رووداو ديجيتال
أكد نائب رئيس معهد الدراسات السياسية والدولية التابع لوزارة الخارجية الإيرانية، خليل شيرغولامي، أن رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني “صوت مهم جداً للحكمة في كوردستان والعراق بأكمله”.
وقال في مقابلة خاصة مع شبكة رووداو الإعلامية، أجراها نوينر فاتح، “إننا نراه صوتاً مهماً جداً للحكمة في كوردستان والعراق بأكمله”، مضيفاً أن “شخصيته وحكمته وإحساسه الإنساني المهم والفريد أمر لافت حقاً”.
“أننا في إيران نعرف السيد بارزاني بشكل إيجابي جداً، وهو معروف جداً لدى الرأي العام والسياسيين الإيرانيين” أضاف نائب رئيس معهد الدراسات السياسية والدولية التابع للخارجية الإيرانية.
أدناه نص المقابلة:
رووداو: السيد خليل شكراً على هذه الفرصة، وأهلاً بكم في السليمانية، سعيد جداً بالحوار معكم اليوم.
خليل شيرغولامي: تحية لكن. من دواعي السرور البالغ لي أيضاً أن أكون اليوم معكم.
رووداو: شكراً.
خليل شيرغولامي: كما أود أن أشكر من الأعماق متابعيكم وإخوتنا الكورد، وأرجو أن يكون حوارنا مثمراً.
رووداو: أرجو ذلك. شكراً لك، السيد شيرغولامي، أريد أن أبدأ بخطاب الرئيس نيجيرفان بارزاني. لا شك أنكم سمعتموه. لقد تحدث عن فلسطين وقال إن إقليم كوردستان العراق يدعم دولة فلسطينية. كيف تنظرون إلى هذا الموقف من الرئيس نيجيرفان بارزاني؟
خليل شيرغولامي: بداية، أود أن أعرب عن امتناني للرئيس الدكتور برهم صالح على دعوته وتنظيم هذه الاستضافة الفريدة في هذا المؤتمر الرائع. هذه أرضية جيدة للقاء والتحدث مع بعض حول القضايا المهمة جداً في وقت مهم جداً.
فيما يتعلق بتصريحات السيد نيجيرفان بارزاني، أود قبل كل شيء أن أؤكد أننا نراه صوتاً مهماً جداً للحكمة في كوردستان والعراق بأكمله. إن شخصيته وحكمته وإحساسه الإنساني المهم والفريد أمر لافت حقاً. أود أيضاً أن أؤكد على حقيقة أننا في إيران نعرف السيد بارزاني بشكل إيجابي جداً، وهو معروف جداً لدى الرأي العام والسياسيين الإيرانيين. يجب التأكيد على ذلك من البداية.
أما بالنسبة لخطابه والجزء المتعلق بالقضية الفلسطينية، فإنكم تعلمون أن القضية الفلسطينية تهم جميع المسلمين. فمنذ أكثر من سبعة عقود، منذ الأيام الأولى لاحتلال فلسطين من قبل النظام الصهيوني، ظلت فلسطين مصدر قلق وجرحاً دامياً لجميع المسلمين في كل مكان، بما في ذلك العراقيون والإيرانيون، وفي كل مكان.
كما تعلمون، أثبتت التجربة حقيقة أنه ما لم تتم حماية الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، لن يكون هناك حل لهذه الأزمة التي طال أمدها، والتي هي السبب الجذري للعديد من حالات عدم الاستقرار والصراعات في منطقتنا. ثم في هذه الأيام، وما حدث في 7 تشرين الأول، وبعد إراقة الدماء والفظائع التي ارتكبها النظام الصهيوني في غزة، منح دفعة جديدة للقضية الفلسطينية بين شعوبنا. الحقيقة هي أننا بحاجة إلى التفكير في القضية الفلسطينية، ويجب علينا مساعدة الفلسطينيين في الحصول على ما يستحقونه. هذا أمر بديهي للغاية وأساس للتفكير في بعض الأمور لحل هذه الأزمة التي طال أمدها.
