يعيش بعض الساعين إلى منصب المرشد مثل حسن الخميني وإبراهيم رئيسي ومحمد خاتمي وموسوي خوئيني في حلم الوصول إلى هذه المكانة
عضو مجلس خبراء القيادة محمد علي جزائري قال إن المجلس اختار خليفة خامنئي لكن يبقى اسمه سراً (أ ف ب)
ملخص
خلافاً للقانون وتأكيد التعاليم الدينية ورغم أن حسين الخميني يعد الحفيد الأكبر للخميني لكنه لم يحظ بمكانة مثل ابن عمه حسن الخميني الذي أصبح مديراً لمقبرة جده ووالده.
كان حسين الخميني حفيد مؤسس النطام من المقربين إلى جده مؤسس النظام روح الله الخميني حيث إنه وريث ابنه مصطفى وحفيد مرتضى حائري ابن مؤسس الحوزة الدينية في قم. وكانت اليقظة التي تمتع بها حسين الخميني خلافاً لعمه أحمد الخميني الأمي المنقاد وراء أهوائه قد أدت إلى منحه مكانة خاصة لدى أنصار جده الخميني.
كان حسين الخميني دائماً يرافق جده وانتقل معه إلى قم لكنه اقترب أكثر إلى جده من والدته. كان يتلقى العلوم الدينية ويمارس السياسة. اقترب سريعاً إلى أبو الحسن بني صدر أول رئيس بعد الثورة وعندما كان يتردد إلى طهران كان يشكو لبني صدر من بعض المضايقات وهذه العلاقة المقربة أدت إلى طي ملفه سريعاً. اعتقل بأمر من جده بعد إقالة بني صدره ونقلوه من مشهد إلى قم برفقة عدد من العملاء المسلحين فقرر جده من أبيه إيذاءه لكن احتواه جده من أمه.
توفي جده من أبيه (الخميني) وبقي حسين الخميني وجده من والدته منهمكاً بالدراسة والإدمان. وبعدما انتقل إلى الخارج ندد باستبداد وثورة جده واجتمع مع الأمير رضا بهلوي لكنه لم يطق الابتعاد عن النار وعاد إلى إيران وبعدما هددت جدته خامئني اكتفى فقط بوضعه في الإقامة الجبرية وعندما عاد مجدداً إلى العراق لم يتفوه بانتقاد النظام عدا إنه قال إنه يفضل أن يكون بائعاً للشموع في النجف من أن يكون أستاذاً في الحوزة الدينية.
وبعد سنوات من المرض والإنهاك ظهر مؤخراً على كرسي متحرك في مراسم وفاة آية الله موسوي بجنوردي والد زوجة ابن عمه حسن الخميني.
خلافاً للقانون وتأكيد التعاليم الدينية ورغم أن حسين الخميني يعد الحفيد الأكبر للخميني لكنه لم يحظ بمكانة مثل ابن عمه حسن الخميني الذي أصبح مديراً لمقبرة جده ووالده. وعندما قرروا تحويل قبر الخميني إلى مزار فتح هذا الإجراء أمامه فرص الوصول إلى المال وتحقيق مكانة في البلاد وتطور لديه حلم القيادة على مر الزمن.
أما المرشد لن يتبنى الصمت وسيعمل على تدبير أمر ما مثلما حدث لوالده أحمد الخميني الذي توفي في ظروف غامضة. فرأينا أخيراً أن جميع قادة الحرس الثوري والجيش ذهبوا للقاء حسن الخميني. هذه اللقاءات غير المسبوقة أثارت لدى الإصلاحيين البهجة من دون أن يعرفوا سبب هذا الولاء. وذهب بعض المحللين إلى أن المرشد يريد إيجاد وفاق بين نجله مجتبى وحسن الخميني. لكنني سمعت بشكل متواتر أن ابن عمه حسين حذره من أن النظام ينوي تكرار ما تم تدبيره لوالده أحمد الخميني.
الانتخابات الأخيرة
بعد الانتخابات الأخيرة وتوحيد انتماءات الأعضاء الجدد في مجلس النواب وخبراء القيادة اقترب النظام من تنفيذ مشروع إبراهيم رئيسي وقد رافقت انتخابات مجلس خبراء القيادة والهيئة الرئاسية للمجلس تطورات مهمة.
