الناظر في تاريخ أبرز الأحزاب الشيوعية العربية المشرقية، يلاحظ أن معظم قادتها لم ينجُ من مقصلة الاستبداد أو الاغتيال أو الإعدام. في العراق، أعدم يوسف سلمان يوسف “الرفيق فهد” (19 تموز 1901 – 14 شباط 1949)، في السودان أعدم جعفر النميري القيادي عبد الخالق محجوب (1927 – 1971)، في مصر الناصرية قتل شهدي عطية الشافعي أو شهدي عطية (1911- 15 حزيران 1960). لعل الناجي الوحيد كان القائد الشيوعي السوري خالد بكداش، وإن كان قائداً للحزب الشيوعي اللبناني السوري قبل الانفصال.
ولم ينج قائد الفرع اللبناني فرج الله الحلو (6 حزيران 1906 – 25 حزيران 1959) من الاغتيال على أيدي جلاديه، إذ تم تذويب جسده بالأسيد في سجون عبد الحميد السراج. في هذه القضية الكثير من الوحشية والالتباس، ولم يكن خالد بكداش بمنأى عن القيل والقال بشأن التواطؤ مع الاستبداد ومؤامرة تسليم الحلو، خصوصاً أن العلاقة كانت “متوترة” بين بكداش والحلو في مرحلة ما. فبعد قرار تقسيم فلسطين، أخذ الشيوعيون اللبنانيون موقفاً معارضاً، وهم الذين كانوا معروفين بعدائهم للصهيونية وبعلاقاتهم المتينة بالحزب الشيوعي الفلسطيني. أتتهم المفاجأة حينها، في اجتماع قيادة الحزب برئاسة خالد بكداش، الذي اقترح تأييد الموقف السوفياتي، الذي كان قد دافع في الامم المتحدة عن حق الشعب اليهودي في إقامة دولته، معلناً موافقته على التقسيم. لكن اثنين اعترضا، هما فرج الله الحلو، الذي كان سكرتير الحزب، ورشاد عيسى الذي شعر بأن معاناته تتكرّر مع الفلسطينيين. اعتراض الحلو كان مجرد تسجيل موقف، لكنه صوّت لمصلحة القرار، فيما خرج رشاد من الاجتماع، ولاحقاً من الحزب.
كان خالد بكداش قد انزعج من موقف الحلو الاعتراضي، ففرض عليه تقديم رسالة اعتذار عرفت لاحقاً باسم “رسالة سالم”، أهان نفسه فيها، ونعت نفسه بأسوأ العبارات (برجوازي صغير، غير ثوري..)، قبل أن يُجرَّد من كل صلاحياته. وبعد ذلك، انتقل الحلو الى العمل السري وسرعان ما عاد في أواسط الخمسينيات إلى الحزب. وبكداش الذي كان مولعاً بالحديث عن جوزيف ستالين ومبرراً لكل عسفه وأفعاله المرعبة بحق كادرات الحزب الشيوعي السوفياتي حين تولى الأمانة العامة لهذا الحزب وأصبحت سلطته مطلقة، كان ستالينياً في سلوكياته وتصفياته. اتهم أنطون تابت بالعمالة لبريطانيا لخروجه على خط الحزب في حركة أنصار السلم، وذلك فيما كانت السلطات اللبنانية تطارد أنطون تابت وتعتقله بتهمة… الشيوعية! وجراء تصفيات العهد البكداشي، خسر الحزب الشيوعي، يوسف إبراهيم يزبك وقدري قلعجي ورئيف خوري واميلي فارس إبراهيم وآخرين.