كذلك، فإن العائق أمام قيام دولة فلسطين هو الفلسفة السياسية للصهيونية، والتي لا تنظر للفلسطينيين كبشر ولا ترى أي حقوق لهؤلاء الناس بينما يحتلون أرضهم ويقتلونهم كل يوم. ولا يرون أن لهم أي حق. وطالما لدينا مثل هذه الظروف وإدارة يهودية متطرفة في تل أبيب تشجع إغفال قضية الفلسطينيين وانتفاضتهم، فلن يكون هناك حل على الأرض. هذا ما نجده في كل مكان من منطقتنا. إن ما سمعته وفهمته من خطاب السيد بارزاني هو نفس التأكيد على الحقوق الأساس للشعب الفلسطيني.
رووداو: كما تحدث الرئيس نيجيرفان بارزاني اليوم عن إيران، وقال إن إيران جارة صديقة، ووصف إيران بالـ”الصديقة”.
خليل شيرغولامي: هذا صحيح.
رووداو: … “صديقة لإقليم كوردستان”، أود أن أسأل عن شكل العلاقة الآن بين إقليم كوردستان العراق وإيران.
خليل شيرغولامي: كما تعلمون، نحن أمة واحدة ونحن متجذرون في التاريخ منذ سنوات ولدينا الكثير من المشتركات. لدينا العديد من التقاليد والجوانب الثقافية المشتركة. تمتعنا بعلاقات جيدة جداً بين إيران وإقليم كوردستان العراق. ثم أننا أمة شقيقة ساعدنا بعضنا البعض في العديد من المشاكل وفي العديد من الأوقات المهمة في تاريخنا. هذه حقيقة، والسبب في المد والجزر في علاقاتنا في بعض الأحيان قد يكون مشاكل بسيطة أو سوء فهم في علاقاتنا الداخلية جداً والودية.
نحن بحاجة إلى التركيز على مجالات الصداقة والأخوة بين أمتينا. هذا مهم جداً. كما ينبغي أن نحاول حل مجالات الخلاف البسيطة التي تبرز في بعض الأحيان من خلال التفاوض والحكمة. هذا مهم جداً. نحن متعاطفون مع إخواننا الكورد هنا في كوردستان. لدينا نفس التعاطف الإيجابي معهم. كما تعلمون، لدينا العديد من قنوات التعاون. توجد قنوات اتصال عديدة بين شعبنا وشعبكم. في بعض الأحيان ينتمون لنفس العائلة. في بعض الأحيان لديهم مساحة كبيرة جداً للتواصل. ثم أن الوضع إيجابي للغاية من هذا الجانب. لذا، من المهم تقدير هذه العلاقة والصداقة ومحاولة تعزيز العلاقة بطرق مختلفة، ومن بينها الفهم الأعمق لبعضنا البعض، فهو مهم للغاية. لأن التفاهم هو جوهر التعامل وجوهر الانسجام. نحتاج بالتحديد إلى مساعدة جيلنا الجديد في إيران وكوردستان على التعرف على بعضهم البعض حتى يتمكنوا من العمل معاً. هذا مهم جداً. كما هي الحال الآن. ما نحتاجه هو تعزيز هذه العلاقات بشكل جيد.
