آدو نيوز – زالين / القامشلي: صدر في زالين/القامشلي اليوم السبت الثلاثون من آذار بيان من المنظمة الآثورية الديمقراطية بمناسبة أعياد أكيتو هذا نصه:
يجدد أبناء شعبنا السرياني الآشوري بكافة أحزابهم ومؤسساتهم القومية في الوطن والمهجر احتفالاته بعيد رأس السنة البابلية الآشورية (أكيتو)، في الأول من نيسان من كل عام، تيمنا بالمعاني الإنسانية والتاريخية الكبيرة التي يحملها هذا العيد القومي والوطني الكبير، الذي يوثّق ارتباط شعبنا بتاريخ وتراث وحضارة أجداده في بلاد النهرين. كما يؤشّر هذا التمسك بالاحتفال بأعياد أكيتو إلى رغبة أبناء شعبنا في ترسيخ وجودهم القومي، وتأكيد قدرتهم على التجدّد والسعي من أجل نيل الحقوق القومية المشروعة لهذا الشعب، وفي مقدمتها: ” الاعتراف الدستوري بالوجود والهوية القومية للشعب السرياني الآشوري، وضمان كافة حقوقه القومية، واعتبار لغته وثقافته السريانية، لغةً وثقافة وطنية وذلك ضمن إطار وحدة سوريا أرضاً وشعباً”. وكذلك تحويل عيد الأكيتو إلى عيد وطني لكل السوريين إلى جانب عيد النيروز، بِما يساهم في إزالة مشاعر الغبن والظلم التي لحقت بشعبنا السرياني الآشوري وباقي مكونات الشعب السوري، وبما يعيد سوريا إلى أصالتها التاريخية القائمة على حقيقة التنوّع.
لم يكن هذا ليتحقّق لولا الجهود الكبيرة التي بذلتها المنظمة الآثورية الديمقراطية على مدى عقودٍ طويلة من نضالها السياسي السلمي على الساحة القومية إلى جانب أحزابنا ومؤسساتنا القومية في إعادة إحياء هذا العيد العريق منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي، واكتشافه مجدّداً من قبل بقية السوريين من خلال انخراطها المبكّر والفاعل في أطر المعارضة الوطنية الديمقراطية. واليوم ومن خلال شراكتنا الراسخة في لجنة التنسيق والتشاور لأحزابنا القومية التي تضم، إلى جانب المنظمة الآثورية الديمقراطية، حزب الاتحاد السرياني والحزب الاشوري الديمقراطي، فإنّنا أكثر تصميماً من أيّ وقت مضى على تطوير تفاهماتنا السياسية، والارتقاء بعملنا المشترك بما يلبّي أماني وتطلّعات شعبنا السرياني الآشوري. تصميمنا هذا يشمل أيضا، وبالتوازي، تعزيز علاقاتنا مع جميع مكونات الشعب السوري من عرب وكورد وتركمان وأرمن وغيرهم، مسيحيين ومسلمين وإيزيديين، ومع كافة القوى الوطنية الديمقراطية في سوريا من أجل بناء دولة ديمقراطية علمانية لا مركزية تقرّ دستورياً بحقوق الجميع وعلى أساس العدالة والمساواة والشراكة بين كافة السوريين.
يحلّ أكيتو هذا العام، وهو العام 6774 حسب التقويم البابلي الآشوري، بالتزامن مع الذكرى الثالثة عشر لثورة السوريين من أجل الحرية والكرامة والديمقراطية. في وقتٍ تتنامى فيه التهديدات النابعة من مخاطر الصراع على سوريا إقليمياً ودولياً. كما تنعدم فيه أسباب الأمن والاستقرار، وارتفاع معدّلات الهجرة بين الشباب بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية وتراجع مستوى المعيشة عند الغالبية الساحقة من السوريين. جرّاء تعطيل العملية السياسية من قبل النظام وحلفائه ودخولها حالة من الجمود بسبب غياب إرادة دولية للدفع بمسار الحل السياسي وفق القرار 2254. كل هذا يهدّد بمضاعفة محنة وآلام السوريين الذين عانوا من مآسي وأهوال الحرب على مدى أكثر من ثلاثة عشر عاماً. وهذا يتطلّب وضع نهاية لهذه المأساة المفتوحة، من خلال العمل الجاد على استعادة السلام والاستقرار، وهذا لا يمكن أن يتحقّق بدون ممارسة ضغوط دولية حقيقية على النظام وحلفائه من أجل السير في العملية السياسية وتطبيق القرار 2254 بكامل بنوده، وبِما يفضي إلى انتقال حقيقي من النظام الشمولي إلى نظام ديمقراطي عصري، يليق بتضحيات السوريين ويلبّي تطلعاتهم، وينهي المعاناة التي يعيشونها، وينقلهم من حالة الحرب إلى حالة السلام والاستقرار والازدهار.
إن الاحتفال بعيد أكيتو، بما يحمله من معاني التجدّد والحياة والقيامة، وانتهاء الآلام وانبلاج النور بعد الظلمة، يصادف هذا العام احتفالات المسيحيين في سوريا والعالم بعيد القيامة المجيد وفق التقويم الغربي. وبهاتين المناسبتين الكبيرتين فإننا في المنظمة الآثورية الديمقراطية نتقدم بالتهاني والتبريكات من أبناء شعبنا السرياني الآشوري بكافة أحزابه وكنائسه وطوائفه ومؤسساته، في الوطن وفي دول الشتات، على أن يكون أكيتو ٦٧٧٤ عام خير وأمان وازدهار على اوطاننا وشعبنا وكافة دول وشعوب المنطقة والعالم، لتنتهي حقبة الصراعات السياسية والعسكرية التي تفتك بالمنطقة ويدفع ثمنها الفقراء والبسطاء، ولكي تنعم جميع شعوب الأرض بالسلام والحرية والقيامة والنور والفرح تماما كما يجسدها أكيتو.
الحرية للمطرانين يوحنا إبراهيم وبولص يازجي ولكل المعتقلين في سوريا
تحيّة إجلال وإكبار لشهدا شعبنا السرياني الآشوري وشهداء وطننا سوريا
وكل أكيتو وأنتم جميعاً بألف خير
سوريا 30 آذار 6773 آشورية 2024 ميلادية
المنظمة الاثورية الديمقراطية