خالد بكداش
وخالد بكداش، كان أول نائب الشيوعي سوري في زمن شكري القوتلي، لكن حين حصلت الوحدة مع مصر، هرب جميع المسؤولين الشيوعيين من سوريا، وبقيت هناك مجموعة من الكوادر أدخلت إلى السجون، وبينهم رياض الترك ونهاد قوتلي. آنذاك كان الحزب الشيوعي السوري ملتزماً بالعلاقات السوفياتية السورية والمصرية. وكان قادة الحزب السوري يفضلون الإقامة في بيروت و”عاد فرج الله الحلو، باقتراح من خالد بكداش، سراً إلى دمشق لقيادة عمل الحزب الشيوعي السوري بمفرده، في ظل الوضع السري السائد هناك”، بحسب مذكرات ارتين مادويان. في هذه الأثناء، كان الحزب الشيوعي اللبناني “الى جانب الوحدة”، وتمكن في اجتماع استثنائي مع الحزب الشيوعي السوري، من إصدار بيان مشترك يعلن الموافقة على الوحدة. إلا أن (النائب) خالد بكداش غادر على عجل دمشق في اليوم الذي سينعقد فيه مجلس النواب السوري للتصديق على الوحدة. هكذا موقف اعتبره مؤيدو الوحدة موقفاً معادياً. وفي ما يوحي بتدبير خالد بكداش مؤامرة للإيقاع بفرج الله الحلو، يقول مادويان: “كان خالد بكداش في تلك الآونة (أوائل 1959) يقيم في براغ ويسألنا من هناك: “لماذا يتأخر فرج الله الحلو عن العودة الى دمشق؟”. وفي حزيران عاد فرج الله الى دمشق.. واعتُقل نتيجة خيانة رفيق رضا الذي كان مسؤول منظمة دمشق للحزب.
لكن القيادي الشيوعي جورج البطل يقول في مذكراته: “ولمّا قامت الوحدة، ظلّ فرج الله المسؤول الوحيد من قيادة الحزب في دمشق مسؤولاً عن الحزب في سورية بعدما غادر معظم الكوادر السوريّين، إمّا إلى السجون أو إلى المنافي، وخصوصاً لبنان. وكان من الطّبيعيّ أن يبقى أحد القادة في سورية، إمّا خالد أو نقولا أو فرج الله. وقع الاختيار على فرج الله. وفي هذا الإطار أريدُ أن أنفي نظريّة المؤامرة وسوء النّيّة لأنّها غير صحيحة وأرى أنّ من روّج لها كاذب، ففرج الله هو من طلب البقاء لأنّه كان المسؤول والمطّلع على شؤون التنظيم وكلّ تفاصيل الحياة الحزبيّة في سورية، وليس خالد هو من اقترح ذلك للتخلّص منه. في ذلك الوقت بدا خالد بكداش قلقاً جدّاً على فرج الله، بعَث رسالة من موسكو تدعو إلى ضرورة رحيل فرج الله عن دمشق فوراً لوجود خطرٍ جدي عليه. وهو ما أكّده لي نقولا الشاوي ويوسف فيصل. بلغ هذا الأمر فرجَ الله، فقدم إلى لبنان. ووفقاً لما يرويه يوسف فيصل ونقولا، فإنّ هذا الأخير وآرتين انفردا بفرج الله وبحثا معه رسالة خالد وسألاه عنها. عندها اعترف فرج الله بأنّ الوضع قد أصبح خطراً، لكنّه أكّد في الوقت نفسه أنّه لا يستطيع عدم العودة إلى سورية بسبب ضرورة تأمين استمرار بعض الصّلات على أن يكون ذلك آخر مشوارٍ له إلى سورية. وكان هذا بالفعل المشوار الأخير لفرج الله الذي أودى بحياته”.
وصال بكداش
مناسبة هذا التقديم رحيل عمار بكداش(71 عاماً)، الأمين العالم للحزب الشيوعي السوري (جناح بكداش)، وهو المنصب الذي ورثه عن والدته وصال بكداش، التي كانت قد ورثته عن زوجها خالد بكداش. ولم يحذُ حذوَ البكداشيين في الوراثة الحزبية، إلا نظام كيم إيل سونغ الذي يعتمد على أيديولوجية “الغوتشي” والاشتراكية.