رووداو: كما قلت، في بعض الأحيان يكون هناك مد وجزر في هذه العلاقات. هل نحن الآن في حالة المد أم الجزر؟ إن صارحتك القول، العلاقة قد لا تكون الآن بأفضل شكل يريده الطرفان. سؤالي هو: أين هي المعوقات التي تعترض العلاقات بين إقليم كوردستان العراق وجمهورية إيران الإسلامية؟ ما هو هذا الخلاف والعائق؟
خليل شيرغولامي: كما تعلمون، هناك بعض المخاوف الأمنية من جانب إيران بشأن أنشطة بعض الجماعات الإرهابية التي تتسلل أحياناً إلى إيران وتنفذ أنشطة غير قانونية أو أعمالاً إرهابية في بلادنا. كان هذا موضوع الاتصالات بين المسؤولين الإيرانيين والكورد عدة مرات. لدي قناعة كاملة بأننا نستطيع العثور على حل لهذا. قد تكون لدينا تفسيرات مختلفة للمشكلة. لكن في نفس الوقت، سيكون من الجيد محاولة تبديد المخاوف والمخاوف الأمنية لكل جانب. كما حدث مع العديد من المشاكل الأخرى أيضاً. كما تعلمون، كانت هناك تهديدات أمنية مشتركة لكوردستان وإيران، وخاصة داعش. أنتم على دراية بالتجربة التاريخية للتعاون بين شعبينا في الحرب ضد إرهابيي داعش.
رووداو: نعم.
خليل شيرغولامي: لذلك أعتقد أنه يمكننا الحصول على نتائج جيدة من خلال التواصل ومحاولة التحدث مع بعضنا البعض. هذا ليس شيئاً يمكن أن يعترض سبيل علاقتنا. أعتقد أن هذا يمكن حله من خلال مفاوضات وتعامل أعمق بين الجانبين.
رووداو: أنت ترى أن هذه القضايا يجب حلها من خلال المفاوضات. والحقيقة أنني سمعت نفس الرأي من قادة إقليم كوردستان. سؤالي هو: بينما لدى الجانبين في جمهورية إيران الإسلامية وإقليم كوردستان العراق نفس وجهات النظر بشأن حل مشاكلهما وسوء الفهم بينهما، وكما قلت، أحياناً بسبب تفسيرات مختلفة للمخاوف، لماذا تفشل المفاوضات وتمتد إلى استخدام وسائل أخرى كالهجمات واستخدام القوة العسكرية؟
خليل شيرغولامي: لم تستخدم إيران قط القوة العسكرية ضد أصدقائنا الكورد. النقطة هي، نعم، كما قلت، قد تكون هناك أدلة مختلفة عند كلا الجانبين، لكن ما حدث في الماضي كان تهديداً وشيكاً لإيران من قبل بعض العوامل الخارجية التي لم تكن بالضرورة في مصلحة إقليم كوردستان. لذلك فإن إيران لم تستهدف أصدقاءنا هنا، أعني الحكومة والشعب في إقليم كوردستان، لكن النقطة المهمة هي أنه يمكن، بل يجب أن تكون هناك مبادئ للتقارب تصبح موضوع المفاوضات بين الجانبين. من بينها الاتفاقية الأمنية بين إيران والعراق. ولعلنا نستطيع على أساسها أن نجعل إقليم كوردستان العراق موضع تعاون.
أعتقد أن ذلك يمكن أن يكون نقطة بداية في مفاوضاتنا ومحاولة فهم مخاوف بعضنا البعض ومحاولة حل المشاكل الحالية. أنا واثق تماماً من أن هذا لن يحد من تعاوننا في المستقبل، نظراً لحقيقة أن صداقتنا متجذرة في التاريخ ولدينا العديد من مجالات المصالح والقيم المشتركة التي تمكننا من تجاوز هذا الوضع بسهولة. .
