نقلت وسائل الإعلام الرسمية الروسية عن وزير الدفاع سيرغي شويغو قوله إن الغرب يريد توسيع الصراع في أوكرانيا إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وقال، في تصريحات أدلى بها في منتدى شيانغشان للدفاع في بكين اليوم الإثنين، إن حلف شمال الأطلسي يغطي على حشد القوات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ من خلال “التفاخر بالرغبة في الحوار”، حسبما ذكرت وكالة “تاس” الروسية للأنباء. وقال شويغو إن دول الحلف تروج لسباق تسلح في المنطقة وتزيد من وجودها العسكري وتزيد من وتيرة وحجم التدريبات العسكرية هناك.
أضاف أن القوات الأميركية ستستخدم تبادل المعلومات مع طوكيو وسول بشأن إطلاق الصواريخ لردع روسيا والصين. وفي الوقت نفسه، قال إن تحرك روسيا لإلغاء تصديقها على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية لا يعني نهاية الاتفاقية، مضيفاً أن روسيا لم تخفض عتبة استخدام الأسلحة النووية. وأشار إلى أن موسكو مستعدة لإجراء محادثات تسوية ما بعد الحرب للأزمة الأوكرانية بشأن مزيد من “التعايش” مع الغرب، لكن الدول الغربية بحاجة إلى التوقف عن السعي إلى إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، وتابع شويغو أن الظروف غير مهيأة بعد لإجراء مثل هذه المحادثات.
“قمة سلام”
وقال نائب وزير الخارجية الأوكراني ميكولا توتشيتسكي، أمس الأحد، إن بلاده تسعى إلى عقد “قمة سلام” عالمية هذا العام بعد أن اجتمع ممثلون دوليون في مالطا في مطلع الأسبوع لبحث صيغة السلام التي طرحتها كييف لحربها مع روسيا
وأضاف توتشيتسكي لـ”رويترز” بعد وقت قصير من ختام الاجتماع “هذا الهدف يظل ضرورياً وممكناً. لقد تبين أن هناك اهتماماً بذلك”. وأضاف أن رؤساء دول وحكومات سيحضرون القمة.
وقالت كييف إن اجتماع مالطا يومي السبت والأحد حضره شخصياً أو عبر الإنترنت ممثلون من 66 دولة. ولا تشارك روسيا في هذه المحادثات.
وقال توتشيتسكي إن اجتماع مالطا بحث خمس نقاط من صيغة طرحها الرئيس الأوكراني العام الماضي، وهي السلامة النووية والأمن الغذائي وأمن الطاقة والإفراج عن السجناء والمبعدين وسلامة الأراضي. وأضاف أن جهود أوكرانيا لكسب دول “الجنوب العالمي” لم تتأثر بالمواقف المختلفة إزاء الصراع بين إسرائيل و”حماس”، على رغم أن ذلك قد يزيد من صعوبة تسليط الضوء على أوكرانيا. وتساءل “هل الأحداث العسكرية في أنحاء أخرى (من العالم) تجعل الأمر أكثر صعوبة؟ بالطبع يمكنها ذلك، لكن هذا دليل آخر على أهمية صيغة الرئيس زيلينسكي، لأنها تتعلق بالسلام”.
وتسعى أوكرانيا منذ أشهر إلى بناء علاقات مع حكومات أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية، لكنها وجدت أن دعمها لإسرائيل يتعارض مع مواقف بعض تلك الدول.
وأضاف توتشيتسكي أن الصين لم تحضر اجتماع مالطا على رغم الجهود التي بذلتها أوكرانيا لإقناع بكين بإرسال ممثل.
وقال توتشيتسكي “الأسباب غير معروفة بالنسبة إليَّ. على ما أذكر، قال المندوب الصيني لي هوي في جدة إنه يعتزم الحضور”.
طريق مسدود
وكان رئيس بيلاروس وحليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ، قد قال إن روسيا وأوكرانيا عالقتان في طريق مسدود على جبهة الحرب بينهما، مضيفاً أنه يتعين على الجانبين الجلوس والتفاوض على إنهاء الصراع.
وأضاف لوكاشينكو “هناك ما يكفي من المشكلات على الجانبين، وبشكل عام، أصبح الوضع الآن في طريق مسدود بشكل خطر، لا يمكن لأحد أن يفعل أي شيء ويعزز موقفه أو يطوره بشكل كبير”. وتابع أنهم “هناك وجهاً لوجه حتى الموت متحصنين. الناس يموتون”.
وقال البيت الأبيض إن القوات الروسية واصلت توغلها هذا الأسبوع قرب مدينة أفديفكا المدمرة في دونيتسك وتكبدت خسائر فادحة، لكن الجبهة الشاسعة في أوكرانيا لم تتحرك على نحو يذكر في العام الماضي على رغم الهجوم المضاد العنيف الذي شنته كييف منذ أشهر.
وأشار لوكاشينكو، الذي قدم أراضي بلاده كمنصة انطلاق للهجوم الروسي واسع النطاق على أوكرانيا عام 2022، إلى أن مطالب أوكرانيا لروسيا بالانسحاب من أراضيها يجب حلها على طاولة المفاوضات “حتى لا يموت أحد”. وقال في مقطع مصور على شكل أسئلة وأجوبة نشر على الموقع الإلكتروني لوكالة “بيلتا” الرسمية للأنباء “نحن في حاجة إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى اتفاق”. وأضاف “كما قلت ذات مرة، ليست هناك حاجة إلى شروط مسبقة. الشيء الرئيس هو إعطاء أمر التوقف”.