الصدد.
واقتيد المشتبه فيهم الأربعة الذين بدت وجوههم متورمة وتحمل كدمات وجروح إلى محكمة منطقة باسماني في العاصمة بحضور عشرات الصحافيين حيث جرت الجلسات في وقت متأخر من الليل وتواصلت حتى الساعات الأولى من الصباح.
وأدخل عناصر جهاز الأمن الفيدرالي مشتبهاً فيه على كرسي متحرك بينما كان بالكاد قادراً على فتح عينيه.
ورفض بيسكوف التعليق على التقارير والتسجيلات المصورة التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي وأظهرت عمليات تحقيق بأساليب عنيفة مع المشتبه فيهم بعدما أوقفوا السبت.
عائلة واحدة
عرفت المحكمة عن الأربعة على أنهم محمد صابر فايزوف وشمس الدين فريدوني وراشاباليزود سعيد أكرامي وداليرجون ميرزويف. وأفاد الإعلام الرسمي الروسي بأنهم يحملون جميعاً جنسية طاجيكستان.
وذكرت المحكمة أن اثنين منهم اعترفا بذنبهما. والإثنين تم تمديد التوقيف الاحتياطي لثلاثة مشتبه بهم آخرين، قالت وسائل إعلام روسية إنهم أفراد عائلة واحدة وهم أمينشون إسلاموف وديلوفار إسلاموف وإسرويل إسلاموف.
حكم الإعدام
وواحد من المحتجزين يحمل الجنسية الروسية، وفق وكالة إنترفاكس للأنباء. وقد اتهم جميع المحتجزين بالإرهاب ويواجهون عقوبة تصل إلى السجن مدى الحياة.
وأفاد الكرملين الإثنين بأنه لا يخوض أي نقاشات حالياً بشأن احتمال إعادة تطبيق حكم الإعدام.
قُتل 139 شخصاً على الأقل، في الاعتداء، وفق رئيس لجنة التحقيق الروسية ألكسندر باستريكين.
وبعدما أطلقوا النار على الحاضرين في المسرح، أضرم المسلحون النيران بالمبنى، ليعلق كثر بداخله.
لقي الضحايا حتفهم إما لإصابتهم بإطلاق نار أو بسبب استنشاقهم الدخان، بحسب لجنة التحقيقات الروسية.
مواصلة البحث بين الأنقاض
وكان أكثر من 5000 شخص داخل قاعة الحفلات عندما اقتحم المسلحون حفلة لموسيقى الروك بيعت جميع تذاكرها، وفق ما نقل الإعلام الرسمي الروسي عن ناطق باسم مالك الصالة قوله الإثنين.
وأفاد حاكم منطقة موسكو أندريه فوروبيوف إن عناصر الإنقاذ سيواصلون البحث بين الأنقاض وإزالة الركام في الموقع حتى مساء الثلاثاء.
وقال في منشور على تلغرام “تتمثل المهمة بإزالة الركام للتأكد من عدم وجود جثث تحته”.
والإثنين أعطى بوتين مجدداً توجيهات لقوات الأمن بـ”تحديد كل الضالعين في العمل الإرهابي”، بما في ذلك “من أعطوا الأوامر”.
وقال بوتين إنه “على الرغم من ألمنا وحزننا الكبيرين وتعاطفنا ورغبتنا المشروعة في معاقبة جميع مرتكبي هذه الفظاعة، يجب إجراء التحقيق بأعلى درجة من المهنية والموضوعية بدون أي تحيز سياسي”.
وأعلن جهاز الأمن الفيدرالي أن المسلحين كانت لديهم “جهات اتصال” في أوكرانيا، من دون تقديم تفاصيل إضافية.
تحذيرات
وأفادت الولايات المتحدة التي حذرت في السابع من مارس (آذار) من هجوم “وشيك” قد تشهده موسكو من قبل “متطرفين” بأن تنظيم “داعش”، “وحده يتحمل المسؤولية”.
وحذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون روسيا الإثنين من “استغلال” الهجوم لإلقاء اللوم على كييف.
وأعلنت روسيا يوم حداد وطني الأحد إذ قدم العشرات لوضع الزهور على نصب مخصص للضحايا، بينما رُفعت لافتات تكريماً لذكراهم على جوانب المباني والمواقف في أنحاء البلاد.
وذكر مذيعو القنوات التلفزيونية الرسمية في نشرة الأخبار أن المدارس الروسية تنظم حصصاً دراسية مخصصة “للإرهاب” الاثنين بينما وضع الأطفال شرائط بيضاء تكريما للضحايا.
والإثنين جدد رئيس طاجيكستان إمام علي رحمن تنديده بالهجوم، بعدما أوردت وسائل إعلام روسية أن المسلحين هم من طاجيكستان.
ونقلت وكالات أنباء روسية عنه قوله إن الهجوم “يستدعي منا جميعاً خصوصاً الأهالي أن نولي مجدداً انتباهاً أكبر لتربية الأبناء”.