رووداو: قلتم في كلمتكم اليوم والتي استمتع إليها، إن جمهورية إيران الإسلامية لا تريد أن يصبح العراق ساحة حرب، لكن قد يتساءل أحدهم في إقليم كوردستان: لماذا هاجمت إيران إقليم كوردستان العراق عدة مرات في السنوات الأخيرة، إن كانت لا تريد أن يتحول هذا الإقليم وهذا البلد إلى ساحة حرب؟
خليل شيرغولامي: نعم، من المهم جداً أن يكون هناك فهم لذلك من الجانب الآخر، كما تعلمون، كنت أتحدث عن حقيقة وجود حركات داخلية واحتلال في العراق. مصدر العديد من المشاكل في منطقتنا هو احتلالان: الأول هو احتلال الإسرائيليين لفلسطين. والثاني الذي هو مصدر إزعاج كبير في منطقتنا وفي العراق خاصة، هو وجود الأميركيين هنا في العراق وفي بعض أجزاء المنطقة والتي ليست مصدر أمن واستقرار بل هي مصدر عدم استقرار، عندما ندقق فيها. بناء على ذلك، أعتقد أننا بحاجة أولاً إلى فهم الديناميكيات الأساس داخل كل بلد فيما يتعلق بالظواهر السياسية. فمثلاً في العراق هناك العديد من الأعذار ضد إيران لإنشائها مجموعات مقاومة، وهذا ليس هو الحال، لأنه متجذر في الديناميكيات المحلية للمجتمع العراقي. أنظر إلى بعض ما حدث للعراق بسبب ظهور داعش وما اقترفه ضد الشعب العراقي والذي كان تهديداً مباشراً لكل عراقي، وعلى هذا الأساس قرر العراقيون خوض المواجهة ووضع حد لهذا التهديد المباشر الذي كاد يؤثر على كل مكان في العراق حتى في كوردستان كما تعلمون. هذه حقيقة، هناك بعض الديناميات الداخلية في العراق لوجود أشخاص لديهم وجهات نظرهم الخاصة حول المشاكل والتحديات مثل الاحتلال أو وجود قوات أجنبية في هذه المنطقة.
فيما يتعلق بإقليم كوردستان، كما أخبرتك، لدينا وجهات نظرنا الخاصة وهناك بعض الأدلة وكان هناك بعض المخاوف الأمنية الخطيرة من جانب إيران بشأن الإسرائيليين الذين يريدون التأثير على هذه المنطقة والقيام ببعض الأشياء ضد إيران، وهناك وثائق وأدلة في هذا السياق.
لذلك، أعتقد أن أفضل طريقة لحل كل هذه القضايا هي من خلال المفاوضات والموقف الإيجابي من الجانبين. وواثق جداً من أننا نستطيع بحكمة الجانبين العثور على طرق لحل كل المشاكل، وهذا ممكن جداً.
رووداو: طيب، هذه الوثائق، هل زودت إيران العراق أو إقليم كوردستان بهذه الوثائق التي تثبت حسب رأيكم مبررات هجماتها؟
خليل شيرغولامي: أنا لست في هذا الموقع. كما تعلمون، هذه مسألة يجب على المسؤولين عنها مناقشتها وشرحها. أنا لست في هذا الموقع، ولكن يمكنني أن أقول لكم إنه كانت هناك جولات عديدة من الاتصالات بين الجانبين. وكما أخبرتك، قد تكون لدينا تفسيرات مختلفة للوضع. إذا كان الأمر كذلك، فهذا لا يعني أننا لا نستطيع أن نفعل أي شيء آخر. يمكننا بالتأكيد أن نقدم مساهمتنا الإيجابية في العلاقات الودية ونحاول حل جميع المشاكل. وأعتقد أن هذا أمر يمكن معالجته من خلال قنوات الاتصال المتنوعة بين شعبينا، مثل أفراد الأمن والسياسيين وغيرهم.
