أفاد المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي، بأن زيارة الوفد العراقي برئاسة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الى واشنطن ليست أمنية ولا عسكرية.
السوداني وصل إلى الولايات المتحدة يوم أمس السبت، على رأس وفد حكومي ونيابي وممثلين عن القطاع الخاص، في زيارة رسمية بدعوة من الرئيس الأميركي جوزيف بايدن.
ووقع العراق والولايات المتحدة اتفاقيتين في عام 2008، هما اتفاقية (صوفا) التي حددت “الأحكام والمتطلبات الرئيسة التي تنظم الوجود المؤقت للقوات العسكرية الأميركية في العراق وأنشطتها فيه وانسحابها من العراق”، واتفاقية الإطار الستراتيجي.
وانتهى العمل بالاتفاقية الأولى مع انسحاب القوات الأميركية من العراق في كانون الأول 2011، فيما تشكل الثانية إطاراً للعلاقات بين البلدين في المجالات السياسية، والأمنية، والدبلوماسية، والثقافية، والتعليمية، والبيئية.
تفعيل اتفاقية الاطار الستراتيجي
حول ملفات الزيارة، قال العوادي، المتواجد مع رئيس الوزراء حالياً في واشنطن، لمراسل شبكة رووداو الاعلامية ديار كوردة، يوم الأحد (14 نيسان 2024) إن “العنوان الاساسي الواضح للزيارة بكل تأكيد هو تفعيل اتفاقية الاطار الستراتيجي”.
وأضاف أن “العلاقات الامنية والعسكرية باعتبارها الملفات المهمة حافظت على طبيعة العلاقة بين أميركا العراق منذ عام 2003 والى اليوم، وبالتالي اتفق الطرفان العراق والأميركي قبل عدة اشهر على تشكيل اللجنة المشتركة العليا للتباحث في مستقبل مهمة التحالف الدولي في العراق ونتائج مناطة بهذه اللجنة حصراً”.
زيارة السوداني “ليست أمنية”
ونوّه الى أن “قيادات البلدين تنتظر ما تؤول له هذه المباحثات المهنية العسكرية البحتة جداً”، مبيناً أن “الزيارة ليست أمنية وليست عسكرية، ولذلك لا يوجد أي مسؤول أمني أو عسكري ضمن الوفد الملحق برئيس الوزراء”، بل أن “الزيارة لتفعيل اتفاقية الاطار الستراتيجي”.
“سبعة أبواب مهمة، لدينا الاقتصاد ولدينا الاستثمار والزراعة والتعليم والبيئة والمناخ، وهناك أبواب أخرى كثيرة سيتم بحثها في هذه الزيارة، لكي نرتقي بالعلاقات العراقية الأميركية الى علاقات ثنائية ومستقبل أوضح من السابق”، وفقاً للعوادي.
المتحدث باسم الحكومة العراقية، ذكر أن “حكومة السوداني تنظر الى العلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية الى كونها علاقة ستراتيجية، والولايات المتحدة حليف ستراتيجي للعراق”، لافتاً الى أن “العراق ينظر الى هذه العلاقة باحترام كبير، وتسعى الحكومة العراقية الى تطوير هذه الصداقة وأن نخرج هذه الصداقة من الطابع الأمني والعسكري”.
شركات أميركية تود الانخراط في العراق
في الشأن الاقتصادي، أشار العوادي الى أن “هنالك شركات أميركية كبرى منخرطة داخل العراق وهنالك شركات أخرى ترغب بالانخراط داخل العراق”، موضحاً أن “استقرار العراق خلال السنة والنصف الماضية من حكومة السوداني أعطى آمالاً كبيرة في استقرار المنطقة بصورة حقيقية”.
ورأى ضرورة “الانتقال بالعلاقة الاميركية العراقية الى ما هو أوسع من كوننا نعيش تحديات أمنية”، مردفاً أن “ملفات مهمة يرغب الرئيس الاميركي مناقشتها مع رئيس الوزراء العراقي، ويرغب العراق أيضاً في أن يفعلها من خلال اتفاقية الاطار الستراتيجي”.
