ملخص
بينما دفعت الولايات المتحدة إسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة، أعربت إدارة الرئيس جو بايدن عن استعدادها لدعم تل أبيب في حالة وقوع هجوم من إيران أو عبر وكلائها
حذفت وكالة “مهر” الإيرانية للأنباء تقريراً من حسابها الرسمي على منصة “إكس” كان يفيد بإغلاق إيران مجالها الجوي فوق العاصمة طهران، ونفت في منشور جديد نشرها أي شيء من هذا القبيل.
وكانت الوكالة شبه الرسمية قد نقلت في التقرير الأصلي الذي نشر على “إكس” عن وزير الدفاع الإيراني قوله، إنه تم تعليق النشاط الجوي بالكامل فوق طهران اعتباراً من الساعة 20.30 بتوقيت غرينتش أمس الأربعاء “بسبب تدريبات عسكرية”.
وأثارت الوكالة المزيد من التوتر لفترة وجيزة وسط إعلان شركة الطيران الألمانية لوفتهانزا تعليق رحلاتها من وإلى طهران منذ السادس من أبريل (نيسان) الجاري وحتى اليوم الخميس على الأرجح “بسبب الوضع الحالي في الشرق الأوسط”.
رد إيراني مرتقب
وكانت مصادر مطلعة على معلومات استخباراتية لـ”بلومبيرغ” ذكرت، أن الولايات المتحدة وحلفاءها تعتقد أن إيران أو أذرعها على “وشك” شن “هجمات كبيرة” بصواريخ أو بطائرات مسيرة ضد أهداف عسكرية وحكومية في إسرائيل، رداً على استهداف قنصلية طهران في دمشق، ما يمثل تصعيداً كبيراً للصراع المستمر منذ 6 أشهر، بسبب حرب إسرائيل على قطاع غزة.
وتوقعت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن يتم الهجوم المحتمل، الذي قد تستخدم فيه صواريخ عالية الدقة، خلال “الأيام المقبلة”.
وذكر مصدر أن “ثمة اعتقاداً، بناءً على تقييمات الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية، أن الأمر مسألة وقت، وليس مجرد احتمالية”.
وأمس الأربعاء، قال المرشد الإيراني علي خامنئي إن إسرائيل “يتعين أن تعاقب. وستعاقب” على مهاجمتها السفارة الإيرانية في دمشق.
وفي رد واضح على ما قاله خامنئي، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الأربعاء، إن إسرائيل سترد على إيران داخل أراضيها إذا شنت طهران هجوماً من هناك.
ترقب إسرائيلي
وأبلغت إسرائيل حلفاءها أنها تنتظر الهجوم الإيراني قبل شن هجومها البري على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وذلك على رغم عدم وضوح موعد بدء هذه العملية.
ووفقاً للمصادر، فإن المعلومات الاستخباراتية الأميركية والغربية تشير إلى أن هجوماً من إيران ووكلائها لن يأتي بالضرورة من شمال إسرائيل، التي تشهد اشتباكات مستمرة منذ أشهر مع جماعة “حزب الله” اللبنانية.
ومنذ الهجوم الذي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق، نفذت إسرائيل غارة جوية ليلية على لبنان، أودت بحياة قيادي كبير في “حزب الله”.
ويتفق المسؤولون الإسرائيليون مع وجهة نظر الحلفاء، مهددين طهران علناً بأنها إذا ضربت الأراضي الإسرائيلية، فإن تل أبيب ستضرب الأراضي الإيرانية.
من جانبه، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن مجدداً دعمه “الثابت” لإسرائيل في مواجهة تهديدات إيران بالرد على الهجوم الدامي على قنصليتها في دمشق، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال بايدن، خلال مؤتمر صحافي مشترك في البيت الأبيض أمس الأربعاء، مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، إن إيران “تهدد بشن هجوم كبير ضد إسرائيل”.
وأضاف “كما أخبرت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فإن التزامنا بأمن إسرائيل، في مواجهة هذه التهديدات من إيران وحلفائها، ثابت”.
وتابع الرئيس الأميركي “أكرر: ثابت. سنفعل كل ما في وسعنا لحماية أمن إسرائيل”.
يأتي هذا التعليق في ظل توتر بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي على خلفية طريقة إدارة الحرب بين الدولة العبرية وحركة “حماس” في غزة.
ودمر الهجوم القنصلية الإيرانية في دمشق وأدى إلى مقتل 16 شخصاً، وفق “المرصد السوري لحقوق الإنسان”. ونعى الحرس الثوري الإيراني سبعة من أفراده في الهجوم، بينهم ضابطان كبيران.
وتوعدت إيران بالرد على هذه الضربة التي أدت إلى تفاقم التوترات الإقليمية على خلفية الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة “حماس” الفلسطينية المدعومة من طهران.
حرمة السفارات والقنصليات
والتزمت الولايات المتحدة الصمت في رد فعلها العلني على ضربة الأول من أبريل، قائلة إنها لم تحدد ما إذا كانت إسرائيل قصفت المنشأة الدبلوماسية، وهو ما يشكل انتهاكاً للاتفاقيات الدولية بشأن حرمة السفارات والقنصليات.
وقررت إسرائيل، الأسبوع الماضي، إغلاق 28 مقراً دبلوماسياً لها بمختلف أنحاء العالم، بشكل موقت، بعد تحذيرات أمنية ومخاوف من هجمات انتقامية قد تشنها إيران.
وكان مستوى التأهب في البعثات الإسرائيلية بالخارج مرتفعاً بالفعل في أعقاب الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، لكن في أعقاب استهداف إسرائيل للسفارة الإيرانية في دمشق، تم إعلان جميع البعثات الإسرائيلية بجميع أنحاء العالم في حالة تأهب قصوى، بحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت”.