وكان عدد من المرشحين لانتخابات مجلس خبراء القيادة قد تحدثوا عن موضوع خلافة خامنئي منهم محمد علي جزائري عضو مجلس خبراء القيادة لخمس دورات عن محافظة خوزستان والذي ترشح هذه المرة عن محافظة طهران. ادعى جزائري أن مجلس خبراء القيادة قد اختار خليفة خامنئي لكن يبقى اسمه سراً لكي لا يتعرض لمؤامرة من قبل الأعداء الذين يتربصون لاغتياله. ولم يتخذ مجلس خبراء القيادة أي موقف تجاه تعليق جزائري.
كذلك تحدث محمود محمدي عراقي وهو عضو مجلس خبراء القيادة والرئيس السابق لمجلس الدعاية الإسلامية، إذ قال لوكالة “إيلنا” أنه طرح موضوع خلافة أحد أبناء المرشد خلال ولاية محمد يزدي على مجلس خبراء القيادة لكن الموضوع توقف بسبب معارضة خامنئي. (هذا التصرف يعد من المجاملات المعروفة في سلوك خامنئي مثلما فعل خلال تسميته مرشداً للنظام).
الابن الثاني للمرشد
لم يذكر محمود محمدي عراقي اسماً خاصاً لكن من المؤكد أنه يقصد مجبتي الابن الثاني للمرشد ونظراً لأن محمدي عراقي لم يبرز وثيقة تصدق كلامه وأن حديثه كان على أساس الإشاعات يبدو أن هذا الموقف كان على أساس أوامر عليا.
لكن هذه المواقف لها أهمية سياسة ليس لأنها تصدر لأول مرة من أحد أعضاء مجلس خبراء القيادة ومن المسؤولين المقربين لمرشد النظام. ولم يصدر أي تعليق من أمانة مجلس خبراء القيادة ومكتب خامنئي حول هذه التصريحات. وإذا كان ما نقله عراقي صحيحاً فهذا لا يعني نفي توريث ولاية الفقيه لنجل خامنئي.
تولى خامنئي منصب ولاية الفقيه بالمجاملات والإشارات والتلميحات وعمل على بسط هيمنته بشكل كامل بالتدريج وجعل جميع أركان الحكم في قبضته وأن كلامه خلال تسميته مرشداً للبلاد بشأن عدم رغبته بتولي المنصب لم يكن جاداً.
معارضة خامنئي لتولي نجله منصب ولاية الفقيه – مثلما يدعي عراقي – يبدو أنه يمهد الطريق لمجتبى خامنئي لتولي قيادة البلد وفي النهاية سيعلنون أنه رغم معارضة المرشد فإن الخبراء رأوا أن مجتبى لديه المؤهلات اللازمة لقيادة البلد بعيداً عن كونه نجل مرشد النظام.
كما أن هذه الفرضية لا تنفي وجود إشارة خضراء وجهت إلى محمدي عراقي للحديث عن موضوع خلاقة مجتبى ليغيب بعدها الحديث عن ذلك وينهمك النظام بالمحاولة لتسمية ولي فقيه آخر إلى أن تكون الظروف مهيئة لتنفيذ السيناريو الذي يرغب به النظام.
لكن حديث محسن إسماعيلي وهو أحد أعضاء مجلس الخبراء من غير رجال الدين كشفت أكثر موضوع خلافة المرشد. فقال إسماعيلي في مقابلة إن الخبراء المعنيين بالبند 107 و109 من الدستور الإيراني لم يختاروا أحداً خليفة للمرشد ولم يفعلوا ذلك حتى إشعار آخر لكن المؤمنين والقائمين على الأمور يتابعون أداء عدد من المؤهلين لقيادة النظام وهذه القائمة تتغير باستمرار وهنالك من يدخل القائمة ويخرج منها ولم يقدم لحد الآن أي مرشح للمجمع العام لمجلس خبراء القيادة.
معسكر النظام
الوضع غير المستقر والمجهول الذي ذكره إسماعيلي يكشف بعض التفاصيل داخل معسكر النظام. على سبيل المثال في أوائل عقد 2010 كان صادق لاريجاني أحد أبرز النجوم التي لمعت في سماء المرشحين لمنصب ولي الفقيه لكنه أفل بالتدريج ولم يستطع الفوز في انتخابات مجلس خبراء القيادة في دورته السادسة. أما إبراهيم رئيسي لم يكن يتمتع بمكانة مرموقة داخل النظام مقارنة ببقية المرشحين المحتملين لكن يمكن القول إنه في تصور علم الهدى (إمام جمعة مشهد) وأجزاء من الحرس الثوري تحول إلى خيار جاد. أما مجتبى خامنئي يتردد اسمه منذ عقدين في الأوساط السياسية والإعلامية.