وخالد بكداش الذي ولد في حي ركن الدين في دمشق العام 1912 لأبوين كرديين، تلقى علومه في “مكتب عنبر” مدرسة التجهير الداخلية، قبل أن يلتحق بكلية الحقوق السورية التي ستمنعه ظروفه السياسية من الحصول على اجازتها. كان بكداش قد سمع في “مكتب عنبر” عن “البولشفيك” وروسيا ولينين، وبعد ذلك تعرف على ناصر حدة في قرية عسال الورد(ريف دمشق)، ليسمع منه عن فوزي الزعيم وآرائه الشيوعية، وبعدها تعرف على فوزي في دمشق وسمع منه شرحاً كافياً عن الحزب الشيوعي الذي سرعان ما أصبح عضواً فيه. على مشارف العام 1931 انهمك خالد بكداش في العمل مع رشاد عيسى وهيكازيو بوياصيان وسيساك تيتاليان، إضافة إلى فوزي الزعيم، وناصر حدة، في ترتيب المنظمة. يقول بكداش عن هذه المرحلة: “في هذا البيت المتواضع جرى اول اعتقال للشيوعيين، في هذه الغرفة، كنا خمسة في دمشق، واعتقل الحزب كله، والآن ترون كيف أصبح”. ويضيف: “كان ذلك قبل ستين عاماً، كان الرفاق شجعاناً في المحكمة التي ترأسها فرنسي، هتفوا ضد الاستعمار الفرنسي، طلبوا جلاء الجيوش الأجنبية عن بلادنا… طالبوا بالاستقلال… هذا طريقنا ما زلنا نسير عليه”. (خطاب في دمشق 1990). وساهم بكداش في تعريب الحزب بعد أن كانت هناك أغلبية أرمنية في قيادة الحزب منذ دخول منظمة “اسبارتاكوس” الأرمنية الشيوعية في الحزب بأيار 1925.
ترجم بكداش نص “البيان الشيوعي” عن الفرنسية. كان أول اجتماع للجنة المركزية يحضره كعضو في اللجنة المركزية هو اجتماع حزيران 1933 (نذير جزماتي الحزب الشيوعي السوري 1924 – 1958″… ذهب خالد بكداش لموسكو للدراسة الحزبية بين عامي 1933 – 1937. حضر المؤتمر السابع للأممية الشيوعية – الكومنترن بموسكو عام 1935 الذي تم فيه تبني سياسة “الجبهة الوطنية” كأسلوب لتحالفات الشيوعيين مع الاشتراكيين الديمقراطيين والليبراليين ضد النازية والفاشية.
وبكداش الذي صار الأمين العام للحزب الشيوعي السوري اللبناني في العام 1937، اتهم بشتى التهم، مثل كل الشيوعيين العرب، وفي منتصف الخمسينات صار نائباً في البرلمان السوري. ومع أن الكثير من الروايات تتحدث عن معارضة بكداش الوحدة المصرية السوري، ويروي بكداش للمؤلف السوري عماد نداف، صاحب كتاب “خالد بكداش يتحدث”: “خلال وجودي في البرلمان التقيت مع جمال عبد الناصر، ففي تلك الأثناء أيده حزبنا تأييداً واسعاً. لقد ذهبت في عداد الوفد البرلماني الذي زار القاهرة، وقد استقبل عبد الناصر كل حزب وحده. على هذا الاساس استقبلني في بيته، ودار حديث بيني وبينه. ايدت مواقفه ضد الاستعمار، وطلبت ديموقراطية أوسع. كان جمال عبد الناصر يقول انه “يثق في خالدَين في الشرق الأوسط: خالد محي الدين وخالد بكداش”. ويضيف: “لكن خلال الوحدة قاسينا ما قاسيناه! تخفيت مدة (شهوراً) وعند اعلان الوحدة، ذهبت سراً الى تشيكوسلوفاكيا، ثم عدت بعد تطمينات من الضباط، ثم تخفيت ثانية بعدما اتهم عبد الناصر الشيوعيين بأنهم عملاء”. ثم شهد العام 1969 تفجر أول صراع داخل الحزب الشيوعي “بسبب تسلط الأمين العام خالد بكداش وقيادته الفردية”، ورغم أن قيادة اللجنة المركزية والمكتب السياسي وقفت ضده، إلا أن الاتحاد السوفيتي دعم بكداش، ما أفشل محاولة اقصائه.