رووداو: ذكرتم أن هناك اتفاقية أمنية بين إيران والعراق، وإقليم كوردستان مشارك في هذه الاتفاقية الأمنية. هل إقليم كوردستان العراق والحكومة العراقية ملتزمان تماماً بهذه الاتفاقية؟
خليل شيرغولامي: العراق كدولة ذات سيادة ومستقلة، أعني كدولة وطنية، تتمتع بأنها شاملة. على هذا الأساس، وبغض النظر عن النظام السياسي والنظام الفيدرالي وكل شيء، فإن هذا هو التزام الحكومة العراقية. هذه اتفاقية ثنائية. بغض النظر عن كل تفاصيل أو مناطق الصراع الداخلي العراقي، نرى أن الحكومة العراقية شريك في هذه الاتفاقية. كما ستعمل الحكومة العراقية على حل أي صراعات وتوترات داخلية من خلال المفاوضات ومحاولة تحقيق ذلك داخل البلاد. نحن نعتقد ذلك.
رووداو: نعم، لكن هل العراق ملتزم بهذه الاتفاقية؟ أثناء تقييمك لهذه الاتفاقية، عندما نتحدث عن اتفاقية، فهي بين طرفين ويجب على الطرفين الالتزام بها. هل التزم العراق حتى الآن؟
خليل شيرغولامي: أكدت الحكومة العراقية مراراً التزامها. كما كانت هناك بعض المشاكل الفنية في تنفيذ العراق للاتفاقية. في الواقع، إنها مسألة تفاوض بين البلدين، وعندما تقول الحكومة العراقية وتصر على أنها ملتزمة بتنفيذ الاتفاقية، أعتقد أنه يمكننا العمل معاً لتنفيذ الاتفاقية أو تنفيذ كل تفاصيل الاتفاقية وحل مشاكلها التقنية القائمة.
رووداو: سيد خليل شيرغولامي، في الهجوم الإيراني الأخير على أربيل قُتل رجل أعمال بالإضافة إلى صديق له وابنته البالغة من العمر سنة واحدة. أود أن أعرف موقفكم من هذا الأمر. هل قام ممثلوكم في أربيل، في القنصلية الإيرانية، بزيارة هذه العائلة؟
خليل شيرغولامي: كما تعلمون، النقطة المهمة هي أننا بحاجة إلى فهم مواقف بعضنا البعض، عندما ننظر إلى الوضع من أي من الجانبين. يمكنك أنت أيضاً أن تنظر إلى ما حدث في كرمان بإيران، وبحسب بعض الأدلة كان هناك تورط من جهات خارجية، وقُتل أكثر من 100 شخص بريء في أقل من ساعة. لذلك فهذه هي النقاط التي يمكن التفاوض عليها بين الجانبين. أنا أفهم أن هناك وجهات نظر. هناك مفاهيم خاطئة، وأحياناً سوء فهم. وقد يكون لذلك بعض العواقب العملية السلبية على الجانبين، لكن من المهم التفكير بجدية شديدة وبموقف إيجابي تجاه مخاوف الجانبين من أجل التوصل إلى حل من خلال طريقة التعامل هذه. وهذا هو الشيء المهم لمستقبل العلاقات.
رووداو: بالنسبة لي، أنت الجانب الآخر، لأنني أسمع الأخبار في إقليم كوردستان العراق. كيف هي العلاقة بين إيران والحزب الديمقراطي الكوردستاني؟
خليل شيرغولامي: كما تعلمون، لقد كانت قضية صعبة بسبب حقيقة أن هناك قضايا خلاف، وهناك قضايا اختلاف، ولكن ما نعتقده بشأن كوردستان بشكل عام هو أنه إقليم شعب ودود، شعب صديق للإيرانيين، ولدينا نفس المشاعر الإيجابية تجاههم. لذلك أعتقد أنه بغض النظر عن الأقسام المختلفة، فإننا بحاجة إلى النظر إلى الموضوع برمته، أي النهج العام مقابل بعضنا البعض، لأنه في النهج العام لدينا العديد من الجوانب المهمة للتقارب والموضوعات المشتركة التي يمكن أن تساعد في حل أي مشكلة، لا أن نركز على الاختلافات. مسألة الخلافات مهمة للجانبين، لكن طريقة إيجاد الحلول لها لا تكمن في إبرازها، بل في محاولة اتخاذ قناة تواصل مناسبة بين الجانبين لمحاولة التوصل إلى نتيجة جيدة.
