أيها السوريون الأمجاد، يا أحفاد سلطان والعظمة وهنانو والعلي والخراط والقاوقجي والشهبندر ومريود وشلاش وقوافل المجاهدين والشهداء الأبرار، يا أبناء الوطنيين الأحرار: الأتاسي والقوتلي والقدسي والحوراني والخوري والعظم والكيخيا والحريري، وهؤلاء غيض من فيض الوطنية والشموخ والإباء. هذا يوم ينفع المناضلين نضالُهم من أجل الحرية والكرامة والسيادة. لقد دنس نظام الاستبداد والفساد شرفنا الوطني، وأهان عزة سورية وكرامتها، وفرَّط بوحدة البلاد وثرواتها البشرية والمادية، وجلب علينا العار والاحتلال والإرهاب، وارتكب من الجرائم والموبقات ما يندى له جبين البشرية جمعاء. أيها السوريون الصادقون لا تصدقوا أكاذيب النظام وأبواقه فساحات السويداء هتفت لسورية، كل سورية، إن موقف الرئاسة الروحية لم يعبر عن السويداء، بل عبر عن سورية وعن جميع السوريين الأحرار. إن الطائفية والفئوية هما صنيعة هذا النظام الذي فرق السوريين ليحكمهم حكم الظالم الفاسد، وليستأثر بالسلطة والثروة. لقد قالت السويداء كلمتها عبر ساحاتها والموقفِ الصامد لشبابها ونسائها وشجاعة شيوخها رجال الحكمة والفضيلة، ولن نتراجع. ستون عاماً من حكم الحزب الواحد وطغمة الأمن والعسكر أوصلت البلاد إلى الحضيض. إننا نريد أن نستعيد دولتنا من براثن سلطة خربت مؤسساتها وأفسدت علاقاتها ونهبت مقدراتها، ونحرر نقاباتنا واتحاداتنا من قبضة الحزب والأجهزة الأمنية كي تعود منظمات حرة تدافع عن حقوق أعضائها. نريد أن تعود السياسة إلى المجتمع، والجيش إلى ثكناته، وأجهزة الأمن إلى دوائرها المنضبطة بقوة القانون. نريد أن يستعيد الشعب مجالسه والقضاء سلطته. معاً أيها السوريون لنطرد شبح الاستبداد وغائلة الفقر مما أورثه إيانا نظام يعيش على جيوبنا ويسرق مستقبل أطفالنا، معاً لنستعيد سيادتنا واستقلالنا ونسترد ثرواتنا ونعيد أبناءنا من شتى المنافي والقفار. على الحزب الذي شكل غطاءً لإرهاب السلطة الأيديولوجي والأمني طيلة عقود، وأوصل البلاد إلى هذا الدمار الاقتصادي والأخلاقي أن يجيب عن تساؤلات الناس المشروعة: أين الثروة؟ ولماذا كل هذا الفساد؟ ومن سفك كل هذه الدماء؟ بدل أن يتحشد لمواجهتهم في الشارع وهم العزَّل إلا من كلمة الحق. أيها السوريون الأفاضل إن البلاد في خطر، لقد أصبحت مشاريع التقسيم والارتهان تطل برأسها لأن النظام الحاكم لم يعد يجد مخرجاً له وحلولاً لأزمات البلد التي افتعلها أو تسبب بها إلا عبر هذه المشاريع. معاً أيها السوريون إلى اجتماع وطني حاشد في أي بقعة من بقاع الوطن، لنقول للحاكم الظالم وأعوانه: لن تملك السوريين ولن تورِّثهم لأحد، لقد دقت ساعة الحق والحقيقة، ولن يفلت مجرم من العقاب. لن يحصّل لنا أحدٌ حقاً، نأخذه بأنفسنا. معاً إلى الحرية توهب لنا الحياة ولن يضيع حق وراؤه مطالب.

المجد لسورية وشعبها والرحمة لشهدائها الأبرار