ومع وصول حافظ الأسد إلى السلطة في سوريا في العام 1970، شكل الجبهة الوطنية التقدمية المؤلفة من خمسة أحزاب مع البعث ومنظمات شعبية ونقابية رديفة له. يقول بكداش عن تلك المرحلة: “بدأت علاقتنا بالرئيس حافظ الأسد منذ كان وزيراً للدفاع، التقيت معه في بيته، وتحدثنا في أمور مختلفة، وجدت أن بيننا الكثير من نقاط الالتقاء، ومنذ تلك الأيام استمرت تلك العلاقة”. ويضيف: “من دون شك، برهن الرئيس الأسد عملياً على انه وطني ورجل دولة قادر وكفؤ وينبغي أن اقول: إن قيام الجبهة الوطنية التقدمية كان بمبادرة شخصية منه. لقد لقي صعوبات كثيرة في هذا المجال، كانت المشكلة الكبرى إقناع الآخرين بقيام الجبهة، حتى داخل حزب البعث! كان حافظ الأسد رجلاً، ونحن دائماً نردد أن الجبهة الوطنية قامت بمبادرة منه”.
وفي النصف الأول من السبعينيات، انشقت مجموعة من كوادر الحزب الشيوعي وقادته، على رأسهم رياض الترك، ليؤسسوا ما عرف لاحقاً بـ”المكتب السياسي”، رافضين تحالف بكداش مع نظام الأسد وتماهيه المطلق مع الاتحاد السوفياتي، ليكون ذلك باكورة سلسلة من الانشقاقات والانقسامات التي لن تتوقف لاحقاً. واتهم بيان حزب بكداش “الكتلة المنحرفة” بأنها عارضت دخول الحزب الشيوعي السوري، مع حزب البعث العربي الاشتراكي، في جبهة وطنية تقدمية في سوريا، كما نادت هذه الزمرة، حسب بكداش، بالابتعاد عن الحزب الشيوعي السوفياتي، وتبنيها بالتدريج مواقف تبدأ بشعار الاستقلال عن الاتحاد السوفياتي، وتنتهي بمواقف معارضة له، كما عملت على التشكيك في سياسة الاتحاد السوفياتي تجاه القضية الفلسطينية.
تقول بعض الشهادات الصحافية أن عقد الثمانينيات شهد انشقاقَين آخرين عن جناح بكداش، فخرج مراد يوسف العام 1982 عن عباءة الأمين العام ليؤسس مجموعة حزبية من الشيوعين عرفت باسمه، قبل أن يتبعه انشقاق جديد قاده يوسف الفيصل العام 1989. وكلا الانشقاقين استند على رفض هيمنة خالد بكداش وزوجته على الحزب من جهة، واتهامات له بالتحالف مع الطبقة البرجوازية من جهة أخرى، خصوصاً بعد انفضاح المشاريع التجارية الضخمة التي كان شريكاً فيها مع والد قدري جميل، هذا الأخير الذي سصبح قيادياً في الحزب مع بداية التسعينيات بعدما تزوج ابنة خالد بكداش.
وعلى عكس انشقاق رياض الترك، وكذلك تأسيس مجموعة حزب العمل الشيوعي الثوري العام 1978، وهما الحركتان اللتان جاءتا “رفضاً للجمود الفكري والتحالف مع حزب البعث”، فإن هذين الانشقاقيين لم يتطرقا بالنقد إلى علاقة الحزب بروسيا والنظام، بل حظي جناح يوسف الفيصل برضى السلطة التي ضمته للجبهة الوطنية التقدمية ومنحته امتيازات أحزابها الأخرى، بينما كان قادة وكوادر المكتب السياسي (أبرزهم رياض الترك) وحزب العمل، يمضون سنوات طويلة في معتقلات صيدنايا والمزة، والحزب الشيوعي اللبناني يتعرض للاغتيالات على يد النظام السوري.
توفي خالد بكداش العام 1995، وكان كتب في وصيته: “لا بدّ، في نصّ وداعيّ كهذا، أن أتحدّث عن ثلاثة رفاق هم من أهل بيتي وأقرب الناس إليّ.
أوّلهم، وصال فرحة، زوجتي منذ 1951. لقد عشنا معاً في السرّاء والضرّاء، وكانت دائماً وفيّة لي وفاءً لم أستطع أن أبادلها بمثله. وصال تقمّصت أفكاري كلّها وصارت أقرب إليها منّي. إنّها تعرف سلفاً كيف سيكون ردّي على موقف من المواقف، وكيف سيكون تعليقي على حدث من الأحداث. ومع أنّ حزبنا ضدّ التوريث الإقطاعيّ، أعتقد أنّ ضرورة الحفاظ على خطّي وتراثي تستدعي تولّي وصال للأمانة العامّة من بعدي.