رووداو: لكن المشكلة بصورة عامة، هي أن أصداء أي مشكلة أكبر بكثير من أصداء كل الأمور المشتركة.
خليل شيرغولامي: هذا صحيح. وكما تعلمون فإن هذا يسري على جميع المسائل السياسية.
رووداو: هل يمكن أن تخبرني عن مشكلة رئيسة تختلفون بشأنها مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني؟
خليل شيرغولامي: كما تعلمون، لن أخوض في تفاصيل مسألة الخلافات، لأننا كما أحاول أن أوضح لكم، لا ننوي التأكيد على مسألة الخلافات. دعونا نحاول أن نكون إيجابيين. فلنحاول أن نفكر بإيجابية ونسير في الطريق الإيجابي لمستقبلنا.
رووداو: حسناً. سؤالي الأخير مهم لدى جمهوري. أسمع هذا كثيرا في إقليم كوردستان وحتى في العراق يقولون: “إيران تعادي إقليم كوردستان العراق”، “إيران تسيطر على الحكومة العراقية وتحاول من خلال المحكمة الاتحادية إضعاف السلطات الدستورية للإقليم”، ماذا تقول عن هذا؟
خليل شيرغولامي: هذا يرتبط بالمعلومات الخاطئة وحملات التضليل التي تتورط فيها أحياناً أطراف خارجية. دعني أخبرك من أعماق قلبي أن الأمر ليس كذلك. لدينا علاقات جيدة جداً مع إقليم كوردستان في العديد من الجوانب، مثل العلاقات السياسية والأمنية والاقتصادية والعلاقات بين الشعبين. كما نرى أن أمننا يكمن في أمن إقليم كوردستان العراق. أنتم على علم بقصة داعش، وكيف شاركت إيران بشكل إيجابي في مواجهة هذا التحدي في جميع أنحاء العراق وفي إقليم كوردستان. في ذلك الوقت المهم للغاية كان الشعب الكوردي بحاجة إلى مساعدتنا وقد ساعدناهم لأننا نعتبرهم شعبنا وأهلنا. هذه مفاهيم خاطئة لأن العراق مهم جداً لإيران لأنه جارنا القريب. أي مشكلة في العراق ستؤثر بشكل مباشر على إيران. وبناء على هذا الفهم، فإننا في الجانب الإيراني نعتقد أن أي مشكلة في أي جانب من العراق يمكن أن تصبح مشكلة لإيران. للأسف، في السنوات الأربع أو الخمس الماضية، كانت هناك حملة دعائية ضد إيران والعراق ليس فقط في إقليم كوردستان، ولكن أيضاً في الجانب العربي من العراق، هل تذكر ما حدث عندما حاولت جهات مهاجمة قنصلياتنا في النجف وكربلاء؟ هل تذكر تلك الفترة؟ كان الأمر يتعلق بطرف خارجي يحاول التأثير والمحاولة أن يكون له تأثير مدمر على علاقاتنا الجيدة جداً. لذلك أود التأكيد على أننا نتعاطف كثيراً مع شعب إقليم كوردستان، ومع الإدارة هنا في هذا الإقليم، وهو أمر لا يمكن لبعض المشاكل الصغيرة أن تؤثر عليه كثيراً. لذلك، هذه معلومات خاطئة وسوء فهم. ولذلك، نحن بحاجة إلى مزيد من التواصل والتفاعل عبر مختلف القنوات.
رووداو: السيد خليل شيرغلامي، أشكرك جزيل الشكر على هذا الحوار، وأرحب بك من جديد في كوردستان وفي السليمانية.
خليل شيرغولامي: ممتن لأتمكن في ختام هذا الحوار من التعبير عن مشاعري القلبية لأهالي كوردستان الخيرين.
رووداو: شكراً جزيلاً.