ملخص
عقدت في الأشهر الأخيرة مفاوضات عدة عبر الوسطاء الدوليين مصر وقطر والولايات المتحدة للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة، ولكن من دون نتيجة، فيما تبادل الطرفان الاتهامات بعرقلتها.
بعد حوالى ستة أشهر من بداية الحرب في غزة، واصل الجيش الإسرائيلي عملياته في القطاع المدمر ما أسفر عن مقتل 71 شخصاً خلال 24 ساعة، وفقاً لوزارة الصحة التابعة لحركة “حماس”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الذي يتهم مسلحي “حماس” بالاختباء في المستشفيات، مواصلة عملياته الجمعة في مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة في شمال القطاع مؤكداً أنه “قضى على نحو 200 إرهابي” في القطاع منذ 18 مارس (آذار).
من جانبها، حذرت بلدية غزة من “مخاطر انتشار أمراض خطيرة بسبب انتشار القوارض والحشرات الضارة الناجم عن تراكم كميات كبيرة من النفايات الصلبة في شوارع المدينة”، متهمة الجيش الإسرائيلي بـ”منع طواقم البلدية من الوصول للمكب الرئيسي شرق المدينة وتدمير آليات البلدية”.
وفي حين بدا أن المفاوضات غير المباشرة بين “حماس” وإسرائيل للتوصل إلى هدنة وصلت إلى طريق مسدود، أفاد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد لقائه رئيسي الاستخبارات الإسرائيلية الموساد والشين بيت، بأنه “وافق على جولة من المفاوضات في الأيام المقبلة في الدوحة والقاهرة… للمضي قدماً”.
وعُقدت في الأشهر الأخيرة مفاوضات عدة عبر الوسطاء الدوليين مصر وقطر والولايات المتحدة، ولكن من دون نتيجة، فيما تبادل الطرفان الاتهامات بعرقلتها.
إرسال قذائف وطائرات حربية لإسرائيل
أعلن مصدران أمس الجمعة إن الولايات المتحدة أجازت في الأيام القليلة الماضية إرسال قذائف وطائرات مقاتلة بمليارات الدولارات إلى إسرائيل، على الرغم من إعلان واشنطن مخاوفها من هجوم إسرائيلي متوقع على رفح.
وذكر المصدران، وفق وكالة “رويترز” في تأكيد لتقرير من صحيفة “واشنطن بوست” أن حزم الأسلحة الجديدة تشمل أكثر من 1800 قنبلة “إم.كيه 84” زنة الواحدة ألفي رطل و500 قنبلة “إم.كيه 82” زنة الواحدة 500 رطل.
وتقدم واشنطن 3.8 مليار دولار لإسرائيل، حليفتها منذ فترة طويلة، في صورة مساعدات عسكرية سنوية.
وتأتي الحزمة في ظل مواجهة إسرائيل انتقادات دولية قوية بسبب مواصلتها حملة القصف والهجوم البري في غزة وفي ظل دعوة أعضاء من الحزب الديمقراطي الرئيس جو بايدن إلى قطع المساعدات العسكرية الأميركية.
وتغدق الولايات المتحدة على إسرائيل بدفاعات جوية وذخائر، لكن بعض الديمقراطيين والجماعات الأميركية العربية تنتقد دعم إدارة بايدن الراسخ لإسرائيل الذي يقولون إنه يمنح إسرائيل شعوراً بالحصانة.
وأقر بايدن أمس الجمعة “بالألم الذي يشعر به” الأميركيون العرب بسبب الحرب في غزة وبسبب الدعم الأميركي لإسرائيل وهجومها العسكري. لكن بايدن تعهد بمواصلة الدعم لإسرائيل على الرغم من تزايد الخلاف العلني بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وأحجم البيت الأبيض عن التعليق على إرسال الأسلحة. ولم ترد السفارة الإسرائيلية في واشنطن بعد على طلب للتعليق.
ويأتي القرار بشأن الأسلحة عقب زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت واشنطن هذا الأسبوع بحث فيها احتياجات إسرائيل من الأسلحة مع نظرائه الأميركيين.
وفي مسعى لتخفيف التوتر بين إسرائيل والولايات المتحدة في ما يبدو، قال غالانت في حديثه مع صحافيين يوم الثلاثاء إنه شدد على أهمية العلاقات الأميركية بالنسبة لأمن إسرائيل وعلى أهمية “التفوق العسكري النوعي” الإسرائيلي في المنطقة، بما في ذلك قدراتها الجوية.
أميركا ترحب بتعيين حكومة فلسطينية جديدة
وقالت وزارة الخارجية الأميركية الجمعة إن الولايات المتحدة ترحب بتعيين السلطة الفلسطينية حكومة جديدة.
وقال ماثيو ميلر المتحدث باسم الوزارة في بيان “تجديد السلطة الفلسطينية أساسي لتحقيق نتائج للشعب الفلسطيني في كل من الضفة الغربية وغزة وتهيئة الظروف للاستقرار في المنطقة الأوسع نطاقا”.
إسرائيل ترد على تقرير بشأن المجاعة
وردت إسرائيل الجمعة على تقرير أممي حذر من مجاعة وشيكة في غزة، معتبرة أن التقييم احتوى على معلومات غير دقيقة ومصادر مشكوك فيها.
التقرير الذي صدر الأسبوع الماضي فاقم المخاوف الدولية بإشارته إلى أن سكان غزة يعانون من جوع “كارثي” وتوقع أن تضرب المجاعة شمال القطاع “في أي وقت” في الفترة الممتدة حتى مايو (أيار) في غياب أي تدخل عاجل للحؤول دون ذلك.