لماذا وصال وليس ابني عمّار أو صهري قدري؟
عمّار يملك الكثير من صفات وصال، لكنّ مشكلته أنّه، وهنا قد تستغربون، يبالغ في تناول السمن الحمويّ. هذا يجعله بطيئاً في حركته الجسمانيّة وفي تفكيره أيضاً. حتّى لفظه بطيء كما لو أنّ بعض ذاك السمن الحمويّ قد علق في حنجرته. لقد قلت له ألف مرّة أن يكفّ عن الإكثار منه، وضربت له المثل بنفسي: فأنا أيضاً كنت أحبّ السمن الحمويّ كثيراً، لكنّني في شبابي الأوّل واجهت هذا الخيار الصعب وكان عليّ أن أحسمه سريعاً: إمّا سمن حمويّ أو قيادة الطبقة العاملة، واخترتُ الثانية بالطبع. إنّ على عمّار أيضاً أن يختار.
أمّا قدري، فأنا بصراحة لا أثق به. هو أيضاً يشارك عمّار بطئه وضعف جاذبيّته، إلاّ أنّني أشتبه بأنّه لم يقترن بابنتي سلام إلاّ طمعاً بوراثتي السياسيّة. وهناك أمر آخر يدعو إلى الحذر: صحيح أنّني كنت أسهّل بعض الصفقات الماليّة لوالده فؤاد جميل كي يستفيد الحزب من عائداتها. أمّا نجله قدري فمنذ توجّهه إلى الدراسة في موسكو، وهو يقيم علاقات ماليّة غريبة تعود منافعها عليه أوّلاً وأخيراً. لقد استمرّ في هذه النشاطات بعد سقوط الاتّحاد السوفياتيّ، فتعامل مع المافيات التي ازدهرت في عهد يلتسن، وباع واشترى وهرّب كلّ ما يمكن أن تقع عليه اليد. هذا الرجل لا يصلح أصلاً لأن يقود حزبنا، مع أنّ طموحه لابتلاع الحزب يكاد يكون في حجم الحزب نفسه.
إنّ على الرفاق، وعلى رأسهم الرفيقة وصال، أن يحذروا الانتهازيّين، وأن يحافظوا على خطّ خالد بكداش، خطّ لينين وستالين العظيمين”.
وانتخب الحزب زوجته وصال فرحة، أميناً عاماً له. في العام 2003 حصل انشقاق جديد، لكن هذه المرة بقيادة زوج ابنة خالد بكداش قدري جميل، الذي أسس مجموعته الخاصة بعد انفصاله عن زوجته.
ويتفق الكثيرون على أن انشقاق جميل جاء بعد إدراكه أنه لن يتمكن من تحقيق طموحه بالوصول إلى منصب الأمين العام للحزب، الذي كانت زوجته تمهد الطريق لانتقاله إلى ابنها عمار بكداش. وهو ما حصل بالفعل العام 2010 عندما تنازلت، قبل عامين من وفاتها، عن هذا المنصب لصالح نجلها، الذي واجه اتهامات واسعة منذ دخوله المكتب السياسي مطلع التسعينيات بالسيطرة على الحزب، وفي زمنه اتُهم “محور الممانعة” باغتيال الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي. وفي الانتخابات الأخيرة، في زمن بشار الأسد، خسر عمار بكداش مقعده النيابي. وفي زمن أحمد الشرع، بعد سقوط الأسد، حُلّت “الأحزاب التقدمية”، وتوفي بكداش في اليونان. ولعل السؤال الآن، من يرث الوريث؟
الأكثر قراءة
باريس
باريس المتحرّكة: المترو والنظافة وعالم المتشرّدين
الكاتب نثنائيل وست
“المواسية” لنثانيل وِست: أهم مهزلة تراجيدية في القرن العشرين
مسرحية لسام امي
“لسان أمي” في زقاق: ميراث الألم
رانيا النجدي مع طيور المعرض
من ستراسبورغ إلى دمشق: ذاكرة الضحايا في معرضين تركيبيين
اعلان
تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي
image
image
image
image
image
subscribe
إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
أدخل بريدك الإلكتروني
اشترك الآن