هذه الأمور تكشف أنه لم يتم اختيار أي من المرشحين بعد لكن هنالك بعض الخيارات لدى خامنئي. التدقيق في سلوك خامنئي وخاصة حضوره للمشاركة في التصويت من دون استخدام عصا يتوكأ عليها يكشف أنه لا يفكر بموت قريب.
من جهة أخرى تبين تجربة ولي الفقيه الأول (الخميني) أنه لا توجد قوانين وضوابط في انتخاب خليفة للمرشد والإعلان عنه ويعتبر النظام الإعلان عن خليفة المرشد في وقت مبكر أنه أمر يضعف مكانة ولي الفقيه كما أنه في الفقه الشيعي لا توجد ثقافة تعيين خليفة للمرجع الديني.
المرشد المستقبلي
كان مؤسس النظام روح الله الخميني يبدي حساسية بشأن سياسات المرشد المستقبلي واستمرار الوضع السياسي خلال ولايته، وعندما وجد حسين علي منتظري الذي كان خليفته لفترة مصراً في آرائه المتجددة والإصلاحية قرر اتخاذ القرار بمواجهته وامتنع عن تعيين خليفة من بعده.
من المحتمل أن يلجأ خامنئي إلى نفس الأسلوب، فهو يحرص كثيراً على أن يكون المرشد المستقبلي متطابقاً مع أدائه ليعمل من خلال هرم السلطة على ضمان استمرار النهج الذي رسمه خامنئي ويعد الانسجام المفروض على مجلس خبراء القيادة الحالية وسيلة لضمان وصول مثل هذا المرشد إلى سدة الحكم بعد خامنئي.
وقد كرر الكثير من المقربين منه بشكل مباشر وغير مباشر أن المسار المستقبلي للنظام سيكون على أساس البرامج التي وضعها خامنئي ولا يمكن إعادة النظر فيها أو تغييرها. خلافاً لسلوك التيارات المحافظة والإصلاحية التي تنتقد بعضها الآخر، سيكون خليفة المرشد داعماً لاستمرار السلطة أحادية الجانب التي يهيمن عليها المحافظون وسينتخب المرشد المستقبلي من بينهم.
الشعب عبر عن رأيه
وكان حديث خامنئي في آخر اجتماع لمجلس خبراء القيادة السابق قد كشف أنه يولي أهمية كبيرة إلى نشاط مجلس خبراء القيادة الجديد ومهمة انتخاب القائد.
وأوضح خامنئي في اجتماع عام 2014 في قم أن التدقيق والتشديد في أهلية المرشحين لانتخابات مجلس خبراء القيادة يعود إلى “مهمة مجلس خبراء القيادة في انتخاب المرشد. يجب أن تتوفر لدى المرشحين المؤهلات اللازمة لخوض انتخابات مجلس خبراء القيادة حتى يتمكنوا من اتخاذ قرارات صائبة في اليوم الموعود. هذه ليست مزحة. عليهم انتخاب المرشد عندما يتوفى المرشد الحالي. من ينتخبوا؟ هل ينتخبوا أحداً يقف بوجه هجوم الأعداء؟ ويتوكل على الله ويتحلى بصفات الشجاعة ويستمر بنهج الإمام أم يختاروا شخصاً آخر؟ هذا مهم جداً”.
وقال خامنئي: “عندما تصوتوا لأحد للانضمام إلى مجلس خبراء القيادة فإنكم بعملكم هذا تختارون المرشد الذي يملك مفتاح النهضة الثورية”.
وجود هذه الصفات لم يكتشفها أحد في مجتبى خامنئي نجل المرشد الحالي لذلك يعيش بعض الساعين إلى منصب المرشد مثل حسن الخميني وإبراهيم رئيسي ومحمد خاتمي وموسوي خوئيني في حلم تولي هذا المنصب. أما الشعب فقد أفصح عن رأيه في وقت سابق وأطلق في الشوارع شعار “سوف تموت يا مجتبى ولن تنال منصب القيادة”. علينا السعي أكثر حتى تحقيق هذا الشعار.
نقلاً عن اندبندنت فارسية