وفق تقرير “التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي” يقدر عدد الذين يواجهون ظروفاً قاسية بنحو 1.1 مليون فلسطيني، أي نصف السكان. ودعا مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث إسرائيل للسماح بدخول المساعدات من دون عائق إلى القطاع الفلسطيني المحاصر.
وقالت وحدة تنسيق الشؤون المدنية الفلسطينية التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية (كوغات) إن “إسرائيل تعي التداعيات المؤسفة للحرب على السكان المدنيين في غزة”. لكنها لفتت إلى أن الدولة العبرية لا تدير عمليات توزيع الأغذية في غزة، واتهمت وكالات أممية بالعجز عن التعامل مع كميات المساعدات التي تصل يومياً.
وجاء في رد (كوغات) “في كل حين، هناك مئات الشاحنات المتوقفة على الجانب الغزي من معبر كرم أبو سالم بعد انتهاء السلطات في إسرائيل” من تفتيشها.
والعلاقات متوترة بين إسرائيل وبعض الوكالات الأممية، خصوصاً وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التي أفادت الأسبوع الماضي بأن إسرائيل تمنعها من توزيع المساعدات في شمال غزة.
وشككت (كوغات) في دقة معلومة وردت في التقرير تفيد بأن ما معدله 500 شاحنة، 150 منها محملة مواد غذائية، كانت تدخل القطاع يومياً قبل الحرب، في حين تدخله حالياً 60 شاحنة محملة أغذية في اليوم. وقالت “قبل الحرب كان يدخل يومياً ما معدلة 70 شاحنة محملة أغذية”، من دون توفير أي مصدر. وتقول إسرائيل إنها لا تحدد أي سقف لحجم المساعدات الإنسانية المسموح بإدخالها إلى القطاع.
إلى ذلك، وجهت إسرائيل انتقادات لـ”التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي” لإيراده أرقام وزارة الصحة التابعة لـ “حماس” في غزة في ما يتصل بحصيلة القتلى والمصابين، واعتبرت أن لدى الحركة “مصلحة استراتيجية” في تقديم معلومات مضللة.
وحصيلة القتلى التي تعلنها وزارة الصحة في غزة تعتمدها على نطاق واسع وسائل إعلام ومنظمات إنسانية والأمم المتحدة، ويقول خبراء إنها قد تكون أقل من الأرقام الفعلية وغير مضخمة.
العقوبات الأميركية على مستوطنين
من جانبها، ردت وزارة الخزانة الأميركية الجمعة على معلومات تفيد بأنها خففت عقوبات مفروضة على مستوطنين في الضفة الغربية بعد ضغوط مارسها وزير المال الإسرائيلي. وفرضت الولايات المتحدة أخيراً عقوبات على سبعة مستوطنين إسرائيليين وبؤرتين زراعيتين استيطانيتين في الضفة الغربية رداً على تصاعد العنف، وجمدت أصولهم ومنعتهم من إجراء تعاملات مالية مع المصارف والأفراد الأميركيين.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، أوردت صحيفة “إسرائيل هيوم” اليومية الإسرائيلية الناطقة باللغة العبرية والواسعة الانتشار، أن إدارة بايدن خففت “بشكل كبير” عقوباتها ضد هؤلاء الأفراد بعد ضغوط من وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش.
ونشر سيمخا روثمان وهو سياسي إسرائيلي من حزب سموتريتش الصهيوني القومي المتشدد، لاحقاً لقطة لمقالة على شبكة للتواصل الاجتماعي تهنئ سموتريتش بدفعه الولايات المتحدة لكي تعي أن عقوباتها “تخطت الحد”.
والجمعة، نشرت وزارة الخزانة الأميركية رسالة وجهتها إلى السلطات الإسرائيلية الثلاثاء رداً على أسئلة مصارف إسرائيلية بشأن “مدفوعات إعانة لأشخاص خاضعين لعقوباتها”. وجاء في الرسالة أن المصارف الإسرائيلية لا يزال بإمكانها إجراء ما يتعلق بأفراد خاضعين للعقوبات من تعاملات “عادة ما تكون عرضية وضرورية للاحتياجات الإنسانية الأساسية”، طالما لا تشمل “النظام المالي الأميركي أو أفراداً أميركيين”.
وشملت هذه الخطوة التي جاءت “متسقة مع نهج وزارة الخزانة عبر برامج العقوبات المتعددة”، مواد على غرار الأغذية والرعاية الصحية وإعانات سكنية أساسية وضرائب. وأضافت أن “المصارف الإسرائيلية لن تكون عرضة لمخاطر العقوبات بسبب إجراء تعاملات على صلة بنفقات ضرورية لبقاء حيوانات حية في مزارع محظورة نتيجة لتصنيف أصحابها”.
وقال متحدث باسم وزارة الخزانة لوكالة الصحافة الفرنسية إن إدارة بايدن لا تزال “تعتزم بالكامل تطبيق” العقوبات، مضيفاً أن هناك “استثناءات إنسانية” لجميع برامج العقوبات الأميركية.
إثر اندلاع الحرب، تصاعد العنف في الضفة الغربية حيث قُتل مذاك 444 فلسطينياً على الأقل بنيران الجنود أو المستوطنين، بحسب السلطة الفلسطينية، واعتُقل آلاف آخرون. وقتل 17 شخصاً بين جنود إسرائيليين ومدنيين في هجمات مذاك، وفق السلطات الإسرائيلية.