كما قال العوادي: “اعتقد ان الجدول حافل، واللقاء سيكون انتقالة كبيرة في العلاقات العراقية الاميركية منذ أن تأسست ولحد اليوم، وكل المسؤولين المتواجدين ضمن الوفد العراقي يشكلون جوانب حكومية اقتصادية استثمارية في الطاقة والزراعة والتعليم وغيرها”.
انهاء مهمة التحالف الدولي
في الشأن الأمني، بيّن العوادي أن “مهمة انهاء التحالف الدولي في العراق تم التوافق عليها من قبل الطرفين لاحقاً وشكلنا اللجنة الأمنية المشتركة العليا وعقدت ثلاث جلسات مستمرة، وعقدوا جلسة قبل عدة ايام قبل زيارة رئيس الوزراء الى واشنطن، وبالتالي تسير الأمور من خلال اللجنة الأمنية المشتركة العليا”.
ونوّه الى أن “ما تقرره هذه اللجنة الأمنية المشتركة العليا باعتبارها لجنة عسكرية مهنية تضم عسكريين مهنيين سيلتزم به الطرفان العراقي والأميركي”.
“الكورد مواطنون عراقيون من الدرجة الأولى”
بشأن العلاقة بين الحكومة الاتحادية واقليم كوردستان، أكد العوادي أن “المحكمة الاتحادية أعطت قراراً بتوطين رواتب الموظفين في اقليم كوردستان، وهو ملزم لكل الجوانب، سواء في بغداد أو في اقليم كوردستان وهذا الزام دستوري”.
وأوضح أن “مسؤولي الحكومة العراقية وقعوا الاتفاق مع مسؤولي اقليم كوردستان وستمضي هذه الاتفاقات بصورة صحيحة”، لافتاً الى أن “الحكومة الاتحادية في بغداد تنظر الى كل مواطن كوردي على أنه مواطن عراقية من الدرجة الأولى، وهي لا تفرق بين أي مواطن سواء في كوردستان أو في الوسط أو في الجنوب”.
“الحكومة العراقية، ولكي تساعد في انهاء أي معاناة سواء في الرواتب أو في الطاقة أو في الكهرباء، لن تتوانى في تقديم يد المساعدة الى كل المواطنين وبالتحديد مواطني اقليم كوردستان”، حسب العوادي.
المتحدث باسم الحكومة العراقية، أضاف: “قد تكون هنالك بعض الأمور الدستورية او الفنية التي تؤخر هذه القضايا، لكن اقليم كوردستان يعرف نوايا الحكومة العراقية ونوايا رئيس الوزراء بأنه مع تنفيذ كل القوانين دستورياً وقانونياً وايضاً في التفاعل مع كل الطلبات والقضايا والهموم التي يعيشها مواطنو اقليم كوردستان”، مضيفاً: “لديكم صديق مهم في بغداد وهو يتفاعل معكم جيداً”.
“كوردستان جزء أصيل من العراق”
العوادي شدد على أن “كوردستان جزء أصيل من العراق، والانتخابات تعكس الحالة الديمقراطية بعموم العراق وأيضاً تعكس الحالة الديمقراطية في اقليم كوردستان وهي التبادل السلمي للسلطة وهي تعكس اهمية مشاركة الموطانين الكورد في صنع القرار السياسي في اقليم كوردستان”.
ورأى أن “عملية صنع القرار السياسي في اقليم كوردستان هي جزء من صنع القرار السياسي في بغداد، وبالتالي كلما يكون هنالك توافق وهو موجود على اجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها المحدد سيعطي الاقليم صورة وضاءة وتنعكس بالايجاب على عموم الوضع العراقي”.
ويرافق السوداني في زيارته الى الولايات المتحدة الأميركية وفد من إقليم كوردستان، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى حل المشاكل بين أربيل وبغداد.