بلينكن متحدثاً إلى عدد من مواطنيه الذين قدموا للسياحة بشارع بوند في شنغهاي، في 25 أبريل الحالي (أ ف ب)
ملخص
قبل يوم من لقائه كبار المسؤولين في بكين، زار بلينكن مدينة شنغهاي الصاخبة حيث تذوق المأكولات المحلية، وشاهد مباراة في كرة السلة، وتنزه في منطقة بوند الشهيرة على طول الضفة الغربية لنهر هوانغبو.
وأكد بلينكن خلال زيارته زعيم الحزب الشيوعي في المدينة، أن الرئيس جو بايدن ملتزم بالحوار “المباشر والمستدام” بين أكبر اقتصادين في العالم بعد سنوات من التوتر المتصاعد.
دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم الخميس، واشنطن وبكين إلى إدارة خلافاتهما بـ”مسؤولية”، مستهلاً زيارته للصين بهجوم ناعم بينما تنتظره محادثات يتوقع أن تكون صعبة.
وقد يشوب هذه الاجتماعات التوتر إذ إنه بمجرد وصول بلينكن إلى شنغهاي، وقع الرئيس جو بايدن على مشروع قانون يشمل تخصيص ثمانية مليارات دولار لمواجهة القوة العسكرية للصين، إضافة إلى مساعدات دفاعية لتايوان بمليارات الدولارات وأخرى لأوكرانيا قيمتها 61 مليار دولار، ومساعدات مماثلة لإسرائيل.
كما وقع بايدن على مشروع قانون منفصل لحظر “تيك توك” في الولايات المتحدة في حال لم تبع شركة “بايت دانس” الصينية المالكة للتطبيق أصولها في الولايات المتحدة خلال فترة تترواح بين تسعة أشهر و12 شهراً.
وسيضغط بلينكن على الصين لمنع شركاتها من إعادة تجهيز وإمداد القاعدة الصناعية الدفاعية الروسية.
وقبل يوم من لقائه كبار المسؤولين في بكين، زار بلينكن مدينة شنغهاي الصاخبة، حيث تذوق المأكولات المحلية، وشاهد مباراة في كرة السلة، وتنزه في منطقة بوند الشهيرة على طول الضفة الغربية لنهر هوانغبو.
وأكد بلينكن خلال زيارته زعيم الحزب الشيوعي في المدينة، أن الرئيس جو بايدن ملتزم بالحوار “المباشر والمستدام” بين أكبر اقتصادين في العالم بعد سنوات من التوتر المتصاعد.
وقال “أعتقد أنه من المهم التأكيد على قيمة… في الواقع ضرورة… المشاركة المباشرة والتحدث مع بعضنا البعض وتوضيح خلافاتنا، التي هي حقيقية، والسعي لتفهمها”. وأضاف بلينكن “لدينا التزام تجاه شعبنا، وبالطبع التزام تجاه العالم، بإدارة العلاقة بين بلدينا بشكل مسؤول”.
ورحب سكرتير الحزب الشيوعي الصيني في شنغهاي تشين جينينغ بالوزير بلينكن، مشيراً إلى أهمية الشركات الأميركية بالنسبة للمدينة.
وقال تشين متوجهاً إلى ضيفه “سواء اخترنا التعاون أو المواجهة، فإن ذلك يؤثر على رفاهية الشعبين والبلدين ومستقبل البشرية”.
وتعد شنغهاي، العاصمة المالية للبلاد، نقطة انطلاق للوصول إلى السلطة في الصين، حيث تولى الرئيس شي جينبينغ سابقاً مسؤوليات في المدينة.
ولم تعلن الصين عن موعد للقاء بلينكن مع شي، رغم أنهما التقيا خلال زيارة بلينكن الأخيرة في يونيو (حزيران) 2023 في اجتماع أُعلن عنه في اللحظة الأخيرة.
وافتتح بلينكن، وهو أول وزير خارجية أميركي يزور شنغهاي منذ 14 عاماً، رحلته، مساء الأربعاء، في مطعم يقدم الخبز المطهو على البخار وقصد مركز تسوق وجلس مع مساعديه في أحد مطاعمه حيث التقط له بعض الفضوليين الصور.
ثم توجه إلى ملعب لكرة سلة لمشاهدة مباراة فاصلة مثيرة بين فريقي “شنغهاي شاركس” و”جيجيانغ غولدن بولز”، وتابعها حتى نهايتها.
فرص متكافئة
كذلك دعا بلينكن، بكين إلى توفير فرص متكافئة للشركات الأميركية العاملة في الصين.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، إنه خلال الاجتماع مع أمين عام الحزب الشيوعي في شنغهاي تشن جينينغ، أثار بلينكن المخاوف حيال “السياسات التجارية والممارسات الاقتصادية غير السوقية” للصين.
وشدد بلينكن أيضاً على أن الولايات المتحدة تسعى إلى إرساء منافسة اقتصادية متطورة مع الصين وتوفير فرص متكافئة للعمال والشركات الأميركية العاملة في الصين.
فيما ترفض الصين “الانتقادات التي لا أساس لها بأن قدراتها التصنيعية مفرطة”، وترى أن صناعاتها التي تتنوع بين السيارات الكهربائية إلى ألواح الطاقة الشمسية “تنافسية ومبتكرة”.
وقال تشن من خلال المترجمين، إن أحدث مكالمة بين الرئيسين الأميركي والصيني ساعدت في “التنمية المستقرة والجيدة للعلاقات بين بلدينا. سواء اخترنا التعاون أو المواجهة، فإن ذلك يؤثر على رفاهية الشعبين وكلا البلدين ومستقبل البشرية”.
وفي أثناء وجوده في شنغهاي، تحدث بلينكن مع الطلاب الأميركيين والصينيين في الحرم الجامعي المحلي لجامعة نيويورك، حيث قال إن التفاعلات بين الثقافات هي “أفضل طريقة للتأكد من أننا نبدأ… آملين فهم بعضنا بعضاً”.
وسيتوجه بلينكن، غداً الجمعة، إلى بكين لإجراء محادثات مع وزير الخارجية وانغ يي وربما مع الرئيس شي جينبينغ، لكن قد يشوب هذه الاجتماعات التوتر.